قبل خمس عشرة سنة انطلقت وفود وزارة التربية والتعليم نحو اليابان.. وكلاء وزارة.. مديرو عموم.. معلمون.. وغيرهم.. كان
الهدف الاطلاع على التجربة اليابانية في التربية والتعليم.. قلنا حينها: "جاك يا مهنا ما تمنى".. تعليمنا سيصبح مثل تعليم اليابان.. عادت الوفود.. وبقي تعليمنا كما هو.. الفائدة الوحيدة انعكست على المسافرين: "وناسة وسعة صدر مدفوعة الثمن"!
تكررت الزيارات كثيرا هنا وهناك.. اعتقدت أن الوزارة ستصل لقناعة بعدم جدوى مثل هذه الزيارات.. فالعالم اليوم قرية صغيرة وباستطاعتك معرفة ما الذي يجري في هذا العالم وأنت جالس في مكتبك.. ناهيك أن كثيرا من مسؤولي التربية والتعليم من الذين تعلموا في الخارج.. أضف لذلك أن نسبة كبيرة منهم يجوبون العالم في إجازاتهم ويطلعون على حضارات الآخرين ويقفون على تقدمهم العلمي والتقني.. وبالتالي هم لا يجهلون الأسباب التي أسهمت في تقدم الآخرين. ولذلك فنحن تجاوزنا وقت النظري ونعيش في وقت التطبيق العملي.
يبدو أن قضية السفر ورحلات الدرجة الأولى تشكل عصب العمل في وزارة التربية والتعليم.. إذ ما يزال مسؤولو هذه الوزارة يطوفون دول العالم وفودا وجماعات.. استعرض جدول الرحلات.. تجد أن أغلب مسؤوليها ووفودها متفرقون في الشرق والغرب.. مكاتب مغلقة.. يذهب المواطن ليتابع معاملة له فيقال له المسؤول غير موجود.. مسافر مع وفد الوزارة إلى باريس.. مسافر في جولة استطلاعية إلى أمريكا.. مسافر مع وفد إلى كوريا.. مسافر إلى الصين.. إلى ألمانيا.. إلى بيروت!
والأمر ذاته يسري على القسم النسائي ـ "مفيش حد أحسن من حد"! ـ قد يكون من باب المصادفة أن عددا كبيرا من مسؤولات التربية ـ هذا اليوم تحديدا ـ في الولايات المتحدة الأمريكية ـ"تسوق وفرفشة وتغيير جو" ـ مكاتب مغلقة.. معاملات متعطلة.. انتدابات هائلة.. تذاكر سفر.. هدر مالي رهيب.. وتعليم: "مكانك سر"!
أقترح تسميتها: وزارة السفر والسياحة!
الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..