الاثنين, 15 نوفمبر, 2010
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما قلنا في أماكن عدة ولا سيما في المقال : إشكالية العقل المعاصر ، إن علماء المدرسية
الأوروبية هم أصحاب القضية في دوران الأرض ، وأنهم لحد الآن يعتبرونها نظرية قابلة للنفي
والإثبات ! وهنا أقدم لكم مقالا للدكتور عدنان محمد الفقيه من كلية العلوم بجامعة الملك عبد
العزبز في مدينة جدة ، ملحقا بمراجعه العلمية !
وملخص ذلك :
1- للآن لا يملك أحد أي دليل علمي على صحة دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس !
2- لذلك فإن تصميم الكون المطروح من قبل المناهج الدراسية والإعلام من مجرات وأجرام
عملاقة وسنوات ضوئية ليس سوى تصورات رياضية ناتجة عن اعتماد نظرية الدوران التي لا
تزال تـفـتـقـد الدليل على صحتها ، وليس له واقع !
3- لا يوجد أي دليل علمي على خطأ القول بثبات الأرض ومركزيتها للكون !
4- تبني نظرية المجرات والمجموعات الشمسية مجرد رغبة ( هوى ) لا تقوم على أي دليل علمي
، بل على الرغم من وجود الكثير من الأدلة العلمية على مركزية الأرض للكون ! والتبرير الذي
يذكرونه : حتى لا يشعر الإنسان بالفخر والعزة ان يكون مركز الكون وان جميع الكون مخلوق
لخدمته !
وهذا ما يصفه العلماء المؤمنون بمركزية الأرض والخلق المباشر أنه تهرب من الإيمان بالخالق
المدبر والتهرب من المسئولية الأخلاقية التي تنتج عن الإيمان بالخالق !
الخلاصة : لا علاقة بين الكون الذي نعيش فيه وتتكلم عنه الأديان وبين الكون الذي يتغنى به
الفلكيون والإعلاميون ومناهج التعليم، بشهادة أهل ذلك الكون ومبتكريه ! لذا لا يجوز مزجه
بالآيات القرآنية والحديث الشريف وتسويقه على أنه إعجاز علمي ! لأن ذلك تكذيب لأصحاب ذلك
الطرح والتصور أنفسهم وتشويه لتفسير الآيات الكريمة والآحاديث الشريفة !
والله من وراء القصد !
والآن تفضلوا بقراءة مقال الدكتور عدنان الفقيه :
العلم ..مفتاح للإعجاز!د. عدنان محمد فقيه [كلية العلوم – جامعة الملك عبدالعزيز- جدة]
http://www.maknoon.com/e3jaz/new_page_103.htm
هل تدور الأرض حول الشمس فعلاً؟
يجب أن نقرر أولاً أن مسألة دوران الأرض حول الشمس مما اتفق عليه العلماء الكونيين منذ
قرون مضت غير أن هذا الاتفاق لا يعود إلى حقيقة مشاهدة أو واقع ملموس بل يرجع إلى دقة
الحسابات الناشئة من افتراض أن الأرض تدور حول الشمس وليس العكس. يقول الفيزيائي
المعاصر بول ديفس:"واليوم لا يشك عالم في كون الشمس مركز المجموعة الشمسية وأن الأرض
هي التي تدور وليس السماء" [[6]] ، ولكنه يستدرك قائلاً أنه لن نتمكن أبداً من التأكد من صحة
هذا التصور مهما بدا دقيقاً "فليس لنا أن نستبعد كلياً أن صورة أكثر دقة قد تُكتشف في المستقبل"
[[7]]، والحقيقة أننا لا نحتاج أن ننتظر اكتشاف تصور آخر لحركة النظام الشمسي حتى نتمكن من
