وأكَّد الناشط الليبي عادل عزاز، صاحب المدونة الالكترونية «ثورة أزهار الصيف» وأحد الداعين لانتفاضة 17 فبراير ضد العقيد معمر القذافي، أن مجموعات المحتسبين التي ظهرت في طرابلس حاولت إنهاء تظاهرة نظَّمها الآلاف من مصابي الثورة الليبية في مطلع إبريل الجاري للمطالبة بعدم نقل تبعية وزارة الجرحى والمصابين (وهي حقيبة وزارية مؤقتة) إلى وزارة الصحة وبتوفير علاج مناسب لهم على نفقة الدولة.
وأضاف عزاز في تصريحات لـ «الشرق» عبر الهاتف «حينما وصلت أعداد كبيرة من الجرحى – وكنت مرافقا لهم- إلى مقر المجلس الانتقالي في طرابلس لمقابلة رئيسه مصطفى عبد الجليل وجدنا مجموعات من المحتسبين يرتدون ملابس موحدة يطالبون المتظاهرين بإنهاء احتجاجاتهم وعدم الضغط على المجلس والكف عن التظاهر لإرساء الأمن والاستقرار في البلاد».
وتابع «لم تحدث مشادات بيننا وبين المحتسبين ولم نلقَ منهم تعاملاً خشناً، ولكننا اندهشنا من وجودهم داخل مقر المجلس الانتقالي أعلى سلطة في البلاد، وهو ما أثار تساؤلاتٍ حول حصولهم على تصريح من جهات حكومية بمزاولة نشاطهم الجديد علينا كشعب ليبي من عدمه».
من جهته، أوضح الناشط الليبي، أبو بكر القرقوطي، في تصريحاتٍ لـ «الشرق» عبر الهاتف، أن المعلومات المتوفرة حتى الآن تفيد بحصولهم على تصريح من مسؤولين في وزارة الثقافة والمجتمع المدني الليبية لمزاولة أنشطتهم في إطار هيئة للاحتساب ينظّم عملها متطوعون من التيار الديني ولكن بترخيص من الدولة، «رغم أن القواعد الحاكمة لعمل الوزارة ترخص عمل الجمعيات وليس الهيئات»، حسب تأكيده.
وقال «توقّعنا بعد سقوط نظام القذافي تنامي ظاهرة الاحتساب بشكلٍ فردي نظرا للقاعدة العريضة للتيارات الإسلامية في ليبيا، ولكن ما بدا مفاجئا هذه المرة أنهم ظهروا في إطار جماعي وبزي موحد ما ينمُّ عن حصولهم على إذن رسمي»، وأكمل «حاولوا منع الناشطين من تصويرهم من منطلق حرمة التصوير لكننا نجحنا في الحصول على صور لهم».
من جانبها، أجرت «الشرق» عدة اتصالات هاتفية بوزير الثقافة والمجتمع المدني في الحكومة الليبية، الدكتور عبد الرحمن هابيل، لسؤاله عن حقيقة منح الوزارة ترخيصاً للمحتسبين للعمل في طرابلس، إلا أنه لم يرد على هاتفه الجوال.
وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام القذافي على يد الثوار المسلحين في أغسطس الماضي تنامياً لحركة التيارات الإسلامية وسط تأكيدات بمشاركة عناصر من هذه التيارات، خاصةً الأصوليين، بشكلٍ فاعل في مقاومة محاولات النظام إخماد ثورة 17 فبراير بالقوة.
http://www.alsharq.net.sa/2012/04/17/225166
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..