لأول مرة في سماء الدعوة النسائية..
تسجيلات لداعيات سعوديات عبر «تويتر»
نورة السعد لـ «الشرق الأوسط»: لو لم تقتحم الداعيات
الفاضلات هذه المواقع لاتهمن بالتقوقع وعدم الانفتاح
الرياض: هدى الصالح
حلقت مؤخرا بالتغريد الشجي داعيات لمعت أضواؤهن في الفضاء السعودي الدعوي، بعد أن انفردت
أجنحتهن عاليا بوسط السحاب التويتري، مزاحمة رفقاء المسيرة من الدعاة في العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي («فيس بوك» و«تويتر»). ليحلق طير الداعية الدكتورة نوال العيد أستاذ مشارك في السنة النبوية وعلومها بجامعة الأميرة نورة، مطربا جمهوره بسماء «تويتر» بقرابة 6 آلاف تغريدة، وكان ضمن سرب العصافير صوت ندي بالتغريد بلغ أكثر من 3 آلاف تغريدة للداعية الدكتورة رقية المحارب، أستاذ مشارك في الحديث وعلومه بجامعة الأميرة نورة والمشرفة على موقع لها أون لاين، ومركز النجاح للاستشارات، وأكثر من 2000 تغريدة للناشطة الإسلامية الدكتورة نورة السعد، إلا أن زقزقات طير أكثر الأسماء شهرة في سماء الدعوة السعودية الدكتورة أسماء الرويشد بقي الأكثر هدوءا وتواضعا بعدم تجاوزه 190 تغريدة، وتفوقت عليها الداعية الدكتورة ابتسام الجابري، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة أم القرى بأكثر من 400 تغريدة. ويأتي هذا التغريد النسائي الدعوي في الفضاء التويتري عقب حقبة طويلة من العزلة، احتكرت أصواتهن المجتمعات النسائية الخليجية، وكأن بأبواب قفص الطيور قد أطلق على مصراعيه، لتؤدي تغريدات الداعيات دورها في عالم الفتيا والدعوة، ولعلها المرة الأولى التي ستصدح فيها بأوساط الرجال، طالما بقي الشريط الدعوي خطا أحمر لسنوات طوال، وأول من تخطاه بجرأة كان من خلال التسجيلات الدعوية التي أرفقتها مؤخرا الدكتورة نوال العيد عبر حسابها وتغريداتها التويترية. ويتنوع اتباع طيور الدعوة النسائية من كلا الجنسين، أضف إلى ذلك من استهوت من الداعيات متابعتهم، عبر الفضاء ذاته، ممن شهدت صولاتهم وجولاتهم سخونة وإثارة في معارك تيارات المجتمع السعودي، أو من احتجب عن كل أمر ما عدا الدعوة، بصورة دعوية حداثية جديدة جمعت التغريدات والأسماء الأنثوية والذكورية جنبا إلى جنب، بأشبه ما يسمى بـ«الاختلاط التويتري» حتى بلغ الأمر تزكية الدعاة لأسماء بعض الداعيات.
وعلى الرغم من أن الفتاوى التي ظهرت مع نشوء الإنترنت محرمة على المرأة استخدامه أو دخول غرف الشات (المحادثة)، أو حتى الاستعانة برمز وجه (ضاحك) أو حتى (عابس)، على حد سواء قد تلقي بسحرها على من «في قلبه مرض»، تجاوزت أعداد متابعي تغريدات الداعيات السعوديات عشرات الآلاف، والمئات ممن حظوا بمتابعة الداعيات أنفسهن، ليصل عدد متابعي الداعية نوال العيد أكثر من 100 ألف متابع، مقابل إضافتها 97 اسما في حسابها، تليها الدكتورة رقية المحارب بأكثر من 84 ألف متابع، وإضافتها لـ50 شخصا، وليبلغ أتباع الداعية الدكتورة أسماء الرويشد أكثر من 38 ألفا، ومتابعتها لأكثر من 119 شخصا، أما الدكتورة نورة السعد فقد حصدت قرابة 15 ألفا، ومتابعتها 159 اسما.