القول أن النظام الحالي والذي يفترض مركزية الشمس ودوران الأرض حولها هو مجرد افتراض
رياضي لا يصور الحقيقة، بل إن العلم يذهب إلى أبعد من ذلك فيقول إن السؤال عمّا إذا كان هذا
التصور حقيقاً أو غير ذلك ليس بذي معنى في لغة العلم. فالحركة - والتي هي أساس المسألة التي
نتحدث عنها - كمية نسبية. فإن قلت أن الأرض تتحرك فلا بد أن تنسبها إلى شيء ما حتى يصبح
قولك معقولاً، فلو تصورنا كوناً فارغاً لا حدود له، ولا يوجد به سوى جرم واحد، فلن نستطيع
حينئذ أن نقول أن هذا الجرم ساكن أو متحرك، إذ لا بد أن ننسبه إلى مرجع لكي نقول إنه متحرك
بسرعة كذا بالنسبة إلى هذا المرجع، أو إنه ساكن بالنسبة له. ومنذ أن ألغت النسبية الخاصة فكرة
الأثير والذي كان يمثل الوسط الساكن والمطلق الذي تتحرك فيه الأجرام السماوية أصبح قولنا إن
الأرض تدور حول الشمس مجرد افتراض وجدنا أنه يفيدنا من الناحية العملية أكثر من الافتراض
المعاكس، بل إنه حتى في زمن كوبيرنيكس نفسه "فقد دافع مناصروه عنه أمام الكنيسة بأن
النموذج الذي قدمه كان مجرد تحسين رياضي مفيد لتحديد أماكن الكواكب في المجموعة الشمسية
وليس تمثيلاً حقيقيا لواقع العالم" [[8]]. لكن الإضافة التي جاءت بها النسبية هي أنها جعلت من
قضية مركزية الشمس أو مركزية الأرض مسألة اعتبارية بالضرورة، إذ إن كل شيء في هذا
الكون يتحرك بالنسبة لكل شيء فيه ولا يوجد سكون مطلق أو حركة مطلقة كما أوضح ذلك
الرياضي والفيلسوف الإنجليزي الشهير برتراند رسل [[9]]. وخلاصة القول كما يعبر عنه
الفيلسوف الإنجليزي-الأمريكي والتر ستيس إنه "ليس من الأصوب أن تقول أن الشمس تظل ساكنة
وأن الأرض تدور من حولها من أن تقول العكس. غير أن كوبرنكس برهن على أنه من الأبسط
رياضياً أن نقول أن الشمس هي المركز ... ومن ثم فلو أراد شخص في يومنا الراهن أن يكون
"شاذاً" ويقول إنه لا يزال يؤمن بأن الشمس تدور حول أرض ساكنة فلن يكون هناك من يستطيع
أن يثبت أنه على خطأ" [[10]].
هل الأرض مركز الكون؟
ومادام الحديث متعلقاً بحركة الأجرام السماوية فيحسن بنا أن نتناول مسألة علمية أخرى تعد مثالاً
صارخاً عن تحيز الموقف "العلمي" ضد الرؤية الإيمانية، في تفسيره لنتائج التجربة. ولندع أشهر
علماء الفلك النظريين في عصرنا الحاضر وأعلاهم صيتاً البرفيسور ستيفن هوكنج يحدثنا عن هذه
المسألة!
بعد سرده للمشاهدات التجريبية، التي استنتج العلماء منها أن المجرات في هذا الكون الفسيح تبتعد
عنا مسرعة من جميع النواحي يشرح هوكنج [[11]] في كتابه "موجز في تاريخ الزمن" كيف أن
الفيزيائي والرياضي الروسي ألكسندر فريدمان قد وضع فرضيتين بسيطتين حول الكون بغرض
شرح النسبية العامة لأينشتين وينصّان على:
1. أن مظهر الكون يبدو واحداً من أي اتجاه نظرنا إليه.
2. أن هذا الأمر لا يختص بكوكبنا الأرضي بل هو صحيح أيضاً لو كنا في أي موقع آخر في هذا
الكون.
