أصدر رئيس قسم اللغة العربية (سابقا) في جامعة الملك سعود الدكتور فالح
العجمي كتابه «صحف إبراهيم» 2006، لكن الرد جاء غير بعيد من شقيقه في
القسم، الدكتور محمد الشهري «براءة صحف إبراهيم» لكنه متأخراً عام2012،
لتبدأ بعد ذلك معركة أحبار وكلام تستعربين زميلين في قسم الواحد، إذ وصف
العجمي كتاب الشهري بـ «التهريج» وكاتبه بـ «المعتوه»، في حين كان الرد
عليه من الشهري وصفاً لمؤلفه بـ «الكتيب» ولكاتبه بـ «الكويتب القزم» بدعوى
أن العجمي يتطاول على المقدسات الدينية، على رغم أن كلاً منهما أستاذ
دكتور (برفيسور).
لكن كفة الشهري رجحت عندما فسحت وزارة الإعلام كتابه في الرد على زميله، فيما بقى الأصل المردود عليه محظوراً، ما دفع الدكتور فالح العجمي في حديث مع «الحياة» إلى القول: «متأكد أن هناك خللاً ما داخل الرقابة في وزارة الإعلام وإلا كيف تفسح لكتاب فيه إساءة للآخرين»، ولفت إلى أن هناك مشكلة شخصية بينه وبين الدكتور محمد الشهري، «فحين كنت رئيساً لقسم اللغة العربية تقدم لنا الدكتور محمد الشهري وعرضنا أمره على اللجنة المختصة في المقابلات فلم توافق عليه، لكني لست ضده وإنما ضد تخريفاته»، الآن الدكتور الشهري أحد أعضاء قسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود.
من جانبه، أكد الدكتور محمد الشهري لـ «الحياة» أن عدم قبول العجمي له في القسم موضوع آخر، وليس وراء تأليفه للكتاب «إنما نقلت نصوص فالح العجمي وعلقت عليها.. والنصوص هي الحكم بيننا»، وكشف أنه علم من خلال علاقاته أن الدكتور فالح العجمي حين كان رئيساً لقسم اللغة العربية، قال: «لا نريد ملتحين في القسم».
بينما يرد العجمي: «لست عاجزاً عن الرد عليه، لكني لا أريد أن يأخذ أكبر من حجمه، إذ الكتاب لا يعد حتى مقالاً، بل هو مجرد تهريج وحتى التهريج كثير عليه، فالكاتب يصف أشياء غير متسقة ولم يثر أي نقاط موضوعية، فقط يجمع أشياء، كلمة من هنا وكلمة من هناك ويضع جملاً مبتورة، حتى السياقات التي أتى بها لا تشكل جملة، فالكاتب لا يفهم أي شيء من المواضيع التي كتبتها، كلام إنشائي لا يستحق الرد عليه».
وحول اتهام الشهري في كتابه، للدكتور فالح العجمي بأنه لا يقر بأن التوراة والقرآن منزلان من الله ولا يؤمن برسالة إبراهيم وموسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام وأن محمداً وعيسى عليهما السلام مجرد داعيتي إصلاح، قال: «لا أحد ينكر هذه الأشياء، إلا رأس هذا الإرهابي». وكان الدكتور الشهري يرى أن في كتاب (صحف إبراهيم) تطاولاً على الذات الإلهية وإنكاراً للوحي والنبوة والرسالة.
يلحظ القارئ لكتاب «صحف إبراهيم» للدكتور فالح العجمي تتبعه للشَبه بين الإسلام والهندوسية، إذ تناول جذور البراهيمية من خلال نصوص الفيدا ومقارنتها بالتطبيقات والروايات التاريخية، إذ شمل فصولاً عدة هي، حيرة الآلهة والأنبياء، وجهل الرموز الأسطورية، والحقيقة العظمى، والدين الحيوي ودين الطقوس والعبادات.
وأثار العجمي في كتابه، تساؤلاً عن «صحف إبراهيم» وعدم ظهورها إلى الآن، ولم يتحدث عنها أحد وعن تنازع الأمم الشرقية على شخصية غامضة، هي شخصية إبراهيم، وادعاء كل ثقافة انتماؤها لها. كما تساءل عن الفروق والحدود بين المبادئ البشرية الأخلاقية والمبادئ الروحانية، ومنظومة القوانين والعادات الناشئة عن كل منها.
