الثلاثاء، 1 أبريل 2008

زواج المسيار بين القبول والإنحسار


في
السنوات القريبة الماضية برزت على وجه مجتمعنا اعراض لبثور إجتماعية كانت عرض لمرض ..
التشخيص كالعادة بين مهول للأمور وبين محاول لتفهم طبيعة المرض وبين من في
نفسه منه غرض !
وافرزت تلك البثور ... زواج المسيار
وجد البعض في زواج المسيار نوعاً جديد من التجارة
ففتحت دكاكين نوع من البائعين الجدد والمروجين لهذه الخدمة ، بدعوى تزويج العوانس
وبعض المطلقات وذوات الظروف الخاصة ومن فاتهن قطار الزواج ...الخ
هؤلاء الذين نذروا انفسهم دعاة لزواج المسيار لم يكن لهم سابقة في فتيا او علم شرعي ..
فقد نبتوا فجأة وبشخصيات لها من الصفات كل شيء الا العلم الشرعي ...
وبدأوا يجمعون الأسماء تارة خفية وتارة عن طريق هاتف
تتصل فيهم مسكينة تلهفت شوقا لمن تأنس به ويأنس بها ويعوضها حرمان السكن والقرار.

كان الزواج شرعيا فشروط العقد موافقة للشرع
بالرغم من قصوره في شروط معينة قد لا تلزم احد من الأزواج لضعف الزواج اصلا..
- السرية كانت احد صفات ذلك الزواج
- بقاء المرأة مع اسرتها كان شرطا آخرا مميزا
اختيار يوم معين يتفق عليه لأداء واجب معين قصده الزوج بشغف وقصدته الزوجة لذات الغرض !
وهنا لنا وقفات ..
قال تعالى:
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21

أين السكن في زيارة لقضاء وطر يأتي الزوج ملثما ويدخل متلصصا
والتسلل ليلا والعودة للبيت الأول؟!
اين المودة والرحمة في زيارة خاطفة ؟،
ولو قيل له مالغرض لأجاب كما اجاب أحدهم : مجرد تجربة وش انت خسران ؟! هكذا رد احدهم دون خوف من ربه !
وردّ آخر : وأنت وش يضايقك في اللي يحلون مشكلة هالعوانس المسيكينات ؟!

واشترط البعض عدم الإنجاب فكانت الطامة !
حيث يعتقد البعض أن الناس ملائكة يمشون مطمئنين !
ابدا .... فقد صارت وسيلة منع الحمل اتي تستمر للشهر كاملا وسيلة لجريمة من نوع آخر!

نعم ... لقد استغلتها بعض المتلاعبات بمتعة اخرى ولكن مع آخرين !
وأسألوا عنهن في محاضر الهيئات .

والسبب زواج لا حظ لها فيه الا بـــ ليلة لقضاء وطر و تخب عليها ( اليست عانس ؟!!)

الغريب اننا لازلنا نرى من يستنكر الزواجات المماثلة ويتغاضى عن هذا النوع الذي اعتبره بدعة من النوع الثقيل!

رد عليّ احدهم بكتابة ( بدعة ! كل بدعة ضلالة ) وأعرف انه سيقودني الى قول وكل ضلالة في النار
وانا هنا اتسائل...
هل ظهر هذا النوع على زمن افضل الخلق عليه اكمل الصلاة وأتم التسليم ؟!
هل ظهر وأقره حتى نقول سمعنا وأطعنا ؟!

هل كان الدين ناقصا فأتموه مشايخ غفلة بإختراع زواج المسيار ؟!
اعوذ بالله
هل يعالج الخطأ بخطأ اكبر منه ؟

لماذا تتأخر البنات عن الزواج في مجتمعنا ؟! اليس هذا ظلم للفتاة !؟

اليس من يؤخرها لإستغلال راتبها ظالم ؟ وآثم ؟!
انا اتفهم تأخر الزواج في بعض المجتمعات نتيجة نقص المادة وعجزهم عن توفير مسكن مثلا ..
لكن عندنا الوضع مختلف جدا ..
وعرفت اناسا زوجوا ابنائهم وهم في الجامعة يدرسون
وبناتهم كذلك وما ضرهم ( برغم ان الزواج المبكر فيه بعض الأخطاء ) لكنه افضل بكثير
وخلهم يستمتعون بشبابهم بالحلال ودون هفوات وكبائر كالتي يفعلها بعض الشباب اثناء مراهقته بالحرام واللعب بالأعراض !

