الحمد لله الكريم المنّان, الرحيم الرحمن, كرّم بني الإنسان, ورفع قدرهم
بالعقل والجَنَان, فسلكوا الطريق الموصل للرّضى والجِنَان, أنزل الكتب وختم بها
القرآن, وبعث الرسل وختم بهم ولد عدنان, فالسعيد من اتبع سبيلهم بإحسان, وأنّى ذلك
في هذا الزمان إلا بالإسلام والإيمان, وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له,
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم ما
امتدّ الزمان. أما بعد:
فمن المعايير التي تدل على رفعة وسمو أي ديانة أو حضارة أو فكر أو أمّة هي
سمو تعاليمها في العناية بالمستضعفين كالنساء والأطفال والخدم والعبيد والفقراء
والضعفاء والمرضى وسدّ حاجاتهم, واحترام حقوقهم، والدفاع عنهم حال ظلمهم، ومنع
اضطهادهم، ومنحهم الكرامة اللائقة ببني الإنسان. وَسَنَلِجُ عالم الكنيس اليهودي
والكنيسة النصرانية ورعاياهما, لنتأمّل المعيار الآنف؛ هل تلك الأُمَّتَانِ الكتابيتان
وبخاصّةٍ النصرانية لهما حضارة تستحق الفخر بها أم أن الأمر بالضد من ذلك, وسنتوغل
قليلاً في ما مضى من الزمان, أما الحاضر فما هو إلا زيوف منمّقة, وأقنعة كاذبة,
ترفع شعار تكريم المرأة باليمين وتنهبُها وتهينُها بالشمال! وما ضجيج كثير من نساء
الغرب من ذلك الخداع والامتهان إلا برهان صدق لذلك المكر, ولكن الصوت المسموح
بارتفاعه وانتشاره هو المعزّز لذلك الزور لا الداعي للاحتشام والتكريم.
ولننظر أوّلاً إلى معايير الكتاب المقدس بعهديه القديم(اليهودي
والبروتستانتي) والجديد(بالكنائس العامّة المختلفة) في حال المرأة وبقية الضعفى:
ففي العهد القديم لا تعجب حينما تسمع من يقول: إنه قَلَّ أن يوجد على ظهر
الأرض كتاب يضاهي ما سطرته أيدي الأحبار الكذبة فيه من عنصرية وإسفاف واستعلاء
لجنسهم واحتقار لغيرهم عامة، وللمرأة خاصة، فمن أمثلة ذلك: «إذا حاضت المرأة فسبعة
أيام تكون في طمثها وكل من يلمسها يكون نجسًا إلى المساء وكل ما تنام عليه في
أثناء حيضها أو تجلس عليه يكون نجسًا وكل من يلمس فراشها يغسل ثيابه ويستحم بماء
ويكون نجسًا إلى المساء وكل من مس متاعًا تجلس عليه يغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون
نجسًا إلى المساء...» (لاويين 15: 19) من أجل ذلك فاليهود لا يُساكنون الحائض تحت سقف
واحد _إلا من خالف أحكام أسفارهم المبدلة!_ وهكذا تنتقل النجاسة لكل من اقترب من
هذه (الموبوءة النجسة!) أما حين ينقطع دمها فينتظرها طقس غريب «وفي اليوم الثامن
تأخذ لنفسها يمامتين أو فرخي حمام وتأتي بها إلى الكاهن...» (لاويين 15: 29)
فيذبحهما ليطهرها من نجاستها!.
والأنثى شؤم على أُمّها؛ فإذا ابتليت الوالدة بأنثى فإن أيام نفاسها (ونجاستها!)
تزيد أربعة عشر يومًا (لاويين 12: 1ــ 5).
ويزعم أولئك الكتبة الكذبة أن
لذلك علاقة بما يتهمون به أمنا حواء أنها هي من أغوت أبينا آدم بعدما أغوتها الحية
وزيّنت لها الأكل من الشجرة، فكانت عقوبتها من الله: «وقال للمرأة تكثيرًا أكثر
أتعاب حبلك بالوجع تلدين أولادًا وإلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك» (تكوين 3:
16)، ويزعم بعضهم أن حواء قد أخذت من الشجرة ثمرة تفاح ثم قضمت منها قضمة وأعطتها
آدم الذي أكل منها كذلك، فصار هذا رمزًا لإغواء الإناث الذكور، وإذا أراد أحدهم أن
يرمز إلى ذلك رسم للمرأة تفاحة مقضومة! وهكذا تـختلط الأساطير بالرغبات.
