بسم الله الرحمن الرحيم
أعدته
اعتنى بنشره
__________________
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ، ومن أحبه واتبع هديه ، وبعد :ـ
واصطلاحا: اضطراب المخرج عند النطق بالحرف حتى يسمع له صوتاً عالياً ( نبرة قوية ) .
توضيح :
القلقلة تكون مصحوبة بصوتٍ قويٍ زائدٍ حين النطق بحرفٍ من حروفها ، حال الوصل وحال الوقف . وهذا واضح في تعريف أئمة علم التجويد لها .
يقول الإمام المحقق مكي بن أبي طالب [2] معرفاً القلقلة : ( ظهور صوت يشبه النبرة عند الوقف عليهن [ أي حروف القلقلة ] ، وإرادة إتمام النطق بهن ، فذلك الصوت في الوقف عليهن أبين منه في الوصل بهن ، وقد قال الخليل بن أحمد ـ والكلام للإمام مكي بن أبي طالب ـ القلقلة شدة الصوت فكأن الصوت يشتد عند الوقف على القاف فسميت بذلك لهذا المعنى )[3]
فلاحظ أن الإمام مكي بن أبي طالب يتحدث عن صوتٍ قوي يظهر حال النطق بالحرف ويدعم رأيه بتعريف الخليل بن أحمد .
وعرفها الشيخ المرصفي[4] في هداية القاري بأنها ( اضطراب اللسان بالحرف عند النطق به ساكناً حتى يسمع له نبرة قوية )[5] .
يتحدث أيضاً عن صوتٍ قويٍ يظهر حال النطق . بيد أن تعريف الشيخ المرصفي للقلقلة فيه ملحوظتان الأولى : أنه قال (اضطراب اللسان ) وهذا اللفظ غير منضبط لأن الباء تخرج من الشفتين ولا عمل للسان فيها وهي من حروف القلقلة .
الثانية :أنه يرى أن الساكن فيه أصل القلقلة فكان عليه أن لا يقيده بحالة السكون ليوافق تعريفه لها مذهبه فيها[6].
وعرفها ابن الجزري[7] ـ رحمه الله ـ بأنها ظهور صوت يشبه النبرة حال سكونهن في الوقف وغيره لزيادة إتمام النطق بهن. فذلك الصوت في سكونهن أبين منه في حركتهن. وهو في الوقف أمكن، وأصل هذه الحروف القاف لأنه لا يقدر أن يؤتى به ساكناً إلا مع صوت زائد لشدة استعلائه.[8]
وهذا التعريف للقلقلة يشير إلى أن القلقلة تظهر مع الساكن وأن المتحرك فيه أصل القلقلة ولا تظهر فيه وذلك في قوله (فذلك الصوت في سكونهن أبين منه في حركتهن)
والدكتور أيمن سويد يعرفها بأنها إخراج الحرف المقلقل ـ حالة سكونه ـ بالتباعد بين طرفي عضو النطق دون أن يصاحبه شائبة حركة من الحركات الثلاث . ([9])
ثم بيَّن ذلك بأن الحروف الساكنة ما عدا حروف المد تخرج بالتصادم بين طرفي عضو النطق ، وأن الحروف المتحركة تخرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق ويصاحب الحرف المفتوح انفتاح ما بين الفكين ، ويصاحب الحرف المضموم انضمام للفم ، ويصاحب الحرف المكسور انخفاض الفك السفلى .
وتخرج أحرف القلقلة الساكنة عن القاعدة فتخرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق مشبهة في ذلك الحروف المتحركة لكن دون أن يصاحبها انفتاح للفم ، ولا انضمام للشفتين ، ولا انخفاض للفك السفلى [10].
وهذا التعريف الأخير يشير إلى رأي الدكتور أيمن في كيفية أداء القلقلة وأنها تكون ساكنة لا يشوبها أي حركة كما يشير أن القلقلة تكون حالة سكون الحرف دون حركته .
وفي هاتين المسألتين ( سكون القلقلة ، وكونها حال سكون الحرف دون حركته ) تفصيل نأتي عليه بعد قليل إن شاء الله وبحوله وقوته .
خمسة أحرف مجموعة في لفظ"قطب جد"، وقد أشار ابن الجزري إلى صفة القلقلة في منظومة المقدمة بقوله :
.............................. قَلـــْقَلَةٌ قُطْـــبُ جَـــدٍّ .......
1ـ لأنك إذا وقفت عليها تقلقل المخرج حتى يُسمع عند الوقف على الحرف نبرة قوية ( صوتاً عالياً ) .
2ـ لأن صوتها صوت أشد الحروف أخذاً من القلقلة التي هي صوت الأشياء اليابسة .
3ـ لأن صوتها لا يكاد يتبين به سكونها ما لم يخرج إلى شبه التحريك يشبه أمرها من قولهم قلقله إذا حركه .
وسبب الاضطراب والتحريك في حروف القلقلة كونها مجهورة شديدة، فالجهر يمنع النفس أن يجري معها، والشدة تمنع صوتها أن يجري فلما اجتمع لها هذان الوصفان احتاجت إلى كلفة في بيانها فتخلص العرب من هذه الكلفة بالقلقلة ؛ قال أبو شامة[12] في شرح الشاطبية (وإنما حصل لها ذلك لاتفاق كونها شديدة مجهورة فالجهر يمنع النفس أن يجري معها والشدة تمنع أن يجري صوتها فلما اجتمع لها هذان الوصفان وهو امتناع جرى النفس معها وامتناع جرى صوتها احتاجت إلى التكلف في بيانها فلذلك يحصل من الضغط للمتكلم عند النطق بها ساكنة حتى تكاد تخرج إلى شبه تحركها لقصد بيانها إذ لولا ذلك لم يتبين لأنه إذا امتنع النفس والصوت تقدر بيانها ما لم يتكلف بإظهار أمرها على الوجه المذكور)[13].
الحروف الشديدة في اللغة العربية ثمانية مجموعة في قولك " أجد قط بكت "وقد اعتادت العرب على التخلص من شدة الحرف حال النطق به ، فتخلص العرب من الشدة في حروف ( قطب جد ) بالقلقلة .
?وتخلص العرب من الشدة في الكاف والتاء بالهمس ، فالهمس فيهما يتبع صفة الشدة وليس معها في نفس الزمن ، فبعد قفل المخرج انقفالاً تاماً ـ وهذه هي صفة الشدة ـ ينفتح ويخرج الهواء وهذه صفة الهمس ، فالشدة باعتبار الابتداء والهمس باعتبار الانتهاء.
وإنما تخلصت العرب من شدة الكاف والتاء بالهمس دون القلقلة مع أن فيها صوتاََ زائداً حدث عند انفتاح مخرجيهما (لأن ذلك الصوت فيهما يلابس جري النفس بسبب ضعف الاعتماد على المخرج فهو صوت همس ضعيف ولذا عدتا شديدتين مهموستين )[14]
? وتخلص العرب من الشدة في الهمز بالطرق الآتية:ـ
-( بالإسقاط ، مثل: " مستهزون " بحذف الهمزة.
- أو الإبدال، مثل: " يُومِنُونَ" بإبدال الهمزة حرفَ مد مجانس لحركةِ ما قبلها.
- أو بالنقل ، مثل: " قَدَ ا فْلح " بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها مع حذف الهمز.
- أو بالتسهيل، مثل: " أَاعْجَمِيٌّ" وهو لفظ بين الهمزة والألف فننطق الهمزة الثانية بين بين فلا هي همزة خالصة ولا هي ألف خالصة ويضبط ذلك المشافهة ولم يسهل حفص من طريق الشاطبية إلا كلمة چ ﯟ چ فصلت: 44 قولاً واحداً ، و الكلمات الثلاث
چ ﭜ ، ہ ، ﯴ چ يجوز عنده الإبدال والتسهيل وقد أشار الإمام مكي في الرعاية إلى طرق التخلص من شدة الهمز بقوله (..لأن الهمزة حرف ثقيل فغيرته العرب لثقله ، وتصرفت فيه ما لم تتصرف في غيره من الحروف ، فأتت به على سبع أوجه مستعملة في القرءان و الكلام ، جاءت به محققاً ، ومخففاً ، ومبدلاً بغيره ، وملقى حركته على ما قبله ، ومحذوفاً ، ومثبتاً ، ومسهلاً بين حركته والحرف الذي منه حركته )[15] .
