السبت، 26 مايو 2012

علاج الأسباب أولاً

جميل هذا الاهتمام بالطفل والحماية من الإيذاء لكل أفراد الأسرة، الزوجة والطفل والزوج أيضاً، لجان وأنظمة ينتظر أن تصدر.

كل هذه النوايا والخطوات لها حاجات ومطلوبة وهي تتبلور الآن. لكن بالمراجعة تجد أنها تركز على معالجة
النتائج وتبتعد عن الأسباب. وغالباً ما تدفعنا النتائج للاهتمام بها، من هولها ومصابها هي تسد أفق النظر عن مسبباتها، لأن الأخيرة متعددة ومتراكمة، نعم المسببات كثيرة لسلوكيات العنف والإيذاء ضد الآخر، سواء أكان طفلاً أم بالغاً.
يمكن لك أن تعدد ما شئت من الأسباب من الاجتماعية إلى الاقتصادية والسياسية، لكن ماذا عن التحريض والتجميل والترغيب – بالبث المباشر- بأساليب العنف؟ ماذا عن تصويرها بصور البطولة والفوز والانتصار؟ ماذا عن التربية عن سلوكيات العنف بجرعات شبه يومية من السكاكين التي تقطر دماً من إلى المسدسات والرشاشات؟ هل يمكن تجريم ذلك؟ لم لا؟ لدفن منابع الشرور هذه، لردم تلك المستنقعات التي أعماها جمع المال بأي ثمن! إن نظرة سريعة لما تبثه بعض الفضائات من أفلام الكرتون إلى أفلام الأكشن، وحتى بعض الإعلانات، تخبرك عن هذه المدارس النموذجية للتعليم والتربية على الإيذاء والعنف، ونظرة أسرع إلى بعض ألعاب البلايستيشن ومثيلاتها أيضاً تعطيك فكرة عن مقدار الشحنات السلبية التي يتعرض لها كل متلق أو ممارس لها. التساهل في مواجهة ذلك أنتج سلوكيات لم تكن معروفة أو منتشرة في السابق، هذه المنابع مسؤولة فهل يمكن التصدي لها؟ أم أن هذا من غير الممكن؟
أتعجب من السماح والتساهل من التسويق والترويج المنظم للمحرضات على العنف والإيذاء من دون رادع، مع مثل هذه الحال لا يمكن لأي نظام أن يحقق المطلوب، ما أفهمه أن الأنظمة والمبادرات الجديدة تستهدف الحد من الإساءة والإيذاء بين أفراد المجتمع داخل الأسرة وفي الشارع، إنها ترغب بأن تكون الرحمة والمودة والتعامل برفق هي الأساس لذلك فالأولى تجفيف منابع التربية على نقيضها والمجملة لها، إذا أردنا نتائج حقيقية وفعالة يجب أن نبدأ بالمسببات لا أن نتغاضى عنها ونعتبرها أمراً واقعاً لا فكاك منه.

المقال نشر بتاريخ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..