الثلاثاء 29 ربيع الأول 1433 الموافق 21 فبراير 2012
الإسلام اليوم/ الرياض
أعرب نشطاء سعوديون عن استياءهم الشديد من الإساءة للمقدسات الإسلامية من جهة، والتعامل المفرط من قبل بعض رموز وأتباع الوسط الدعوي مع تلك الإساءات من جهة أخرى، وذلك على خلفية الجدل الذي أثير عقب
اتهام الكاتب حمزة كاشغري بالإساءة للإسلام.
وقال النشطاء في بيان وصل الإسلام اليوم نسخة منه: "إنّ الإساءة للمقدسات الدينية جرم عظيم عند الله وبالرغم من ذلك إلا أننا نتمسك بأن الطريق السليم والشرعي للتعامل مع الفكر وأن أساس الحضارة الإسلامية هو إقامة التصورات والعقائد بناء على البراهين، لا على الإكراه ولا على التعدي المخالف والاستعداء عليه".
وشدد النشطاء على ضرورة التمسك بالطريق السليم والشرعي للتعامل مع مثل تلك القضايا وليس العمل على تصفيتها واستخدام لغة التكفير والتخوين، مضيفين "إننا نذكر بأن أي تأجيج من أي طرف يتناقض جذريا مع مصالح الوطن، فتقدم الوطن مرهون بقدرة التيارات المختلفة على التعايش بل والتعاون ونحن قادرون على ذلك، فنحن شعب ينتمي لحضارة عظيمة قامت دولتها الأولى على أساس "وثيقة المدينة" والتي أسست للتعايش حتى مع أهل الأديان الأخرى".
ورفض البيان ـ الذي وقع عليه 44 ناشطا سعودياً ـ ما وصفوه بالـ"تحريض" والملاحقة التي اشترك فيها بعض الرموز الدعوية والتي تشي بقيادات المجتمع يلاحق فيه الناس باسم التعدي على الثوابت الدينة والتفتيش في نواياهم. وكذلك التحريض والاستعداء من أي تيار آخر، وهو ما "دأبت عليه رموز ليبرالية متظرفة في بلدنا منذ زمن".
وناشد البيان جميع النخب في البلاد بأن يقوموا بواجبهم الديني والوطني تجاه الهبات الجماهيرية وذلك بترشيدها لا الانجراف معها أو استغلالها، وخاصة الدعاة بأن يقوموا بأدوارهم.
وكان الكاتب السعودي حمزة كاشغري نشر عبر تويتر تغريدات مسيئة للنبي والذات الإلهية، وأصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السعودية الذي يرأسها مفتي المملكة عبدالعزيز آل الشيخ فتوى بأن كاشغري "كافر" و"مرتد" ويجب محاكمته، فيما رأى البعض قبول توبته التي أعلن عنها عقب هذه التغريدات.
وفرّ الصحفي السعودي إلى ماليزيا، بعد عاصفة من الغضب اشتعلت إثر ذلك لكن السلطات في ماليزيا قامت لاحقا بترحيله إلى الرياض.
وأطلقت عدة منظمات حقوقية دولية حملة لحثّ السلطات السعودية على إطلاق كاشغري وإسقاط جميع الاتهامات الموجهة إليه، من بينها "هيومن رايتس ووتش"، والاتحاد الأوروبي .
وفيما يلي نص البيان:ـ
خطاب حول تداعيات قضية حمزة
الحمد لله الذي قال في محكم التنزيل (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) )، وصلى الله وسلم على نبينا الأمين الذي قال " (إنما بعثتم مبشرين لا منفرين)".
أما بعد : فإننا كأبناء لهذا الوطن وغيورين على الدين تابعنا بإستياءٍ بالغٍ ما حصل مؤخراً في وطننا العزيز من إساءاتٍ للمقدسات الإسلامية واستمر استياؤنا مصحوباً باستغرابٍ واسعٍ من الطريق الذي سلكه بعض الناشطين في الوسط الدعوي -رموزاً وأتباعاً- في التعامل مع الأحداث، بالعمل على تصفية بعض التيارات المخالفة لها إنطلاقاً من قضية حمزة كاشغري، واستخدام لغة التكفير والتخوين الذي يهدد السلم الأهلي، في ابتعادٍ واضحٍ عن روح الإسلام الذي استطاع أن يستوعب جميع النحل والملل في كيانه الحضاري، ومما زاد تعجبنا أن يحصل هذا في وقت تجتمع فيه التيارات المختلفة لمصلحة أوطانها في البلدان العربية الأخرى، ولذلك بادرنا لتوضيح موقفنا في النقاط التالية :
١- نعتقد أن الإساءة للمقدسات الدينية جرمٌ عظيمٌ عند الله سبحانه وتعالى وأذى للمؤمنين، وبالرغم من ذلك إلا أننا نتمسك بأن الطريق السليم والشرعي للتعامل مع الفكر هو الفكر ولا غير، وأن أساس الحضارة الإسلامية هو إقامة التصورات والعقائد بناءً على البراهين وهذا ما امتازت بها حضارتنا، لا على الإكراه ولاعلى التعدي علي المخالف والإستعداء عليه، وفي ذلك يقول المولى عز وجل: ( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين).