وانت يا من ترغب في المسيار ..

لم لا تجعلها زوجة ثانية بكامل صفات الزواج سواء ببيت مستقل او مع ام عيالك
وانتي يا ايتها الكبيرة في السن ... ( المسماة ظلما عانسا) عانس كلمة قبيحة بحق !
لماذا المكابره اذا تأخرتي في الزواج .. تصرين على ان يكون المتقدم لك شابا وبمواصفاتك انتِ ؟

لماذا لا تتحملين خطأك أو خطأ اسرتك بقبول من يماثلك سنا ؟ ولعله خير من الشاب من يدري؟!
أحسنوا النية وقد يكون التوفيق حليفكم !
قال تعالى :
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا
فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ }الأعراف189


اريحونا من الحديث عن المسيار ..
وازرعوا فينا الثقافة الدينية الحقّة
التي تشجع التحصن المبكر عن الزنا واشباهه فالمجتمع يمر بمراحل خطيرة
وتأخير زواج الفتيات أمر ليس بالسهل

ولكن زواج المسيار منعطف خطر وأخشى أن يكون عقوبة سخريتنا من الآخرين وزواجهم البدعي !

كما ابتدعنا الزواج بنية الطلاق والتي اسيء فهم الفتيا حولها
فقربت من زواج المتعة لكونها من طرف واحد وفيها غش للطرف الآخر ،
حتى وإن قيل ربما حصل وئام بينهم فأستمرا ..

والقصد استمر الزوج فهو الذي بيده القرار
لأنها لا تعلم انه مبيت نية الطلاق

الآن مارأيكم
ايستحق هذا الزواج من يناصره ؟
اذا ما استثنينا سماسرته والذين يروجون له لجني مكاسب عمولته .
هذا الزواج اسميه وبكل صراحة
( الخيانة الصغرى )
طبعا معروفة هي الخيانة الكبرى ، وقانا الله واياكم الفواحش ما ظهر منها وما بطن


ايها الأفاضل

اكتب لكم هذا لمناقشة هذا الموضوع الذي ترك لسماسرته
الذين لا يعرفون سوى قبض عمولتهم

وكتبته هنا نأيا عن الجدل الذي لا يثمر ولا يعطي نتيجة ترجى !
طالبا الحوار البناء الأخوي المفعم بالصدق مع الله أولا
والنفس والمجتمع ثانيا

وهذا رأيي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي الأمارة بالسوء
و يبقى لكل رأيه محترما مقدرا

سليمان الذويخ
الأحد20/شعبان /1423هـ
6:00 مساء


---إضافة  بعد حوار في تويتر

أخي د. محمد
الأمور الثانية لا تقارن بالمسيار فهي زنا صريح " وأظن هذه هي التي تقصد بالأمور الثانية " !
لكن : هل كان الدين وما شرع لنا  ناقصا   حتى يأتي من يخترع لنا  :مسيار ومسفار  و زواج بنية الطلاق
ومن هالكلام ؟!
هذه تحايلات  تسيء للدين !
يعني اللي فيه  مقدرة  يتزوج كما شرع لنا  في ديننا : مثنى وثلاث ورباع
أما زواج  خفية  و" دق اللطمة " وتسلل بـ نية الفحولة  ، فهذه أمور مقززة !
وأمر آخر لو فكر فيه بعض الناس فقد يتردد عن مثل هذا الزواج التافه ..  وهو:
لو  توفي الزوج .. أليس من حق المرأة الأخرى " المسيارية " أن ترث !؟
وكيف سيكون وقع ذلك على أسرته  "زوجته " و " أولاده "   !؟
لقد ناقشت قبل 25 عاما موضوع الزواج بـ نية الطلاق  وقلت : أن هذا غش يسيء للمسلم
وردد البعض " قد يتفقا ويستمر الزواج "  فقلت : لندع  "قد " هذه  ونتزوج كما شرع لنا

تحية لكم
  تحديث :     سليمان
16  شوال 1436هـ

( قضية الأسبوع ) زواج المسيار بين القبول والإنحسار

هناك تعليق واحد:

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..