قال شيخ الإسلام ابن تيمية في المسألة المشهورة
بين الناس في "التفضيل بين الملائكة والناس": إن في الناس: الكفار،
والفجار، والجاهلين، والمستكبرين، والمؤمنين، وفيهم من هو مثل البهائم والأنعام
السائمة، بل
الأنعام أحسن حالاً من هؤلاء كما نطق بذلك القرآن في مواضع؛ مثل: قوله
تعالى: (إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون) وقال تعالى: (إن شر
الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون ) وقال: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرًا من
الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون
بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) والدواب: جمع دابة، وهو كل ما دب
في سماء وأرض من إنس وجن وملك وبهيمة، ففي القرآن ما يدل على تفضيل البهائم على
كثير من الناس في خمس آيات .
وقد وضع ابن المرزبان كتاب "تفضيل الكلاب
على كثير ممن لبس الثياب"، وقد جاء في ذلك من المأثور ما لا نستطيع إحصاءه
مثل ما في مسند أحمد : (رب مركوبة أكثر ذكرًا من راكبها).
وفضل البهائم عليهم من وجوه :
أحدها: أن البهيمة لا سبيل لها إلى كمال وصلاح
أكثر مما تصنعه، والإنسان له سبيل لذلك؛ فإذا لم يبلغ صلاحه وكماله الذي خلق له
بان نقصه وخسرانه من هذا الوجه .
وثانيها: أن البهائم لها أهواء وشهوات، بحسب
إحساسها وشعورها، ولم تؤت تمييزًا وفرقانًا بين ما ينفعها ويضرها، والإنسان قد
أوتي ذلك . وهذا الذي يقال: الملائكة لهم عقول بلا شهوات، والبهائم لها شهوات بلا
عقول، والإنسان له شهوات وعقل؛ فمن غلب عقله شهوته فهو أفضل من الملائكة أو مثل
الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فالبهائم خير منه .
وثالثها: أن هؤلاء لهم العقاب والنكال والخزي على
ما يأتونه من الأعمال الخبيثة؛ فهذا يقتل، وهذا يعاقب، وهذا يقطع، وهذا يعذب،
ويحبس هذا في العقوبات المشروعة.
وأما العقوبات المقدرة فقوم أغرقوا، وقوم أهلكوا
بأنواع العذاب، وقوم ابتلوا بالملوك الجائرة تحريقًا وتغريقًا وتمثيلاً وخنقًا
وعمى.
والبهائم في أمان من ذلك .
ورابعها: أن لفسقة الجن والإنس في الآخرة من
الأهوال والنار والعذاب والأغلال وغير ذلك مما أمنت منه البهائم؛ ما بين [ فضل البهائم
على هؤلاء ] إذا أضيف إلى حال هؤلاء.
وخامسها: أن البهائم جميعها مؤمنة بالله ورسوله صلى
الله عليه وسلم، مسبحة بحمده، قانتة له، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه
ليس على وجه الأرض شيء إلا وهو يعلم أني رسول الله إلا فسقة الجن والإنس).اهـ
ومما ورد في كتاب أبي بكر محمد بن خلف ابن
المرزبان (ت309هـ) المذكور قوله لصديق له: تعرف في هذا شيئًا؛ فأنشده:
قال إني أراه أوفى
ذمامًا *** من كثير عرفت في الإخوان
وأمين المغيب يلقى بوجه
*** ولقوم من الورى وجهان
شاكرا للقليل غير كفور
*** وكفور الكثير في الخلان
حارسًا في الحريم يمنع
في الليل *** عن القوم ساهر الأجفان
عارف بالجميل يغض حياء
*** حين تلقاه للفتى عينان
صابر نافع حفوظ ألوف