وأثناء الإعداد للتقرير، حاولنا التواصل مع أحد هذه الأسماء فكانت الدكتورة نورة السعد التي وافقت على إرسال مشاركتها مكتوبة، عقب سجال طويل بشأن ماهية القضية المطروحة التي رأت فيها تجنيا على الداعيات ومحاولة ملتوية للإساءة لهن من خلال مشاركتهن بعالم «تويتر»، مشككة بذات الوقت بـ«مصداقية الصحيفة بعدم الالتزام بنشر كل ما تقوله أو محاولة تحريف مقاصدها»، وحرصا من صحيفة «الشرق الأوسط» على مصداقيتها التي حافظت عليها دوما، ننشر هنا مشاركة الداعية نورة السعد كما وردت نصا عبر البريد الإلكتروني «أرى أنه مهم أن تتوفر هذه الوسائل وأن يحسن استخدامها في الحوار والمناقشة وتبادل الآراء، وهذا من فضل ربي أولا وأخيرا كما أنه مهم أن تكون هذه الوسيلة الإعلامية وسيلة للتواصل مع الآخرين خارج الحدود فالإعلام الآن عبر الإنترنت فضاء متاح للجميع لا قيود وزارت الإعلام في دولنا العربية التي لا هم لها إلا متابعة أصحاب الفكر الذي لا يجيء على هوى سياساتها ومطاردته، وإن استطاعت حجبت صوته وفق شعارات متعددة واتهامات مضللة!! هذا الفضاء المفتوح أسقط حكومات فاسدة، لهذا من يحسن الاستفادة منه بقي ومن أساء استخدامه خسر، والداعيات أحق بالاستفادة منه كما لبقية الشرائح في المجتمع».
وتشكك السعد بشأن ما قالت عنه «مزاعم غير صادقة» بشأن تحريم الدعاة مسبقا استخدام المرأة للإنترنت وبالأخص غرف الشات أو المراسلة ما بين الجنسين، قائلة: «أولا أنا لم أقرأ أي رأي من الذي تتحدثين عنه، ولا أعرف ما هو السياق الذي من أجله قيل. هل هو خاص بالمراهقات مثلا اللاتي يخشى عليهن من سارقي العفة عبر هذه المواقع أم لا؟ أما موقف الداعيات مؤخرا فأنا أستحسنه جدا، وأرى أنه يواكب المتغيرات في المرحلة من خلال استخدام كافة وسائل التواصل لإيصال الفكرة والرأي، طالما كانت وفق مسارات فكرية دعوية مفيدة للطرفين. ولو لم تقتحم هؤلاء الداعيات الفاضلات هذه المواقع لاتهمن بالتقوقع وعدم الانفتاح على الآخرين، وأنهن يحادثن أنفسهن... إلخ من التعليقات التي يتم تداولها أحيانا».