أما الميراث فهو للذكور فقط دون الإناث، أما الأنثى فليس لها شيء إلا في حالة
عدم الذكور (عدد 27: 1ــ 11)، بل قد وصل بهم الحال إلى اعتبار الأنثى من سقط
المتاع، فيجوز للأب أن يبيع ابنته في سوق النخاسة «إذا باع الرجل ابنته كأمةٍ
فإنها لا تُطلق حرة كما يطلق على العبد» (خروج 21: 7) فإن لم تكن حرة فهي عبدة
مملوكة وأمةٌ مسترقة!.
وبما أن المرأة عندهم ليس لها خيار في اختيار زوجها وشريك حياتها فليس لها
كذلك الخيار في أمر الزواج من أخيه بعد وفاته بل يجب عليها ذلك, وبِكْرُها من
زوجها الجديد يلحق نسبه بزوجها المتوفى! (تثنية 25: 5، 6).
وبما أنه لا حق لها في الحياة فإنها إن أخطأت بزنا فكفارتها حرقها بالنار حتى
الموت «إذا تدنست ابنة كاهن بالزنا فقد دنست أباها بالنار تحرق» (لاويين 21: 9)
وبالطبع فهذا الحكم الناري لا يطبق على الكاهن الذكر إن زنا!.
فما هو موقف مناهضي التمييز ضد المرأة وحقوق الإنسان من هذا الكتاب المقدس؟!.
أما شريعة الإسلام فتكرم المرأة وتحفظ حقوقها
وتصون كرامتها، فبدن الحائص والنفاس طاهر, والنجاسة إنما هي فقط في الدم الخارج،
وللرجل مجالستها ومؤاكلتها, بل ومباشرتها فيما دون الفرج بعد أن تغطي موضع الأذى،
أما الميراث فإنها ترث، حتى إنها ترث أكثر من نصيب الذكر في أكثر من عشر حالات، بل
في بعضها ترث بينما لا يرث الذكر شيئًا. أما العقوبات على المعاصي فهي كالرجل,
فالمرأة هي الأم والبنت والزوجه والأخت وكل منهنّ طريق لجنّات النعيم ورضوان الرب
الكريم, ولبيان مكانتها في الإسلام مقال لاحقٌ إن شاء الله تعالى.
أما في العهد الجديد، فالنظرة الدونية المزدرية للأنثى تبدأ من لحظة خلقها
الأول، وتظل ملازمة لها، فهي مصدر الخطيئة والغواية، وهي مخلوقة لأجل خدمة الرجل فقط،
فعلى ذلك فهي ممنوعة من أن تكون معلمة ولا أن تتكلّم, بل هي مجرد خادمة كما قال
بولس: «لست آذن للمرأة أن تُعلّم ولا تتسلط على الرجل، بل تكون في سكوت لأن آدم
جُبل أولًا ثم حواء وأدم لم يُغو ولكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي» (تيموثاوس
(1) 2: 12ــ 14)، «الرجل لم يخلق لأجل المرأة بل المرأة من أجل الرجل» (كورنثوس
(1) 11: 9).
وبما أن المرأة في نظرهم بهذا السوء والحقارة؛ فقد حثّت أناجيلهم على
الرهبانية "ورهبانية ابتدعوها ما
كتبناها عليهم" (الحديد: 27) وترك الزواج هربًا من ربقة الشيطان (المرأة) قال
بولس (الرسول!): «حَسَنٌ للرجل أن لا يمس امرأة» (كورنثوس (1) 7: 1) «أقول لغير
المتزوجين وللأرامل إنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا ولكن إن لم يضبطوا أنفسهم
فليتزوجوا لأن التزوّج أصلح من التحرّق» (كورنثوس (1) 7: 8، 9) ولإذلالها فهي
مأمورة بالسكوت «لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذونًا لهن في الكلام»
(كورنثوس (1) 14: 34). وإن كانت الكنائس الحالية قد شرعت للنساء الكلام والوعظ بل
والغناء في الكنائس، ناقضة ناموس بولس! فأذاقوا نهجه من كأسه.
