فضفضة ..في مناسبتها ...
...لم تكن حادثة جامعة الملك خالد بأبها سوى حالة ظهر فيها البركان على السطح ..وإلا فالأسباب والدوافع من التراكمات النفسية جراء التعسف والتسلط الممارس من الجامعات وكثير من
أعضاء هيئة التدريس والأنظمة ..موجود في أكثر من جامعة ، والحديث عن الجامعات وصورتها في وسائل الإعلام لم يأخذ سوى الجانب الخارجي الذي فيه كثير من التلميع والمبالغات وحصر الإنجازات وصراعات التصنيف التي مللنا منها ..لكن الجامعات من الداخل حديث مسكوت عنه ولم يبرز في الصحافة إلا حالات متفواته كانت معظمها تتمثل في (انتقام ) طالب أو طالبة من أحد أعضاء هيئة التدريس إما بالتهديد أو محاولة الإعتداء ..ثم يغلق هذا الملف ولا يبحث عن الأسباب والدوافع ..
معظمنا تخرج أو مازال في الجامعة ..ومعظمنا كذلك تخرج وذاكرته مليئة بالأحداث والذكريات السوداء التي احتفظ بها ـ أو لم يجد غيرها ـ بعد كل تلك السنوات التي قضاها داخل حرم الجامعة ..
والحديث عن ظلم كثير من أعضاء هيئة التدريس للطلاب أو المزاجية في وضع وتقدير الدرجات أو التعجيز في طلب البحوث وإرهاق الطالب فوق طاقته ..ومن ثم تجيير كل ذلك الجهد في البحوث والأعمال لصالح عضو هيئة التدريس حتى أصبح الطالب بالنسبة للدكتور كالسكرتير أو الموظف الذي يتعب لإرضاء مديره فيقوم بالبحث وشراء الكتب وتصوير مايلزم من أوراق ليتسلط عليها الدكتور بعد ذلك وينتفع بها في بحوثه هو أو في إكمال إجراءات ترقيته ..والوسيلة الناجعة التي يبتز بها الطالب هو ( الدرجات ) ..
أو البخس من الدرجات لأسباب عرقية أو شكلية أو حتى انتماءات فكرية...كل تلك صور أو بعض صور ..لما يحدث ويتكرر داخل قاعات الدراسة في الجامعات ..
إن الصور والأمثلة من تلك الإجراءت التعسفية الظالمة التي تحضرني الآن كثيرة جدا ..وأعرف أن لدى شريحة كبيرة من طلاب الجامعات صور أخرى مؤسفة ..ولم يكن الحديث عنها سوى في محيط الطلاب ولم يكن أحد يجرؤ في الحديث عنها في غير هذا المحيط ..كيف يجرؤ وهو يعرف أن مستقبله مرهون بيد ذلك الدكتورأو بالأصح من أجل الدرجات التي جعلت كلها في يد الدكتور أو المحاضر يتصرف بها كيف يشاء دون حسيب أو رقيب حتى باتت وسيلة تهديد ووعيد ..بدلا أن تكون حقا مكتسبا للطالب على جهوده وحضوره وانتظامه ..
إني ـ وفي هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه السطور ـ بلغني شكوى كثير من طالبات جامعة الملك عبدالعزيز من قسم التاريخ ..حيث ألزمتهن الجامعة مؤخرا بدراسة مادة ( الرياضيات ) في آخر مستوى لهن في قسم التاريخ !! ...تخيلوا معي طالبات تخرجن من أقسام أدبية وتركن دراسة الرياضيات منذ سنوات وليس لهن عهد بها ..ثم يجبرن ويلزمن بدراستها وباللغة الإنجليزية أيضا ..!! لا أدري بأي عقلية هذه وأي دكتاتورية واستبداد ...ومادخل قسم نظري كالتاريخ بمادة علمية بحته قد تصعب على ذوي التخصص .ليلزمن ويجبرن على دراستها ..وبالتأكيد لو تلفظت طالبة من الطالبات بالرفض أو التهديد بالشكوى ....فسوف تكون ضحية من الضحايا ..في بيئة الحلقة الأضعف فيها هو ( الطالب أو الطالبة) والحلقة الأقوى في مقابله هو الجامعة كلها بأعضاء هيئة التدريس والإداريين والأنظمة ...فليس هناك جهة محايدة يلجأ أو تلجأ لها الطلاب والطالبات ..
