شفق نيوز/ انتشرت في السنوات
القليلة الماضية حالات غير مسبوقة بالنسبة لبلد محافظ منذ عقود وهي ما يعرف
بـ"تبادل الزوجات"، وبخاصة في العاصمة العراقية بغداد مقتحمة بذلك العادات
والشرع اللذين يتمسك بهما الكثيرون.
الحالة
التي لم تجد مكانا لممارسة الجنس الجماعي تحت أعين الناس تسللت عبر
الانترنت في بادئ الامر، حيث يقوم الزوجان من خلال المواقع الاجتماعية
بالتواصل مع أزواج آخرين لتحديد موعد غداء أو عشاء، وبعد ذلك يتبادل
الزوجان زوجاتهما ليمارسا الجنس.
ومن الصعب على السكان رصد مثل
تلك الحالات لأنهم يعتقدون أن الزوجين قريبان لجارهم وجاءا لزيارة معينة،
حيث اعتاد العراقيون على الزيارات فيما بينهم كعرف اجتماعي وبخاصة في
المناطق الشعبية.
وبسبب انشغال السياسيين
بالأزمات الخاصة بهم وغياب الأجهزة الأمنية أو انشغالها برصد ما يتعلق
بالأمن، استفحل الكثير من الحالات ومنها "تبادل الزوجات" والذي يعده
مراقبون ورجال دين أخطر ظاهرة منذ تأسيس الدولة العراقية.
المنتديات الجنسية والتي يتبادل
فيها المدونون آرائهم عن الموضوع أسهل طريق لتبادل أرقام الهاتف أو البريد
الالكتروني بين أي زوج يريد أن يبادل زوجته مع شخص آخر قبل أن يرى الأزواج
الأربعة أو أكثر بعضهم البعض عبر كاميرات الحاسوب.
ولا توجد رقابة في العراق على
مواقع الانترنت كما لا توجد سياسة لحظر المواقع غير المرغوب فيها كما هو
الحال بالنسبة للعديد من الدول.
ونشر شخص لقب نفسه بـ"فارس
الرومانسية" تعليقا في احد المنتديات التي تروج للجنس قال فيه "نحن زوجان
من بغداد حاولت مرارا (الحديث) مع زوجتي لإقناعها في فكرة تبادل الزوجات
وكانت ترفض".
وأضاف في التعليق الذي رصدته "شفق نيوز"
في الآونة الأخيرة "والآن وافقت بعد صعوبة كبيرة (...) والرجاء عدم
الإزعاج من هم ليس من بغداد والموضوع جدي جدي جدي وأنا بانتظاركم".
ورد على تعليق "فارس
الرومانسية" شخص يلقب نفسه بـ"عاشق تبادل الزوجات" بالقول "حبيب كَلبي
(قلبي) أنت, اجيت بوكتك (أتيت في وقتك) آني هم دا أدور تبادل زوجات صارلي
(منذ) فوك (نحو) السنة وملكَيت (ولم أجد) أي أحد".
ومضى يقول "وهسة (أما الآن) لأني محظوظ لكيتك (وجدتك) وآني وزوجتي من زمان نحجي (نتحدث) بالموضوع بس هم ماكو (لكن لا) احد يشاركنا".
ونشر "عاشق تبادل الزوجات" بريده الالكتروني وطلب من "فارس الرومانسية" تحديد موعد للمقابلة ورؤية زوجته قبل إبدالها مؤقتا.
ونشر زوج آخر بريده الالكتروني ورحب بالفكرة قائلا "هلا والله منين كرخ لو رصافة بس العلس (الكمين) يخوف".
وتظهر التعليقات والرسائل التي رصدتها "شفق نيوز" أن تبادل البريد الالكتروني عبر المنتديات والمواقع الاجتماعية ومنها "فيسبوك" الملجأ الوحيد الذي يلجأ إليه "عشاق تبادل الزوجات".
ولم يتسن لـ"شفق نيوز" الحصول على أي مصدر أو زوج للحديث عن أسباب اللجوء إلى مثل هذه الحالات الغريبة، وإن كانت لدى البعض لم تصل إلى ظاهرة.
واعترف باحث اجتماعي يدعى (ل.ذ)
بانتشار الظاهرة في العاصمة العراقية بغداد، مشيراً إلى أن "المتزوجين
الذين يرغبون بتبادل زوجاتهم يجتمعون بعدما يتفقون من خلال فيسبوك او
المنتديات وبصورة سرية في منازل ولكن بعيدا عن اعين الناس".
