لم يعد بمقدور الكتَّاب الغيورين على العقيدة الاسلامية والوطن الغالي, الرد على كل ما يُكتب في صحافتنا الورقية من
قِبل اللبراليين والعلمانيين ,وغيرهم من أهل الاهواء, والتي تنافي ثوابتنا
الدينية وأنظمتنا الدستورية,التي
تأسست عليها هذه الدولة الكريمة,وذلك
لكثرة ما يكتبه وما ينشره هؤلاء المستغربون,ولقوة الدعم الإعلامي (الغير
رسمي) الذي يستقطبهم,ويفتح لهم ذراعيه, دون أن يسمح لآي صوت أخر أن يعلو
على أصواتهم..بل إنه يُسكت جميع الاصوات حتى لايبقى في الصحافة إلا صوتهم
وإن كان نشازا إجتماعيا, بين كل شرائح المجتمع السعودي النبيل!
بيد
أن كتابات المستغربين جميعها تدندن حول,تغريب المجتمع وتحريضه على ثوابته
الدينية,وتصويرأمجاده وماضيه بالارهاب والجمود والظلامية...لذا فيُكتفىِ
بمقالة واحدة من كل صحيفة ورقية يوميا, للرد عليها..فهي تعبر عن كل
المستغربين!
وعلى هذا الاساس,فقد وقعتْ عيناي على أشد المقالات استفزازا
لكل مسلم غيور على دينه ووطنه وأمته,وهي للكاتب
بصحيفة الرياض, فاضل العماني, بعنوان(متى يختفي هؤلاء من معرض الكتاب)
بتاريخ 11/4/33هـ, وهو يقصد بذلك هيئة الآمر بالمعروف والنهي عن
المنكر(رجال الحسبة) غير أنه قد صب جام حقده وغضبه على الدعاة والمصلحين
وأهل العلم من هذه الآمة,متهما المنهج الذي يسيرون عليه بأنه نهج وسلوك
وفكر أحادي وإقصائي, لقد قال وبالحرف الواحد(وباختصار
شديد، بدأ هذا التيار الكلاسيكي المتشدد يفقد الكثير من مكانته ووهجه
وهيمنته في واقع المجتمع السعودي، ولم يعد قادراً على تقبل الهزيمة
والتراجع، لأنه ولعقود طويلة مظلمة احتكر العلم والمعرفة والحقيقة والنصيحة
والإرشاد والتوجيه. هو تيار لا يقبل المنافسة من أية جهة كانت، لأنه تأسس
على فكر ونهج وسلوك أحادي وإقصائي.)انتهى كلامه
إن
هذا المقال التغريبي الهزيل من أسوأ ما قرأت في حياتي في صحافتنا
السعودية, فهو من أكثر مقالات التغريبيين جرأة,وهو من المقالات التي لاتقل
سوءا عن تغريدة الكشغري, ومن المقالات التي تذكرنا بما كان يكتبه الشيوعيون
العرب ضد الاسلام والمسلمين,في حقبة الستينات والسبعينيات الميلادية,حين
كانوا يتنقصون ثوابت الدين والمتدينين, ويتظاهرون بالتقدم والتطور فيرددون
مقولة (الرجعية العربية) ويتنقصون كل مظاهر التدين!
إن
مقالة العماني هذه,تعد صورة واضحة لكل ذي لب,ولكل غيور على دينه , سواءا
كان من الخاصة أو العامة,وتؤكد أن التغريبيين يخططون لإجتثات ثوابتنا من
جذورها,ومحوها من على الارض حتى لايبقى لها باقية, والدليل هو اتهام
العماني للاسس الاسلامية التي بُني عليها هذا الدين,بأنها أسس أحاديه
إقصائية وأنها قد أصبحت منهزمة أمام التغريب وأمام اللبرالية,وأنها لم تعد
تستطيع المنافسة أبدا.
وأن هذا المنهج الذي بُنيت عليه, ظل محتكِرا للعلم والارشاد, وأنه لايقبل الرأي الآخر وقد أتى في عصور مظلمة!