والحديث موصول مع هؤلاء الطالبات ..حيث يذهب كثير منهن ضحية أيضا لأنظمة عتيقة جدا ..كأنظمة ( الحرمان ) من حضور المحاضرة لأجل تأخر بضع دقائق ..ولا أدري لماذا يحرم طالب أو طالبة من حضور المحاضرة بسبب تأخره في حين أن هناك إجراءات كثيرة يمكن اتخاذها غير حرمان الحضور وفوات المادة العلمية التي لايمكن أن تتكرر أو أن يجدها مسجلة !! وكثير من الطالبات الشاكيات من أنظمة كهذه لا يعرفن يتصرفن أو يعبرن بغير لغة البكاء ..كيف والطالبة تقطع مسافة طويلة جدا للوصول للجامعة أو الكلية في ظل الزحام الشديد الذي لاتخلومنه أي مدينة ولا حول لها ولاقوة في أي تأخر يحدث ..ثم تصدم نفسيا ومعنويا وماديا بالحرمان والطرد ...فتفوت عليها المحاضرة ..ويحسب عليها غياب ..ويرمى بها قرابة الساعة مشردة بين أروقة الكلية في عذاب نفسي متراكم ومتكرر ..ثم بعد ذلك يراد منها أن تكون طالبة مثالية مجتهدة ...ويستغرب أن يحصل منها أي تصرف شاذ أو ممارسة طارئة وغريبة !!
للأسف إن النظرية في التعليم والصورة النمطية هي هي لم تتغير ..من الصف الأول الإبتدائي إلى آخر سنة في الجامعة ..فهناك طالب يجلس على كرسي من الخشب أو الحديد لايتحمل الجلوس عليه آدمي لساعات طويلة ....وأمامه مدرس/ دكتور..يسيطر بالكامل على المكان والزمان ....وأنظمة وإدارة كلها تقف في صف المدرس / الدكتور ...والشعرة الرفيعة بين الطالب والمدرس هي ( الدرجات ) ..وللأسف أن الذي يمسك بها ( برفق) خشية الإنقطاع هو الطالب ..ولاتعني للمدرس / الدكتور ..شيئا مادام أنها وسيلة لصناعة ذلك ( الرفق) والتذلل من الطالب ...وأجواء أبعد ماتكون عن الحوار أو التعاطي العلمي ..
إن الطالب يمر بمراحل قاسية وتعذيب نفسي ..بداية من الحلم بالقبول بالجامعة واجتياز اختبارات وعوائق وضعت أمامه ما أنزل الله بها من سلطان من اختبارات قياس و قدرات تستنزف وغيرها تستنزف أموالا طائلة..وإن قبل في الجامعة وضع في غير التخصص الذي يرغبه أو يبتز مرة أخرى في ماله لمدة عام كامل حتى ينظر في أمره احتمالية تغيير التخصص..ثم سنوات من عناء الدراسة ومافيها من تعب ذهني وجسدي ومالي ..ليرمى خارج أسوار الجامعة ..ليكتشف أن حاله مثل حال أي مواطن أو مقيم لم يمر بالجامعة أو يدخلها من الباحثين عن وظيفة ...!!!
موسى الصعب
...لم تكن حادثة جامعة الملك خالد بأبها سوى حالة ظهر فيها البركان على السطح ..وإلا فالأسباب والدوافع من التراكمات النفسية جراء التعسف والتسلط الممارس من الجامعات وكثير من
أعضاء هيئة التدريس والأنظمة ..موجود في أكثر من جامعة ، والحديث عن الجامعات وصورتها في وسائل الإعلام لم يأخذ سوى الجانب الخارجي الذي فيه كثير من التلميع والمبالغات وحصر الإنجازات وصراعات التصنيف التي مللنا منها ..لكن الجامعات من الداخل حديث مسكوت عنه ولم يبرز في الصحافة إلا حالات متفواته كانت معظمها تتمثل في (انتقام ) طالب أو طالبة من أحد أعضاء هيئة التدريس إما بالتهديد أو محاولة الإعتداء ..ثم يغلق هذا الملف ولا يبحث عن الأسباب والدوافع ..
معظمنا تخرج أو مازال في الجامعة ..ومعظمنا كذلك تخرج وذاكرته مليئة بالأحداث والذكريات السوداء التي احتفظ بها ـ أو لم يجد غيرها ـ بعد كل تلك السنوات التي قضاها داخل حرم الجامعة ..
والحديث عن ظلم كثير من أعضاء هيئة التدريس للطلاب أو المزاجية في وضع وتقدير الدرجات أو التعجيز في طلب البحوث وإرهاق الطالب فوق طاقته ..ومن ثم تجيير كل ذلك الجهد في البحوث والأعمال لصالح عضو هيئة التدريس حتى أصبح الطالب بالنسبة للدكتور كالسكرتير أو الموظف الذي يتعب لإرضاء مديره فيقوم بالبحث وشراء الكتب وتصوير مايلزم من أوراق ليتسلط عليها الدكتور بعد ذلك وينتفع بها في بحوثه هو أو في إكمال إجراءات ترقيته ..والوسيلة الناجعة التي يبتز بها الطالب هو ( الدرجات ) ..
أو البخس من الدرجات لأسباب عرقية أو شكلية أو حتى انتماءات فكرية...كل تلك صور أو بعض صور ..لما يحدث ويتكرر داخل قاعات الدراسة في الجامعات ..