العجمي رصد حال التشابه بين الشخصيات المختلفة، مستشهداً بنبي الله إبراهيم عليه السلام، إذ يقول: «الشخصية التي ارتبطت بصحف الفيدا، بل بكثير من المصطلحات الدالة على الديانة المرتبطة بالفيدا، هي الشخصية المسماة في النصوص السنسكريتية براهما، والتي عرفت في الشرق الأدنى باسم «إبراهيم» سيوجد بالتأكيد من يعترض على ربط هاتين الشخصيتين في شخص واحد، سيرد الاعتراض من أتباع الديانة نفسها، التي يفضل إطلاق مصطلح «البراهيمية» عليها بدلاً من مصطلح «الهندوسية»، لأن الأول يدل على الأصل، وهو الذي يرد في النصوص المقدسة، فليس هناك أي ذكر لهندي أو هندوسي، ولأن الأخير يشمل كل ما في الهند الحديثة والقديمة من أديان، بعضها ناشئ عن البراهيمية، وبعضها الآخر وافد من ثقافات أخرى. كما سيعترض أيضاً أصحاب الديانات الأخرى، خصوصاً اليهودية والإسلام على ذلك بسبب ادعاء كل من هاتين الديانتين ملكية «إبراهيم» بوصفه السلف الأول لكل من الشعبين (الإسرائيلي والعربي) ومعتقدهما (اليهودية والإسلام). فلا يرضون بأن يكون لإبراهيم أي علاقة بسواهم».
وفي نهاية كتابه، ذكر أن هناك خيوطاً متداخلة بين أديان الشرق الرئيسية، أغرت بعض المفكرين أو الإصلاحيين الذين يسعون إلى إيجاد قاعدة مشتركة بين أبناء هذه الأديان المتجاورة، في محاولة منهم إلى نبذ أسباب الصراع والحروب لأسباب دينية.
أما الدكتور محمد الشهري فرصد 32 موضعاً من كتاب الدكتور العجمي، يأتي بنقولاته ثم يعلق عليها، وبعد ذلك اتهمه بالتطاول على الذات الإلهية والوحي والنبوة والرسالة وغير ذلك.
من تلك المواضع قول الشهري: «زعم العجمي الباطل أن براهما صاحب صحف ( كتب ) الفيدا، المعروف في شبه الجزيرة الهندية، هو نفسه من عرف في الشرق الأوسط والأدنى باسم «إبراهيم» وإقرار الكاتب بأنه سيوجد من يعترض على ربط هاتين الشخصيتين في شخص واحد، من أتباع البراهيمية، ومن أتباع الديانات الأخرى وبخاصة اليهودية والإسلام.
ويورد الشهري مقولة للعجمي وهي في الصفحة الرابعة، جاء فيها: «في الوقت الذي نجد فيه الأضحية أهم سمات القبول عند إبراهيم في نصوص الفيدا؛ نعرف أن فكرة ذبح الابن، ثم إبداله بخروف يذبح للآلهة كان أهم ما يشار إليه في تاريخ إبراهيم في كل من العهد القديم والقرآن الكريم»، ثم يعلق الشهري قائلاً: «انظر أخي المسلم كيف زعم الكويتب أن القرآن الكريم ذكر أن ذبح الخروف – وهو الذي فدى الله سبحانه وتعالى به إسماعيل عليه السلام- يذبح للآلهة، وهذا كذب وبهتان وزور، بل القرآن الكريم يقول: «قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين» ( ) إلا أن صنيع الكويتب هذا يرشدنا إلى مراده باستعمال كلمة (الرب ) أو (الإله) من دون استعمال لفظ الجلالة (الله) كما سيتضح إن شاء الله، وهو أن مفهوم الإله والرب عنده واحد عند جميع من يعتقد برب ما، ولا فرق في هذا المفهوم في كل المعتقدات»
وأوضح الشهري في كتابه، أن الكاتب (العجمي) جعل البراهيمية وبعض الأديان المعاصرة واللاحقة لها كالإسلام في مستوى واحد - فقال في ص 185: «لكن الاشتغال بالعبادات المجهدة هو ما يجمع بين أولئك المتدينين البراهيميين وبعض الطوائف الدينية المعاصرة أو اللاحقة لهم، وتوجه أوامر الاشتغال بتلك العبادات فيها جميعاً إلى عناصر الطبقات السفلى، ... فإن الظاهرة تتفشى في الأديان السامية بشكل مشابه في الجوهر، ومخالف في بعض التفصيلات، إذ تركز اليهودية على العتاب المستمر للرعية، ... أما الإسلام وبخاصة فكره المتأخر فقد تمادى في تحقير الدنيا... ولذلك كان الفقراء هم الموعودون بدرجات عليا من النعيم... فيكون حسابهم سريعاً في الآخرة، وذهابهم إلى الجنة أكثر احتمالاً...».
