بسم الله الرحمن الرحيم
الحزبية الإسلامية مسخُ للفطرة وتفريق للمسلمين
منذ ابتُلي المسلمون بتعدد الأحزاب الموصوفة زوراً الإسلامية (وشرها وأشقاها : جماعة الإخوان المسلمين ) اجتالت شيطانها شباب المسلمين ( وكهولهم ) عن فطرة الله التي فطر الناس عليها : الوحدة على التوحيد ( بمعنى إفراد الله بالعبادة ونفيها عما سواه ) في الاعتقاد ، وعلى اتباع السنة في العبادات والمعاملات ، وعلى الجماعة والسمع والطاعة .
وحذر الله عباده من التفرق في الدين ( بأصوله الثلاثة ) فقال تعالى : ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء ) ؛ فقامت الجماعة من أول يوم على مخالفة شرع الله في كل أصل من هذه الأصول :
أ – حذفت : ( إفراد الله بالعبادة ونفيها عما سواه ) من كل تعاليمها : الأصول العشرين ، والوصايا العشر ، وواجبات البيعة الثمانية والثلاثين ، والمنجيات العشر ، والواجبات العشر ، والمطالب الخمسين من الولاة ، والموبقات العشر ، مع أنها ( بجهلها ) ظنت أنها أحصت كل أمر يهم المسلم ، فنهت عن السرف في شرب الشاي والمشروبات المنبهة ، وطالبت بتوحيد الزي وتنظيم المصايف ، وتحديد مواعيد فتح وإغلاق المقاهي العامة ، وجعلت من الموبقات ( عوضاً عن الشرك الأكبر المحيط بها باسم المقامات والمزارات ) : الخلافات السياسية والشخصية والمذهبية ، وجعلت من الواجبات : ( حمل شارتنا ، وحضور جلستنا ، وكتمان سريرتنا ) ، مذكرات – حسن البنا – ص 295 – 302 ، ط – الزهراء للإعلام 1410 – 1990 ؛ و ص 277 من مجموعة رسائل حسن البنا .
بـ : أهملت الأمر بالتزام السنة والنهي عن مقارفة الابتداع في الدين ( الشرك الأكبر فما دونه ) ، وابحث فلن تجد لشيء منه ذكراً في كل تعاليمها التي حاولتُ إحصاءها في الفقرة ( 1 ) رغم كثرة البدع واحاطتها بها والقائمين عليها والمشاركين فيها من المهد إلى اللحد ومن العرب والعجم ؛ ورغم أن النهي عن الموبقات السبع في الحديث المتفق على صحته بدأ بالنهي عن الشرك ، ورغم أن الوصايا العشر عند اليهود والنصارى ( التي أخذ منها حسن البنا عدد وصاياه ) نهت في الوصية الأولى عن عبادة غير الله ، ونهت في الوصية الثانية عن صنع تمثال منحوت أو صورة لما في السماء أو الأرض أو البحر ، وعن عبادته :
1 – وهذا حسن البنا نشأ على طريقة صوفية ( الحصافية ) وبايع عليها وأُجيز بأدوارها ووظائفها ( مذكرات الدعوة والداعية لحسن البنا ، طبع ، الزهراء للإعلام العربي – 1410 – 1990 ص 27 ) ، وواظب على زيارة وثن الحصافي في بدمنهور ( ص 27 ) ، ووثن الدسوقي في دسوق ( ص 33 ) ، ووثن سيد سنجر في عزبة النوام أحياناً ( ص 34 ) ، وقال عن مشاركته مع زميله أحمد السكري في الحضرة الصوفية ليلة الجمعة وتدارسهما كتب التصوف : ( كانت من أقدس مناهج حياتنا ) ص 29 ، واختار شدّ الرحال إلى القاهرة لدار العلوم ومقر رئيس الطريقة : الحصافي ( ص 52 ) ، وخصص جزاءٍ من كتبه الصوفية ( الإحياء ، والأنوار المحمدية ، وتنوير القلوب ) لزملائه في الدعوة لتحضير الخطب والدروس ، ( ص 61 ) ، وشهد أبو الحسن الندوي في كتابه الفريد : التفسير السياسي للإسلام ، دار آفاق الغد ، عام 1399 ، ص 130 – 131 ، نقلاً عن كبار حزب الإخوان المسلمين وخواصهم ( أن حسن البنا بقي متمسكاً بوظائف وأوراد طريقته الصوفية إلى آخر حياته ) مدحاً للبنا والتصوف .
2 - تبعه سعيد حوى أحد قادة الحزب في سوريا فدعا دعوة صريحة للتصوف في كتابه : ( تربيتنا الروحية )، وفيه : أن الصوفية هم الذين ورثوا تربية النفس عن النبي ؛ فما لم يأخذ الإنسان عنهم تبقى نفسه بعيدة عن الحال النبوية .( ص 21 ) ، وأن علم التصوف مكمل لعلم العقائد والأحكام .( 64 ) ، وأن ( ضرب الشيش ) عند الرفاعية من أعظم فضل الله على الأمة وتصديق لمعجزات الأنبياء .( 218 ) .
