الخميس، 29 مارس 2012

باريس تمنع القرضاوي من دخول أراضيها بعد واشنطن ولندن

اوروبا لا ترحب بماكنة تفريخ القرضاوي للاسلام السياسي، بعدما تحول مجتمع المهاجرين إلى جنود غير منظورين في ترسانة الأخوان والسلفيين.

ميدل ايست أونلاين
لندن – من أحمد عبد الله

رسالة فرنسية لقطر حول صناديق براقة من الاستثمارات
ألغت السلطات الفرنسية تأشيرة دخول للداعية المصري الحامل للجنسية القطرية يوسف القرضاوي، بناء على طلب الحزب الاشتراكي الفرنسي والجبهة الوطنية.

وتزام منع دخول القرضاوي الى فرنسا مع الاعتداءات التي قام بها شاب متطرف من اصول جزائرية وأودت بحياة سبعة اشخاص.

وقال مسؤولون في الحزب الاشتراكي الفرنسي والجبهة الوطنية بأن السلطات الفرنسية ألغت تأشيرات دخول إلى فرنسا إلى الداعيين المصريين يوسف القرضاوي ومحمود المصري بناء على طلب هذين الحزبين بداعي أن الداعيين أدليا بتصريحات معادية للسامية، إلا أن وزارة الداخلية الفرنسية قالت إنه لم يتم اتخاذ قرار بخصوص ذلك بعد.

وندد حزب الجبهة الوطنية بالدعوة التي وجهها اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا الى اثنين من الدعاة المثيرين للجدل للمشاركة في اجتماعه السنوي المقبل في 6 نيسان/ابريل في بورجيه (شمال باريس).

واعلن مانويل فالس مدير الاعلام في حملة المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية في بيان ان "الاجهزة الدبلوماسية اعطت تاشيرة دخول" الى القرضاوي.

واضاف ان "وزير الداخلية كلود غيان الغى للتو تاشير القرضاوي" وتساءل "هل كان سيتم الغاء التاشيرة بهذه السرعة لو لم تقع الاحداث المأساوية الاخيرة في جنوب فرنسا؟"، في اشارة الى هجمات مونتوبان وتولوز.

واعلنت وزارة الداخلية لدى الاتصال بها من قبل وكالة الصحافة الفرنسية ان "قرارات اعطاء التاشيرات ستصدر الاسبوع المقبل... بموجب الاجراءات المتبعة".

واوضح المصدر نفسه "نحن مدركون للمسائل التي اثيرت"، وان الوزارة "لم تنتظر الحزب الاشتراكي ولا الجبهة الوطنية للنظر في الملفين".

من جهته، اكد اتحاد المنظمات الاسلامية الجمعة انه وجه دعوة الى القرضاوي والمصري.

ويرى محلل عربي مقيم في العاصمة البريطانية لندن ويعمل في احدى جامعاتها، ان احدا لم تعد تنطلي عليه صورة "الشيخ الداعية" المسالم بعد أن تحول إلى داعية للعنف والتحريض حتى وإن كانت دعواته تتطابق مع مصالح بعض الدول الغربية في بعض القضايا.

وقال في تصريح لـ "ميدل ايست اونلاين" من مقر اقامته في العاصمة لندن "أوروبا بحكم قربها الجغرافي وفهمها الأعمق لمشاكل المنطقة، غير مهتمة بدعوات انما تزرع القلاقل في العالم العربي لتجد من يصدرها الى الغرب بعد فترة وجيزة".

وأكد بقوله "درس التعاون مع السلفية الجهادية في افغانستان ما زال حاضرا في الاذهان وكيف انتهى الأمر بمواجهة القاعدة، لهذا فأن ماكنة تفريخ الاسلام السياسي التي يقف القرضاوي على بابها غير مرحب فيها في أوروبا وتحديدا فرنسا التي ترى يوميا تحول مجتمع المهاجرين القادمين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى جنود غير منظورين في ترسانة الأخوان والسلفيين".

وتوقع ان يهدد هذا الامر فكرة تكامل المهاجرين مع مجتمعاتهم ويرسخ يوميا فكرة الغيتو الاسلامي وهو واحد من أخطر ما تواجهه المجتمعات الغربية وقد سبق وأن قاد إلى كوارث في الماضي القريب.

وشدد بقوله "انها رسالة أيضا إلى قطر بأن فرنسا تعرف أية بضاعة متشددة يتم تصديرها في صناديق براقة من الاستثمارات والعلاقات الاستراتيجية".

ويحاول القرضاوي في زيارته المزمعة الى باريس "استثمار الاستثمار" القطري في الضواحي الفرنسية من أجل التنظيم العالمي للاخوان المسلمين وتجنيد المهمشين من العرب والافارقة المسلمين.

وتستثمر قطر في مشاريع ضخمة بفرنسا وترسخ علاقتها السياسية مع الرئيس الفرنسي ووزير داخليته.