ولم تتخلص العرب من شدة الهمزة بالقلقلة كما في حروف القلقلة لأسباب :
1ـ لأن الهمزة تعتمد في مخرجها على جزء واحد وهو أقصى الحلق ولا يكون فيها التصاق جزئي المخرج كما في حروف القلقلة .
2ـ لأن (الهمز كالتهوع أي التقيؤ وكالسعلة فجرت عادة العلماء بإخراجها بلطافة ورفق وعدم تكلف في ضغط مخرجها لئلا يظهر صوت يشبه التهوع والسعلة)[16] .
3ـ لأنه (يدخلها التخفيف حالة السكون ففارقت أخواتها ولأنه يعتريها الإعلال )[17]
اختلف العلماء في أداء القلقلة إلى أقوال:ـ
القول الأول : إنها أقرب إلى الفتح مطلقًا، وكثير من العلماء يرجحون هذا القول . وقد أشار بعضهم إلى هذا القول بقوله:
وقلقلةً قرِّبْ إلى الفتح مُطلقاً ولا تتبعنها بالذي قبلُ تجْمُلا
ورجح هذا القول الشيخ جمال القرش في كتابه (زاد المقرئين ) وعدد ثمانية أقوال للعلماء يقولون أنها إلى الفتح أقرب[18]منهم :ـ
1ـ الشيخ أحمد بن عبد العزيز الزيات قال : الراجح أنها تميل إلى الفتحة ، وقد خالف الدكتور أيمن سويد شيخه الشيخ أحمد بن عبد العزيز الزيات في هذا المسألة . !!
2ـ والشيخ إبراهيم الأخضر ، ذكر أنها تكون قريبة للفتح وليست مفتوحة.
3ـ والشيخ محمد أبو رواش ذكر أن الرأي الراجح في القلقلة أنها تميل إلى الفتح .
القول الثاني : إنها تابعة لما قبلها، فإن كان ما قبلها مفتوحًا نحو: أقرب، كانت قريبة إلى الفتح، وإن كان ما قبلها مكسورا نحو: اقْرأ، كانت قريبة إلى الكسر، وإن كان ما قبلها مضمومًا نحو: اقتْلوا، كانت قريبة إلى الضم. وقد اجتمعت هذه الأحوال الثلاثة في قول الله تعالى (في مَقْعد صِدْق عند مليك مُقْتدر ) .
وأشار العلامة السموندي إلى القولين معاً ،ورجح الإتباع لما قبلها ،يقول:
قلقلةٌ قطبُ جدٍ وقُرِّبتْ للفتحِ والأرجحُ ما قبلُ اقْتَفَتْ
ويروى أن الشيخ السموندي تراجع عن هذا القول ورجح أنها إلى الفتح أقرب ونظم:
قلقلة قطب جـــــد وقـربت لفتحِ مخــرجٍ على الأولــى ثبــــت
وذلك بعدما راجعه في ذلك صاحب كتاب (زاد المقرئين ) واحتج عليه بأن تبعية الحرف المقلقل لحركة الحرف الذي قبله لا تحقق الغرض من القلقلة فمثلا كلمة (لـمُبْتلين ) لو تبعت القلقلة في الباء الضمة التي قبلها لظل اللفظ فيه ثقل على اللسان ولما تحقق الغرض من القلقلة[19]
القول الثالث : أن حروف القلقلة تتبع حركة ما بعدها من الحروف لتتناسب الحركات، وهذا القول ضعيف يقول المرصفي في هداية القارئ:(وإن صح هذا القول فيمكن تطبيقه على الساكن الموصول فقط نحو (يُبْدِىءُ) لأن الساكن الموقوف عليه كحرف الدال في نحو قوله تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} لا يتأتى فيه إتباعه لما بعده لذهاب حركة ما بعده بسبب الوقف عليه فتنبه.([20])
القول الرابع : أن القلقلة لها صوت مستقل ليست مائلة للفتح ولا مائلة للكسر ولا تابعة لما قبلها. وممن قال بهذا القول صاحب ( فتح رب البرية في شرح المقدمة الجزرية ) ، يقول : ( القلقلة ليست مائلة للفتح ولا مائلة للكسر ولا تابعة لما قبلها، ويفهم ذلك عند التطبيق من شيخٍ متقنٍ). ([21])
وممن قال بهذا القول حسام الدين الكيلاني في كتابه ( البيان في أحكام تجويد القرءان ) ، يقول : ( فعلى القارئ أن ينتبه أن القلقلة نبرة ساكنة مستقلة عن الحركة ، ويلحن الكثير حين يشربون القلقلة حركة ما ،كضم أو كسر أو فتح )([22]) .
وممن قال بهذا ـ أيضاً ـ الشيخ محمد النبهان ،يقول :) والقلقلة في الحرف الساكن صوت مستقل ليس بالفتحة ، ولا بالكسرة ، ولا بالسكون غير متأثر بحركة ما قبلها ) ([23]) .
وممن قال بهذا القول الدكتور أيمن سويد وضعَّف قول من قال : أن القلقلة تتبع حركة ما قبلها أو حركة ما بعدها , أو تكون أقرب إلى الفتح مطلقا وحجته بأن هذا العمل هو تبعيض للحركة وهذا الأمر يسمي عند القراء روما أو اختلاسا ولم يقل أحد أن القلقلة واحدة من هذين([24])
إلا أن كلام أبي شامة السابق (فلذلك يحصل من الضغط للمتكلم عند النطق بها ساكنة حتى تكاد تخرج إلى شبه تحركها لقصد بيانها)يشير أن أداء القلقلة إلى الحركة أقرب .
وقد أكد هذا الكلام بقوله ناقلاً عن أبي مريم الشيرازي (وقال ابن مريم الشيرازي وهي حروف مشربة في مخارجها إلا أنها لا تضغط ضغط الحروف المطبقة غير أنها قريبة منها فإن فيها أصواتاً كالحركات تتقلقل عند خروجها أي تضطرب ولهذا سميت حروف القلقلة)[25]
وقال محمد مكي في (نهاية القول المفيد ): (لك تعريف القلقلة بتحريك الصوت أو بتحريك المخرج )[26] ، وقال ( أما المخرج فقد تحرك بسبب انفكاك دفعي بعد التصاق محكم ، وأما الصوت فقد تبدل في السمع وذلك ظاهر )[27]
فقوله (تحريك الصوت )يشير إلى أن أداء القلقلة إلى الحركة أقرب من السكون .
اختلف العلماء في مراتب القلقلة على ثلاثة أقوال :
القول الأول : أن القلقلة على أربعة مراتب
المرتبة الأولى : المشدد الموقوف عليه، وتسمى قلقلة كبرى مثل : ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ).
المرتبة الثانية : المخفف الموقوف عليه،وتسمى قلقلة وسطى مثل: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ).
وبعضهم يسمي المشدد الموقوف عليه قلقلة أكبر، ويسمي الموقوف عليه المخفف قلقلة كبرى
المرتبة الثالثة : الساكن الموصول سواء أكان في وسط الكلمة أم في آخرها ، وتسمى قلقلة صغرى
مثل: ( لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) وتكون القلقلة فيه بمرتبة أقل من الموقوف علية(قال المبرد وهذه القلقلة بعضها أشد من بعض فإذا وصلت ذهبت تلك النبرة لأنك أخرجت لسانك عنها إلى صوت آخر فحال بينه وبين الاستقرار) [28].
المرتبة الرابعة : المتحرك مطلقا وفيه أصل القلقلة .
فهؤلاء يرون أن القلقلة صفة لازمة للأحرف الخمسة في جميع أحوالها ، لكنها لا تظهر إلا مع السكون إذ السكون يُظهِر صفات الحرف وأن المتحرك فيه أصل القلقلة كما أن أصل الغنة ثابت في النون والميم الساكنتين المظهرتين والمتحركتين الخفيفتين .
وممن قال بهذا القول عطية قابل نصر في كتابه (غاية المريد في علم التجويد ) [29] ، والمرصفي في كتابه (هداية القاري إلى تجويد كلام الباري)[30]
وهذا القول هو الذي أرجحه وأميل إليه ويتبين وجه ترجيحه من خلال مناقشة الآراء الأخرى
القول الثاني : أن القلقلة مرتبتان
المرتبة الأولى : كبرى عند الوقف على الحرف المقلقل نحو (الفلق ) .
