متشابهات” على قناة دبي.

۞ ۞ ۞


الرد الوافي
على الدكتور أحمد الكبيسي الهافي



الحلقة الأولى


۞ ۞ ۞


السلام عليكم ورحمة الله


لقد كان اللقاء طويلا ومشحوناً بالطعن في معاوية بن أبي سفيان من قِبَل الدكتور أحمد الكبيسي بل وصفه بالردة عن الإسلام إلى آخر ما قال .. وسيأتي كلامه من خلال هذا المقال الموسوم بـ
" الرد الوافي على الدكتور أحمد الكبيسي الهافي"،



وابدأ مستعينا بالله تعالى وما توفيقي إلا بالله، فأقول:


قال الدكتور الكبيسي: "الصحابة نوعين"


الرد:


عندنا مثل يقول: "مِن بَعْره فُت على ظهره" ،
نقول لك كما أجبت أنت السائل: (نبؤني بعلم).



من سبقك بهذا التعريف يا كبيسي بأن "الصحابة نوعان"؟


صحابة لهم تقديس ومنهي عن سبهم، وآخرون ليسوا كذلك ؟؟


{ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }


۞ ۞ ۞


قال الكبيسي:


" الصحابي نوعين: الصحابي لغة:كل من رأى النبي أو النبي رأه...
كلهم صحابة كل من شاف النبي والنبي شافه يسمى صحابي .واحد".



الرد:


هذا تعريف فاسد وباطل يا من تقول عن نفسك:
" وتعلمنا وقرينا ".



ماذا تعلمت وماذا قرأت؟
"هذه أٌمور أوليات العلم" كما قلتَ أنت.



هل هذا هو التعريف اللغوي للصحابي الذي تعلمته ياكبيسي ؟


اسمع لأهل العلم والاختصاص ماذا يقولون:


الصحابي في اللغة: "صَحِبَهُ يَصْحَبُهُ صُحْبَةً بالضم، وصَحابة بالفتح. وجمع الصاحِب: صَحْبٌ وصُحْبَةٌ، وصِحابٌ، وصُحْبانٌ.


والأصحابُ: جمع صحب.


والصحابة بالفتح: الأصحاب، وهي في الأصل مصدرٌ.


وجمع الأصحابِ أصاحيبُ.


وأَصْحَبْتُهُ الشيءَ: جعلته له صاحباً، وكل شيء لاءَمَ شيئاً فقد استصحبه".
الجوهري في "الصحاح في اللغة"، مادة "صحب"، و"القاموس المحيط" للفيروز آبادي، و"مختار الصحاح" للرازي، و "لسان العرب" لابن منظور.



وبهذا التعريف اللغوي؛ يتبين: أنه لا فرق في المعنى الغوي بين أن يكون الصاحب مسلما أو غير مسلم، بين أن يكون عادلا أو فاسقا ، بين أن يكون برا أو فاجرا، يقال : فلان صاحب فلان.


وأنت يا المدعي العلم لنفسك تجعل المعنى اللغوي للصاحب هو التعريف الشرعي والاصطلاحي لصاحب الرسول صلى الله عليه وسلم، فيكون بذلك؛ مِنْ أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم مَن يكون كافراً أو فاسق أو فاجرا. نعوذ بالله من الحور بعد الكور.


۞ ۞ ۞


تنبيه:


قولك يا كبيسي يا متعالم في تعريف الصحابي:
" كل من رأى النبي أو النبي رآه كلهم صحابة كل من شاف النبي و النبي شافه فهو يسمى صحابي ".



هذا التعريف من أبطل التعاريف من وجهين:


الأول: في قولك: " كل من رأى النبي "، فيخرج من مسمى الصحابة؛ الأعمى كابن أم مكتوم، ويدخل في الصحابة الكرام من رأى النبي ولم يُسلم، أو من رآه وأسلم ثم ارتد ومات كافراً كابن خطل وربيعة بن أمية .


فهل تعقل ما تقول يا كبيسي؟


الثاني: في قولك: " أو النبي رآه "، فيدخل في عداد الصحابة الكرام أيضاً من رآه النبي من المشركين واليهود ولم يدخل في الإسلام في حياة النبي، أو من رآه النبي وأسلم ثم ارتد ومات كافراً.


فهل تعي يا كبيسي لما يخرج من رأسك ؟؟


لذا قلنا عنك أيها الكبيسي؛ أنك متعالم ومن أدعياء العلم بل أجهل من حمار أهلك ـ ولا كرامة ـ لأنك لم تُحرر المسألة في تعريف الصحابي كما حررها أهل العلم أهل السنة ـ وإن كنتَ لست منهم ـ.


