الثلاثاء, 28 فبراير 2012
غادر
الرئيس علي عبدالله صالح أمس دار الرئاسة في صنعاء للمرة الاخيرة منذ
توليه الحكم قبل 33 عاماً حاملاً معه صفة الرئيس السابق، بعد مراسم
بروتوكولية لوداعه وضعت خصيصاً بالاتفاق بين
اركان الرئيسين القديم والجديد
الوفاقي عبد ربه منصور هادي.وجرى التسليم والتسلم في احتفال غير مسبوق عربياً، منذ مطلع الالفية الثالثة وبداية «الربيع العربي»، وقاطعه رئيس الوزراء وغابت عنه المعارضة، ووسط عزف السلام الجمهوري.
هادي، الذي يحمل رتبة مشير في الجيش اليمني، امل في خطاب للمناسبة، أن يتكرر الاحتفال، بعد إنتهاء فترته الرئاسية المحددة بعامين، في إطار التداول السلمي للسلطة، واحترام خيارات الشعب اليمني الديموقراطية.
وشهدت صنعاء، ومعها العالم العربي المراسم، التي بثها التلفزيون اليمني مباشرة، وحضرها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، والمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر، وسفراء الدول الراعية لاتفاق التسوية السياسية للأزمة اليمنية، وقيادات الدولة، وأعضاء مجلسي النواب والشورى المنتمين إلى حزب المؤتمر الشعبي العام، وعدد من الشخصيات السياسية والقبلية والإجتماعية، في حين قاطعت أحزاب «اللقاء المشترك» وممثلوها في حكومة «الوفاق»، وفي مقدمهم رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه. على اعتبار أن احتفال تنصيب هادي رئيساً للجمهورية تم في مجلس النواب السبت الماضي بعد إدائه القسم وتسلمه شهادة فوزه من اللجنة العليا للانتخابات، اضافة إلى أن إتفاق التسوية، الذي نصت عليه المبادرة الخليجية، لم يتضمن إجراء مراسم تنصيب الرئيس الجديد أو وداع الرئيس السابق في دار الرئاسة.
وتبادل صالح وهادي كلمات الثناء. وقال الرئيس الجديد: «إننا أمام مرحلة صعبة ومعقدة والشعب اليمني، الذي خرج بالملايين في الانتخابات المبكرة، اعطانا رسالة واضحة من اجل الأمن والاستقرار والتغيير». واضاف: «إننا اليوم نرسي قاعدة جديدة للتبادل السلمي للسلطة في اليمن، هذه القاعدة التي نتمنى أن تسير على هذا النحو كونها مطلب الشعب اليمني والعمل بالنهج الديموقراطي والعودة الى الاحتكام للشعب مصدر السلطة وفقا لما ورد في الدستور».
ولفت هادي إلى أهمية تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة، آملاً «أن نجتمع بعد عامين في هذه القاعة لنودع قيادة ونستقبل قيادة، وأن أقف بعد عامين في مكان علي عبدالله صالح ويقف الرئيس الجديد في مكاني وكل طرف يودع الثاني وهذه سنة الحياة في التغيير».
وحرص الرئيس السابق على تسليم علم اليمن إلى الرئيس الجديد، قائلاً «أسلم علم الثورة والجمهورية والحرية والأمن والإستقرار إلى يدٍ أمينة». وعبر عن «تهانيه ومباركته لأخيه وزميليه بانتخابه رئيساً للجمهورية وقائداً أعلى للقوات المسلحة».
واعتبر علي صالح «ان المهام الملقاة على عاتق الرئيس الجديد عظيمة وجسيمة، في ضوء ما خلفته الأزمة من أضرار بالوطن والمواطنين والاقتصاد الوطني». ودعا «أبناء اليمن الى الوقوف صفاً واحداً إلى جانب القيادة السياسية ومؤازرتها وتحقيق الاصطفاف الوطني في مواجهة الإرهاب الذي يستهدف أمن اليمن واستقراره».
وانتقد صالح «استهداف» قوات الحرس الجمهوري، التي يقودها نجله العميد أحمد علي صالح السبت الماضي. وقال «انه استهداف للقوات المسلحة ولامن اليمن». مشدداً على ان «لا مكان للإرهاب في اليمن».
ولم يُعرف رسمياً بعد ما اذا كان الرئيس السابق سيبقى في اليمن ام يُغادر الى اثيوبيا كما تردد. وكان صالح قال إنه سيبقى على الساحة السياسية كزعيم لحزب المؤتمر الشعبي العام.
وسادت تساؤلات عن القرارات التي سيتخذها الرئيس الجديد لتنفيذ الشق الثاني من المبادرة الخليجية وعبر اعادة تنظيم القوات المسلحة وما اذا كان سيُشكل حكومة جديدة او يبقي الحالية على ما هي.
وبموجب المبادرة الخليجية، يفترض ان يقود هادي خلال الفترة الانتقالية التي تستمر سنتين حواراً وطنياً شاملاً يتطرق خصوصاً الى قضية الجنوب حيث يطالب «الحراك الجنوبي» بالنفصال عن الشمال والعودة الى «دولة الجنوب» التي كانت مستقلة حتى العام 1990.
كما يفترض ان يبحث الحوار في قضية المسألة الحوثية من اجل تثبيت السلام في شمال البلاد بعد ست جولات من العنف مع القوات الحكومة بين 2004 و2010.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..