المرتبة الثانية : صغرى في الساكن الموصول سواء كان في وسط الكلمة أو آخرها .
وممن ذهب بهذا الرأي صاحب (فتح رب البرية شرح المقدمة الجزرية)والدكتور أيمن سويد في محاضرته (آلية القلقلة ).
فهؤلاء أسقطوا مرتبتين:
ـ أسقطوا المرتبة الرابعة وقالوا : أن القلقلة لا تكون إلا في الساكن ، وأن المتحرك ليس فيه أصل القلقلة[31] .
ـ جعلوا المرتبة الأولى والثانية منزلة واحدة ، وساووا بين الموقوف عليه المخفف والمثقل.
أما قولهم الأول أن القلقلة لا تكون إلا في الساكن ، وأن المتحرك ليس فيه أصل القلقلة فحجتهم فيه قول ابن الجزري :
وبيِّنَـنْ مقلقلاً إن سـكنا وإن يكن في الوقف كان أبينا .
كما احتجوا بأن سبب قلقلة حروف ( قطب جد ) هو ما فيها من صفة الشدة وهي انحباس الصوت وانقفال المخرج انقفالاً تماًماً مما يسبب إزعاجاً لجهاز النطق بالهواء المضغوط الذي يريد أن يخرج ولا يجد إلى ذلك سبيلاً ، وتكون في الساكن دون المتحرك لأن القلقلة التي هي التخلص من الشدة إنما تكون في حالة حدوث الإزعاج وهذا الإزعاج لا يحدث إلا حالة انقفال المخرج وهي حالة السكون [32]
وعليه فتكون القلقلة من الصفات العرضية لأنها لا تكون إلا في الساكن وليست ملازمة للحرف في كل أحواله كما صرح بذلك الدكتور أيمن سويد في محاضرته (آلية القلقلة ).
وقد جاء عكس ذلك في محاضرةٍ له هو بعنوان (صفات الحروف ) ، إذ عد القلقلة ضمن الصفات الأصيلة للحروف .
وأيضاً في كتاب ( حلية التلاوة في تجويد القرآن الكريم ) للدكتورة رحاب شققي وهو بإشرافه !! عدت صفة القلقلة ضمن الصفات الأصلية اللازمة [33].
ويرد على هذا القول بما يلي :
1ـ أن ابن الجزري عد القلقلة وهو يعدد الصفات الأصلية اللازمة التي لا تنفك عن الحرف بحال ، وذلك في قوله :
وَصَـادُ ضَـادٌ طَــاءُ ظَـــاءٌ مُطْبَقَه وَفَرَّ مِنْ لُبِّ الحُـــرُوفُ المُذْلَقَـــهْ
صَــــــفِيرُهَا صَـــادٌ وَزَاىٌ سِـينُ قَلـــْقَلَةٌ قُطْـــبُ جَـــدٍّ .......
وكل كتب التجويد القديمة والحديثة يعدون القلقلة ضمن الصفات الأصلية اللازمة . على خلاف ما يذكره الدكتور أيمن سويد من أن هذا قول المعاصرين فقط .
2ـ أن كون القلقلة لا تظهر إلا مع الساكن هو نص كلام ابن الجزري :ـ
وَبَيِّنَنْ مُقَلْقَلاً إِنْ سَكَنَا وَإِنْ يَكُنْ فِى الْوَقْفِ كَانَ أَبْيَنَا
يعني بَيِّن القلقلة حال سكونها فقول ابن الجزري هذا لا يمنع وجود أصل القلقلة في المتحرك فهي حينئذ غير بَيِّنة وغير ظاهرة .ويؤكد هذا الفهم قوله في مكان آخر (لأنها [ أي أحرف القلقلة] إذا سكنت ضعفت فاشتبهت بغيرها فيحتاج إلى ظهور صوت يشبه النبرة حال سكونهن في الوقف وغيره وإلى زيادة إتمام النطق بهن. فذلك الصوت في سكونهن أبين منه في حركتهن)
فقوله (فذلك الصوت في سكونهن أبين منه في حركتهن ) يدل أن القلقلة موجودة في المتحرك لكنها لا تكون بينة مثل الساكن .
3ـ أن حال القلقلة كحال الرخاوة والشدة تظهر حال السكون أكثر من حال الحركة ، فالحركة تضعف الصفة ولا تعدمها ، فالغين مثلاً تتصف بصفة الرخاوة ونقول للقارئ حين يقرأ كلمة (استغفر مثلاً )أعط للغين زمن الرخاوة ، لكن إذا قرأ كلمة (غافر ) هل نقول له إعط للغين زمن رخاوة ؟! بالطبع لا فالحروف المتحركة زمنها واحد .
4ـ أن سبب القلقلة هو اجتماع صفتي الجهر والشدة (حبس الصوت والنفس ) فاحتاجت إلى كلفة في بيانها فتخلص العرب من هذه الكلفة بالقلقلة ، وهذان الوصفان (الجهر والشدة) اللذان هما سبب القلقلة ملازمان للحرف ساكناً كان أم متحركاً .
5ـ وأما قولهم أن القلقلة تكون في الساكن دون المتحرك لأن القلقلة التي هي التخلص من الشدة إنما تكون في حالة حدوث الإزعاج ، وهذا الإزعاج لا يحدث إلا حالة انقفال المخرج وهي حالة السكون قول فيه نظر لأن صفة الشدة التي تسبب هذا الإزعاج ملازمة للحرف متحركاً أم كان ساكناً إذ هي من الصفات اللازمة فصفة الشدة وغلق المخرج لابد منه في حروف قطب جد المتحرك والساكن ألا ترى لو أن قارئاً قرأ (جَ ) مثلاً دون أن يلصق لسانه بالحنك الأعلى لصقاً محكماً قبل فتحه لقلنا الجيم فيها تفشي.
وليس معنى القول أن المتحرك فيه أصل القلقلة أننا نطالب بقلقلته حال حركته ، بل نقول أن فيه أصل القلقلة وهي حينئذ تكون غير ظاهرة كما أن أصل الغنة ثابت في النون والميم المتحركتين الخفيفتين وتكون غير ظاهرة كذلك ، وقد نص على ذلك محمد مكي في (نهاية القول المفيد ) حيث قال (وفي المتحرك قلقلة أيضاً لكنها أقل فيه من الساكن الذي لم يوقف عليه لأن تعريف القلقلة باجتماع الشدة والجهر كما في المرعشي يشير إلى أن حروف القلقلة لا تنفك عن القلقلة عند تحركها وإن لم تكن القلقلة عند تحركها ظاهرة كما أن حرفي الغنة وهما النون والميم لا يخلوان عن الغنة عند تحركهما وإن لم تظهر ) [34]
وأما جعلهم الموقوف عليه مرتبة واحدة سواء كان مخففاً أو مشدداً فدليلهم في ذلك أن القلقلة في المشدد هي في الحرف الثاني منه لا الأول مثل (الحقّ ) القلقلة في القاف الثانية لا الأولى ، وأن القاف الأولى خرجت بالتصادم بين طرفي عضو النطق على القاعدة الأصلية للنطق بالحروف الساكنة وعلى هذا فلا فرق بين القلقلة في كلمتى (الفلق ـ الحقّ)عند الوقف [35].
وهذا الكلام فيه نظر إذ أن الإدغام يُصَيِّر الحرفين حرفاً واحداً مشدداً يأخذ حكماً واحداً من غير فصل بين الحرفين المدغمين في الحكم ، ألا ترى أننا نقول أن حكم الراء في كلمة (سِرَّاً ) مثلاً مفخمة ولو فصلنا بينهما في الحكم لقلنا الراء الأولي مرققة لسكونها أثر كسر والراء الثانية مفخمة لأنها مفتوحة ، وهذا لا يفعله أحد ولا يقول به . لأن الإدغام يصير الحرفين حرفاً واحداً مشدداً بحكم واحد ، ولذا قلنا الراء مفخمة لأنها مفتوحة ؛ هكذا الحكم في القلقلة ، فتكون القلقلة صفة للقاف المشددة في كلمة (الحق )من غير فصل بين القاف الأولى والثانية كما الراء في (سِرَّاً ) .
