الأحد، 5 فبراير 2012

موضة التعري تتناقض مع لباس التقوي




يقول الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز :( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون ( 26 ) ) .
يمتن تبارك وتعالى على عباده بما جعل لهم من اللباس والريش فاللباس المذكور هاهنا لستر العورات - وهي السوءات والرياش والريش : هو ما يتجمل به ظاهرا ، فالأول من الضروريات ، والريش من التكملات والزيادات, ولكن ما نعيشه الآن من ما نجده في الأسواق ومحلات الملابس النسائية هو نقيض محتوي هذا الأمر الرباني , فنجد ان التعري في الملبس خصوصا للنساء هو السائد !! وكان هذا الجسد اصبح كالسلعة المكشوفة لأعين الناظرين اليه . قد يقول قائل ولكن النساء هنا يرتدين العباءة فبالتالي لن تري اجسادهن المكشوفة الا للنساء امثالهن . ولكن حتي في هذا المناخ الذي قد لايكون فيه الا النساء الا يوجد هناك ما يسمي بالحشمة في الملبس ؟؟
موضة التعري من الملبس أصبحت سائدة في المجتمعات الغربية فنقرا عن الموضة ونشاهد عروض الأزياء التي يسخر مصمموها من الذكور من النساء في الواقع فيتفنون في تصميم ملابس موغله في التعري او البشاعة ومثلها في تسريحات شعور النساء مما يلفت نظر من ينظر اليهن وكانهن وحوش مستنفرة من الألوان والتقاليع الغريبة . ويعلنون في اللقاءات معهن انهن يردن ان تكون من تلبس هذا الملبس مثيرة للرجال !!!
نعم تجد هذه العبارات تتكرر ولانجد من يتهمهم انهم ينظرون الي النساء نظرة جنسية كما نقرا لمن يهاجم بعض العلماء فيدعون انهم لاينظرون الي النساء الا علي انهن للفراش فقط !!
من جولات لمعارض بيع الملابس في مدننا هنا تستغرب هذا الكم الهائل من الملابس التي للأسف هي ( شبه ملابس ) من التعري الذي تحمله لمن ستلبس هذا اللباس !! وتجد ان موضوة التخلي عن الملبس الذي يواري سوءات النساء غير متوفر بالشكل الصحيح .
موضة التعري منتشرة في مجتمعات اوربا فمنذ سنوات ونحن نقرا عن مذيعة تخلع ملابسها امام الكاميرا لمزيد من الأثارة واجتذاب مشاهدين لتلك القناة او سواها . ونقرأ عن احدي الرافضات الحرب علي العراق التي تعرت من ملابسها امام البيت الأبيض قبل سنوات !!
وحاليا تنتشر قصص الممثلة الأيرانية غلشيفته فراهاني التي منعتها  السلطات الايرانية الايرانية من العودة الى بلادها بعد ان تصورت عارية لمجلة "لو فيغارو" الفرنسية احتجاجا على القيود المفروضة  على المرأة في إيران حسبما نقلته صحيفة "دايلي تلفغراف" البريطانية.
وذكرت الصحيفة ان الممثلة الشابة غادرت بلدها الام العام الماضي في خطوة احتجاجية على القواعد الاسلامية التي ينبغي ان تتبعها صناعة السينما الايرانية بموجب السياسة المحافظة التي ينتهجها الرئيس محمود احمدي نجاد في مجال الثقافة.
وقالت فرهاني للصحيفة "ان وزارة الثقافة والإرشاد الاسلامي في ايران أبلغتني رسميا بأن البلاد ليست في حاجة الى الممثلين او الفنانين ونصحتني بتقديم خدماتي الفنية خارج ألبلاد" 