لقد أثمرت تلك التعاليم (المقدسة!) في العالم المسيحي الاحتقار والازدراء
للأنثى بل والتقذّر منها، واستمع لبعض النماذج ومنها ما قاله يوحنا الملقب بفم
الذهب: «المرأة خطر أسري وسيئة مصوّرة»(1).
وفي القرون الوسطى ساء وضع المرأة جدًا في المجتمعات المسيحية، حتى أصبح من
حق الزوج أن يبيع زوجته كما تباع الحيوانات بحسب القانون، وذلك حتى النصف الأول من
القرن التاسع عشر!(2).
وقد كتب أسقف فرنسي في القرن الثاني
عشر: «إن كل النساء بلا استثناء مومسات وهن مثل حواء سبب كل الشرور في
العالم!"(3) فما قول من يعبدون العذراء حيال ذلك؟!.
وقال الأب جريجوري
توماركوس: «لقد بحثت عن العفّة بينهن فلم أعثر على أي عفة!»
وقال ترتليان: «أنتن أيتها النساء مدخل للشيطان،
أنتن اللاتي قطفتن من تلك الشجرة الممنوعة... أنتن اللاتي خدعتن آدم... وحتى موت
ابن الله يرجع إلى عملكن الشنيع!»(3).
بل إن المرأة عندهم ليست بكائن بشري! إذن فهي لا تستحق الإنسانية، فقد أعلن
البابا اينو سنسيوس الثامن في (1484م) «إن الكائن البشري والمرأة يبدوان نقيضين
عنيدين!»
وقال الفيلسوف نيتشه: «إن المرأة إذا
ارتفعت أصبحت بقرة! وأنصح الرجل أن لا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء!»(4).
وقال شوبنهور: «المرأة حيوان يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه!».
وقال الأديب الفرنسي لامنيه: «المرأة آلة للابتسام، تمثال حي للغباء!».
وقال المؤرخ ميشليه: «المرأة كائن نسبي!».إذن فحتى الكينونة شحّوا بها عليها!.
وقد كتب أودو الكافي في القرن الثاني عشر: «إن معانقة امرأة تعني معانقة كيس
من الزبالة!».
وليست هذه النظرة الغريبة المرذولة نتاج فكر ملحد أو ثقافة لا دينية ففي عام
(586م) اجتمع مجمع باكون الكنسي في فرنسا وكانت قضية البحث: «هل المرأة جثمان بحت
أم هي جسد ذو روح يُناط به الخلاص والهلاك؟!»، وقد كان القرار الصاعق: «إن المرأة
خالية من الروح الناجية التي تنجيها من جهنم، وليس هناك استثناء من بنات حواء إلا
مريم!» (5). وصدق الله العظيم: "اتخذوا أحبارهم
ورهبانهم أرباباً من دون الله" [التوبة: 31] فصار أولئك القسس بزعمهم
حُجّابًا للجنة والنار، وملّاكًا لرحمة الله وعقابه ــ تعالى الله عما يقولون
علوًا كبيرًا ــ.
وليست هذه العجائب (المضحكات المبكيات) خاصة بالكاثوليك أو الأرثوذكس بل حتى
ما يسمّون بالإصلاحيين البروتستانت لم يستطيعوا الانفكاك من وصمة الكتاب المقدس
للمرأة بالاحتقار والانحطاط والاضطهاد، فهذا مارتن لوثر (ملهم البروتستانت) يقول:
«إذا تعبت النساء، أو حتى متن، فكل ذلك لا يهم، دعهن يمتن في عملية الولادة فلقد
خلقن من أجل ذلك»! وهذه المتلازمة (نقمة جنس الأنثى) مبثوثة في أسفار العهد القديم
والجديد على السواء!.
وفي عام (1500م) تشكل مجلس اجتماعي في بريطانيا لتعذيب النساء! وقد ابتدع
ذلك المجلس وسائل جديدة بشعة لهذه السادية المرضيّة، وقد أحرقت آلاف النساء حتى
الموت بجريرة أنهن بنات حواء! وكان الذكور (وليس الرجال) يتلذذون بسكب الزيت
المغلي على أجسادهن العارية البائسة!.
