بدأنا
نخاف على الأجنة في أرحام النساء، وعلى البويضات التي لم تفقس بعد، وعلى
الحيوانات المنوية التي لم تنتج حتى تاريخه، فالحكومة صارت تشف، كما كنا
نشف
بالمدرسة الخارطة في حصة الجغرافيا، تشف سيناريو السقوط الذي تابعنا
مشاهده في عدة دول. حكومات زوّرت ورشت لتسيطر على البرلمان، نواب يحتجون
ويطالبون بالغائه، تنظم لهم المعارضة وشباب سلاح التكنولوجيا، تتوقد
المعارضة، الحكومات تقتل وتعتقل وتسير تظاهرات موالية مأجورة وتستخدم
إعلاما فاسدا، تزداد التظاهرات ويزيد قمع الحكومات، المعارضة تحصل على
تأييد دولي، تتفجر الثورة وتسقط الأنظمة. ألا تلاحظ الكويت الرسمية أن هذه
المشاهد تحدث الآن عندنا، ولكن بأقل حدة ومن غير إزهاق ارواح ومن غير ثورة
بعد، وأننا وصلنا إلى التدويل، فالمعارضة جادة باللجوء للمنظمات الدولية،
وهذا يعد أول مسمار في نعش الحكومة؟
البعض لام بعض النواب لاقتحامهم
المجلس بدعوى أنهم أعطوا للحكومة ذريعة وأساؤوا لمعارضتهم، ونقول لهم بل
بالعكس، فالمعارضة قد ازدادت تأييدا. فما فعله النواب والمعارضة كان أمرا
طبيعيا، بسبب تعطيل السلطة لكل القنوات الدستورية التي كان للمعارضة أن
تستخدمها لمحاسبة الحكومة، فأصبحت الكفة غير متكافئة فشاعت الفوضى، فكان من
الطبيعي أن يقتحم البرلمان، لايمان الكثيرين بأنه صار غير مقدس، حتى تصل
الرسالة واضحة للسلطة بأن الكفر لن يقابله إلا كفر مثله.
لقد أعطينا
للحكومة أمثلة في مقالنا السابق عن كيفية خروج الحكومات من المأزق نفسه كما
خرجت أميركا من فضائحها السياسية أيام نيكسون وريغن وكذلك كلينتون لإنقاذ
أميركا، وذلك عن طريق تفعيل الأدوات الدستورية وتمكين المعارضة من
استخدامها، وتحميل المسؤولية لأشخاص محددين وإقصائهم، ولو لم يفعلها نيكسون
لانهارت أميركا وتفكك الاتحاد، فلا يوجد في الكويت من تفكك البلاد من
أجله.
نقول للحكومة ان عليها عدم الاعتماد على الشرطة والجيش، فمصر لم
ينفعها مليون وربع مليون مباحث وأمن ومخابرات، غير الجيش المنظم، ولا أن
تنخدع وتفرح بموالاة بعض الدواوين التي جمعت التواقيع، ولا التصريحات
المدفوعة الأجر بالصحف التي أطلقها بعض شيوخ القبائل، فطوابير الولاء
القديمة هذه لا تجدي نفعا الآن، فتكنولوجيا المعلومات سلاح فتاك سقط في
أيدي الشباب الكويتي، وها قد شاهدناهم يسلمون أنفسهم للمباحث، حضراً وبدواً
وحّدهم هدف إسقاط الحكومة، بعد أن فرقهم الإعلام الفاسد وموالي إيران، لذا
نذكر بالتحلي بالحلم والاستجابة للمعارضة ومطالبها، وعدم الفرح بولاء
الطوابير القديمة والمفسدين، فالمعارضة الشرسة قد ساندها شباب التكنولوجيا
الذين كسروا أصنام الولاء.
***
نهدي الشباب الذين سلموا أنفسهم للنيابة، بعضاً من رائعة فهد العسكر:
«ماراع مثل الليث يؤسر
والبلبل الغريد يهـــوي
ومرة أخرى نعيد كتابة هذه الابيات اهداء لهم:
«الله أكبر كيف يحفظ حق من
بل كيف يمسي ذلك الباغي وقد
* * *
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=751752
بدر خالد البحر
bdralbhr@yahoo.co
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=751752
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..