تواصل ـ خالد الغفيري، سعود العبدالله: زيارة
(واحدة) لعدد من المشايخ لديوانية الصمود بينهم الشيخ على المطيرى كانت
كافية لإثارة الجدل بين المنظمين، وعلى رأسهم أبو الخير ومؤيديه وبين
المشايخ والحضور حيث كان تويتر ساحة لسجال بين الطرفين. (تواصل)
استطاعت استجلاء الحقيقة من خلال
التواصل مع كل من الشيخ المطيري والمحامي
وليد أبو الخير إضافة إلى معرفة رأي قاضٍ يمثل رأي السلطة الشرعية فيما
يدور في مثل هذه اللقاءات، إضافة إلى حديث أحد الحضور ممن شاركوا في تلك
الندوة التي احتضنها منزل أبوالخير.
يقول الشيخ علي المطيري لـ (تواصل):
من واقع تغريدات وليد أبو الخير في صفحته الرئيسة بتويتر والتي أكد فيها
أن ديوانيته الأخيرة بجدة كانت تضم لا دينيين وملحدين وأكثرهم من نفس فكر
كاشغري إننا أمام ظاهرة "كاشغرية " خطيرة تحتاج إلى حل جذري ومحاسبة
فورية. ويضيف الشيخ المطيري : في الأصل إن أبو الخير قدم دعوة عامة للجميع لحضور ديوانية صمود بمنزله، وبالفعل ذهبت أنا ومعي بعض المشايخ . ويمضي
المطيري في حديثه : إن الندوة أقيمت بحضور أكثر من 20شاباً بعضهم (لا
دينيون) وبعضهم ملحدون، وبعضهم الآخر مطرودون من منازل ذويهم كما قال وليد
أبو الخير. وأبان الشيخ المطيري أنه جرت مناقشات بيننا وبين الشباب
الحاضر، والذين هم في الأصل طلاب جامعات ،وقد أصابتنا الدهشة وكل هؤلاء
الطلاب يقولون لنا: نحن أحرار نطرح ما نريد من آراء, وأن حمزة كاشغري ليس
مخطئاً، فقط هو عبر عن آرائه فهو (مسكين)، كما يقولون إن عقوبة المرتد في
الأصل وضعت مصيدة للشباب حتى لا يخرجوا من الدين الإسلامي، أما المسؤول عن
الديوانية وليد أبو الخير ـ والكلام هنا للمطيري ـ فقد قال لهم: إن عقوبة
الردة في الأصل عقوبة وضعها سياسي ولا أثر لها في الدين، والغريب أن بقية
الشباب شايعوه في الرأي وصوتوا على ذلك. وقال المطيري: هذا جزء يسير مما
تمّ تداوله في ديوانية صمود بمنزل وليد أو الخير . ويضيف الشيخ المطيري
لـ(تواصل) أنه وبعد حضوري لهذه الديوانية تأكد لي بما لا يدع مجالاً للشك
أن الوضع في المملكة بات خطيراً تماماً؛ لأن ما تابعناه يعدُّ قضية
كبيرة، وتحتاج إلى حل عاجل، بل لابد من الحل والمحاسبة معاً، وعندما أقول
المحاسبة فإنني اقصد محاسبة رؤوس هذا التنظيم أمثال أبو الخير وغيره،
ودافع المطيري عن الشباب بقوله: أنا ضد محاسبة الشباب الصغار لأنهم مغرر
بهم. واستطرد قائلاً: حقيقة نخشى على أبنائنا من رؤوس خلايا الإلحاد،
ومن مجالس التشكيك في الدين الإسلامي.. حقيقة الوضع خطير ويحتاج إلى وقفة
من الجميع في بلادنا لبتر مثل هذه الخلايا، التي لم تكن المملكة تعرفها حتى
وقت قريب. و اختتم الشيخ المطيري حديثه: أكرر انزعاجي من هذه
الملتقيات التي باتت في الآونة الأخيرة تأخذ طابع التنظيم؛ مضيفاً: أننا
عندما ذهبنا إلى منزل أبو الخير وجدنا مندوباً من السفارة الأمريكية يتكلم
اللغة العربية بطلاقة، ولقد علمنا أن هذا العمل يجد دعماً من السفارات
الأجنبية كافة بالمملكة من أجل ذلك حضرنا ديوانية الصمود بما فيها من
تدنيس لفكر الشباب، وإلحاد، ومناقشتهم لكننا اكتشفنا أن الوضع خطير جداً،
ويحتاج منا إلى كثير من العمل، بل مثلما حاربنا التكفير من قبل يجب علينا
محاربة هذا الفكر،والذي بدأ - للأسف الشديد- يتغلغل في مجتمعنا السعودي
بشكل مخيف للغاية، وأيضاً أطالب الجهات المختصة بتطبيق حملة اليقين لتطهير
مجتمعنا من هذا الدنس ـ على حد قول المطيري ـ الذي ينادي به وليد أبو
الخير، ونحن على ثقة بأن السلطات قادرة على اجتثاث هذه الظاهرة .