وتخرج القلقلة حينئذ بالتصادم ثم التباعد فتكون القلقلة محصلة العمليتين (التصادم ثم التباعد ) فتكون أقوي ما تكون، وقد أشار العلامة السمنودي في ( لآلىء البيان ) إلى ذلك بقوله :
كبيرةٌ حيث لدى الوقفِ أتتْ ... أكبرُ حيثُ عند وقف شُدِّدتْ
كما أشار ابن الجزري في التمهيد إلى وجوب العناية بالحرف المشدد وإعطائه قوة يتميز بها عن المخفف بقوله: ( فينبغي للقارئ أن يبيّن المشدّد حيث وقع ، ويعطيه حقّه ليميّزه عن غيره ) [36] .
القول الثالث : أن القلقلة على ثلاث مراتب
1- المشدد الموقوف عليه، مثل (الْحَقُّ).
2- المخفف الموقوف عليه مثل (الرِّزْقِ).
3- الساكن الموصول سواء أكان في وسط الكلمة أم في آخرها
وممن ذهب إلى هذا القول الحصري في كتابه ( أحكام قراءة القرءان الكريم ) [37] ، والدكتورة سعاد عبد الحميد في كتابها (تيسير الرحمن في تجويد القرءان )[38]
وهؤلاء يرون أن القلقلة في الساكن فقط دون المتحرك ، ومع ذلك يعدون القلقلة ضمن الصفات الأصلية التي تلزم الحرف حال سكونه وحركته فتجد في كلامهم نوع تناقض !!
ما ينبغي على القارئ مراعاته أثناء أداء القلقلة
1ـ ينبغي على القارئ التحرز من ختم صوت القلقلة بالهمزة مثل (الحقّ ـ بالقسط ) .
وذلك بعدم قفل الحلق أثناء النطق بالحرف المقلقل إذ الحلق ليس له عمل في أحرف القلقلة .
2ـ العناية بالقلقلة وعدم ضياعها إذا جاورها حرف ساكن وذلك عند الوقف مثل (فِسْق ـ بالعهْد ـ قبْل ـ بالقسْط) .
3ـ مراعاة مراتب القلقلة ، فتكون أقوى ما تكون عند الحرف المشدد الموقوف عليه مثل (الحقّ) ، ثم الموقوف عليه المخفف مثل (خلق) ، ثم الساكن الموصول ، وأما المتحرك فلا تظهر فيه القلقلة كما مر بنا .
4ـ إعطاء القلقلة في الحرف المشدد زمناً أكثر من الحرف المخفف ليتميز بين الحرف المشدد والمخفف كما عند الوقف على كلمتي (وتبّ ـ كسب ).
5ـ يحترز من قلقلة الحرف الوقوف عليه المخفف بنفس قوة الحرف المشدد حيث يعطيه زمناً وقوة مثل الحرف المشدد وهذا خطأ .
6ـ عند اجتماع قلقلتين يجب بيانهما وإيضاحهما حتى لا تضيع إحداهما ولا يكون ذلك إلا عند الوقف مثل (بالعبد ـ رطب ) .
7ـ يحترز القارئ من أداء القلقلة قريبة من الكسر في مثل (أَبْواب ـ أعتدْنا )
8ـ تؤدي القلقلة مفخمة إن كان الحرف المقلقل مستعلياً وذلك في الطاء والقاف ، وتؤدى مرققة إذا كان الحرف المقلقل مستفلاً وذلك في الباء والجيم والدال .
تعريف القلقلة
لغة : اضطراب الشيء وتحركه [1]واصطلاحا: اضطراب المخرج عند النطق بالحرف حتى يسمع له صوتاً عالياً ( نبرة قوية ) .
توضيح :
القلقلة تكون مصحوبة بصوتٍ قويٍ زائدٍ حين النطق بحرفٍ من حروفها ، حال الوصل وحال الوقف . وهذا واضح في تعريف أئمة علم التجويد لها .
يقول الإمام المحقق مكي بن أبي طالب [2] معرفاً القلقلة : ( ظهور صوت يشبه النبرة عند الوقف عليهن [ أي حروف القلقلة ] ، وإرادة إتمام النطق بهن ، فذلك الصوت في الوقف عليهن أبين منه في الوصل بهن ، وقد قال الخليل بن أحمد ـ والكلام للإمام مكي بن أبي طالب ـ القلقلة شدة الصوت فكأن الصوت يشتد عند الوقف على القاف فسميت بذلك لهذا المعنى )[3]
فلاحظ أن الإمام مكي بن أبي طالب يتحدث عن صوتٍ قوي يظهر حال النطق بالحرف ويدعم رأيه بتعريف الخليل بن أحمد .
وعرفها الشيخ المرصفي[4] في هداية القاري بأنها ( اضطراب اللسان بالحرف عند النطق به ساكناً حتى يسمع له نبرة قوية )[5] .
يتحدث أيضاً عن صوتٍ قويٍ يظهر حال النطق . بيد أن تعريف الشيخ المرصفي للقلقلة فيه ملحوظتان الأولى : أنه قال (اضطراب اللسان ) وهذا اللفظ غير منضبط لأن الباء تخرج من الشفتين ولا عمل للسان فيها وهي من حروف القلقلة .
الثانية :أنه يرى أن الساكن فيه أصل القلقلة فكان عليه أن لا يقيده بحالة السكون ليوافق تعريفه لها مذهبه فيها[6].
وعرفها ابن الجزري[7] ـ رحمه الله ـ بأنها ظهور صوت يشبه النبرة حال سكونهن في الوقف وغيره لزيادة إتمام النطق بهن. فذلك الصوت في سكونهن أبين منه في حركتهن. وهو في الوقف أمكن، وأصل هذه الحروف القاف لأنه لا يقدر أن يؤتى به ساكناً إلا مع صوت زائد لشدة استعلائه.[8]
وهذا التعريف للقلقلة يشير إلى أن القلقلة تظهر مع الساكن وأن المتحرك فيه أصل القلقلة ولا تظهر فيه وذلك في قوله (فذلك الصوت في سكونهن أبين منه في حركتهن)
والدكتور أيمن سويد يعرفها بأنها إخراج الحرف المقلقل ـ حالة سكونه ـ بالتباعد بين طرفي عضو النطق دون أن يصاحبه شائبة حركة من الحركات الثلاث . ([9])
ثم بيَّن ذلك بأن الحروف الساكنة ما عدا حروف المد تخرج بالتصادم بين طرفي عضو النطق ، وأن الحروف المتحركة تخرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق ويصاحب الحرف المفتوح انفتاح ما بين الفكين ، ويصاحب الحرف المضموم انضمام للفم ، ويصاحب الحرف المكسور انخفاض الفك السفلى .
وتخرج أحرف القلقلة الساكنة عن القاعدة فتخرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق مشبهة في ذلك الحروف المتحركة لكن دون أن يصاحبها انفتاح للفم ، ولا انضمام للشفتين ، ولا انخفاض للفك السفلى [10].
وهذا التعريف الأخير يشير إلى رأي الدكتور أيمن في كيفية أداء القلقلة وأنها تكون ساكنة لا يشوبها أي حركة كما يشير أن القلقلة تكون حالة سكون الحرف دون حركته .
وفي هاتين المسألتين ( سكون القلقلة ، وكونها حال سكون الحرف دون حركته ) تفصيل نأتي عليه بعد قليل إن شاء الله وبحوله وقوته .
حروف القلقلة :
خمسة أحرف مجموعة في لفظ"قطب جد"، وقد أشار ابن الجزري إلى صفة القلقلة في منظومة المقدمة بقوله :
.............................. قَلـــْقَلَةٌ قُطْـــبُ جَـــدٍّ .......
سبب التسمية[11]
1ـ لأنك إذا وقفت عليها تقلقل المخرج حتى يُسمع عند الوقف على الحرف نبرة قوية ( صوتاً عالياً ) .
2ـ لأن صوتها صوت أشد الحروف أخذاً من القلقلة التي هي صوت الأشياء اليابسة .
3ـ لأن صوتها لا يكاد يتبين به سكونها ما لم يخرج إلى شبه التحريك يشبه أمرها من قولهم قلقله إذا حركه .
