21 ربيع الثاني 1433هـ
ع ق 1368
شرفني بالأمس الشيخ العزيز أبو مالك ، سليمان الدويش بزيارة أخوية،
ومعه الأديب عبدالله المقحم، وكان ثالثهما الزميل الغالي أبو لجين، غير أنه اعتذر
لارتباطه مع زملاء آخرين في جدة..
طبعا الأمسية لم تخل من الطرافة والشماتة الأخوية بيننا ونخبة الحضور، ودار الحديث
في مجمله عن توقيفه وظروف سجنه، وكعادة
أبي مالك أضفى بعض روحه المرحة على المجلس
الذي حضره ثلة من الأكاديميين والأحبة، واعتذر جمع كبير بسبب تأخر الدعوة، حيث لم
يبلغني أبو مالك بمجيئه إلا قبل مدة يسيرة، وقد ارتبط الكثير من أحبتي بمواعيدهم
العائلية، عموما كانت أمسية رائقة، وأترككم مع الصور، مع سرد بعض التفاصيل العامة..
منوها بشكر خاص لأخينا الجنرال الحبيب حمد على تنسيقه الصور، وشكر آخر لأسامة
ابني وابن خاله ابراهيم الغامدي على التصوير ومباشرة الضيوف.. عبدالعزيز قاسم
من
اليسار ، الشيخ سليمان الدويش بطلته المعروفة، ثم أخي الشاعر
والأديب د.عادل باناعمة عميد معهد اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة
أم القرى ، فأخيكم، فالدكتور مجاهد الصواف، زميلنا في المجموعة
البريدية وأحد المحامين الرفيعين .. وقد بدأت المناكفة الأخوية، وبادرت
أبا مالك: ما زلت بدينا، وأين ما
سمعناه عن أكل السجون، من الفول المسوّس، والعدس المضروب، والرز المحترق،
لم نر
آثار ذلك عليك، فما زلت متختخا!!
الحقيقة، أنه أشاد بأكل السجون ، وخصوصا في جدة، أشاد بسجن جدة كثيرا،
في طريقة تعامله المتحضر ونوعية الأكل وجودته..همهمت ممازحا: الله يبشرك بالخير..طمنتنا..فانفجر المجلس
ضحكا
طبعا يعرف اختلافي معه في طريقته ومنهجه أبو مالك، وناقشنا ذلك
بالأمس، غير أنك لا تملك إلا أن تحب فيه صفاء نفسه هذا الشيخ جزاه الله خيرا،
وأيضا رساليته الحقة ولا نزكيه على الله، المهم كانت الأسئلة كثيرة، واجاباته
طريفة، وقلت له ممازحا: هآ إن شاء الله عقلت بعد التوقيف يا شيخ، بادرني: تراني
تارك لك في الغرفة، بقية أغراضي، لترث مكاني هناك، كم شمت بك بايقاف برنامجك وأنا في السجن ، وضحكت عليك!!
الضحكات
ترتسم على محيا الحضور، من بعض إجاباته الطريفة، هههههههههه،
أقسم بالله ليلة استثنائية، لم يدخل أحد من الحضور السجن أبدا والحمد لله،
فطلبنا
منه وصفا للسجون الجديدة، فأعطانا عن توزيع العنابر ومقاييس الغرفة، وكيف
أن كل
عشرة في غرفة، وعن دورات المياه والمغاسل وطريقة توزيع الطعام، وطبعا، راق
له جدا
سجن عسفان بجدة للطريقة الحضارية التي يتعاملون بها مع المساجين، وكان يشيد
بتطور السجون كثيرا عن ذي قبل، فتهكمت عليه:أن شهادتك يا أبا
مالك تفوق شهادة رئيس مجلس حقوق الانسان، لأنك مجرب التوقيف، فقال: أعطيتكم
صورة
عامة، هيا شدوا حيلكم وروحوا لها، فأجبنا -من خوفنا- بلسان واحد: فال الله
ولا فالك!!
رجل الأعمال المعروف في جدة المهندس
عصام باغفار، كان حريصا على الحضور، وتأخر لبعض ظروفه غير أنه أتى حرصا على لقاء
الشيخ، وكان كثيرون حريصين على رؤيته غير أن الوقت كان ضيقا جدا
كان
يتحدث عن الايمانيات التي تسربل بعض الموقوفين، وأن بعضهم يطلب الانفرادي كي
يخلو للمناجاة والذكر، وفي الحقيقة كان متحفظا على أشياء عديدة لم يجب عليها إلا
اجابات عامة، ونحن قدرنا ذلك لظروفه، وطبعا سألناه عن كيفية خروجه، فسرد لنا، أنه
حكم عليه بعشرة أشهر وغرامة بثلاثين ألفا، بعد أن طالب المدعي العام سجنه خمس
سنوات وغرامة بثلاثة أو خمسة ملايين ريال، وطلبت الكلمة من أخي عادل وأشدت بالقاضي
الذي لا أعرفه، وقلت إن هذا دليل نزاهة وأيضا استقلالية للقاضي، وافقني وشكر في
القاضي مرافق الشيخ عبدالله المقحم، وأشاد به كثيرا وبأخلاقه وتعامله الراقي في القضية..