٢- وبناءً على ذلك فكما أننا نؤكد رفضنا للتحريض والملاحقة التي اشترك فيها بعض الرموز الدعوية والتي تشي بقيادتنا لمجتمعٍ يلاحق فيه الناس باسم التعدي على الثوابت الدينية والتفتيش في نواياهم مستصحبين بذلك روح صراعاتٍ سابقة، فإننا نرفض كذلك التحريض والإستعداء من أي تيارٍ آخر، وهو ما قد دأبت عليه رموزٌ ليبراليةٌ متطرفةٌ في بلدنا منذ زمن.
٣- نناشد جميع النخب بأن يقوموا بواجبهم الديني والوطني تجاه الهبات الجماهيرية وذلك بترشيدها لا الإنجراف معها أو استغلالها، ونخص بذلك الدعاة بأن يقوموا بأدوارهم كدعاة لا قضاة، ورحم الله أحد الدعاة حين قال "(ولقد قلنا مراراً أننا التزمنا أصلاً لا محل للخروج عليه وهو ألا نتعرض للأشخاص بحكم وإنما نعلن الأحكام الشرعية تاركين لكل مستمع أن يضع نفسه في الموضع الذي هو أعلم بنفسه أنه ينطبق عليها، وقلنا مراراً أننا دعاة ولسنا قضاة) ".
وفي الختام فإننا نذكر بأن أي تأجيج من أي طرف يتناقض جذريا مع مصالح الوطن، فتقدم الوطن مرهونٌ بقدرة التيارات المختلفة على التعايش بل التعاون، ونحن قادرون علي ذلك بإذن الله، فنحن شعبٌ ينتمي لحضارةٍ عظيمةٍ قامت دولتها الأولى علي أساس "وثيقة المدينة" والتي أسست للتعايش حتى مع أهل الأديان الأخرى، كما نذكر بأنه لايمكن تحقيق ذلك خارج دائرة الحوار والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا هو المنهج الدعوي الأصيل الذي كان أحد رموزه الإمام حسن البنا رحمه الله فكان يحتوي الآخر بدل مصادمته، ولو شُكِكَ في بعض ثوابت الدين،كما حصل له مع طه حسين ومحمد خلف الله ومكرم عبيد وغيرهم، والله نسأل أن يحفظ لنا وطننا وأن يهدينا إلى سواء السبيل.
الموقعون:
١- أحمد سعد العوفي.
- أحمد مسفر القرني.
٣- أسامة الغامدي.
٤- أسامة صالح الحربي.
٥- أنس باباسط.
٦- أيمن حبيب فلاتة.
٧- بدر الجعفري.
٨- بندر عاتي.
٩- بندر محمد مقري.
١٠- ثامر الزايدي.
١١- حسن الشريف.
١٢- حمدان يوسف الحمدان.
١٣- رامي فهد الخزي.
١٤- سامي يحي.
١٥- سلطان السفياني.
١٦- صالح الرشود.
١٧- صالح السفياني.
١٨- طارق المبارك.
١٩- عبدالرحمن الجعدي.
٢٠- عبدالرحمن وليد دادا.
٢١- عبدالعزيز حسين الردادي.
٢٢- عبدالعزيز الحيص.
٢٣- عبدالله مطر الحجيلي.
٢٤- عبدالملك عبدالسلام علي سروجي.
٢٥- عماد عبدالرزاق بخاري.
٢٦- عمار بسام يماني.
٢٧- عيضة ابراهيم المطرفي.
٢٨- ماجد جعفر الغامدي.
٢٩- محمد آل شبيلي.
٣٠- محمد أمين تركستاني.
٣١- محمد بريك العلياني.
٣٢- محمد بن خالد العجيمي.
٣٣- مجدي صالح قاري.
٣٤- مشعل الهمامي.
٣٥- مروان القرني.
٣٦- معاذ بادحدح.
٣٧- معاذ عبدالله آل عبدالرحمن.
٣٨- مهند عبدالعزيز بابصيل.
٣٩- هاني عبالرحيم المنيعي.
٤٠- ياسر سامي فضل الله.
http://islamtoday.net/albasheer/artshow-12-163609.htm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..