سبب القلقلة
وسبب الاضطراب والتحريك في حروف القلقلة كونها مجهورة شديدة، فالجهر يمنع النفس أن يجري معها، والشدة تمنع صوتها أن يجري فلما اجتمع لها هذان الوصفان احتاجت إلى كلفة في بيانها فتخلص العرب من هذه الكلفة بالقلقلة ؛ قال أبو شامة[12] في شرح الشاطبية (وإنما حصل لها ذلك لاتفاق كونها شديدة مجهورة فالجهر يمنع النفس أن يجري معها والشدة تمنع أن يجري صوتها فلما اجتمع لها هذان الوصفان وهو امتناع جرى النفس معها وامتناع جرى صوتها احتاجت إلى التكلف في بيانها فلذلك يحصل من الضغط للمتكلم عند النطق بها ساكنة حتى تكاد تخرج إلى شبه تحركها لقصد بيانها إذ لولا ذلك لم يتبين لأنه إذا امتنع النفس والصوت تقدر بيانها ما لم يتكلف بإظهار أمرها على الوجه المذكور)[13].
تخلص العرب من شدة الحرف وعلاقة ذلك بالقلقلة
الحروف الشديدة في اللغة العربية ثمانية مجموعة في قولك " أجد قط بكت "وقد اعتادت العرب على التخلص من شدة الحرف حال النطق به ، فتخلص العرب من الشدة في حروف ( قطب جد ) بالقلقلة .
?وتخلص العرب من الشدة في الكاف والتاء بالهمس ، فالهمس فيهما يتبع صفة الشدة وليس معها في نفس الزمن ، فبعد قفل المخرج انقفالاً تاماً ـ وهذه هي صفة الشدة ـ ينفتح ويخرج الهواء وهذه صفة الهمس ، فالشدة باعتبار الابتداء والهمس باعتبار الانتهاء.
وإنما تخلصت العرب من شدة الكاف والتاء بالهمس دون القلقلة مع أن فيها صوتاََ زائداً حدث عند انفتاح مخرجيهما (لأن ذلك الصوت فيهما يلابس جري النفس بسبب ضعف الاعتماد على المخرج فهو صوت همس ضعيف ولذا عدتا شديدتين مهموستين )[14]
? وتخلص العرب من الشدة في الهمز بالطرق الآتية:ـ
-( بالإسقاط ، مثل: " مستهزون " بحذف الهمزة.
- أو الإبدال، مثل: " يُومِنُونَ" بإبدال الهمزة حرفَ مد مجانس لحركةِ ما قبلها.
- أو بالنقل ، مثل: " قَدَ ا فْلح " بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها مع حذف الهمز.
- أو بالتسهيل، مثل: " أَاعْجَمِيٌّ" وهو لفظ بين الهمزة والألف فننطق الهمزة الثانية بين بين فلا هي همزة خالصة ولا هي ألف خالصة ويضبط ذلك المشافهة ولم يسهل حفص من طريق الشاطبية إلا كلمة چ ﯟ چ فصلت: 44 قولاً واحداً ، و الكلمات الثلاث
چ ﭜ ، ہ ، ﯴ چ يجوز عنده الإبدال والتسهيل وقد أشار الإمام مكي في الرعاية إلى طرق التخلص من شدة الهمز بقوله (..لأن الهمزة حرف ثقيل فغيرته العرب لثقله ، وتصرفت فيه ما لم تتصرف في غيره من الحروف ، فأتت به على سبع أوجه مستعملة في القرءان و الكلام ، جاءت به محققاً ، ومخففاً ، ومبدلاً بغيره ، وملقى حركته على ما قبله ، ومحذوفاً ، ومثبتاً ، ومسهلاً بين حركته والحرف الذي منه حركته )[15] .
ولم تتخلص العرب من شدة الهمزة بالقلقلة كما في حروف القلقلة لأسباب :
1ـ لأن الهمزة تعتمد في مخرجها على جزء واحد وهو أقصى الحلق ولا يكون فيها التصاق جزئي المخرج كما في حروف القلقلة .
2ـ لأن (الهمز كالتهوع أي التقيؤ وكالسعلة فجرت عادة العلماء بإخراجها بلطافة ورفق وعدم تكلف في ضغط مخرجها لئلا يظهر صوت يشبه التهوع والسعلة)[16] .
3ـ لأنه (يدخلها التخفيف حالة السكون ففارقت أخواتها ولأنه يعتريها الإعلال )[17]
كيفية أداء القلقلة
اختلف العلماء في أداء القلقلة إلى أقوال:ـ
القول الأول : إنها أقرب إلى الفتح مطلقًا، وكثير من العلماء يرجحون هذا القول . وقد أشار بعضهم إلى هذا القول بقوله:
وقلقلةً قرِّبْ إلى الفتح مُطلقاً ولا تتبعنها بالذي قبلُ تجْمُلا
ورجح هذا القول الشيخ جمال القرش في كتابه (زاد المقرئين ) وعدد ثمانية أقوال للعلماء يقولون أنها إلى الفتح أقرب[18]منهم :ـ
1ـ الشيخ أحمد بن عبد العزيز الزيات قال : الراجح أنها تميل إلى الفتحة ، وقد خالف الدكتور أيمن سويد شيخه الشيخ أحمد بن عبد العزيز الزيات في هذا المسألة . !!
2ـ والشيخ إبراهيم الأخضر ، ذكر أنها تكون قريبة للفتح وليست مفتوحة.
3ـ والشيخ محمد أبو رواش ذكر أن الرأي الراجح في القلقلة أنها تميل إلى الفتح .
القول الثاني : إنها تابعة لما قبلها، فإن كان ما قبلها مفتوحًا نحو: أقرب، كانت قريبة إلى الفتح، وإن كان ما قبلها مكسورا نحو: اقْرأ، كانت قريبة إلى الكسر، وإن كان ما قبلها مضمومًا نحو: اقتْلوا، كانت قريبة إلى الضم. وقد اجتمعت هذه الأحوال الثلاثة في قول الله تعالى (في مَقْعد صِدْق عند مليك مُقْتدر ) .
وأشار العلامة السموندي إلى القولين معاً ،ورجح الإتباع لما قبلها ،يقول:
قلقلةٌ قطبُ جدٍ وقُرِّبتْ للفتحِ والأرجحُ ما قبلُ اقْتَفَتْ
ويروى أن الشيخ السموندي تراجع عن هذا القول ورجح أنها إلى الفتح أقرب ونظم:
قلقلة قطب جـــــد وقـربت لفتحِ مخــرجٍ على الأولــى ثبــــت
وذلك بعدما راجعه في ذلك صاحب كتاب (زاد المقرئين ) واحتج عليه بأن تبعية الحرف المقلقل لحركة الحرف الذي قبله لا تحقق الغرض من القلقلة فمثلا كلمة (لـمُبْتلين ) لو تبعت القلقلة في الباء الضمة التي قبلها لظل اللفظ فيه ثقل على اللسان ولما تحقق الغرض من القلقلة[19]
القول الثالث : أن حروف القلقلة تتبع حركة ما بعدها من الحروف لتتناسب الحركات، وهذا القول ضعيف يقول المرصفي في هداية القارئ:(وإن صح هذا القول فيمكن تطبيقه على الساكن الموصول فقط نحو (يُبْدِىءُ) لأن الساكن الموقوف عليه كحرف الدال في نحو قوله تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} لا يتأتى فيه إتباعه لما بعده لذهاب حركة ما بعده بسبب الوقف عليه فتنبه.([20])
القول الرابع : أن القلقلة لها صوت مستقل ليست مائلة للفتح ولا مائلة للكسر ولا تابعة لما قبلها. وممن قال بهذا القول صاحب ( فتح رب البرية في شرح المقدمة الجزرية ) ، يقول : ( القلقلة ليست مائلة للفتح ولا مائلة للكسر ولا تابعة لما قبلها، ويفهم ذلك عند التطبيق من شيخٍ متقنٍ). ([21])
وممن قال بهذا القول حسام الدين الكيلاني في كتابه ( البيان في أحكام تجويد القرءان ) ، يقول : ( فعلى القارئ أن ينتبه أن القلقلة نبرة ساكنة مستقلة عن الحركة ، ويلحن الكثير حين يشربون القلقلة حركة ما ،كضم أو كسر أو فتح )([22]) .
وممن قال بهذا ـ أيضاً ـ الشيخ محمد النبهان ،يقول :) والقلقلة في الحرف الساكن صوت مستقل ليس بالفتحة ، ولا بالكسرة ، ولا بالسكون غير متأثر بحركة ما قبلها ) ([23]) .
