السبت، 28 أبريل 2012

بنات الرياض «خادمات» في المنازل (1 ، 2)

     ما من نبي إلاّ رعى الغنم، وما من عمل شريف أفضل من كسب الإنسان قوته من عرق جبينه، ولا يوجد حرية على ظهر الأرض أفضل من حرية “تقرير المصير” من المعني ذاته لا من محترفي التنظير
و”الهنبكة” على عباد الله.

في المقالات الصحفية وفي القنوات الفضائية انبرى لقضية “الخادمة المنزلية” أناس لا ناقة لهم ولا جمل وليس لهم في العير ولا في النفير، أغلبهم استنكر طرح فكرة تشغيل الفتيات السعوديات “خادمات في المنازل” وهو لا يعرف أوضاع الفتيات الفقيرات العانسات العاطلات.
البعض أخذ الفكرة من منظور أننا مجتمع غني ودولة نفطية، بينما الواقع يقول إن لدينا نسبة فقر ولدينا نسبة عاطلين وعاطلات تفوق التقارير المعلنة بكثير، هل العيب في تشغيل الفتيات العاطلات العانسات؟ أم العيب في تدريبهن على التسول والتسكع في الأسواق وقصور الأفراح؟ وهل السكوت على ذل الفقر والعنوسة وعدم وجود فرص وظيفية منطقي أم البحث عن حلول للمرأة المغلوبة على أمرها؟
الذين اشتغلوا في الإحصاء تكشّف لهم قصص إنسانية خلف الأبواب المغلقة، منازل فيها إلى ست فتيات عاطلات ورب الأسرة حارس في مدرسة أو يعيش على فتات الضمان، كيف ترون حياتهم اليومية؟ وإمام مسجد يجد جاره يشكو إليه وجود ثماني فتيات في منزله عانسات عاطلات، يقول الإمام بكيت من هذا الوضع ونجحت مع أهل الخير في تزويج اثنتين منهن وبقي ست على باب الكريم.
إننا أمام مشكلات اجتماعية تحتاج شجاعة القرار فما المانع من تشغيل “بنات الرياض” خادمات”؟
غدا نلتقي.

صالح الحمادي

٢٠١٢/٤/٢٧
طرحت سؤالا مفخخا في نهاية مقالي أمس متسائلاً: ما المانع من تشغيل «بنات الرياض» خادمات في المنازل؟ مدينة الرياض فيها توليفة خليط من كل المناطق وبالتالي «بنات الرياض» لا يرتبط الاسم بالمكان بل بشمولية الرؤيا للبلاد من أقصاها إلى أقصاها يضاف إلى ذلك وجود أعلى نسبة من الفتيات العاطلات يحاصرهن الفقر والعنوسة.
من خلال هذا الوضع المكرر بشكله ومضمونه في كل مدينة سعودية نعود للوضع الاجتماعي السعودي قبل أربعين عاما ونيف عندما كان عندنا اكتفاء ذاتي من السائقين والخدم والصبيان من أبناء جلدتنا ولا عيب في ذلك، وللذكرى فقد كانت الفتاة الفقيرة تسمى «جارة» وليست خادمة تمر في النهار عبر ثلاثة أو أربعة بيوت أثرياء تقوم بغسل الملابس وتنظف المنزل وتنتقل للمنزل الذي يليه وإذا انتهت من جولتها تعود لمنزلها محملة بالأكل لأسرتها الفقيرة بدلاّ من وضعها في الأكياس السوداء كما هو حاصل الآن، وفي ذلك عدة فوائد ليس أقلها التخلص من خطر الخادمات الأجنبيات.
الآن ماذا يحصل لو اتفقت فتاة فقيرة مع ثلاثة منازل مجاورة لها تمر عليهم في وضح النهار تغسل الملابس ثم تنظف المنزل ثم تكوي الملابس وتنتقل للمنزل الذي يليه وتحصل من كل منزل على راتب لا يقل عن ألف ريال، أليس هذا حلا للفقر والعنوسة وخطر الخادمات الأجنبيات؟
وماذا يحصل إذا تحركت الزوجة السعودية وقامت – الله لا يهينها – ببعض واجباتها المنزلية؟
بدلا من الترهل والمسلسلات وفتح ملفات القاصي والداني.
صالح الحمادي
صالح الحمادي

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٤٦) صفحة (٢٤) بتاريخ (٢٨-٠٤-٢٠١٢)


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

تأجير الخادمات

تعليقات
تعليق رقم 1 من منتديات عسير

وهنا أيضا
تعليق رقم 2 من منتدى هوامير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..