وقال لـ"شفق نيوز"
مفسرا اللجوء إلى تبادل الزوجات "اعتقد طبيعة الناس تحب التغيير، والذي
ليس لديه حصانة دينية مثلا يفكر كثيرا في ذلك، لكي يتقاسم حياته مع أناس
آخرين ويبتكر ما يحتاجه لسد جوعه الجنسي والتاريخ يعيد نفسه".
ولفت إلى أن تبادل الزوجات كان
يحدث في زمن الجاهلية وهناك أحاديث نبوية كثيرة وبراهين على ذلك، مؤكدا أن
للأمر علاقة بـ"علامات القيامة".
وأعادت هذه الظاهرة الأذهان إلى فتوى لشخص يدعى مهدي طالب وهو أمير في منظمة عراقية متشددة اباح فيها تبادل الزوجات بين مجموعته.
وتنتشر في بعض الدول العربية
ظاهرة مماثلة إلا أنها تضع قوانين صارمة لمنع الترويج لها ومنها في مصر
والكويت وسوريا ولبنان وغيرها من الدول.
ويحرم الشرع الظاهرة ويدرجها في إطار الفسق والفجور وزنا المحارم.
وكانت محكمة مصرية قضت قبل
ثلاثة أعوام بمعاقبة مصري بالسجن لمدة سبع سنوات ومعاقبة زوجته بالسجن لمدة
ثلاث سنوات لإدانتهما بممارسة الجنس الجماعي وتبادل الزوجات.
وتنتشر في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عشرات الصفحات الخاصة بتبادل الزوجات ومنها صفحات عراقية.
ويقول رجل الدين العراقي احمد الجاف لـ"شفق نيوز"،
"صدقني عندما اتصلت بي بكيت، هذا الموضوع يبكي لا بل يدمي القلب، الزواج
شيء مقدس ونظيف لماذا يلجأ هؤلاء الى الرذيلة، اذا لم يستطع القانون الوضعي
محاسبتهم فهناك الشرع وفيه الحدود".
فيما يرى رجل دين آخر وهو من
حوزة النجف يدعى علي منعم العصامي، "ادعو من الله ان يستر على اعراضنا
ويكفينا شر هؤلاء وان يجعل الدولة تفكر جيدا في الوضع الاجتماعي في العراق،
الوضع خطير واخشى ان يتفكك اكثر فاكثر لا قدر الله".
ويقول
الباحث الاجتماعي موفق السامرائي لـ"شفق نيوز" إن الانترنت فيه جانبان
الاول مشرق وينفع الناس والاخر مظلم وهو الذي يتفوق على المشرق.
وتابع قائلا "للاسف الناس بدأوا
يستخدمون الانترنت بالطريقة غير الصحيحة وكأن هذا الجهاز ابتكر فقط لسد
الشهوات"، مؤكدا على ضرورة ان "تضع الدولة ضوابط وان تحدد آليات للحد من
هذه الظاهرة التي تهدد النسيج الاجتماعي باكمله".
وقال "بالامس ظهر لدينا زواج
المسيار والمتعة واليوم تبادل الزوجات ولا اعلم غدا ماذا سيظهر، والسياسيون
يتصارعون على الكرسي، ونسوا ان النسيج الاجتماعي بدأ بالتفكك وعلى رجال
الدين التركيز على الحياة الاسرية وتقديم النصح وكذلك في المدارس
والجامعات".
وبين السامرائي ان خطب الدين والاخبار والبرامج التلفزيونية لو تركزت على محاربة هذه الرذيلة لأنقطع دابرها بساعة.
ويقترح مبرمجون الكترونيون وضع الية للبحث عن الكلمات من قبل الحكومة لرصد الكلمات التي تريد السلطات رصدها، ومنها "تبادل الزوجات".
ويقول مبرمج رفض نشر اسمه "لكي
لا يقال إن الحكومة تتجسس وتضع رقابة على الانترنت فعليها تفعيل خواص منها
خاصية البحث عن المفردات، بمنعى ان اي شخص يكتب تبادل زوجات او اي شيء
مشبوه مباشرة يتم تحديد (IP) الخاص به وبالتالي سرعة الوصول الى منزله".
وتابع "هذا الامر معمول به في
امريكا والصين ودول اخرى ولكن بمفردات اخرى ومنها تنظيم قاعدة الجهاد،
ومفردات تشعر تلك الدول ان الذين يكتبونها سيشكل بعضهم خطرا عليها او انهم
ارهابيون، وظاهرة تبادل الزوجات ايضا ارهاب، لكن من نوع آخر، يفتك بالاسر
ببطء".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..