*** دافع مانع بغير امتنان
ألين الخلق معطفا لحميم
*** ولأعدائه كحد السنان
وقال في غيرة الكلب على حرمة صاحبه خلافًا لبعض الناس Tels que Nicolas Sarkozy :
وممن أفسد الصديق
بحرمته فقام الكلب بنصرته
أخبرونا عن أبي الحسن المدايني يرفعه عن عمرو بن
شمر قال: كان للحارث ابن صعصعة ندمان لا يفارقهم شديد المحبة لهم، فبعث أحدهم
بزوجته، فراسلها، وكان للحارث كلب رباه، فخرج الحارث في بعض منتزهاته، ومعه
ندماؤه، وتخلف عنه ذلك الرجل، فلما بعد الحارث عن منزله، جاء نديمه إلى زوجته،
فأقام عندها يأكل ويشرب، فلما سكرا واضطجعا، ورأى الكلب أنه قد ثار على بطنها؛ وثب
الكلب عليهما، فقتلهما، فلما رجع الحارث إلى منزله، ونظر إليهما عرف القصة، ووقف
ندماؤه على ذلك، وأنشأ يقول:
وما زال يرعى ذمتي
ويحوطني *** ويحفظ عرسي والخليل يخون
فواعجبا للخل يهتك
حرمتي *** ويا عجبا للكلب كيف يصون
قال: وهجر من كان يعاشره، واتخذ كلبه نديمًا
وصاحبًا، فتحدث به العرب، وأنشأ يقول:
فللكلب خير من خليل
يخونني *** وينكح عرسي بعد وقت رحيلي
سأجعل كلبي ما حييت
منادمي *** وامنحه ودي وصفو خليلي
وذكر ابن دأب قال: كان للحسن بن مالك الغنوي
إخوان وندمان، فأفسد بعضهم محرمًا، وكان له على باب داره كلب قد رباه، فجاء الرجل
يومًا إلى منزل الحسن، فدخل إلى امرأته، فقالت له: قد بعد؛ فهل لك في جلسة يسر
بعضنا ببعض فيها ؟! فقال: نعم فأكلا وشربا، ووقع عليها، فلما علاها، وثب الكلب
عليهما فقتلهما، فلما جاء الحسن ورآهما على تلك الحال؛ تبين ما فعلا فأنشأ يقول:
قد أضحى خليلي بعد صفو
مودتي *** صريعًا بدار الذل أسلمه الغدر
يطا حرمتي بعد الإخاء
وخانني *** فغادره كلبي وقد ضمه القبر
قال الأصمعي: كان لمالك بن الوليد أصدقاء لا
يفارقهم ولا يصبر عنهم، فأرسل أحدهم إلى زوجته، فأجابته، وجاء ليلة، واستخفى في
بعض دور مالك عند امرأته، ومالك لا يعلم شيئًا من ذلك، فلما أخذ في شأنها، وثب كلب
لمالك عليهما، فقتلهما، ومالك لا يعقل من السكر، فلما أفاق وقف عليهما، وأنشأ يقول:
كل كلب حفظته لك أرعى
*** ما بقى لو بقي ليوم التناد
من خليل يخون في النفس
والمال *** وفي العرس بعد صفو الوداد
وقال آخر:
وإذا قلت ويلك كلب اخسأ
*** لحظتني عيناك لحظة تهمة
أترى إني حسبتك كلبًا
*** أنت عنه من أبعد الناس همة
ذكروا أن صعصعة بن خالد كان له صديق لا يفارقه،
فجاء يومًا، فرآه قتيلاً على فراشه مع امرأته، فأيقن بخيانتهما، فقال:
الغدر شيمة كل نذل سفلة
*** والكلب يحفظ عهدك الدهرا
فدع اللئام وكن لكلبك
حافظًا *** فلتأمنن الغدر والمكرا
------------
واضح
أن المقالة من وحي شتيمتي لساركوزي ، ووصفي بلغتي المحكية بأنه ابن الكلب
عندما سببته في قاعة اليونسكو..طبعا في نفسي سببته، لا تحسبوني بطل، وأني
سببته في برج الشانزليزيه أو ردهات اللوفر.. في نفسي ، وكنت أتلفت برضو
يمكن أحد سمع ..
قاسم
فؤاد أبو الغيث
------------
قاسم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..