لم يقتصر كتاب الشهري على الملاحظات من جانب ديني فحسب، بل حرض سياسياً على العجمي حين نقل عنه أقوالاً، ضد الدعوة السلفية، واتهامها بتهم شنيعة.
من الزميل الصحفي أحمد المسينيد وقررت صحيفة الحياة عدم نشره لحساسية الموضوع
1484
لكن كفة الشهري رجحت عندما فسحت وزارة الإعلام كتابه في الرد على زميله، فيما بقى الأصل المردود عليه محظوراً، ما دفع الدكتور فالح العجمي في حديث مع «الحياة» إلى القول: «متأكد أن هناك خللاً ما داخل الرقابة في وزارة الإعلام وإلا كيف تفسح لكتاب فيه إساءة للآخرين»، ولفت إلى أن هناك مشكلة شخصية بينه وبين الدكتور محمد الشهري، «فحين كنت رئيساً لقسم اللغة العربية تقدم لنا الدكتور محمد الشهري وعرضنا أمره على اللجنة المختصة في المقابلات فلم توافق عليه، لكني لست ضده وإنما ضد تخريفاته»، الآن الدكتور الشهري أحد أعضاء قسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود.
من جانبه، أكد الدكتور محمد الشهري لـ «الحياة» أن عدم قبول العجمي له في القسم موضوع آخر، وليس وراء تأليفه للكتاب «إنما نقلت نصوص فالح العجمي وعلقت عليها.. والنصوص هي الحكم بيننا»، وكشف أنه علم من خلال علاقاته أن الدكتور فالح العجمي حين كان رئيساً لقسم اللغة العربية، قال: «لا نريد ملتحين في القسم».
بينما يرد العجمي: «لست عاجزاً عن الرد عليه، لكني لا أريد أن يأخذ أكبر من حجمه، إذ الكتاب لا يعد حتى مقالاً، بل هو مجرد تهريج وحتى التهريج كثير عليه، فالكاتب يصف أشياء غير متسقة ولم يثر أي نقاط موضوعية، فقط يجمع أشياء، كلمة من هنا وكلمة من هناك ويضع جملاً مبتورة، حتى السياقات التي أتى بها لا تشكل جملة، فالكاتب لا يفهم أي شيء من المواضيع التي كتبتها، كلام إنشائي لا يستحق الرد عليه».
وحول اتهام الشهري في كتابه، للدكتور فالح العجمي بأنه لا يقر بأن التوراة والقرآن منزلان من الله ولا يؤمن برسالة إبراهيم وموسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام وأن محمداً وعيسى عليهما السلام مجرد داعيتي إصلاح، قال: «لا أحد ينكر هذه الأشياء، إلا رأس هذا الإرهابي». وكان الدكتور الشهري يرى أن في كتاب (صحف إبراهيم) تطاولاً على الذات الإلهية وإنكاراً للوحي والنبوة والرسالة.
يلحظ القارئ لكتاب «صحف إبراهيم» للدكتور فالح العجمي تتبعه للشَبه بين الإسلام والهندوسية، إذ تناول جذور البراهيمية من خلال نصوص الفيدا ومقارنتها بالتطبيقات والروايات التاريخية، إذ شمل فصولاً عدة هي، حيرة الآلهة والأنبياء، وجهل الرموز الأسطورية، والحقيقة العظمى، والدين الحيوي ودين الطقوس والعبادات.
وأثار العجمي في كتابه، تساؤلاً عن «صحف إبراهيم» وعدم ظهورها إلى الآن، ولم يتحدث عنها أحد وعن تنازع الأمم الشرقية على شخصية غامضة، هي شخصية إبراهيم، وادعاء كل ثقافة انتماؤها لها. كما تساءل عن الفروق والحدود بين المبادئ البشرية الأخلاقية والمبادئ الروحانية، ومنظومة القوانين والعادات الناشئة عن كل منها.