۞ ۞ ۞


قال الكبيسي:


" يبقى عندنا هناك صحابي بمعنى الفضل والحماية والتقديس والذي نهى النبي عنهم اللي نهى حتى خالد ".


الرد:


{ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }.


من أين لك هذا التعريف، أن الصحابي: بمعنى؛ الفضل والتقديس؟؟


في هذا التعريف للنوع الثاني من الصحابة يتبين من قول الكبيسي أن النوع الأول الذي عرّفهم به لغويا؛ ليسوا من أهل الحماية والتقديس ولا من الذين نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكلام فيهم، ولم يقل بهذا أحدٌ من أهل السنة ـ وإنْ كنتَ يا كبيسي لست منهم قطعاً ـ.


وبهذا يتبين أن الذي حررناه أعلاه وهو لازم قول الكبيسي؛ أن مِنْ أصحاب النبي من هو كافر وفاسق وفاجر. والعياذ بالله. لأنه لم يجعلهم من النوع الثاني الذين لهم الحمياة والقداسة، وهذا في تعريف الكبيسي الذي لم يسبقه إليه أحد فيما أعلم. والله أعلم.


أما تعريف الصحابي اصطلاحاً كما قرره أئمة الحديث والسنة ـ وأنت لست منهم طبعاً ـ فهو باختصار:


" الصحابي: من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام ولو تخللت ردة في الأصح ".
انظر "نزهة النظر شرح نخبة الفِكَر" (ص/52).



وحكا الشوكاني قول الجمهور، فقال:
" ذهب الجمهور إلى أنه من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ولو ساعة سواء روى عنه أم لا ".
"إرشاد الفحول" (ص/129).




فانظر أخي المسلم إلى دقة كلام أهل العلم وأئمة الهدى وقارنه مع كلام المتعالم الكبيسي أهل الضلالة.


يقولون: من لقي النبي، فيدخل هنا الأعمى كابن أم مكتوم، والصغير كالحسن رضي الله عنهم أجمعين.


والكبيسي يقول: من رأى النبي.


يقولون: مؤمناً به، فيخرج الكافر الذي لقي النبي ولم يُسلم.


والكبيسي لم يقيد بل أطلق الرؤية.


يقولون: ومات على الإسلام، فيخرج الذي ارتد.


والكبيسي أطلق، فيدخل في مسمى الصحابة من ارتد.


۞ ۞ ۞


قال الكبيسي:


" إللي هما الأنصار والمهاجرين والرضوانيين حصراً، لأن هذول قال: {والذين اتبعوهم بإحسان }،الأنصار والمهاجرين هذول هما محميين حماية كاملة وسبهم كفر، لا لأنهم صحابة، لأن النبي أوصى بهم وحماهم، والله قال: {رضي الله عنهم ورضوا عنه }.. رضي عن الأنصار والمهاجرين والذين اتبعوهم بإحسان إللي هم الرضوانيين هذولا معدودين مابين أربعمية أو خمسمية واحد، والباقي كلهم .. ".


الرد:


سبحانك ربي هذا بهتانٌ عظيم .


واضح من كلام الكبيسي أن من ذكرَ هم الصحابة فقط وغيرهم ليسوا صحابة.


فمن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: خالد بن الوليد الذي قال عنه الكبيسي:
" يساوي الامة كلها اليوم وكل يوم ".



فهل مساواة خالد الأمة اليوم لأنه من الصحابة أم لشجاعته وبسالته في الحروب ؟


نستبعد الأولى قطعا، لأنك حصرت الصحابة في الفئات الثلاثة ( المهاجرين والأنصار وأهل الرضوان ) وخالد ـ رضي الله عنه رغم أنفك ـ ليس من أحد من الثلاث.


وكذلك أبا هريرة وجرير بن عبد الله البجلي والأقرع بن حابس، ومسلمة الفتح، وما بعد الفتح وما قبله، كل هؤلاء وغيرهم ليسوا صحابة عند الكبيسي.


ويتبين ذلك من آخر كلامه أيضا، حيث أثبت الصحبة والترضي على المهاجرين والأنصار والرضوانيين،


ثم قال: والبقي كلهم .. ـ وقد غط صوته بكلمة لم تُسمع ـ ولكن من سياق حديثه مفهوم؛ أن الباقين ليسوا من الصحابة وليسوا محميين وليسوا أصحاب قداسة.


۞ ۞ ۞


قال الكبيسي:


" مر النبي صلى الله عليه وسلم مر وسمع خالد بن الوليد ...


۞ ۞ ۞


.... يتابع ....


۞ ۞ ۞




كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
17/جمادى الأولى/1433هـ.


المصدر
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

مؤسسة دبي للاعلام تتبرأ من تصريحات أحمد ...