لقد كان الأنجلوساكسون (سكّان بريطانيا القدماء) الوثنيون
أرحم وألطف بنسائهم من الكنيسة المسيحية وأكثر تقديرًا لها!.
كما أصدر البرلمان الإنجليزي في عصر هنري الثامن ملك إنجلترا قرارًا يحظر
على المرأة أن تقرأ العهد الجديد لأنها كائن نجس!.
وللعلم فقد كانت النساء غير معدودات من ضمن المواطنة حسب القانون الإنجليزي،
وليس لهن حق الملكية البتّة! وكان هذا القانون الجائر معمولًا به حتى منتصف القرن
التاسع عشر!.(أي أنهن معدودات من فئة الحيوان لا الإنسان!, أو من فئة الإماء والعبيد
لا الأحرار!).
وفي عام (1567م) صدر قرار من البرلمان الإسكوتلاندي بأن المرأة لا يجوز أن تُمنح
أي سلطة على أي شيء من الأشياء.
أما القانون الفرنسي فقد نصت المادة
(217) على ما يلي: «المرأة المتزوجة ــ حتى لو كان زواجهما قائمًا على أساس الفصل
بين ملكيتها وملكية زوجها ــ لا يجوز لها أن تهب ولا أن تنقل ملكيتها ولا أن ترهن
ولا أن تملك بِعِوَضٍ أو بغير عوض بدون اشتراك زوجها في العقد أو موافقتة عليه
موافقة كتابية!».
وقد شرح الكاتب الدنمركي ويث كوردستن اتجاه الكنيسة الكاثوليكية نحو المرأة
بقوله: «المذهب الكاثوليكي يعدّ المرأة مخلوقًا من المرتبة الثانية!».
ومن وصايا سان بول فانتير لتلاميذه:
«إذا رأيتم امرأة فلا تحسبوا أنكم رأيتم كائنًا بشريًا، بل ولا كائنًا وحشيًا،
وإنما الذي ترونه هو الشيطان بذاته، والذي تسمعونه هو صفير الثعبان!»(7).
وفي اعترافات جان جاك روسو: «المرأة خلقت لكي تـخضع للرجل، بل لكي تتحمل
ظلمه!».
وفي كتاب وستر مارك(8): «لقد صرح أحد القساوسة الكبار ذات مرة في
مجلس مسكوني بأن المرأة لا تتعلق ولا ترتبط بالنوع البشري!».
أما عند الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية: فالمرأة جسد بلا روح(9)!.
هذا عن النساء، أما عن العبيد والعمال والبسطاء والمساكين والخدم، فإليك هذه
التُحف المقدسة!: «إن ضرب أحد عبده أو أمته بالعصا إلى أن مات فإنه يعاقب وإن ظل
المضروب حيًا يومين فإن المالك لا يعاقب لأن العبد والأمة ملكه» (خروج 21: 20،
21)، وعند المسيحيين المتدينين الرق حتم لازب، بل إنه عقوبة إلهية، قال أوغسطين:
«العبودية ليست جريمة عند الرب، بل إن الله أنزلها عقوبة لذنب» أما إيكونياس فقد
اعتبرها ثمرة من ثمار خطيئة آدم!.
ويرى بعض الباحثين أنه حتى سنة (1000م) لم يذم أي مسيحي الرقّ والعبودية لا
البابا ولا المجامع الكنسية ولا رجل دين ولا عالم لاهوت واحد! بل كانت الكنيسة تحثّ
على استرقاق واستعباد البشر من مسلمين وغيرهم، وقد أعلن البابا ليو الأعظم أن
أحدًا من العبيد لا يستحق أن يحتل منصبًا من مناصب الكنيسة وعلّل ذلك بقوله: «لكي
لا ينجس العبد هذه السلسلة المقدسة»(10) _وسنرى
فيما يُستقبل إن شاء الله مدى قداسة هذه السلسلة!_.
وبعد أن قلّ عدد العبيد نسبيًا لجأت الكنيسة إلى مشروع يُعتبر وصمة عار في
تاريخها إلى اليوم وهو مشروع الإقطاع، واستوت في هذا المشروع البغيض الكنائس
الثلاث الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية، فجعلوا الناس مرتبطين بقطعة أرض،
وكانوا يباعون معها إذا بيعت، ويخدمون أسيادهم (النبلاء) على ملء بطونهم بلا أجرة
ولا ادخار فهم من ضمن رأس المال أصلًا! ويحق لصاحب الإقطاع (الأرض) استغلالهم ليل
نهار، ومعاقبتهم، وتقطيع أعضائهم، وقتلهم بلا حساب، وقد ظل هذا الظلم الإقطاعي حتى
القرن الثامن عشر(11).