3 – تبع البنا خليفته الثاني عمر التلمساني فقرر أنه ( لا داعي للتشدد في النكير على اللجوء إلى الأولياء في قبورهم الطاهرة والدعاء فيها عند الشدائد ) ، من كتابه : شهيد المحراب ، ص 197 .
4 – من أشنع البدع التي وقع فيها القادة والأتباع : تأسيس جماعة غير جماعة المسلمين وحزب غير حزبهم للدعوة المخالفة لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولما أرسل الله به كل رسوله .
5 – يزيد هذه البدعة المنكرة شناعة : نَصبُها قدوة وميزانا لكل دعوة في قول حسن البنا : ( نزنها بميزان دعوتنا فما وافقها فمرحباً به ، وما خالفها فنحن براء منه ) ، وقوله لأعضاء حزبه : ( فدعوتكم أحق أن يأتيها الناس ولا تأتي هي أحداً ، وتستغني عن غيرها إذ هي جماع كل خير وما عداها لا يَسلم من النقص ) مجموعة رسائل حسن البنا ، ط المؤسسة الإسلامية ص 17 للقول الأول ، ومذكرات الدعوة والداعية ، ط الزهراء للإعلام العربي ، 1410 ، ص 308 للثاني ؛ بل قال قبل هذه ببضعة سطور : ( إن دعوتكم هذه أسمى دعوة عرَفتْها الإنسانية ) .
ولا عجب بعد ذلك أن صار الإخواني الحِزبي الجاهل يظن نفسه على هدى وهو كما يقال : لو وضعت عقله على رأس غُراب لانتكس طيرانه إلى الوراء ، بل هو أضل ، فالغراب ما زال على الفطرة .
5 – يظهر لي أن إصرار الحزب الإخواني على إهمال قاعدة الإسلام الأولى : ( إفراد الله بالعبادة ونفيها عن كل ما سواه ) وتركيزهم وتهالكهم على السلطة ( ويرمزون إليها بالحاكمية ) إنما افتضح بسبب انتشار فكر سيد قطب ( انتشار النار في الهشيم ) ؛ ولم يكتف سيد بإهمال النهي عن الإشراك بالله في العبادة بل هوّن من عبادة الأصنام بمثل قوله عن عبّاد الأصنام الأوائل : ( ما كان شركهم الحقيقي من هذه الجهة ولا كان من إسلام من أسلم منهم متمثلاً في مجرد التخلي عن الاستشفاع بهذه الأصنام ) ، في ظلال القرآن ، ط دار الشروق ، 1400 هـ ، ص 1492 .
6 – وقد تنبه لخطر فكر سيد قطب على الإسلام والمسلمين الأستاذ أبو الحسن الندوي رحمه الله وحذّر منه ( أثناء رده على شيخ سيد الأستاذ أبو الأعلى المودودي رحمه الله ) في كتابه الفريد :( التفسير السياسي للإسلام ، ط دار آفاق الغد ، عام 1399 هـ ) ، وقد سمعتُ بالكتاب ونقلتُ منه بالواسطة قبل ربع قرن ، ولم أتمكن من قراءته حتى تلّقيتُ نسخة منه في هذا العام بالبريد الفضائي من فضيلة الشيخ عبد الحق التركماني ، ونبهني إلى أهمّيته وتميّزه برد فرية المودودي ومن بعده سيد قطب بأن المسلمين بعد عهد النبوة والصحبة جهلوا المعنى الأصلي لكلمات : ( الإله ، والرب ، والدين ، والعبادة ) في لفظ المودودي ، ص 29 – 33 ؛ وانحرفوا عن التصور الإسلامي لسياسة الحكم والمال ( العدالة لسيد قطب 159 – 175 ) .
ووَضع الحاكمية فوق الألوهية ( عند كل منهما ) إلى درجة اعتبار العبادة ( وسيلة لتأسيس الحضارة والمدنيّة في الأرض ، ولهذا بعث الله رسله ) ( عند المودودي ص 102 ) ؛ فتقربتُ إلى الله بتهذيبه بعنوان : ( التفسير السياسي للإسلام في فكر المودودي وسيد قطب ) .
ج – وحثّتْ شباب الأمة على معصية ولاة أمورهم والخروج عليهم بحجة تحكيمهم شرع بالبشر في شئون حياتهم ؛ فلا ينفعهم بعده التوجه إلى الله في ألوهيته وحده ، ولا الدينونة لشرع الله في الوضوء والصلاة والصوم وسائر الشعائر ،( في ظلال القرآن ،لسيد قطب ، الشروق ص 2033 و 2114) .
ويدعي المودودي أنه ( من أجل ذلك حاول الأنبياء إحداث الانقلاب السياسي ) ، ص 103 ، ويدعي سيد قطب أن ( لا إله إلا الله ثورة على السلطان الأرضي الذي يغتصب أولى الألوهيّة ) ، أي : الحاكميّة في أيّ شأن من شئون الحياة ( في ظلال القرآن ، ص 1005 ، دار الشرق 1400 ) ، ومن هنا جاء التكفير والتفجير ، والمظاهرات والثورات ، وللحزب استغلال نتائجها ! ، كفانا الله شرهم .الشيخ سعد الحصين
20 / 4 / 1433 هـ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..