العجمي رصد حال التشابه بين الشخصيات المختلفة، مستشهداً بنبي الله إبراهيم عليه السلام، إذ يقول: «الشخصية التي ارتبطت بصحف الفيدا، بل بكثير من المصطلحات الدالة على الديانة المرتبطة بالفيدا، هي الشخصية المسماة في النصوص السنسكريتية براهما، والتي عرفت في الشرق الأدنى باسم «إبراهيم» سيوجد بالتأكيد من يعترض على ربط هاتين الشخصيتين في شخص واحد، سيرد الاعتراض من أتباع الديانة نفسها، التي يفضل إطلاق مصطلح «البراهيمية» عليها بدلاً من مصطلح «الهندوسية»، لأن الأول يدل على الأصل، وهو الذي يرد في النصوص المقدسة، فليس هناك أي ذكر لهندي أو هندوسي، ولأن الأخير يشمل كل ما في الهند الحديثة والقديمة من أديان، بعضها ناشئ عن البراهيمية، وبعضها الآخر وافد من ثقافات أخرى. كما سيعترض أيضاً أصحاب الديانات الأخرى، خصوصاً اليهودية والإسلام على ذلك بسبب ادعاء كل من هاتين الديانتين ملكية «إبراهيم» بوصفه السلف الأول لكل من الشعبين (الإسرائيلي والعربي) ومعتقدهما (اليهودية والإسلام). فلا يرضون بأن يكون لإبراهيم أي علاقة بسواهم».
وفي نهاية كتابه، ذكر أن هناك خيوطاً متداخلة بين أديان الشرق الرئيسية، أغرت بعض المفكرين أو الإصلاحيين الذين يسعون إلى إيجاد قاعدة مشتركة بين أبناء هذه الأديان المتجاورة، في محاولة منهم إلى نبذ أسباب الصراع والحروب لأسباب دينية.
أما الدكتور محمد الشهري فرصد 32 موضعاً من كتاب الدكتور العجمي، يأتي بنقولاته ثم يعلق عليها، وبعد ذلك اتهمه بالتطاول على الذات الإلهية والوحي والنبوة والرسالة وغير ذلك.
من تلك المواضع قول الشهري: «زعم العجمي الباطل أن براهما صاحب صحف ( كتب ) الفيدا، المعروف في شبه الجزيرة الهندية، هو نفسه من عرف في الشرق الأوسط والأدنى باسم «إبراهيم» وإقرار الكاتب بأنه سيوجد من يعترض على ربط هاتين الشخصيتين في شخص واحد، من أتباع البراهيمية، ومن أتباع الديانات الأخرى وبخاصة اليهودية والإسلام.
ويورد الشهري مقولة للعجمي وهي في الصفحة الرابعة، جاء فيها: «في الوقت الذي نجد فيه الأضحية أهم سمات القبول عند إبراهيم في نصوص الفيدا؛ نعرف أن فكرة ذبح الابن، ثم إبداله بخروف يذبح للآلهة كان أهم ما يشار إليه في تاريخ إبراهيم في كل من العهد القديم والقرآن الكريم»، ثم يعلق الشهري قائلاً: «انظر أخي المسلم كيف زعم الكويتب أن القرآن الكريم ذكر أن ذبح الخروف – وهو الذي فدى الله سبحانه وتعالى به إسماعيل عليه السلام- يذبح للآلهة، وهذا كذب وبهتان وزور، بل القرآن الكريم يقول: «قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين» ( ) إلا أن صنيع الكويتب هذا يرشدنا إلى مراده باستعمال كلمة (الرب ) أو (الإله) من دون استعمال لفظ الجلالة (الله) كما سيتضح إن شاء الله، وهو أن مفهوم الإله والرب عنده واحد عند جميع من يعتقد برب ما، ولا فرق في هذا المفهوم في كل المعتقدات»
وأوضح الشهري في كتابه، أن الكاتب (العجمي) جعل البراهيمية وبعض الأديان المعاصرة واللاحقة لها كالإسلام في مستوى واحد - فقال في ص 185: «لكن الاشتغال بالعبادات المجهدة هو ما يجمع بين أولئك المتدينين البراهيميين وبعض الطوائف الدينية المعاصرة أو اللاحقة لهم، وتوجه أوامر الاشتغال بتلك العبادات فيها جميعاً إلى عناصر الطبقات السفلى، ... فإن الظاهرة تتفشى في الأديان السامية بشكل مشابه في الجوهر، ومخالف في بعض التفصيلات، إذ تركز اليهودية على العتاب المستمر للرعية، ... أما الإسلام وبخاصة فكره المتأخر فقد تمادى في تحقير الدنيا... ولذلك كان الفقراء هم الموعودون بدرجات عليا من النعيم... فيكون حسابهم سريعاً في الآخرة، وذهابهم إلى الجنة أكثر احتمالاً...».
لم يقتصر كتاب الشهري على الملاحظات من جانب ديني فحسب، بل حرض سياسياً على العجمي حين نقل عنه أقوالاً، ضد الدعوة السلفية، واتهامها بتهم شنيعة.
من الزميل الصحفي أحمد المسينيد وقررت صحيفة الحياة عدم نشره لحساسية الموضوع
1484
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..