عضو شورى أكد أن الاقتصاد يتعرض إلى استنزاف كبير.. والسعوديات هدف جديد للمسوقين
|
انتقد مختصون تنامي استهلاك التبغ بالسوق السعودية بعد إعلان الجمارك عن زيادة 57% في حجم
الواردات خلال العام الماضي وحملوا غياب الأنظمة الصارمة مسؤولية تنامي استهلاك التبغ وقال أمين عام جمعية «نقاء» سليمان الصبي: لقد ظللنا نحذر مراراً من تأخر صدور نظام مكافحة التدخين وما نراه من تنام كبير في حجم الاستهلاك هو مؤشر واضح للفجوة التشريعية فيما يتعلق بقضية مكافحة التدخين وأضاف: جهود مكافحة التدخين في المملكة تحتاج الى إطار قانوني يعزز من نجاح برامجها وكلما تأخر صدور النظام تأزمت برامج المكافحة فمنتجو التبغ استغلوا غياب الأنظمة واستباحوا سوقنا لذلك نما استهلاك منتجاتهم 57% خلال عام واحد فقط ولعل عدم تقيد العديد من الجهات بالأوامر السامية الصادرة بشأن المكافحة ساهم في تفشي التدخين ومن ذلك الأمر السامي القاضي بمنع التدخين في جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية مبينا أن الجمعية خاطبت العديد من الجهات الحكومية بخصوص تجاوزات صريحة متعلقة بتداول منتجات التبغ داخل السوق السعودية قائلا: خاطبنا وزارتي المالية والاقتصاد والتخطيط بخصوص ما يتعرض له الاقتصاد من استنزاف لموارده جراء تنامي استيراد التبغ حيث يبلغ إنفاق وزارة الصحة وحدها لعلاج مرضى التدخين 5 مليارات ريال سنويا، وخاطبنا وزارة التجارة بخصوص بيع بعض المحلات السجائر بالحبة للأطفال، وخاطبنا جمعية حقوق الإنسان بخصوص الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي بشكل مستمر كما خاطبنا جمعية حماية المستهلك دون أن نجد أي تجاوب من تلك الجهات. ويظل الأمل معقودا على وزارة الصحة لتتحرك بجدية في موضوع نظام مكافحة التدخين ومقاضاة شركات التبغ فالوضع لم يعد يحتمل في ظل التوجه القوي لشركات التبغ نحو أسواق المنطقة وخصوصا السوق السعودية. وتابع الصبي: من الصعب أن تواجه جمعيات مكافحة التدخين حملات شركات التبغ دون أن تتكئ على أنظمة وتشريعات تساعدها في تنفيذ أهدافها. وأضاف الصبي: الجمعية أطلقت قبل أكثر من سنوات مشروعاً ضخماً «رياض بلا تدخين» برعاية مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية وهي الآن بصدد إطلاق مشروعين كبيرين سيتم الإعلان عنهما قريبا ولكن تظل هذه الجهود بحاجة إلى دعم تشريعي يعزز نجاحها.
تنام في المملكة وتراجع في الغرب
من جانبه قال الاقتصادي فضل البوعينين: بتنا أكثر حاجة لمواجهة انتشار التدخين بأنظمة وقوانين صارمة، كمواجهتنا للمخدرات؛ فكلاهما قاتل ومدمر وأضاف: في الوقت الذي تنخفض فيه نسبة المدخنين، وحجم استهلاك الدول الغربية للتبغ، نجد أن نسبة التدخين في المملكة في ازدياد مطرد، وهذا مؤشر خطير يدل على أن المجتمع في طريقه إلى هاوية الإدمان. وأضاف: التدخين هو القاتل الأول في العالم؛ ومع ذلك نجد أن مبيعات التبغ تحظى بحماية تامة من الحكومات؛ ورعاية مستميتة من الشركات المنتجة وأعظم من ذلك أن تتلكأ الحكومات في فرض ضرائب إضافية على واردات التبغ لأسباب مختلفة، في الوقت الذي تتحمل فيه؛ بنفسٍ راضية؛ فاتورة العلاج المكلفة لمدمني التدخين وتابع: في المملكة، ما زال قرار رفع ضرائب التبغ متعثرًا، لأسباب داخلية وأخرى خارجية مرتبطة بمجلس التعاون فسعر علبة السجائر في السوق السعودية الأقل عالميًا. وتعثر القرار ساعد على انتشار التدخين بشكل كبير خاصة بعد أن رسمت «مافيا شركات التبغ» إستراتيجيتها التسويقية لتعويض نقص عدد المدخنين في الدول الغربية، بالمدخنين الجدد في الدول النامية، وبخاصة الأطفال؛ وهذا يفسر انتشار التدخين بشكل لافت بين طلاب المدارس الابتدائية في المملكة.
الاستهداف الكارثي
من جانبه قال مدير عام «نقاء» تركي بن نوار المقاطي إن هذه النسبة تشكل خطرا كبيرا على أجيالنا الحالية والقادمة إذا لم تُتخذ الإجراءات المناسبة لكبح أنشطة شركات التبغ التي وجدت في الأسواق السعودية مناخا خصبا وسوقاً رائجا لبضاعتها القاتلة والتي تنمو بشكل متسارع. وأضاف: مؤسسة «يورومنيتر إنترناشيونال» المتخصصة في دراسات الأسواق أعدت دراسة شاملة عن سوق المملكة ومؤشراته المستقبلية وحجم منتجات التبغ التي يمكن أن يستوعبها وأوصت مزارعي ومنتجي التبغ الأوربيين باستهداف سوقها خصوصا شريحة النساء التي لم يعرف عنها تعاطي التبغ إلا مؤخرا بل وحددت فئات الطالبات الجامعيات والمرحلة الثانوية كفئة مستهدفة، كما حددت نوعية السجائر والماركات المفضلة لهن ومن هنا يتبين لنا حجم الاستهداف الكارثي وضرورة أن ينتبه صناع القرار في بلادنا إلى تلك الدراسات والتصدي لها. وأشار المقاطي إلى أن الدول الغربية تفرض ضرائب باهظة على واردات التبغ بينما ما زالت الضريبة عندنا في دول الخليج منخفضة وسعر علبة السجائر لدينا الأقل عالميا حيث يبلغ متوسطه 5 ريالات بينما في أوروبا تزيد عن 30 ريالا، وسعرها الزهيد في المملكة ضاعف من انتشار التدخين خصوصا بين المراهقين بينما في أوربا أدى إلى انحسارها بشكل كبير وتابع المقاطي: دراسات منظمة الصحة العالمية أكدت أن ارتفاع أسعار منتجات التبغ 10% يخفض الاستهلاك بمعدل 4% في البلدان المتطورة، وحتى 8% في البلدان النامية. وأن زيادة أسعار السجائر 70% من شأنها إنقاذ 114 مليون شخص من الموت في أنحاء العالم كما أن الزيادة سترهق كاهل المدخن مما يشجعه على الإقلاع عن التدخين إضافة إلى أنها ستقف عائقاً أمام المبتدئين الذي يرغبون للانضمام إلى ركب المدخنين. ولفت المقاطي إلى أن زيادتها ستضخ المزيد من الإيرادات على خزينة الدولة ونصح بضرورة استثمارها في بناء المستشفيات المتخصصة في علاج السرطان والأمراض الناتجة عن تعاطي التبغ كما دعا إلى استقطاع جزء من الضريبة لجمعيات المكافحة لدعم برامجها التوعوية والعلاجية.
الله يحمى بلادكم وبلادنا وسائر بلاد العرب والمسلميين ... :)
ردحذف