وممن قال بهذا القول الدكتور أيمن سويد وضعَّف قول من قال : أن القلقلة تتبع حركة ما قبلها أو حركة ما بعدها , أو تكون أقرب إلى الفتح مطلقا وحجته بأن هذا العمل هو تبعيض للحركة وهذا الأمر يسمي عند القراء روما أو اختلاسا ولم يقل أحد أن القلقلة واحدة من هذين([24])
إلا أن كلام أبي شامة السابق (فلذلك يحصل من الضغط للمتكلم عند النطق بها ساكنة حتى تكاد تخرج إلى شبه تحركها لقصد بيانها)يشير أن أداء القلقلة إلى الحركة أقرب .
وقد أكد هذا الكلام بقوله ناقلاً عن أبي مريم الشيرازي (وقال ابن مريم الشيرازي وهي حروف مشربة في مخارجها إلا أنها لا تضغط ضغط الحروف المطبقة غير أنها قريبة منها فإن فيها أصواتاً كالحركات تتقلقل عند خروجها أي تضطرب ولهذا سميت حروف القلقلة)[25]
وقال محمد مكي في (نهاية القول المفيد ): (لك تعريف القلقلة بتحريك الصوت أو بتحريك المخرج )[26] ، وقال ( أما المخرج فقد تحرك بسبب انفكاك دفعي بعد التصاق محكم ، وأما الصوت فقد تبدل في السمع وذلك ظاهر )[27]
فقوله (تحريك الصوت )يشير إلى أن أداء القلقلة إلى الحركة أقرب من السكون .
مراتب القلقلة
اختلف العلماء في مراتب القلقلة على ثلاثة أقوال :
القول الأول : أن القلقلة على أربعة مراتب
المرتبة الأولى : المشدد الموقوف عليه، وتسمى قلقلة كبرى مثل : ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ).
المرتبة الثانية : المخفف الموقوف عليه،وتسمى قلقلة وسطى مثل: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ).
وبعضهم يسمي المشدد الموقوف عليه قلقلة أكبر، ويسمي الموقوف عليه المخفف قلقلة كبرى
المرتبة الثالثة : الساكن الموصول سواء أكان في وسط الكلمة أم في آخرها ، وتسمى قلقلة صغرى
مثل: ( لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) وتكون القلقلة فيه بمرتبة أقل من الموقوف علية(قال المبرد وهذه القلقلة بعضها أشد من بعض فإذا وصلت ذهبت تلك النبرة لأنك أخرجت لسانك عنها إلى صوت آخر فحال بينه وبين الاستقرار) [28].
المرتبة الرابعة : المتحرك مطلقا وفيه أصل القلقلة .
فهؤلاء يرون أن القلقلة صفة لازمة للأحرف الخمسة في جميع أحوالها ، لكنها لا تظهر إلا مع السكون إذ السكون يُظهِر صفات الحرف وأن المتحرك فيه أصل القلقلة كما أن أصل الغنة ثابت في النون والميم الساكنتين المظهرتين والمتحركتين الخفيفتين .
وممن قال بهذا القول عطية قابل نصر في كتابه (غاية المريد في علم التجويد ) [29] ، والمرصفي في كتابه (هداية القاري إلى تجويد كلام الباري)[30]
وهذا القول هو الذي أرجحه وأميل إليه ويتبين وجه ترجيحه من خلال مناقشة الآراء الأخرى
القول الثاني : أن القلقلة مرتبتان
المرتبة الأولى : كبرى عند الوقف على الحرف المقلقل نحو (الفلق ) .
المرتبة الثانية : صغرى في الساكن الموصول سواء كان في وسط الكلمة أو آخرها .
وممن ذهب بهذا الرأي صاحب (فتح رب البرية شرح المقدمة الجزرية)والدكتور أيمن سويد في محاضرته (آلية القلقلة ).
فهؤلاء أسقطوا مرتبتين:
ـ أسقطوا المرتبة الرابعة وقالوا : أن القلقلة لا تكون إلا في الساكن ، وأن المتحرك ليس فيه أصل القلقلة[31] .
ـ جعلوا المرتبة الأولى والثانية منزلة واحدة ، وساووا بين الموقوف عليه المخفف والمثقل.
أما قولهم الأول أن القلقلة لا تكون إلا في الساكن ، وأن المتحرك ليس فيه أصل القلقلة فحجتهم فيه قول ابن الجزري :
وبيِّنَـنْ مقلقلاً إن سـكنا وإن يكن في الوقف كان أبينا .
كما احتجوا بأن سبب قلقلة حروف ( قطب جد ) هو ما فيها من صفة الشدة وهي انحباس الصوت وانقفال المخرج انقفالاً تماًماً مما يسبب إزعاجاً لجهاز النطق بالهواء المضغوط الذي يريد أن يخرج ولا يجد إلى ذلك سبيلاً ، وتكون في الساكن دون المتحرك لأن القلقلة التي هي التخلص من الشدة إنما تكون في حالة حدوث الإزعاج وهذا الإزعاج لا يحدث إلا حالة انقفال المخرج وهي حالة السكون [32]
وعليه فتكون القلقلة من الصفات العرضية لأنها لا تكون إلا في الساكن وليست ملازمة للحرف في كل أحواله كما صرح بذلك الدكتور أيمن سويد في محاضرته (آلية القلقلة ).
وقد جاء عكس ذلك في محاضرةٍ له هو بعنوان (صفات الحروف ) ، إذ عد القلقلة ضمن الصفات الأصيلة للحروف .
وأيضاً في كتاب ( حلية التلاوة في تجويد القرآن الكريم ) للدكتورة رحاب شققي وهو بإشرافه !! عدت صفة القلقلة ضمن الصفات الأصلية اللازمة [33].
ويرد على هذا القول بما يلي :
1ـ أن ابن الجزري عد القلقلة وهو يعدد الصفات الأصلية اللازمة التي لا تنفك عن الحرف بحال ، وذلك في قوله :
وَصَـادُ ضَـادٌ طَــاءُ ظَـــاءٌ مُطْبَقَه وَفَرَّ مِنْ لُبِّ الحُـــرُوفُ المُذْلَقَـــهْ
صَــــــفِيرُهَا صَـــادٌ وَزَاىٌ سِـينُ قَلـــْقَلَةٌ قُطْـــبُ جَـــدٍّ .......
وكل كتب التجويد القديمة والحديثة يعدون القلقلة ضمن الصفات الأصلية اللازمة . على خلاف ما يذكره الدكتور أيمن سويد من أن هذا قول المعاصرين فقط .
2ـ أن كون القلقلة لا تظهر إلا مع الساكن هو نص كلام ابن الجزري :ـ
وَبَيِّنَنْ مُقَلْقَلاً إِنْ سَكَنَا وَإِنْ يَكُنْ فِى الْوَقْفِ كَانَ أَبْيَنَا
يعني بَيِّن القلقلة حال سكونها فقول ابن الجزري هذا لا يمنع وجود أصل القلقلة في المتحرك فهي حينئذ غير بَيِّنة وغير ظاهرة .ويؤكد هذا الفهم قوله في مكان آخر (لأنها [ أي أحرف القلقلة] إذا سكنت ضعفت فاشتبهت بغيرها فيحتاج إلى ظهور صوت يشبه النبرة حال سكونهن في الوقف وغيره وإلى زيادة إتمام النطق بهن. فذلك الصوت في سكونهن أبين منه في حركتهن)
فقوله (فذلك الصوت في سكونهن أبين منه في حركتهن ) يدل أن القلقلة موجودة في المتحرك لكنها لا تكون بينة مثل الساكن .
3ـ أن حال القلقلة كحال الرخاوة والشدة تظهر حال السكون أكثر من حال الحركة ، فالحركة تضعف الصفة ولا تعدمها ، فالغين مثلاً تتصف بصفة الرخاوة ونقول للقارئ حين يقرأ كلمة (استغفر مثلاً )أعط للغين زمن الرخاوة ، لكن إذا قرأ كلمة (غافر ) هل نقول له إعط للغين زمن رخاوة ؟! بالطبع لا فالحروف المتحركة زمنها واحد .