إن الصور والأمثلة من تلك الإجراءت التعسفية الظالمة التي تحضرني الآن كثيرة جدا ..وأعرف أن لدى شريحة كبيرة من طلاب الجامعات صور أخرى مؤسفة ..ولم يكن الحديث عنها سوى في محيط الطلاب ولم يكن أحد يجرؤ في الحديث عنها في غير هذا المحيط ..كيف يجرؤ وهو يعرف أن مستقبله مرهون بيد ذلك الدكتورأو بالأصح من أجل الدرجات التي جعلت كلها في يد الدكتور أو المحاضر يتصرف بها كيف يشاء دون حسيب أو رقيب حتى باتت وسيلة تهديد ووعيد ..بدلا أن تكون حقا مكتسبا للطالب على جهوده وحضوره وانتظامه ..
إني ـ وفي هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه السطور ـ بلغني شكوى كثير من طالبات جامعة الملك عبدالعزيز من قسم التاريخ ..حيث ألزمتهن الجامعة مؤخرا بدراسة مادة ( الرياضيات ) في آخر مستوى لهن في قسم التاريخ !! ...تخيلوا معي طالبات تخرجن من أقسام أدبية وتركن دراسة الرياضيات منذ سنوات وليس لهن عهد بها ..ثم يجبرن ويلزمن بدراستها وباللغة الإنجليزية أيضا ..!! لا أدري بأي عقلية هذه وأي دكتاتورية واستبداد ...ومادخل قسم نظري كالتاريخ بمادة علمية بحته قد تصعب على ذوي التخصص .ليلزمن ويجبرن على دراستها ..وبالتأكيد لو تلفظت طالبة من الطالبات بالرفض أو التهديد بالشكوى ....فسوف تكون ضحية من الضحايا ..في بيئة الحلقة الأضعف فيها هو ( الطالب أو الطالبة) والحلقة الأقوى في مقابله هو الجامعة كلها بأعضاء هيئة التدريس والإداريين والأنظمة ...فليس هناك جهة محايدة يلجأ أو تلجأ لها الطلاب والطالبات ..
والحديث موصول مع هؤلاء الطالبات ..حيث يذهب كثير منهن ضحية أيضا لأنظمة عتيقة جدا ..كأنظمة ( الحرمان ) من حضور المحاضرة لأجل تأخر بضع دقائق ..ولا أدري لماذا يحرم طالب أو طالبة من حضور المحاضرة بسبب تأخره في حين أن هناك إجراءات كثيرة يمكن اتخاذها غير حرمان الحضور وفوات المادة العلمية التي لايمكن أن تتكرر أو أن يجدها مسجلة !! وكثير من الطالبات الشاكيات من أنظمة كهذه لا يعرفن يتصرفن أو يعبرن بغير لغة البكاء ..كيف والطالبة تقطع مسافة طويلة جدا للوصول للجامعة أو الكلية في ظل الزحام الشديد الذي لاتخلومنه أي مدينة ولا حول لها ولاقوة في أي تأخر يحدث ..ثم تصدم نفسيا ومعنويا وماديا بالحرمان والطرد ...فتفوت عليها المحاضرة ..ويحسب عليها غياب ..ويرمى بها قرابة الساعة مشردة بين أروقة الكلية في عذاب نفسي متراكم ومتكرر ..ثم بعد ذلك يراد منها أن تكون طالبة مثالية مجتهدة ...ويستغرب أن يحصل منها أي تصرف شاذ أو ممارسة طارئة وغريبة !!
للأسف إن النظرية في التعليم والصورة النمطية هي هي لم تتغير ..من الصف الأول الإبتدائي إلى آخر سنة في الجامعة ..فهناك طالب يجلس على كرسي من الخشب أو الحديد لايتحمل الجلوس عليه آدمي لساعات طويلة ....وأمامه مدرس/ دكتور..يسيطر بالكامل على المكان والزمان ....وأنظمة وإدارة كلها تقف في صف المدرس / الدكتور ...والشعرة الرفيعة بين الطالب والمدرس هي ( الدرجات ) ..وللأسف أن الذي يمسك بها ( برفق) خشية الإنقطاع هو الطالب ..ولاتعني للمدرس / الدكتور ..شيئا مادام أنها وسيلة لصناعة ذلك ( الرفق) والتذلل من الطالب ...وأجواء أبعد ماتكون عن الحوار أو التعاطي العلمي ..
إن الطالب يمر بمراحل قاسية وتعذيب نفسي ..بداية من الحلم بالقبول بالجامعة واجتياز اختبارات وعوائق وضعت أمامه ما أنزل الله بها من سلطان من اختبارات قياس و قدرات تستنزف وغيرها تستنزف أموالا طائلة..وإن قبل في الجامعة وضع في غير التخصص الذي يرغبه أو يبتز مرة أخرى في ماله لمدة عام كامل حتى ينظر في أمره احتمالية تغيير التخصص..ثم سنوات من عناء الدراسة ومافيها من تعب ذهني وجسدي ومالي ..ليرمى خارج أسوار الجامعة ..ليكتشف أن حاله مثل حال أي مواطن أو مقيم لم يمر بالجامعة أو يدخلها من الباحثين عن وظيفة ...!!!
موسى الصعب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..