غير أن العفو الملكي من لدن والدنا خادم الحرمين الشريفين أبطل الحكم والحمد لله..
لا
أٌقول هذا تزلفا، ولكن والله إنه شيء مفرح أن يكون بعض قضاتنا بهذه النزاهة
والتجرد..
من
اليمين شقيقي عبدالحفيظ الذي حدثتكم عنه مرة ، والذي ذهب الى اللاجئين السوريين في
الأردن، وسيذهب الى لبنان لهم هذا الاسبوع أيضا، ثم الدكتور موفق كدسة من جامعة الملك
عبدالعزيز ، ثم الدكتور المترقي حديثا احسان المعتاز ( أحد الزملاء قال عندما رآه،
لقد ظننتك الدكتور سعود مختار، بينهما شبه كبير فعلا ) فالأخ ابراهيم بخاري الناشط في
الانترنت، وموقع تواصل، وأخيرا الدكتور مهدي قاضي الأكاديمي في كلية طب جامعة
الملك عبدالعزيز ، وصاحب موقع دعوة
هنا
الدكتور محمود بترجي أحد الناشطين بالشأن العام، والكاتب في صحيفة البلاد، وقد أضفى على المجلس بعض الروح الحقوقية، وجلس
مكان حبيبنا عبدالباسط رضوان الذي أكرمنا بدوره بارسال التحلية جزاه الله خيرا وهو يتكفل
بها كل مرة، ولسان حاله:لا أجمع غيابين على المجلس..من فضله وكرمه
من
اليسار، الزميل وائل كردي مدير عام شركة المسار الاعلامية، والابن أيمن بادحمان أحد
الاعلاميين، والشيخ ابراهيم الحارثي أحد أشهر خطباء جدة، فالدكتور مهدي قاضي
قلت
للشيخ سليمان: بالتأكيد أن فترة التوقيف أعطتك فرصة لتأمل مسيرتك ومنهجك الذي كنت عليه وكتاباتك التي كنت تدافع بها وتشيد وتهاجم، هل
تغيّرت قناعاتك؟ هل ستكون بما كنت عليه قبل دخولك السجن؟ سيما وأن كثيرين من أصحابك
الدعاة كانوا يلومونك لوما شديدا على طريقتك في الثناء والدفاع المستميت..
حدّق بعيني صقر في ّ على هذا السؤال،
وانفلت في اجابته والكل منصت..
أستاذي
البريفسور سالم سحاب أستاذ الرياضيات بجامعة الملك عبدالعزيز ووكيل الجامعة هناك،
والكاتب في صحيفة المدينة، يكرمني دوما بالمجيء ، وقد استمع لموضوع جديد تماما
عليه، ههههههها
أكرمنا
أبو أحمد ببعض المداخلات والأسئلة..
وكنت
وجهت الدعوة لمحمد سعيد طيب ووليد أبو الخير وباسم عالم وجمال خاشقجي و
محمد السعيدي وبعض المشايخ واعتذروا لظروف ارتباطهم وسفر بعضهم، ولو كانوا معنا لأضفوا المزيد
من الاثارة
أبت
جمانة ابنتي إلا أن تسلم على الشيخ، وسبحان الله ، كان قد زارني وابنتي في
(الكوفلة) بعمر الشهرين أو ثلاث، وبعد شهر أوقف الشيخ، وعاد لنا بالأمس وابنتي تخطو في عمر العام وشهرين، وضجت في المرة الأولى بكاء
عندما رأته، المهم أتذكر أنه رقاها رقية وهابية، الله المستعان ، هذه المرة
استكانت لعمها تستمع تعويذاته..
الله
يعوضني في ابتني: وهابية رقم 3 في العائلة
يتناول
المساويك
البخارية ، ههههههههههها أعجبته، وهناك من في الحضور، قال له: طالما يا
شيخ سليمان أعجبك سجن جدة من بين سجون المملكة، لماذا لا تأتي وتستقر عندنا
في
جدة، ولك عليّ أن أزوجك حجازية أيضا.. هيا خذوا بالله كيف!! طبعا ، افترّ
عن مبسمه الكبير وراقت له الفكرة.. يا ويلنا من أم مالك وضراتها
وكنت
تهكمت عليه، وقلت له: يا أبا مالك، أكيد باحتكاكك مع مساجين جدة وسجانيهم، أخدتك
رقة أهل الحجاز وظرفهم، وتأثرت بذلك، وعدلت عن منهجك القاسي مع المخالفين، فردّ علي ّ ردا طويلا
بأنه ليّن ومتسامح لأبعد حدّ مع كل مخالفيه المجتهدين
بحسن نية وطويّة وحدب وحبّ للشريعة، أما الطاعنين فيه عمدا، فليس له إلا المنهج
الحدي، لأنه لا ينفع معهم سوى ذلك.
