الأحد، 1 أبريل 2012

تغريدات سياسية حول أول ملوك الإسلام رضي الله عنه

لست بحاجة للحديث عن معاوية رضي الله عنه، فيكفيه أنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، و كاتبه.. وإنما سأشير بإيجاز إلى نقاط حول ولايته لقيادة الأمة بعد
عهد الخلافة الراشدة المتفق عليها بين المسلمين .

-      فيكفيه أنَّه كان كاتبا للوحي في العهد النبوة الخاتمة، ثم والياً في عهد الخلافة الراشدة ، ثم انتقلت إليه الولاية العظمى بعد عصر الخلفاء، بتداول سلمي لنصب رئيس الدولة ، وقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحسن رضوان الله عليه ، وتضمن ذلك ثناء على الصلح الذي يتسبب فيه ، والذي نتج عنه تداول السلطة سلميا ؛ وذلك بقوله : (ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين) .


-      وللأسف أنّ جلّ ما وقفت عليه من قدح في معاوية رضي الله عنه من المعاصرين، لا يخرج عن: تأثر بالروافض ، أو تأثر بثقافة الثورة الفرنسية التي ثارت على الاستبداد الملكي الكهنوتي النصراني.. ومن هنا تسلل القدح في معاوية رضي الله عنه، تبعية وظلما وعدوانا ..


-      ومما ينبغي معرفته : أن الخلافة والملك والإمامة ونحوها ، كلها ألقاب لصاحب الولاية العظمى في شريعة الإسلام؛وتتجلى حقائقها عقدية وتشريعية في التزامها بحفظ الدين وسياسة الدنيا به ، ولا ارتباط بين التوريث والملك بالضرورة، كما قد يُظن؛ بل الملك وصف لطبيعة الحكم الذي لم يكن بالاختيار في آليته، البعد عن الأبهة في طبيعته .

-      وعليه ؛ فالملك في الإسلام ليس رديفا للاستبداد كما يتصوره الملوثون بالثقافة الغربية المادية؛بل منه ما هو رحمة وعدل،ومنه ما هو استبداد ظالم ؛ فمن الأنبياء من كانوا ملوكا كداود صلوات الله عليه، وقد امتن الله بملْك عادل:(وآتاه الله الملك والحكمة).


-      وقد كان ملك معاوية رضي الله عنه ، ملك رحمة ، فكم كفّ الله به من الشرّ في مرحلته؛يدليل الحديث الصحيح:"أول دينكم نبوة ورحمة ثم ملكاً ورحمة..."؛ وهو أول ملك بعد عهد الخلافة .


-      تنبيه : يجوز تسمية مَن حكم بعد الخلفاء الراشدين "خلفاء" وإن كانوا ملوكا، كما في حديث : "وستكون خلفاء فتكثر" . ولأبي العباس ابن تيمية رحمه الله تفصيلات مهمة في ذلك .
                                والله أعلم .
                                                             وكتبه/ سعد بن مطر العتيبي
1433

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..