وقارن _عزيزي_ هذا الحضيض الحضاري بحضارة الإسلام السامية المنيفة؛
فشريعة الإسلام تتشنّف إلى حريّة الناس وتحث السادة على عتق الرقاب، ومن أعظم
القربات في الإسلام عتق المماليك, وقد رُتبت عليه الأجور المضاعفة، كذلك فالعتق من
أعظم أبواب الكفارات، بل هو المقدم بينها على الإطلاق سواء في كفارة القتل أو
الظهار أو انتهاك حرمة شهر رمضان بالجماع في نهاره والحنث في اليمين وغيرها.
وبعد إلغاء نظام الرّقّ والإقطاع(12) لجأ المسيحيون إلى طريقة أبشع من الأولى،
فهجموا على الأفارقة العزّل المساكين، واستعبدوهم قهرًا وإكراهًا(13)،
وحملوهم لبلادهم لخدمتهم بلا أجر، وقد مات الكثير من العبيد المخطوفين في
المطاردات أو في عرض البحار والمحيطات، وتجاوز عددهم خلال السنوات (1680ــ 1786م)
في أمريكا وجزر الهند الغربية فقط أكثر من مئة ألف! وخلال سنة واحدة وهي (1790م)
قبضت عصابات قطاع الطريق المسيحية من هولندا وفرنسا والبرتغال والدنمارك على أربعة
وسبعين ألف أفريقي، وأخذوهم أرقّاء! وكان هؤلاء اللصوص القراصنة يحشرون صيدهم
البائس في السفن ويرصّونهم فوق بعضهم كالسّردين, مما أدى إلى موت كثير منهم في
الطريق وإلقائهم في عرض البحار والمحيطات، هذا وقد كان للكنائس النصيب الأوفى من
تلك الغنائم! ففي القرن الثامن عشر أُحصي الأرقاء في الكنائس الأمريكية وحدها
فبلغوا ستمئة ألف رقيق!.
وفي المبحث القادم بمشيئة الله تعالى سنسلط الضوء على خفايا تلك الكنائس
وأسرارها, وسنجيب عن السؤال الكبير: هل رجال الكنيسة وحَمَلَة الأناجيل أهل عبادة
وصدق وعفاف وزهد وسلام كما يروّجون؟! أم أن الأمر بخلاف ذلك؟! ومع علمك عزيزي
القارئ بالإجابة سلفاً إلا أنّي موقن أنّك ستُصعقُ من العظائم والفظائع كما صعقتُ
أثناء بحثي في هذا الموضوع المؤلم الحسّاس. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس
لا يعلمون, والحمد لله على نعمة الإسلام والقرآن, وصلى الله وسلم وبارك على محمد
وآله وصحبه.
إبراهيم الدميجي
15/ 4/ 1433
…………………………………
(1)
الفيلسوف المسيحي والمرأة، ص144، وانظر: المسيحية ساجد مير، ص299.
(2) المسيحية، ص299.
(3) إنسانية المرأة بين الإسلام والأديان الأخرى،
علاء أبو بكر.
(4) البهريز، علاء أبو بكر، ص11.
(5) السابق، ص11.
(6)
وقد ألغي هذا
القانون سنة (1850م) وانظر: الإسلام أصوله ومبادئه، محمد السحيم.
(7) معاول الهدم والتدمير في النصرانيةوالتبشير,
إبراهيم بن سليمان الجبهان, ص72_75.
(8) ص663.
(9)
المرأة في
التصور الإسلامي، ص156ــ 161.
(10)
المسيحية،
ص303.
(11) وللحديث عن الإقطاع صلة فيما يأتي بمشيئة الله
تعالى.
(12)
وانظر: قصة الحضارة, ول ديورانت (14/ 425).
(13)
ومن أعظم
الذنوب في الإسلام «رجل باع حرًا فأكل ثمنه». رواه البخاري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..