الدكتور
مجاهد
الصواف، وهو نجل الداعية العراقي الشهير محمد محمود الصواف -يرحمه الله-
أحد مستشاري الملك فيصله، أضفى على المجلس كثيرا من العمق والرؤية، وأكرمنا
والله أبو فيصل بهذا
الحضور، والرجل أشهد بالله انه شهم وكريم يد ونفس، ولديه الكثير الكثير عن
تاريخ الحركات
الاسلامية ، وقد كان مرافقا لوالده، وحفظ كثيرا من التاريخ، وانا ما أفتأ
أطالبه
بكتابة ذلك
هنا
صورة جماعية
مع الشيخ سليمان الدويش، ربما يفطس غدا وينتقل لرحمة الله ونتذكره بهذه
الصورة، مع ملاحظة أن الشيخ عبدالله المقحم لكأنه لا يرى جواز الصور فأطرق
برأسه على الأرض
يعني
يا جمانة تصيري وهابية يعني تصيري وهابية، إن لم يك بالتعويذات فبالرشوة والحلوى..
الرجل
به جانب انساني طاغي – على غير ما يبدو في كتاباته- ويدلل الأطفال بشكل حنون جدا..تفرسوا في تقاسيم وجهه وهو يناول ابتني الحلوى
هنا
الشيخ عبدالله المقحم، وهو أحد الشعراء المجيدين ولكنه لا يظهر شعره، والشيخ
سليمان في بداية حديثه قال بأن المحنة التي مرّ بها أبانت عن معادن للرجال ، وضرب
بمثالين: عبدالله المقحم هذا الرجل الذي وقف معه في كل دقيقة من دقائق محنته، وكان
معه خطوة بخطوة، وأشاد جدا به، وحفظ له جميل مواقفه معه، والمثال الثاني: عبدالعزيز قاسم الذي شمت به، وشهّر
به في القروب ، طبعا قالها من باب الفكاهة، هيا لا ياخذوها مصطادو الماء العكر
ويكيفوها بطريقتهم القميئة بما فعلوا مع النجاشي..
طبعا
أجبته: شماتة ايقافك بشماتة ايقاف برنامجي، اتعادلنا يا شيخ!!أجابني:تراني
تارك لك كتبي في السجن تكمل القراءة عني هناك.. أعوذ بالله ، فال الله ولا
فالك
من
أعجب الأشياء في الشيخ ، تحسّسه الشديد في الأكل، الى درجة أحيانا يأخذ ملعقته
معه، ولا يأكل أي شيء، طبعا لم أفوتها فعلقت شامتا: هذه وسوسة صوفية يا أبا مالك، على
الأقل تقاطعت مع أهل الحجاز!!
يتعب
كثيرا في الأكل، لأنه لا يأكل إلا بنمط معين
الابن
فراس ، وابن خاله عبدالله، هربا من الخدمة، الى الاكس بوكس، وتركا المباشرة لابني
أسامة وابن خاله ابراهيم، غير أنهما استدركا ذلك بترتيب سفرة العشاء..
طبعا
أضمرت بعقابهما في الغد بحرمانهما من الاكس بوكس البلاء هذه، ولا بد أن أكون أبا حازما،ومربيا يأخذ بمذهب الثواب والعقاب و و و،
صحوت اليوم ، وألفيتهما يلعبان، وأدركتني شفقة الأب وأنا أستمع لصخبهما، وتركتهما وأتيت أكتب لكم
هذه التعليقات..
الله
يرحم أبآئنا، علمونا الواجبات والأدب قسرا .. نحن جيل أترعنا حتى الثمالة بصرامة الآباء وقسوة حياة الزمن الماضي، وتمرد
علينا الأبناء بدلالنا ولم ننعم بطاعتهم المطلقة..
صورة
جماعية أخرى وقد انضم بعض ممن لم يحضر في الصورة الأولى..
شكرا
للزملاء الذين أكرموني بتلبية الدعوة، شكرا للزملاء الذين اعتذروا، وقد قبلت اعتذارهم
فقد كان الوقت ضيقا فعلا، شكرا للأحبة الذين رفدوني ببعض المؤونة ، وشكرا أخيرة
وكبيرة لحبيبنا أبي مالك الشيخ سليمان الدويش على اكرامي بهذه الزيارة الأخوية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..