الاثنين، 9 أبريل 2012

ما يقوم به الشيخ السعيدي من أوجب ما على الشرعيين القيام به


شكر الله لشيخنا الفاضل د. محمد السعيدي بيانه حول حزب النهضة .
والحقيقة أن أزمة النهضويين مع الشريعة لا تقف عند عدم اعتمادها كمصدر للتشريع، وإنما قبل ذلك:
تحريفهم للمفاهيم الشرعية حتى نزعوا من الإسلام كل ما يميز حكمه، وجنحوا به نحو الليبرالية.
ولو كان هذا الصنيع في ظرف سياسي معين لأمكن البحث عن تقبله، ولكنه جاء في هيئة تأصيلية عبر كتب وبحوث حتى قبل وصولهم للحكم.

والخير الذي في حزب النهضة، والتجربة الحديثة له، والنوايا الطيبة لأصحابه : كل ذلك ليس مسوغاً للسكوت عن خطأهم وتحريفهم، فشريعة الله أغلى وأثمن، وهي فوق الجميع.

ولو نظرنا لتبرير واحد من تبريراتهم التي نطقوا بها لوجدنا فحواه تعطيل الشريعة بالكلية، فقولهم : إن فرض الشريعة يؤدي للنفاق :
-       معناه أن حكم الشريعة يؤدي للنفاق، بالتالي هو اعتراض على أصل الحكم بالشرع، لأن الحكم ذاتي فيه الفرض والقسر، أي حكمٍ كان.
-       ومعناه أننا لن نجد فرصة نطبق فيها شرع الله ما دام أن له رافض، فحتى لو صوت غالبية الشعب لحكم الشريعة فسيظل فرضها – بناء على هذا الاعتراض – يؤدي لنفاق الأقلية فلا شريعة مطلقاً !

ومثل هذه التبريرات الواهية التي يتأخرون وراءها عن مراد الله ورسوله في الحكم : تدل على تصورات منحرفة وتؤدي إليها.

ولو أنهم قالوا لا نقدر على فرض الشريعة، ولم يصوروا حالة القصور التي هم فيها على أنها حالة إسلامية، ولم ينزعوا من الحكم الإسلامي خصائصه في تأصيلٍ للتصورات والرؤى لا في ظرف سياسي يعالجونه لكان لهم وجه.

وأنا أعتقد أن ما يقوم به الشيخ السعيدي وأمثاله من أوجب ما على الشرعيين القيام به، وإلا لكان السكوت خيانة لله ورسوله وللإسلام وأهله قبل أن يكون خيانة للنهضويين ذاتهم.

وواجبهم أن ينصتوا لنقد إخوانهم وأن يستفيدوا منه ويراجعوا مواقفهم على ضوئه ، ولا تسكرهم نشوة الشعارات الحداثية فتعميهم عن الحق والهدى وينزلقوا في منزلق يرضي أعداء الإسلام.


عبد الوهاب آل غظيف - الرياض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..