4ـ أن سبب القلقلة هو اجتماع صفتي الجهر والشدة (حبس الصوت والنفس ) فاحتاجت إلى كلفة في بيانها فتخلص العرب من هذه الكلفة بالقلقلة ، وهذان الوصفان (الجهر والشدة) اللذان هما سبب القلقلة ملازمان للحرف ساكناً كان أم متحركاً .
5ـ وأما قولهم أن القلقلة تكون في الساكن دون المتحرك لأن القلقلة التي هي التخلص من الشدة إنما تكون في حالة حدوث الإزعاج ، وهذا الإزعاج لا يحدث إلا حالة انقفال المخرج وهي حالة السكون قول فيه نظر لأن صفة الشدة التي تسبب هذا الإزعاج ملازمة للحرف متحركاً أم كان ساكناً إذ هي من الصفات اللازمة فصفة الشدة وغلق المخرج لابد منه في حروف قطب جد المتحرك والساكن ألا ترى لو أن قارئاً قرأ (جَ ) مثلاً دون أن يلصق لسانه بالحنك الأعلى لصقاً محكماً قبل فتحه لقلنا الجيم فيها تفشي.
وليس معنى القول أن المتحرك فيه أصل القلقلة أننا نطالب بقلقلته حال حركته ، بل نقول أن فيه أصل القلقلة وهي حينئذ تكون غير ظاهرة كما أن أصل الغنة ثابت في النون والميم المتحركتين الخفيفتين وتكون غير ظاهرة كذلك ، وقد نص على ذلك محمد مكي في (نهاية القول المفيد ) حيث قال (وفي المتحرك قلقلة أيضاً لكنها أقل فيه من الساكن الذي لم يوقف عليه لأن تعريف القلقلة باجتماع الشدة والجهر كما في المرعشي يشير إلى أن حروف القلقلة لا تنفك عن القلقلة عند تحركها وإن لم تكن القلقلة عند تحركها ظاهرة كما أن حرفي الغنة وهما النون والميم لا يخلوان عن الغنة عند تحركهما وإن لم تظهر ) [34]
وأما جعلهم الموقوف عليه مرتبة واحدة سواء كان مخففاً أو مشدداً فدليلهم في ذلك أن القلقلة في المشدد هي في الحرف الثاني منه لا الأول مثل (الحقّ ) القلقلة في القاف الثانية لا الأولى ، وأن القاف الأولى خرجت بالتصادم بين طرفي عضو النطق على القاعدة الأصلية للنطق بالحروف الساكنة وعلى هذا فلا فرق بين القلقلة في كلمتى (الفلق ـ الحقّ)عند الوقف [35].
وهذا الكلام فيه نظر إذ أن الإدغام يُصَيِّر الحرفين حرفاً واحداً مشدداً يأخذ حكماً واحداً من غير فصل بين الحرفين المدغمين في الحكم ، ألا ترى أننا نقول أن حكم الراء في كلمة (سِرَّاً ) مثلاً مفخمة ولو فصلنا بينهما في الحكم لقلنا الراء الأولي مرققة لسكونها أثر كسر والراء الثانية مفخمة لأنها مفتوحة ، وهذا لا يفعله أحد ولا يقول به . لأن الإدغام يصير الحرفين حرفاً واحداً مشدداً بحكم واحد ، ولذا قلنا الراء مفخمة لأنها مفتوحة ؛ هكذا الحكم في القلقلة ، فتكون القلقلة صفة للقاف المشددة في كلمة (الحق )من غير فصل بين القاف الأولى والثانية كما الراء في (سِرَّاً ) .
وتخرج القلقلة حينئذ بالتصادم ثم التباعد فتكون القلقلة محصلة العمليتين (التصادم ثم التباعد ) فتكون أقوي ما تكون، وقد أشار العلامة السمنودي في ( لآلىء البيان ) إلى ذلك بقوله :
كبيرةٌ حيث لدى الوقفِ أتتْ ... أكبرُ حيثُ عند وقف شُدِّدتْ
كما أشار ابن الجزري في التمهيد إلى وجوب العناية بالحرف المشدد وإعطائه قوة يتميز بها عن المخفف بقوله: ( فينبغي للقارئ أن يبيّن المشدّد حيث وقع ، ويعطيه حقّه ليميّزه عن غيره ) [36] .
القول الثالث : أن القلقلة على ثلاث مراتب
1- المشدد الموقوف عليه، مثل (الْحَقُّ).
2- المخفف الموقوف عليه مثل (الرِّزْقِ).
3- الساكن الموصول سواء أكان في وسط الكلمة أم في آخرها
وممن ذهب إلى هذا القول الحصري في كتابه ( أحكام قراءة القرءان الكريم ) [37] ، والدكتورة سعاد عبد الحميد في كتابها (تيسير الرحمن في تجويد القرءان )[38]
وهؤلاء يرون أن القلقلة في الساكن فقط دون المتحرك ، ومع ذلك يعدون القلقلة ضمن الصفات الأصلية التي تلزم الحرف حال سكونه وحركته فتجد في كلامهم نوع تناقض !!
ما ينبغي على القارئ مراعاته أثناء أداء القلقلة
1ـ ينبغي على القارئ التحرز من ختم صوت القلقلة بالهمزة مثل (الحقّ ـ بالقسط ) .
وذلك بعدم قفل الحلق أثناء النطق بالحرف المقلقل إذ الحلق ليس له عمل في أحرف القلقلة .
2ـ العناية بالقلقلة وعدم ضياعها إذا جاورها حرف ساكن وذلك عند الوقف مثل (فِسْق ـ بالعهْد ـ قبْل ـ بالقسْط) .
3ـ مراعاة مراتب القلقلة ، فتكون أقوى ما تكون عند الحرف المشدد الموقوف عليه مثل (الحقّ) ، ثم الموقوف عليه المخفف مثل (خلق) ، ثم الساكن الموصول ، وأما المتحرك فلا تظهر فيه القلقلة كما مر بنا .
4ـ إعطاء القلقلة في الحرف المشدد زمناً أكثر من الحرف المخفف ليتميز بين الحرف المشدد والمخفف كما عند الوقف على كلمتي (وتبّ ـ كسب ).
5ـ يحترز من قلقلة الحرف الوقوف عليه المخفف بنفس قوة الحرف المشدد حيث يعطيه زمناً وقوة مثل الحرف المشدد وهذا خطأ .
6ـ عند اجتماع قلقلتين يجب بيانهما وإيضاحهما حتى لا تضيع إحداهما ولا يكون ذلك إلا عند الوقف مثل (بالعبد ـ رطب ) .
7ـ يحترز القارئ من أداء القلقلة قريبة من الكسر في مثل (أَبْواب ـ أعتدْنا )
8ـ تؤدي القلقلة مفخمة إن كان الحرف المقلقل مستعلياً وذلك في الطاء والقاف ، وتؤدى مرققة إذا كان الحرف المقلقل مستفلاً وذلك في الباء والجيم والدال .
