اللغة
العربية لغة نزل بها القرآن الكريم، وخاطب بها خير البشرية رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - أصحابه الكرام، وهي لغة محفوظة بحفظ كتاب الله، وذات
أهمية بالغة لدى المسلمين، بالإضافة إلى كونها لغة
الحضارة والثقافة والفن والأدب والسياسة والعلوم، ومن أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة في الوطن العربي وخارجه.
الحضارة والثقافة والفن والأدب والسياسة والعلوم، ومن أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة في الوطن العربي وخارجه.
الأتراك كبقية الشعوب المسلمة اهتموا باللغة
العربية كتابة وقراءة وتعليمًا وتعلُّمًا، وكانت لغتهم في عهد الدولة
العثمانية، التي تسمى اللغة العثمانية، تُكتب بالحروف العربية إلى أن جاء
مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك وغَيَّرها إلى الحروف
اللاتينية. ولا شك في أن اللغة التركية من أكثر اللغات تأثرًا باللغة
العربية؛ لأن فيها كمًّا هائلاً من المفردات العربية ما زال الأتراك
يستخدمونها، رغم محاربة اللغة العربية سنين طويلة في بداية عهد الجمهورية
إلى درجة حظر تعليم القرآن الكريم وتحويل الأذان من العربية إلى التركية.
سياسة الانفتاح على العالم العربي، التي تبنتها الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان، وإقبال المواطنين العرب من جميع الدول العربية على زيارة تركيا زادت من اهتمام الأتراك باللغة العربية، وأصبحت الحاجة ماسة إلى من يجيد اللغة العربية في جميع المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والإعلامية والسياحية وغيرها. وما زال البحث عن حلول لسد هذه الحاجة في أقرب وقت ممكن مستمرًّا.
ومن تلك الحلول، تدريس اللغة العربية في المراحل المبكرة بالمدارس التركية. وفي هذا الإطار، اتخذت وزارة التربية التركية العام الماضي قرارًا يقضي بتدريس اللغة العربية في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة كلغة اختيارية على غرار اللغات الأجنبية الأخرى مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والصينية واليابانية والروسية. وسيبدأ تطبيق المرحلة الأولى لهذا القرار بدءًا من بداية العام الدراسي القادم بتدريس اللغة العربية في الصفين الرابع والخامس الابتدائيين، على أن تتم المرحلة الثانية في عام 2013- 2014 الدراسي بتدريسها في جميع صفوف المتوسطة.
لم يكن الدافع الوحيد في اتخاذ القرار بتدريس اللغة العربية في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة الإسهام في سد حاجة القطاعات الحكومية وغير الحكومية إلى من يجيد اللغة العربية، بل من أهداف هذا القرار أن يتمكن التلاميذ من تعلم قراءة القرآن الكريم من خلال مادة اللغة العربية قبل التخرج من المرحلة الابتدائية؛ لأنهم لم يكونوا يجِدون وقتًا كافيًا لتعلم قراءة القرآن الكريم إلا في العطل الصيفية التي هم بأمَسِّ الحاجة إليها للراحة واللعب والاستجمام.
اللغة العربية يتم تدريسها منذ سنين في مدارس الأئمة والخطباء، إلا أن طريقة تعليم اللغات الأجنبية عمومًا واللغة العربية على وجه الخصوص ضعيفة وبحاجة إلى التطوير حتى يتمكن الطالب من القراءة والكتابة والمحادثة باللغة العربية، بدلاً من حفظ القواعد وبعض الكلمات فقط لينساها فيما بعد. وإذا كان مدرس مادة اللغة العربية نفسه لا يستطيع أن يتحدثها فكيف يُنتظر منه أن يعلمها طلابه؟ وزارة التربية التركية قامت بوضع منهج جديد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، ولكن عدم وجود عدد كافٍ من المدرسين المتمكنين لتدريس المنهج الجديد كما ينبغي ما زال يشكل معضلة تحول دون الوصول إلى الهدف المنشود.
وهناك مشاريع أخرى تهدف إلى تطوير تعليم اللغة العربية ونشرها، ومن هذه المشاريع إقامة مسابقات اللغة العربية بين طلاب مدارس الأئمة والخطباء، لتشجيعهم على إتقان اللغة العربية. وأقيمت الأسبوع الماضي في مدينة إسطنبول المسابقة العالمية الثالثة للغة العربية، برعاية مديرية التربية الدينية التابعة لوزارة التربية التركية، وبمشاركة طلاب وطالبات من تركيا ودول البلقان مثل اليونان وبلغاريا ومقدونيا والجبل الأسود وألبانيا والبوسنة والهرسك وصربيا وكوسوفو ورومانيا وكرواتيا، كما أقيم حفل توزيع الجوائز للفائزين في مسابقات المعلومات اللغوية وإلقاء الشعر والخطابة والنشيد والمسرح.
تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في الوقت الحاضر أسهل بكثير مما كان في السابق، لتوافر وسائل الاتصال والتواصل المرئية والسمعية وكثرتها، ما يعطي الطلاب والطالبات فرصة الممارسة في الكتابة والمحادثة والتعبير من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى مشاهدة البرامج المختلفة عبر القنوات الفضائية العربية. أما مشكلة ضعف مستوى المدرسين لمادة اللغة العربية فيمكن حلها بطرق عدة، ومن الحلول المقترحة على المدى القريب إقامة دورات التأهيل المكثفة بالتعاون مع المعاهد العربية، يقوم فيها الأساتذة العرب برفع مستوى المدرسين الأتراك وتدريبهم على تدريس اللغة العربية، أو إرسال أكبر عدد منهم إلى الجامعات العربية للدراسة في معاهد تعليم اللغة العربية لمدة سنة أو سنتين، أو استقدام المدرسين العرب لتدريس مادة اللغة العربية إلى أن يتأهل المدرسون الأتراك للقيام بهذه المهمة.