لم يتورع العماني في هذه المقالة البائسة,عن نفث كل ما يحتقنه من سموم,ضد ثوابتنا الدينية وضد هذا الوطن الذي احتضنه ولا أقول ضد(الحسبة والمحتسبين فحسب,بل ضد الثوابت الدينية كلها) فها هو يحرض أبناء هذا الوطن في مؤسسات الدولة
والنُخب الاجتماعية والمواطنيين والمقيمين على تأجيج الفتنة وإشعالها بين
أبناء الوطن الواحد,بحجة الوقوف بحزم أمام كل العلماء والدعاة وطلبة العلم
,وأهل الحسبة والوعظ والارشاد.
وإلا
فكل مسلم مؤمن حق الايمان, يعلم أن الاسلام هو دين الله الذي ارتضاه
للناس,وإن لم يحتكر الاسلام الوعظ والارشاد والنصح والعلم في المجال
الديني,فمن يحتكرها.. إذن؟هل يرى العماني أن من حق الاديان الاخرى أن تنافس
الاسلام,وتدعو لمعتقداتها,وأنهم أجدر وأولى من أهل الاسلام,والله
يقول(اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)
ويقول(ومن يبتغ غير لاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين)
ولاريب أن خطوة التحريض هذه,هي احدى الخطوات المخطط لها لبراليا وتغريبيا,بعد أن تجاوزوا الكثير من وسائل الجرأة والتحلل.
لقد قال العماني حرفياً(فهؤلاء،
ومن يحركهم ويشجعهم ويدعمهم، خارجون عن النظام والقانون والأعراف والقيم
والذوق، في مجتمع اعتاد على التسامح والألفة والمحبة. فما حدث وسيحدث من
تصرفات ساذجة ومفتعلة وغير مسؤولة من هؤلاء في الكثير من الفعاليات
والأنشطة، خاصة الثقافية والفنية والاجتماعية، بحاجة إلى وقفة حازمة
ورادعة، ليس من الدولة فقط، بل من المجتمع السعودي، بنخبه ومؤسساته المدنية
ومن كل المواطنين والمقيمين.)
لقد
تطاول هذا الكاتب الدعي, على المجتمع السعودي بأسره لآنه مجتمع مسلم محافظ
وسطي على نهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام, وهو من
المجتمعات,التي تعد قدوة لكل شعوب الارض في الوعي الديني والقيم العربية
العريقة والشيم الاسلامية الحميدة,وليس خارجا عن النظام وعن القانون حين
يتمسك بدينه, ولم يشذ منه إلا المستغربين اللبراليين زوار السفارات الذين
تجلت أفكارهم ورؤاهم من خلال مقالة العماني هذه
بإثارة الفتنة وجعلها صراع في صراع وبطشا في بطش ,متأملا في حل النزاع من أهل السفارات التي ألهمتهم وربتهم وغربتهم!!!
يتهم
العماني مجتمعنا بأنه لازال مسكونا,سجينا للماضي حينما كان مسيطرا على كل
المجتمع,لكنني أقول له ,إن الماضي الذي يتحدث عنه هو الماضي الذي تفخر به
أمتنا لآنه الزمن الذي أشرقت الدنيا بضياءه,أما حاضر العماني اللبرالي الذي
يفضله على ماضينا فهو وجه الظلام الدامس الذي فُتن به العماني وأمثاله في
الدنيا وإن ظنوا أنه مضيء فليس كذلك,لآن دليل ظلامه ينبعث من
حقد هؤلاء التغريبيين على أهل الفضل والصلاح, وسيظل هذا السواد الحالك
يغشاهم ويغشى قلوبهم ووجوههم,وسيكون امتدادا لمستقبلهم المظلم ,حين تبيض
وجوه وتسود وجوه, وحين تجزى كل نفس بما كسبت,مالم يتوبوا إلى
الله,ويستغفروه,ويعملوا صالحا يرضاه!