بحث في القلقلة
أعدته
بنت عبد الرحيم آل سليمان
اعتنى بنشره
محمد جلال القصاص
( زوجها )
============================================
[1] انظر ( لسان العرب ) و ( تاج العروس ) / مادة ( قلل)
[2] هو مكي بن أبي طالب بن حموش القيسي القيرواني( ولد بتونس ) ، ثم الأندلسي القرطبي ( نسبة لقرطبة حيث ارتحل إليها وأقام بها ) ، أبو محمد ، الإمام العلامة المحقق أستاذ القراء والمجودين، كان من أهل التبحر في علوم القرآن والعربية، حسن الفهم، كثير التآليف في علوم القرآن، توفي سنة 437 هـ / انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 17/591 ، و الأعلام للزركلي 7/286
[3] الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق التلاوة مكي بن أبي طالب ص 124 ، 125 / ط دار عمار / 1996م
[4] هو المقرئ المحقق الشيخ عبد الفتاح بن السيد العسس لقباً ، المرصفي ولادة ونشأة ، المصري موطناً وكانت ولادته عام 1923 م، كان رحمه الله محقق في علم القراءات بلا منازع وعالم متبحر في علم الرسم والضبط، رحل إلى ليبيا ثم إلى المدينة المنورة وتوفي بها عام 1409هـ
[5] هداية القاري 1/83الشاملة
[6] هداية القاري 1/84ـ85
[7] هو محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف، أبو الخير، شمس الدين، العمري الدمشقي ثم الشيرازي الشافعي، الشهير بابن الجزري: شيخ الإقراء في زمانه. من حفاظ الحديث. ولد ونشأ في دمشق751 عام هـ ، وابتنى فيها مدرسة سماها (دار القرآن) ورحل إلى مصر مرارا، ودخل بلاد الروم، وسافر مع تيمورلنك إلى ما وراء النهر. ثم رحل إلى شيراز فولي قضاءها. ومات فيها عام 833 هـ انظر ترجمته في (الأعلام )للزركلي 7/45
[8] انظر النشر في القراءات العشر 1/203
([9])انظر تعريف الدكتور أيمن سويد للقلقلة في محاضرته (آلية القلقلة ) بصفحته الخاصة بموقع طريق الإسلام وبلفظ قريب من هذا عرفها صاحب (فتح رب البرية في شرح المقدمة الجزرية ) 1/13
[10] انظر شرح الدكتور أيمن سويد لتعريف القلقلة في محاضرته (آلية القلقلة )
[11] إبراز المعاني شرح الشاطبية لأبي شامة 3/26
[12] أبو شامة هو عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي، أبو القاسم، شهاب الدين، أبو شامة: مؤرخ، محدث، باحث. أصله من القدس، ومولده في دمشق، وبها منشأه ووفاته (599 - 665 هـ = 1202 - 1267 م) ولقب أبا شامة، لشامة كبيرة كانت فوق حاجبه الأيسر.انظر ترجمته في (الأعلام ) للزركلي 3/299
[13] إبراز المعاني شرح الشاطبية لأبي شامة 3/26
[14] نهاية القول المفيد ينقل عن المرعشي ص82
[15] الرعاية 1/ 95
[16] نهاية القول المفيد 1/82
[17] النشر في القراءات العشر 1/229 بتصرف يسير
[18] انظر زاد المقرئين أثناء تلاوة رب العالمين ص186
[19] انظر زاد المقرئين أثناء تلاوة رب العالمين ص186
([20]) انظر هداية القاري إلى تجويد كلام الباري 1/ 76
([21]) فتح رب البرية في شرح المقدمة الجزرية الجزء الأول ص 13
([22])البيان في أحكام تجويد القرءان ص 40
([23])المذكرة في التجويد للشيخ النبهان ص 51
([24]) انظر ـ إن شئت ـ محاضرة (آلية القلقلة )
[25] إبراز المعاني شرح الشاطبية لأبي شامة 3/26
[26] نهاية القول المفيد ص78
[27] نهاية القول المفيد ص78
[28] إبراز المعاني شرح الشاطبية لأبي شامة 3/27الشاملة
[29] غاية المريد في علم التجويد ص145
[30] هداية القارئ 1/85
[31] وممن ذهب إلى أن المتحرك لا قلقلة فيه الأستاذ فرغلي عرباوي في بحثه (بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت القاف العربية اللسانية )
[32] انظر محاضرة الدكتور أيمن سويد (آلية القلقلة ) .
[33] انظر ـ إن شئت ـ ( حلية التلاوة في تجويد القرآن الكريم ) للدكتورة رحاب شققي ص 119/ ط2006
[34] نهاية القول المفيد ص 79
[35] انظر محاضرة الدكتور أيمن سويد (آلية القلقلة )
[36] التمهيد في علم التجويد 1/215 الشاملة
[37] انظر (أحكام قراءة القرءان الكريم )للحصري ص 101
[38] انظر تيسير الرحمن في تجويد القرءان الدكتورة سعاد عبد الحميد ص 99
[1] انظر ( لسان العرب ) و ( تاج العروس ) / مادة ( قلل)
[2] هو مكي بن أبي طالب بن حموش القيسي القيرواني( ولد بتونس ) ، ثم الأندلسي القرطبي ( نسبة لقرطبة حيث ارتحل إليها وأقام بها ) ، أبو محمد ، الإمام العلامة المحقق أستاذ القراء والمجودين، كان من أهل التبحر في علوم القرآن والعربية، حسن الفهم، كثير التآليف في علوم القرآن، توفي سنة 437 هـ / انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 17/591 ، و الأعلام للزركلي 7/286
[3] الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق التلاوة مكي بن أبي طالب ص 124 ، 125 / ط دار عمار / 1996م
[4] هو المقرئ المحقق الشيخ عبد الفتاح بن السيد العسس لقباً ، المرصفي ولادة ونشأة ، المصري موطناً وكانت ولادته عام 1923 م، كان رحمه الله محقق في علم القراءات بلا منازع وعالم متبحر في علم الرسم والضبط، رحل إلى ليبيا ثم إلى المدينة المنورة وتوفي بها عام 1409هـ
[5] هداية القاري 1/83الشاملة
[6] هداية القاري 1/84ـ85
[7] هو محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف، أبو الخير، شمس الدين، العمري الدمشقي ثم الشيرازي الشافعي، الشهير بابن الجزري: شيخ الإقراء في زمانه. من حفاظ الحديث. ولد ونشأ في دمشق751 عام هـ ، وابتنى فيها مدرسة سماها (دار القرآن) ورحل إلى مصر مرارا، ودخل بلاد الروم، وسافر مع تيمورلنك إلى ما وراء النهر. ثم رحل إلى شيراز فولي قضاءها. ومات فيها عام 833 هـ انظر ترجمته في (الأعلام )للزركلي 7/45
[8] انظر النشر في القراءات العشر 1/203
([9])انظر تعريف الدكتور أيمن سويد للقلقلة في محاضرته (آلية القلقلة ) بصفحته الخاصة بموقع طريق الإسلام وبلفظ قريب من هذا عرفها صاحب (فتح رب البرية في شرح المقدمة الجزرية ) 1/13
[10] انظر شرح الدكتور أيمن سويد لتعريف القلقلة في محاضرته (آلية القلقلة )
[11] إبراز المعاني شرح الشاطبية لأبي شامة 3/26
[12] أبو شامة هو عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي، أبو القاسم، شهاب الدين، أبو شامة: مؤرخ، محدث، باحث. أصله من القدس، ومولده في دمشق، وبها منشأه ووفاته (599 - 665 هـ = 1202 - 1267 م) ولقب أبا شامة، لشامة كبيرة كانت فوق حاجبه الأيسر.انظر ترجمته في (الأعلام ) للزركلي 3/299
[13] إبراز المعاني شرح الشاطبية لأبي شامة 3/26
[14] نهاية القول المفيد ينقل عن المرعشي ص82
[15] الرعاية 1/ 95
[16] نهاية القول المفيد 1/82
[17] النشر في القراءات العشر 1/229 بتصرف يسير
[18] انظر زاد المقرئين أثناء تلاوة رب العالمين ص186
[19] انظر زاد المقرئين أثناء تلاوة رب العالمين ص186
([20]) انظر هداية القاري إلى تجويد كلام الباري 1/ 76
([21]) فتح رب البرية في شرح المقدمة الجزرية الجزء الأول ص 13
([22])البيان في أحكام تجويد القرءان ص 40
([23])المذكرة في التجويد للشيخ النبهان ص 51
([24]) انظر ـ إن شئت ـ محاضرة (آلية القلقلة )
[25] إبراز المعاني شرح الشاطبية لأبي شامة 3/26
[26] نهاية القول المفيد ص78
[27] نهاية القول المفيد ص78
[28] إبراز المعاني شرح الشاطبية لأبي شامة 3/27الشاملة
[29] غاية المريد في علم التجويد ص145
[30] هداية القارئ 1/85
[31] وممن ذهب إلى أن المتحرك لا قلقلة فيه الأستاذ فرغلي عرباوي في بحثه (بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت القاف العربية اللسانية )
[32] انظر محاضرة الدكتور أيمن سويد (آلية القلقلة ) .
[33] انظر ـ إن شئت ـ ( حلية التلاوة في تجويد القرآن الكريم ) للدكتورة رحاب شققي ص 119/ ط2006
[34] نهاية القول المفيد ص 79
[35] انظر محاضرة الدكتور أيمن سويد (آلية القلقلة )
[36] التمهيد في علم التجويد 1/215 الشاملة
[37] انظر (أحكام قراءة القرءان الكريم )للحصري ص 101
[38] انظر تيسير الرحمن في تجويد القرءان الدكتورة سعاد عبد الحميد ص 99
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..