لو كتبت سيرة الهاشمي مع حركة النهضة
التونسية، وسيرته هو الشخصية من لدن محايدين عرفوه، لكانت مثالا عجيبا للانتهازي
الناجح - معيار النجاح
هنا فضفاض، فضلا عن كونه
دنيويا- ، ومن عرف الرجل عن قرب لمدة شهور لا أكثر
فسيكتشف على الأرجح حجم الانتهازية التي تعشش في شخصيته، مع قدر عجيب من الشغف
بالمال إلى درجة الطمع العجيب الذي يكتشفه الإنسان خلال أيام، وربما أكثر.
دلوني على رجل أعمال واحد التقاه
الهاشمي في مكان ما (السعودية والخليج على وجه الخصوص ثم الدول الأخرى في كل أقاصي
الأرض) ولم يتسول منه لمشاريعه الإعلامية. هنا سينشأ سؤال طبيعي: إذا كان يتسول بالفعل
لمشاريعه الإعلامية، فمن أين له كل تلك الملايين والأملاك التي يملكها في لندن، أليس
من الطبيعي أن تكون قد صرفت في خدمة الإسلام والمسلمين عبر مشاريع الإعلام العظيمة
للهاشمي؟!
لدي الكثير مما يمكن أن أقوله في صدد
الهاشمي بناء على خبرة طويلة في لندن وما علمته من كثيرين عرفوه، لكن موضوع النهضة
وتطبيق الشريعة يبدو عجيبا بعد دعوة الهاشمي علماء السعودية للهجوم على الحركة
ليشاركوا يسار تونس وعلمانييها في الهجمة، وأنا أقسم أن إصراره هذا لا يعدو أن
يكون غزلا مع مشايخ السلفية الذين يوفرون له التمويل من خلال تزكيته عند رجال
الأعمال بوصفه مدافعا عن التوحيد والوهابية وضد الروافض. هذا أولا، أما ثانيا،
فيتمثل في قصد الإساءة لحركة النهضة لغايات ثأرية معروفة تحركها نفس مريضة.
للهاشمي قائمة انتخابية في البرلمان
هي العريضة الشعبية، وأنا اعتقد جازما أنه لو مكث في تونس بضعة شهور لخسر أكثر
أعضائها بسب مزاجه وانتهازيته، لكننا نتساءل لماذا لا يذهب الهاشمي إلى تونس
ليجاهد من أجل تطبيق الشريعة بدل البقاء في لندن والتمتع بنعيمها وملايينها
وبيوتها وحدائقها؟!
أبو يعرب المرزقي كفانا الرد في مسألة
الدستور والاكتفاء بالنص على أن الإسلام لغة الدولة والعربية لغتها، وقبله مرافعة
حركة النهضة التي كانت جامعة مانعة، ومع ذلك، لو أن الاعتراض جاء من غير الهاشمي
لقبلناه، لكنها رائحة الانتهازية التي تفوح من هذا الرجل الذي كان حتى ساعات قبل
انتصار الثورة من أبواق بن علي وزوجته "الحلاقة" ليلى الطرابلسي، صاحبة
الدين والتقوى التي تعلم بناتها القرآن الكريم. هل كانوا يطبقون الشريعة؟!.
ربما!!!!!
لا حول ولا قوة إلا بالله.
إعلامي عربي مقيم في لندن
أتمنى من أحبتنا الزملاء وخصوصا زملاء صديقنا الكبير محمد الهاشمي الدفاع عنه والتعريف بما قدمه، لأنني في حرج شديد ولا أود أن أبدو منحازا لطرف.. أعرف ثلة من الأكاديميين والفضلاء زملاء للاعلامي التونسي الكبير، فليتهم يكتبون مما يعرفون عن خلقه وتعامله وما قدمه في قناته من دفاع عن السنة.. عبدالعزيز قاسم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..