أبوالخير: مجلسي يجمع كافة الأطياف سواء متشكك أو لا ديني وانطلاقاً
من حرص (تواصل) على تطبيق مبدأ الرأي والرأي الآخر لبيان الحقيقة كما هي
دون تحريف، فقد تواصلت مع المحامي وليد أبو الخير، الذي علق بقوله: (إن
ديوانية صمود هي فكرة سابقة نجتمع فيها مع الشباب بشكل عفوي، وبعد مضايقات
المقاهي والأماكن العامة أصبحنا نجتمع في منزلي الخاص بجدة, وذلك كون
المنازل لها حرمتها بنص النظام الأساسي للحكم، ولن يضايقنا أحد، ونتحدث
(براحتنا)، حيث كانت ديوانية (صمود) صموداً من أجل الحقوق، و صموداً من أجل
حرية الرأي والتعبير، وصموداً من أجل حقنا في مناقشة أوضاع الوطن). وأضاف:
" هنالك تجمع لمشايخ جدة يجتمعون بشكل دوري، وأن هذه الديوانية تسبب لهم
الضيق ولا أعرف لماذا ؟ وأنا أظن أن لديهم مشكلة مع حرية الرأي والتعبير
وهم بالتحديد مشايخ السرورية ". وأضاف أبو الخير:" فوجئت بحضور 5 من
المشايخ الذين يجتمعون بشكل دوري إلى ديوانيتي المفتوحة للجميع والتي يحضر
بها الإسلاميون والشيعة والسروريون وأطياف مختلفة، ورحبت بهم وأعطيتهم
الفرصة الكاملة للتحدث في ديوانيتي إلا أنني فوجئت بأحدهم يخرج ويكتب في
تويتر في اليوم التالي كلاماً غير صحيح مفاده أن هنالك ملحدين يدافعون عن
الإلحاد مع أن الموضوع كان بعيداً عن ذلك تماماً, وتفاجأت بذلك كأن هنالك
محاولة غدر ". وحول ما ذكره الشيخ علي المطيري بأن أبوالخير ذكر أن
بينهم ملحدين أجاب:" أنا قلت لهم إن هذا المجلس يأتي فيه كافة الأطياف سواء
كان إنساناً متشككاً أو لا دينياً، لكنني لم أذكر أشخاصاً معينين يأتون
هنا ليعبروا عن آراءهم، ويكون النقاش بكافة الآداب واحترام الرأي الآخر .
وأضفت لهم بأننا لن نسمح أبداً أن يتجاوز أحد حقوق الآخرين سواء مقدساتهم
أو ما إلى ذلك ". ومضى بالقول:" لن أفتش عند ديوانيتي واسأل كل ضيف ما
إذا كان ملحداً أم لا ؟ أو كان سنياً أم شيعياً.. وهذا ليس من كرم الضيافة
ولا من طبيعتي ". وعن وجود ممثل عن القنصلية الأمريكية أجاب: " ذكرت
مسبقاً بيتي مفتوحا ولي صديق من القنصلية الأمريكية، وهو شخص مسلم يحضر مثل
هذه اللقاءات أكثر من مرة للثقافة". وعن تسجيل القنصل الأمريكي، قال:
"كل من يحضر بالديوانية يقوم بعملية التسجيل، وعلي المطيري كان يسجل عن
طريق الهاتف (تسجيل صوتي) بطريقة دنيئة، ولم نكن نعلم أنه يسجل مع أنني لا
أمانع في ذلك " . وعن لجوء عدد المشايخ إلى المحكمة ورفع دعوى بسبب هروب
عدد من الشباب من منازلهم بسبب عدم توافق آرائهم مع أهاليهم ووجودهم
بديوانية صمود التي تعد ملاذاً ومأوى لهم رد أبو الخير بقوله:" البينة على
من ادعى فعليهم إحضار البينة". وعن سبب وصفه للمشايخ بالسروريين، نفى
أن يكون بينه وبينهم أي خلاف سابق. وقال: "هناك تيار في المملكة اسمه
السروري وهؤلاء محسوبون على التيار السروري، ويحضرون عندي بالبيت وعددهم
أكثر من 25 شخصاً ". وعند سؤاله هل الشيخ علي المطيري سروري أجاب: "لا اعلم عنه إن كان سرورياً أم لا ؟". وأضاف: " أنا لم اتهم شخصاً بذاته، ولكن من يدخل منزلك ويفعل مثل هذا الفعل فهذه حركات سرورية " .