ثم يستطرد في شرح كيف أن الأدلة قد تضافرت على تأييد الفرضية الأولى، ومن ثم أصبح من
المقبول علمياً أن نعتقد صحتها، ثم يقول:"وللوهلة الأولى فإن هذه الأدلة والتي تبين أن الكون يبدو
متشابها بغض النظر عن الاتجاه الذي ننظر منه، قد توحي بأن هناك شيئاً خاصاً حول مكاننا من
هذا الكون، والذي نعنيه بالذات أننا إذا كنا نشاهد جميع المجرات الأخرى وهي تتجه مبتعدة عنا
من جميع الاتجاهات فلابد إذا أن نكون في مركز هذا الكون". لكنه يستطرد قائلاً إن هناك بديلاً
آخر لهذا الاستنتاج، وهو أن الأمر سيبدو كذلك أيضاً لو كنا في أي موقع آخر في هذا الكون،
مشيراً بذلك إلى فرضية فريدمان الثانية والتي ذكرناها آنفاً. ولكن إذا كان هناك من الأدلة العلمية
التجريبية ما يؤيد فرضية فريدمان الأولى، مما جعلنا نتقبلها، ونتساءل بناء على قبولنا إياها: هل
الأرض مركز الكون؟ فهل هناك من دليل علمي على فرضيته الثانية؟ يجيب هوكنج قائلاً: " إننا لا
نملك دليلاً علميا يؤيد أو يناقض هذه الفرضية ولكننا نؤمن بها بدافع التواضع" ويعني بذلك أننا
مضطرين لقبول الفرضية الثانية لأن عدم قبولها يعني أن لنا أهمية خاصة في هذا الكون تجعلنا في
مركزه مع امتداده الشاسع من جميع الاتجاهات، ولهذا السبب وحده يتجه العلماء إلى قبول فرضية
فريدمان الثانية! ولا يخفى ما في هذا التفكير من تأثر بالمذهب المادي، الذي ينظر إلى الإنسان
على أنه وليد الصدفة المحضة لا شيء يميزه عن غيره من الكائنات، بما في ذلك موقعه من هذا
الكون العظيم. فانظر كيف يقترح المنهج العلمي استنتاجاً مباشرا، ثم انظر كيف يحيد "العلماء"
عن هذا الاستنتاج - استناداً إلى فرضية لادليل عليها - لمجرد أنه يوحي بخصوصية الإنسان، وما
يتبع ذلك بالطبع من وجود خالق لهذا الكون. ومن الجدير بالذكر أنه قلّما يُشار في الكتب العلمية
إلى احتمالية كون الأرض مركزاً للكون، فضلاً عن أن يقال إن هذا هو الاستنتاج الطبيعي
للمشاهدات الكونية، بل عادة ما تقدم النظرية الأخرى على أنها الاستنتاج العلمي المعتبر؛ لمجرد
أن بديلتها توحي بوجود إرادة تدبر هذا الكون، وغاية من وراء وجود الإنسان فيه.
[5] جون بولكين هورن، 2000م ، " ما وراء العلم : السياق الإنساني الأرحب" ، عرض د. يمنى طريف الخولي، المكتبة الأكاديمية ، القاهرة.
[6] بول ديفس وجون جريبين، 1998، " أسطورة المادة: صورة المادة في الفيزياء الحديثة"، ترجمة علي يوسف علي، سلسلة الألف كتاي الثاني (299)، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.
[7] المرجع السابق.
[8] B. Carroll and D. Ostlie, 1996, “An Introduction To Modern Astrophysics”, Addison –Wesley, Reading. USA.
[9] Bertrand Russell, 2000, “ ABC Of Relativity: Understanding Einstein”, Orion Audio Books, London.
[10] والتر ستيس، 1998، الدين والعقل الحديث، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام، مكتبة مدبولي، القاهرة.
[11] Stephen Hawking, 1996, “ The Illustrated A Brief History Of Time”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..