هاهو يقول(يبدو
أن هناك تياراً منغلقاً، لا يستطيع التكيف مع متطلبات وأدوات وضرورات
العصر الحديث، فهو مازال مسكوناً - بل مسجوناً - بالماضي، حينما كان هو
المسيطر تقريباً على كل المجتمع، وكان يُمثل الرمز الملهم والمثال الوحيد
الذي يُحتذى به.)
ويختم
العماني مقالته الشوهاء,بأسوأ مما بدأها به,فهاهو يتمنى أن يصبح عليه يوم
جديد,لايرى فيه أحدا من هؤلاء المحتسبين في معرض الكتاب,وهو في الحقيقة
يتمنى أبعد من ذلك,فكلامه يدل على هذا,حين تمنى أن يختفوا من حياته ومن
حياة المجتمع بأسره
وكأنه يتغافل عن قول الله عز وجل(كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)وعن قوله
(ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) وغير ذلك من الاحاديث النبوية الصحيحة التي تحث على الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر!
إنه يغفل أو يتغافل عن قول الله(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)!
إن
الكاتب العماني, يريد الحرية المطلقة ويسعى لها,ويهوى الانفلات والتحلل
ويدعو اليهما,جهارا نهارا ويقول ذلك بملء فيه دون خوف أووجل من الله جل
جلاله,ودون أية خشية يخشاها من سلطة تنفيذية أو تشريعية, وبلا حياء من هذا المجتمع السعودي الذي طُبع وجُبل على حب الله ورسوله,وتربى على الخير والفضل
والصلاح,هذا المجتمع الشهم النبيل الذي يحمي الاعراض ويموت دونها,ويدافع عنها وعن كرامته بكل غال ونفيس!
فأين
المحامون الاسلاميون الذين يغارون على دينهم ودستور بلادهم؟أين هم من
محاكمة الكاتب العماني الذي تجاوز وتطاول وتعدى وبغى؟أين الهيئات الشرعية
والآمنية, عن هذا الكاتب الذي يطالب بإثارة الفتنة في الوطن, من أجل دعم
اللبرالية والعلمانية والتغريب؟ ألايحق لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن
المنكر ووزارة الشؤون الاسلامية,محاكمة هذا الكاتب بأن تنتدب مدعيا عاما عن
هذا الدين العظيم وعن هذا الدستور الكريم,وعن أمن هذا الوطن العزيز,ليوقف
هذا التغريبي عند حده,ويوقف كل من أقره ونشر له, فلا يدعو لفكره السقيم بين
أبناء مهبط الوحي ومحضن الحرمين والمشاعر المقدسة؟!!
لقد
ختم العماني مقالته بهذه الاسطر السوداء المسمومة,والتي فيها جل
أمانيه,وأعظم تطلعاته ,وفيها يتبين أنه لم يقصد أهل الحسبة فحسب,بل يريد
منهجهم وعلمائهم وسلفهم وخلفهم,وتلاميذهم,لقد قال:
(وإلى ملّاك الحقيقة المطلقة، وحرّاس الفضيلة والعفة، وسدنة القيم والثوابت نقول: نحن راشدون بما يكفي، ونعرف بالضبط ماذا نُريد.
وأخيراً،
متى يختفي هؤلاء من معرض الكتاب، ومن كل المهرجانات والفعاليات، بل ومن كل
حياتنا؟ وكم أتمنى - وأظن أن الغالبية الساحقة تتمنى ذلك - أن يُشرق يوم
جديد دون أن يكون هؤلاء بيننا..!)
غير
أني أقول للعماني,لن يختفي هؤلاء ياعماني مادام دستورنا القرأن
الكريم,وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم,.لن يختفوا ياعماني مادام أبناء
وأحفاد مؤسس هذا الوطن الكبير,هم حماة العقيدة وهم خدّام الحرمين,وهم حكام
هذه البلاد, بل لن يختفوا
ياعماني مادمنا مسلمين مؤمنين على منهج أهل السنة والجماعة
لن يختفوا ياعماني, ولو كره اللبراليون والعلمانيون والتغريبيون
....ولكن موتوا بغيضكم ياعماني, فهم... لن يختفو..ا ابدا.. ابدا!!!
رافع علي الشهري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..