الثلاثاء، 17 يناير 2012

جهاد الطلب الذي مارسه الأنبياء

ماذا تقول في جهاد الطلب الذي مارسه الأنبياء دكتور صيني؟

د. صالح الشمراني

الأخ الصيني وجهاد الطلب مجموعة القاسم 1151
المرء يتردد في الرد على شذوذات المسائل فهي من جهة صدورها غنية عن المناقشة لكن من جهة متلقيها الذي يخشى عليه تلقفها بلا روية تستوجب الإشارة ، ومن هذا ما أورده الأخ سعيد الصيني والرد على ما أورد حول جهاد الطلب هو وغيره يتطلب وقتا صرفه مع غيره أولى لكنها تحلة قسم.
تجللت مشاركة الأخ سعيد المشار إليها بنصيحة لكبار العلماء بضرورة الانعتاق عن الاجتهادات السابقة وإعمال الاجتهاد في النصوص وعدم الثقة باجتهادات المتقدمين بل جمع النصوص والانطلاق مباشرة إلى الحكم ، هذه نصيحة قد تبدو رائعة ولكنها ليست كذلك ، ولئن كان كبار العلماء يتقيدون بفهم سلف الأمة فإن من ينكر جهاد الطلب قيد بضغوط الحريات الغربية المزعومة وأخف قيوده قراءات عصرانية للنصوص فلم يأت الأخ سعيد بجديد وإنما استبدل قيدا بقيد.
ثانيا : من الخطأ أن تصف كتاب الله بالمعصوم فلا أحد من أهل العلم يصف كتاب الله بأنه معصوم بل هو كتاب الله المهيمن والمعصوم مفعول والعاصم الله ولا عاصم إلا هو.
ثالثا : هناك خلط كبير بين أمر الإسلام بحسن المعاملة والبر لغير المحاربين وبين البراءة من دينهم ولا تلازم بينهما وبالتفريق جمع أهل السنة بين الأدلة وبعدمه أبطلت القراءة العصرانية آيات البراءة من الشرك وأهله ، ولو سئلت هل ترضى عن الكفر وأهل وهل تعين الكافرين على كفرهم لقلت لا فهذه هي البراءة فكيف ينكرها من يمارسها.
رابعا : ينبغي أن تضيف إلى معلوماتك أن جهاد الطلب ليس لإدخال الناس بالسيف في الإسلام فلم يقل هذا أحد من المسلمين فضلا عن علمائهم ، وإنما هو لتوفير بيئة حرية كاملة يختار الناس فيها دينهم الذي يرتضونه فإن أبوا الإسلام دفعوا الجزية ودفعهم لها ليس ظلما لهم فإن المسلم يدفع أكثر منها في الزكاة ، وإنما يدفعونها مقابل عيشهم وحمايتهم المجانية من قبل الدولة المسلمة ، فيدفعها الرجل القوي منهم فقط ويآمن على نفسه وأهله وماله ، وليس عليه جهاد بخلاف المسلم.
فالسيف لفتح الأوطان والقرآن لفتح القلوب
خامسا : التجاسر على تسفيه ونسف قول جماهير أهل العلم بل وإجماعهم على مشروعية هذا النوع من الجهاد ولم يختلفوا إلا في وجوبه ماذا تقول فيه؟ هل عاشت الأمة مغيبة عن هذه الحقائق الجديدة المزعومة ومتى اكتشفت ؟ ومن اكتشفها ؟
سادسا : ماذا تقول في جهاد الطلب الذي مارسه الأنبياء (ادخلوا القرية التي كتب الله لكم) وعن سليمان قال :(فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها) ، ومارسه رسولنا في بدر وحنين وتبوك ، ومارسه الصحابة في مؤتة والقادسية وكثير من غزواتهم وحروبهم فضلا عن جهاد الأمة وفتوحاتها.
سابعا : أرجو ألا تمارس ما حذرت منه من الاعتقاد ثم دفع الأدلة السابقة وتتمحل في تأويلها ، أما إن قلت إن الصحابة رجال ونحن رجال فهذا شيء آخر ولعلك ظفرت بخير لم يسبقوك إليه ؟.
ثامنا : الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة هي قاعدة الدعوة في الإسلام ولكن هذا لا يمنع من القسوة أحيانا على المخالفين إذا ظهر جهلهم وعنادهم كما قال تعالى عن موسى في خطابه لفرعون (وإني لأظنك يا فرعون مثبورا) مع أن الله أوصاه أن يقول له قولا لينا ، وقال صلى الله عليه وسلم ( قتلوه قتلهم الله ) في فتوى صاحب الشجة لما جاءت بلا علم ، وقال : " إنك امرؤ فيك جاهلية " وقال في ابن خطل (اقتلوه وإن كان متعلقا بأستار الكعبة )
فوضع الندى في موضع السيف بالعلا     مضر كوضع السيف في موضع الندى
تاسعا : ثم إن مغازلة النظم الغربية محل استهجان حتى منهم فهم يمارسون قتال الطلب والنهب في كل زاوية من زوايا العالم فكيف يبقى لمسلم عذر أن يسعى فيهم وقد عاثوا في الأرض فسادا.
عاشرا وآخرا : القول بمشروعية جهاد الطلب ليس معناه الهجوم على كل دولة وقرية بل له شروط وأحكام رتبها القاسطون وجهلها المتعالمون ، والله غالب على أمره.
كتبت هذا إبراء للذمة ولن استرسل في الردود ، ولك أخي سعيد خالص ودي.
د.صالح بن علي الشمراني
أم القرى/22/2/1433هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..