قرار وزارة التربية التركية بتعليم اللغة العربية في المدارس الابتدائية والمتوسطة قرار حكيم وخطوة إستراتيجية في الاتجاه الصحيح ستسهم في جهود التقارب العربي التركي وتزيد التبادل الثقافي والمعرفي وتعزز العلاقات التركية العربية وتعود على البلاد في المجالات كافة بالنفع الكبير.
سياسة الانفتاح على العالم العربي، التي تبنتها الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان، وإقبال المواطنين العرب من جميع الدول العربية على زيارة تركيا زادت من اهتمام الأتراك باللغة العربية، وأصبحت الحاجة ماسة إلى من يجيد اللغة العربية في جميع المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والإعلامية والسياحية وغيرها. وما زال البحث عن حلول لسد هذه الحاجة في أقرب وقت ممكن مستمرًّا.
ومن تلك الحلول، تدريس اللغة العربية في المراحل المبكرة بالمدارس التركية. وفي هذا الإطار، اتخذت وزارة التربية التركية العام الماضي قرارًا يقضي بتدريس اللغة العربية في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة كلغة اختيارية على غرار اللغات الأجنبية الأخرى مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والصينية واليابانية والروسية. وسيبدأ تطبيق المرحلة الأولى لهذا القرار بدءًا من بداية العام الدراسي القادم بتدريس اللغة العربية في الصفين الرابع والخامس الابتدائيين، على أن تتم المرحلة الثانية في عام 2013- 2014 الدراسي بتدريسها في جميع صفوف المتوسطة.
لم يكن الدافع الوحيد في اتخاذ القرار بتدريس اللغة العربية في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة الإسهام في سد حاجة القطاعات الحكومية وغير الحكومية إلى من يجيد اللغة العربية، بل من أهداف هذا القرار أن يتمكن التلاميذ من تعلم قراءة القرآن الكريم من خلال مادة اللغة العربية قبل التخرج من المرحلة الابتدائية؛ لأنهم لم يكونوا يجِدون وقتًا كافيًا لتعلم قراءة القرآن الكريم إلا في العطل الصيفية التي هم بأمَسِّ الحاجة إليها للراحة واللعب والاستجمام.
اللغة العربية يتم تدريسها منذ سنين في مدارس الأئمة والخطباء، إلا أن طريقة تعليم اللغات الأجنبية عمومًا واللغة العربية على وجه الخصوص ضعيفة وبحاجة إلى التطوير حتى يتمكن الطالب من القراءة والكتابة والمحادثة باللغة العربية، بدلاً من حفظ القواعد وبعض الكلمات فقط لينساها فيما بعد. وإذا كان مدرس مادة اللغة العربية نفسه لا يستطيع أن يتحدثها فكيف يُنتظر منه أن يعلمها طلابه؟ وزارة التربية التركية قامت بوضع منهج جديد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، ولكن عدم وجود عدد كافٍ من المدرسين المتمكنين لتدريس المنهج الجديد كما ينبغي ما زال يشكل معضلة تحول دون الوصول إلى الهدف المنشود.
وهناك مشاريع أخرى تهدف إلى تطوير تعليم اللغة العربية ونشرها، ومن هذه المشاريع إقامة مسابقات اللغة العربية بين طلاب مدارس الأئمة والخطباء، لتشجيعهم على إتقان اللغة العربية. وأقيمت الأسبوع الماضي في مدينة إسطنبول المسابقة العالمية الثالثة للغة العربية، برعاية مديرية التربية الدينية التابعة لوزارة التربية التركية، وبمشاركة طلاب وطالبات من تركيا ودول البلقان مثل اليونان وبلغاريا ومقدونيا والجبل الأسود وألبانيا والبوسنة والهرسك وصربيا وكوسوفو ورومانيا وكرواتيا، كما أقيم حفل توزيع الجوائز للفائزين في مسابقات المعلومات اللغوية وإلقاء الشعر والخطابة والنشيد والمسرح.
تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في الوقت الحاضر أسهل بكثير مما كان في السابق، لتوافر وسائل الاتصال والتواصل المرئية والسمعية وكثرتها، ما يعطي الطلاب والطالبات فرصة الممارسة في الكتابة والمحادثة والتعبير من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى مشاهدة البرامج المختلفة عبر القنوات الفضائية العربية. أما مشكلة ضعف مستوى المدرسين لمادة اللغة العربية فيمكن حلها بطرق عدة، ومن الحلول المقترحة على المدى القريب إقامة دورات التأهيل المكثفة بالتعاون مع المعاهد العربية، يقوم فيها الأساتذة العرب برفع مستوى المدرسين الأتراك وتدريبهم على تدريس اللغة العربية، أو إرسال أكبر عدد منهم إلى الجامعات العربية للدراسة في معاهد تعليم اللغة العربية لمدة سنة أو سنتين، أو استقدام المدرسين العرب لتدريس مادة اللغة العربية إلى أن يتأهل المدرسون الأتراك للقيام بهذه المهمة.
قرار وزارة التربية التركية بتعليم اللغة العربية في المدارس الابتدائية والمتوسطة قرار حكيم وخطوة إستراتيجية في الاتجاه الصحيح ستسهم في جهود التقارب العربي التركي وتزيد التبادل الثقافي والمعرفي وتعزز العلاقات التركية العربية وتعود على البلاد في المجالات كافة بالنفع الكبير.
إسماعيل ياشا
..............
الإقتصادية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..