ولا يزال قرار قطر بتمويل صندوق استثمار لدعم مشاريع اقتصادية في الضّواحي لفرنسيين من أصول عربية غالبيتها مغاربية، يثير القلق والجدل ويطرح لدى البعض تساؤلات عن نوايا الدوحة من وراء هذه المبادرة.

وتحدث الكاتب الفرنسي "نيكولا بو" في تقرير مطوّل في مجلة "ماريان" عن "حرب نفوذ بين قطر والأخ ـ العدو السعودي" حول الاستثمار في النفوذ داخل الاراضي الفرنسية.

وذكر الكاتب أن قطر "تمول في فرنسا مؤسسات إسلامية، وبناء مساجد ‏وعددا من الجمعيات المحلية الأصولية القريبة من الإخوان المسلمين، بمباركة وزير الداخلية الفرنسي، كلود غيان.

وتساءل "كيف يستطيع غيان أن يدين '‏الحضارات'‏ المفروض أنها أقل‏ والمستلهمة من إسلام رجعي، وفي نفس الوقت يشجع أصدقاءه القطريين المقربين من الإخوان ‏المسلمين؟ ‏لماذا يترك هذا الصليبي المعادي للأصوليين قطر توزع المال في الضواحي الفرنسية وتمول ‏المساجد الأكثر تعصبا؟".‏

وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية قد ذكرت في كانون الثاني/ يناير الماضي أن قطر تسعى من خلال تمويلها مشاريع لفرنسيين من أصول عربية وإسلامية "لإيصال أفكارها وترسيخ نفوذها داخل فرنسا من خلال أبناء هذه الجالية".

وأشارت الصحيفة إلى ما قاله رجل أعمال فرنسى على دراية كبيرة بمنطقة الخليج العربى، والذي أكد أن "قطر استثمرت في الضواحي الباريسية لأنها أخذت الضوء الأخضر من قصر الرئاسة الفرنسىة (الأليزيه)"، معللا ذلك بالعلاقات التي "لا مثيل لها" بين أمير قطر والرئيس ساركوزي.

لكن من شأن الإستثمار القطري في الضواحي أن يفتح من جديد ملف الضواحي الفرنسية التي تعرف مدّا سلفيا كبيرا بين صفوف شباب الجيل الثاني والثالث من مسلمي فرنسا، كما يردّد الإعلام المحلي.

وكان "برنارد قودار"، الملقّب بـ"مهندس المجلس الفرنسي للدين الإسلامي" والذي عمل خبيرًا في مكتب الأديان بوزارة الداخلية الفرنسية، قد أشار في أحاديث صحفية سابقة إلى وجود "مد سلفي مثير للقلق في الضواحي الفرنسية".

وعلى الرغم من عدم توفر إحصاءات دقيقة، إلا أن تقارير المخابرات والأبحاث المتعلقة بالسجون الفرنسية في السنوات الأخيرة تشير إلى أن المسلمين يشكلون أكبر نسبة من نزلاء السجون، معظمهم من سكان الضواحي الفقيرة والمهمشة.

ويثير القرضاوي بتصريحاته السياسية المغلفة بمسحة دينية جدلا في الشارع العربي والغربي لكونها تحرض على العنف.

وسبق وان نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن القرضاوي قوله "كنا من بين الذين دعوا للثورة، ولعبنا دوراً مهماً قبل الثورات وبعدها وسنمارس هذ الدور في المستقبل أيضاً.. وعلى الناس أن يتغيروا من الداخل وسيستجيب القدر".

وقال القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين والذي وصفته الصحيفة البريطانية بـ"المعتدل"! "أنه سيكون من حق السوريين طلب التدخل الدولي إذا لم يتمكن العرب من حمايتهم".

واضاف إن السوريين "يملكون أيضاً الحق في التماس التدخل بدعم من الأمم المتحدة".

وتشير الصحيفة البريطانية الى ان اجازته التدخل العسكري في ليبيا ساعدت في تشجيع الموقف العربي وقتها، لكنها تشير ايضا الى ان هناك من ينتقدونه باعتباره مجرد بوق لدولة قطر وسياساتها وانه برر قمع المواطنين في البحرين لتاييده حكومات دول الخليج بأن اعتبرها اضطرابات طائفية.

وعبّر القرضاوي عن شعور بالحتمية حيال القوة المتزايدة للإسلاميين بالعالم العربي، وقال "ما هو ممنوع هو المطلوب.. ونحن الإسلاميون منعنا دائماً، وجرت محاربة الحركات الإسلامية والدعوة الإسلامية وقمعها، ولم يكن لديها حظ ولا مكان، والآن وبعد أن تمت ازالة الطغاة لا شيء يمنع الإسلاميين من اتخاذ مكانهم الصحيح في قلب المجتمع".