وقد أثارت صورة فراهاني العارية ردود افعال متعددة ومتباينة ظهرت في صفحتها على "الفيسبوك" بعد ساعات عدة من نشر ألصورة حيث انتقد البعض فراهاني على ألبذاءة فيما أعجب آخرون بـ"جرأتها على ازالة القيود المفروضة على النساء في البلدان الإسلامية
ومن التعليق علي هذه المواقف نجده في الصحف الغربية لايخرج عن كونه :( هذا ويبدو ان ألتعري أصبح وسيلة تتمتع بشعبية في صفوف شابات يسعين الى التعبير عن احتجاجهن ضد ما يسمينه "قمع المرأة واضطهاد في بلدان اسلامية محافظة) !!.
ومانشر منذ ايام عن اليوم العالمي لخلع البنطلون بلندن  حيث شهد مترو العاصمة البريطانية لندن أغرب احتفال عالمي بيوم "لا للبنطلون "، حيث بدأ في ساعة الذروة الركاب دون سراويل وهم يسمعون الموسيقى في "الآي باد"أو يقرأون الكتب.
ويعد "لا للبناطيل" يومًا عالميًا يحتفل به في العديد من المدن ألعالمية حيث بدأ في نيويورك عام 2001 بسبعة أشخاص فقط ثم انتقل بعدها إلى 60 مدينة أخرى، منها واشنطن ومدريد ومكسيكو وتورنتو، بحسب صحيفة "الديلي ميل" البريطانية.
واشترك في هذا الاحتفال، آلاف الركاب في مترو الأنفاق في لندن وحول ألعالم وبدأ اليوم بـ150 فرداً تبعهم العديد من الركاب في خلع بنطلوناتهم من الرجال والنساء بينما نظر لهم بعض الركاب الذين رفضوا هذا الاحتفال باندهاش.
أما في تورنتو بكندا فقد ارتدى المشتركون ملابس تنكرية، لإضفاء مزيد من البهجة على الاحتفال للسنة الخامسة على التوالي. في ألمقابل اعتبر البعض أن الأمر ليس جيدا فتقول إليسيا لوبيز من المكسيك حيث اشترك أكثر من 700 شخص في يوم "لا للبناطيل "أرى أن الناس من دون بناطيل عراه وأنا لا أحب هذا على ألإطلاق وأضافت "أنا لا أعرف مطالبهم، أو لمَ يحتجون بهذه ألطريقة ولكن إذا كانوا يحتاجون شيئًا فهناك طرق أخرى للتعبير عنها وهم محتفظون ببناطيلهم ".
وقال دان باشكيرانو منظم ألاحتفال "نحن نريد أن نحتفل، ونستلهم بعض ألمتعة كما أننا نود أن نرى ردود أفعال الناس التي سترانا من دون بناطيل .
توقفت كثيرا عند هذه العبارات وتساءلت أي متعة هذه التي يريدونها من خلع ملابسهم ؟؟ وكأنهم يريدون العودة الي مرحلة الإنسان الذي لا يستر جسده إلا اوراق الشجر في الغابات !!
ثم لاننسي ان معتقلات الطغاة تلجا الي تعرية من يريدون تعذيبه وصور سجن ابوغريب لاتزال حاضرة في الأذهان وكيف كان زبانية المحتل الأمريكي يتضاحكون امام هرم من الأجساد العارية للعراقيين الشرفاء الرافضين لهذا المحتل !!
** هذه التوجهات تؤكد ان موضة التعري تترافق مع تسليع الإنسان وتحويله الي آلة للاستمتاع وليكون منتوج مشوه لحضارة الأشياء الغالبة الان . وألا لماذا يلجئون الي خلع الملابس ليعبرون عن رفضهم لمواقف سياسية او اجتماعية او فكرية ؟؟
**كم هي نعمة الاسلام علي المسلمين اكبر من ان نفهمها ونعتبر بها وننفذها في حياتنا ومنها نعمة الحياء والحشمة والعفة والحفاظ علي كرامة الإنسان .سواء في الفكر او السلوك او الملبس .

د. نورة خالد السعد / أكاديمة وكاتبة |  02/02/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..