سلطان الرفاعي : يجب معاقبة فكر أبو الخير حتى لا يكون في بيتنا كافر وفي
رأي آخر أوضح لـ(تواصل) الشيخ سلطان الرفاعي عضو مركز الدعوة والإرشاد
بجدة بأنه كان ضمن الحاضرين في ديوانية "صمود" التي نظمها وليد أبو الخير
في منزله بجدة حيث ابتدر تعليقه: قبل الحديث عن تلك الديوانية لابد لنا أن
نشير إلى فكر وليد أبو الخير بشكل عام، ونقول إن فكره ومعتقده يدعي الحرية
المطلقة كأن يكون للجميع الحرية فيما يقولون أو يعتقدون وكذلك الحرية فيما
يشاءؤون . كما يزعم أيضاً أن العقل أولى بالاحترام ويستند في ذلك بقول
الله تعالى "في سورة الكهف الآية [29]: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ
فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا
لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا
يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ
وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا29﴾. وأضاف الرفاعي: يمكننا أن نقول أيضاً إن آخر
ما توصل إليه أبو الخير ـ بعد تنقلاته من فكر إلى فكر مستعيناً بخلفيته
الحقوقية ـ هو فكر غريب على مجتمعنا وديننا، مبيناً أنه يمكن لأبو الخير أن
ينال من ضعاف النفوس ويدفعهم إلى التشكيك في العقيدة والتشكيك أيضاً في
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم . وشدد أنه لكي يتم كبح جماح هذه
الفئة الضالة ـ على حد قول الرفاعي ـ قررت ومعي مجموعة من الإخوان حضور
هذه الديوانية حيث تابعنا بالفعل كيف كان الحاضرون يصوتون لحد الردة، حيث
ادعوا أن الردة في الأصل قانون وضعي وضعه الخليفة الراشد أبوبكر الصديق،
وأن الدين الإسلامي لم يأمر بحد الردة بتاتاً .. كما أن بعضهم يرى حرية
الكفر مستدلين بقوله تعالي: "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". وأبان
الرفاعي بأنهم لاحظوا من خلال هذه الديوانية أن بعض الشباب الحاضرين مغرر
بهم بعد أن تم أخذهم بمعسول الكلام والأفكار النخبوية حتى أقنعوهم بهذه
الأفكار الخبيثة، التي لابد من محاربة معتقديها بوسيلتين لا ثالث لهما
الأولى: بالتي هي أحسن عبر المجادلة والمناصحة والمكاشفة. والثانية تتمثل
في التعامل معهم بالقانون طالما أنهم يدعون ويحرضون على الخروج من
المسلمات في الدين مؤكداً أن مثل هؤلاء يستحقون العقاب الرادع بالقانون وأن
وليد أبو الخير هو من الفئة التي يجب إن تعامل بالقانون ولا شيء غيره حتى
نحافظ على نسيجنا الديني القويم .
القاضي المسعود: ديوانية أبو الخير اجتماع على الكفر والإلحاد كما
التقت "تواصل" أيضا الشيخ محمد المسعود قاضي المحكمة الجزئية بجدة الذي
أكد بأنه مما لاشك فيه أن ديوانية أبو الخير المسماة بالصمود تعدُّ
اجتماعاً على الكفر والإلحاد، ومن هنا ينبغي ألا يترك مثل هؤلاء حتى يبغون
في الأرض فساداً وبالتالي فإن المحاسبة باتت ضرورية طالما أن القاصي
والداني يعرف أسماءهم ولعل الجميع يعرف الأحكام الواردة بحق المرتد، عليه
لابد من معاقبتهم معاقبة فورية لأن التباطؤ في المحاسبة ربما يسهم في نشر
الإلحاد في كافة المجتمعات الإسلامية، وهذا ما لا نرضاه أبداً لديننا
الإسلامي الحنيف. ووجه الشيخ المسعود نداءً للجميع مشدداً على أن
التشكيك في الدين الإسلامي مصيبة، وأمر خطير يستحق منا وقفة قوية لنبتر كل
هذه الأفكار الغريبة على مجتمعنا السعودي والإسلامي بشكل عام، وأكد ضرورة
متابعة وتتبع هذه المجموعة الخطيرة والتضييق عليهم ومن ثم القبض عليهم
ومعاقبتهم بالقانون، مشيراً إلى أن القضاء الإسلامي يعرف جيداً كيف يطبق
الشريعة الإسلامية في كل ملحد أو كافر، لذا أتمنى أن يجد هؤلاء الجزاء
الرادع حتى لا تتسرب مثل هذه الأفكار إلى صغار السن بل حتى إلى النساء
وبعض الرجال المغرر بهم ، حتى يوصلونهم إلى مرحلة الشك في دين الله، ولا
أعتقد أن جهة ما تترد في الحكم على هؤلاء بما يتوافق مع شريعتنا الإسلامية
.
-
الثلاثاء 13 ربيع الثاني 1433هـ الموافق 05/03/2012 م
آخر تحديث الساعة 09:18 م 12
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..