ونصح القرضاوي الحركات الإسلامية بـ "التمسك بالإعتدال، وعدم السعي إلى فرض ارادتها على المجتمع"، ساخراً من الإقتراحات بأن تونس التي تعتمد على السياحة يمكن أن تفرض حكومتها الإسلامية زياً اسلامياً على الزوار.

وتوقع رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين تغييراً بالسياسة الخارجية في المنطقة، ودعا الدول الغربية إلى "التفكير حول كيفية التعامل مع الإسلام، وعدم تمكين اسرائيل من الإستمرار بجعل سياساتها تستند إلى القوة".

وقال القرضاوي "إن البلدان التي تمر بهذه الصحوة وحيث يحكم الإسلاميون ستكون حكيمة جداً بتعاملها مع الغرب واسرائيل، ولكنها لن تقبل القمع".

واضاف "أن اخواننا الأتراك كانوا قادرين على خدمة بلدهم وانتاج نهضة اقتصادية واجتماعية، وفازوا على العلمانيين بهدوء، وصارت تركيا نموذجاً للإعتدال ونموذجاً يمكن للدول العربية الإستفادة منه".

والقرضاوي الذي تبنته السلطات القطرية ومنحته الجنسية يظهر بشكل متواصل على قناة "الجزيرة" القطرية للترويج لخطاب ديني بملامح سياسية يخدم الاجندة القطرية ولا يتعارض مع مصالحها.

وهو ممنوع من دخول الولايات المتحدة، وسبق ان تسببت زيارته الى لندن بدعوة من عمدتها السابق كين ليفنغستون في ضجة اعلامية الامر الذي ارغمه على اختصار الزيارة والعودة الى قطر.

ساركوزي: القرضاوي غير مرحب به في فرنسا
إلغاء التأشيرة جاء بناء على طلب حزبين يمينيين فرنسيين

العربية.نت 

صرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لإذاعة "فرانس انفو" أنه أبلغ قطر بأن رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي "غير مرحب به" في فرنسا، حيث كان مقرراً أن يقوم بزيارة لفرنسا مطلع أبريل/نيسان؛ تلبية لدعوة منظمة إسلامية.

وقال ساركوزي "لقد أبلغت أمير قطر شخصياً أن (القرضاوي) ليس مرحباً به على أراضي الجمهورية الفرنسية". وأضاف الرئيس المرشح لولاية ثانية أن "اتحاد الجمعيات الإسلامية في فرنسا سيعقد مؤتمره، فقلت إن بعض الأشخاص المدعوين إلى المؤتمر غير مرحب بهم على أراضي الجمهورية، فهم يعبرون أو يريدون التعبير عن آراء لا تتوافق مع قيم الجمهورية".

وكان مسؤولون من الحزب الاشتراكي الفرنسي واليمين المتطرف قد أعلنوا في وقت سابق أن السلطات الفرنسية ألغت منح تأشيرة دخول إلى رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، والداعية الإسلامي الشيخ محمود المصري، بناء على طلب الحزبين، بينما أعلنت وزارة الداخلية أنها لم تتخذ بعد أي قرار بهذا الشأن.

وذكرت صحيفة "سود أويست" الفرنسية، في عددها الصادر الأحد، أن حزب الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) قد ندد أمس الأول بالدعوة التي وجهها اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا إلى اثنين من الدعاة وصفهما (الحزب) بأنهما "مثيران للجدل" للمشاركة في اجتماعه السنوي المقبل في 6 أبريل المقبل في بورجيه بشمالي باريس.

ونقلت الصحيفة عن مانويل فالس مدير الإعلام في حملة المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية (فرانسوا هولاند) قوله إن "الأجهزة الدبلوماسية أعطت تأشيرة دخول" إلى القرضاوي، مضيفاً أن "وزير الداخلية كلود جيان ألغى للتو تأشيرة القرضاوي".

وتساءل فالس "هل كان سيتم إلغاء التأشيرة بهذه السرعة لو لم تقع الأحداث المأساوية الأخيرة في تولوز ومونتوبان بجنوبي فرنسا؟"، خصوصاً أن المتهم في ارتكابها هو محمد مراح الفرنسي ذو الأصول الجزائرية.

وأضافت الصحيفة أن وزارة الداخلية أعلنت أن "قرارات البت في منح التأشيرات ستصدر الأسبوع المقبل، بموجب الإجراءات المتبعة" في هذا الشأن. وأضافت الوزارة- بحسب الصحيفة- "نحن مدركون للمسائل التي أثيرت.. ولم ننتظر الحزب الاشتراكي ولا الجبهة الوطنية للنظر في التأشيرتين".

تعليق: خذوا درسا اعلاميا شباب، أعيدوا قراءة صياغة الخبر لدى ميدل ايست أونلاين الإماراتية وبين صياغة الخبر في العربية نت السعودية..

ستخرجوا بفوائد عديدة جدا، تعطيكم إلماحة عريضة لكيفية التأثير الاعلامي .. وبأشوف الشاطر منكم وله جائزة طبعا.. عبدالعزيز قاسم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..