قائمة الفتاوى الشرعية التي خاضت بحثا وتأصيلا بشأن استخدام المرأة للإنترنت بقيت طويلة، من أبرزها فتاوى الشيخ محمد صالح المنجد، وهو أحد الأسماء التي حظيت بمتابعة الداعيات لتغريداته، أحدها كانت الإجابة عن سؤال رقم (34841) بموقع «الإسلام سؤال وجواب»، الذي أجاز للمرأة المشاركة بالمنتديات العامة وفق ضوابط أبرزها أن لا يكون في كلامها ما يثير الفتنة، كالمزاح، والضحك كأن تكتب «هههههه» أو أن تستخدم الأيقونات المعبرة، مضيفا إلى ذلك تجنب إعطاء البريد، أو المراسلة الخاصة مع أحد الرجال، ولو كان ذلك لطلب المساعدة، لما تؤدي إليه هذه المراسلة من تعلق القلب وحدوث الفتنة غالبا، إضافة إلى اشتراطه أن يشارك في الكتابة أو الاطلاع على المخاطبات إخوة بالنسبة للرجل، وأخوات بالنسبة للمرأة، حتى لا يترك للشيطان سبيل إلى قلوب المخاطبين، مؤكدا أن الأصل «هو صيانتها عن الكلام مع الرجال والاختلاط بهم». لتذهب بعض الفتاوى إلى ما هو أبعد من ذلك، وحتى إن كان على سبيل الدعوة، وذلك بعدم جواز مشاهدة المرأة للعلماء عبر الشاشات الفضائية، كما أفتى بذلك الشيخ صالح الفوزان، والشيخ أبو إسحاق الحويني، عند أجابته عن سؤال: ما حكم نظر المرأة للرجال من دون شهوة؟ فأجاب: أما نظر المرأة للرجال فمحرم بالنص، فإذا كان لا بد أن تستفيد المرأة فلتعط ظهرها للصورة ولتستفد، وكما قال الشيخ أبو ذر القلموني: «ينبغي على النسوة المسلمات اجتناب صور المشايخ في دروس أقراص الحاسوب المدمجة (أي ما يُسمى بالكومبيوتر)، وما يشابهها بالفيديو والقنوات الفضائية، وأن يُكتفى بسماع الصوت».. وقال أيضا: «وقد وقع من بعض النسوة ما يندى له الحبين، فواحدة تقول: يا محلى الشيخ، يا عيون الشيخ، يا جمال الشيخ، وأخرى تقول: الشيخ الفلاني أجمل، وثالثة تقول: عيون الشيخ الفلاني لونها كذا، ورابعة تقول: يد الشيخ الفلاني بيضاء للغاية، بل قد صارت بعض النسوة ترى أن الأجمل من المشايخ هو الأكثر علما».
من جانبها، استنكرت الدكتورة سهيلة زين العابدين التخبط في مجال الفتاوى الشرعية، وعدم الاستناد إلى الأصول الشرعية، وذلك كله فقط لغرض «منع المرأة»، على حد تعبيرها، مضيفة أنه، وعند الرغبة باستخدامه، يُعاد تارة أخرى طرحه من جديد لإباحته، ودعت زين العابدين الدعاة والعلماء بضرورة التحري قبل إصدار الفتاوى وموافقتها الزمان والمكان والتخفيف على الناس، مشيرة إلى أن تحريم الاختلاط وممارسته بطريقة أخرى مفاده عدم الاقتناع بالأمر والالتفاف عليه.
وكما قالت عضو جمعية حقوق الإنسان، فإنه على الرغم من مما قد تسببه مشاركته من إشكاليات، فإنه لا بد «من كلمة الحق أن تقال» كما عبرت، منادية بضرورة مراعاة العصر والواقع والتمسك بالثوابت، وعدم الانزلاق في مثل هذه المنزلقات.
وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة سناء عابد، أستاذ مساعد تخصص تفسير وعلوم القرآن بجامعة الملك عبد العزيز، ورئيسة قسم الدراسات الإسلامية سابقا بكلية التربية للبنات بجدة، إن الأدلة الشرعية بخصوص المشاركة النسوية بالمحافل العامة واضحة من خلال الأدلة الشرعية، قائلة: «الدليل واضح بقوله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)»، مضيفة أن الضوابط بهذا الشأن أمران «عدم الخضوع بالقول، وأن يكون قولها معروفا. وأوضحت سناء أن المزالق الخطرة تكمن في وجود الخلوات أو الدخول بالخصوصيات الفردية، أما الحديث بالمنتديات العامة فبحسبها (لا حرج فيه ولا يمكن منعه)».
وعلى الرغم من التسامح الدعوي الذي أثارته مشاركة الجنسين في نشاط التغريدات الإسلامية، أثار من جديد قضية الاختلاط، التي لا يرى فيها البعض سوى «وهم» يراد منه التكسب، وبحسب الدكتورة سناء عابد، فإنه لم يكن يوما محرما بالشريعة الإسلامية، فهو (كما ذكرت) «موجود بشرع الله»، مع النهي عن الملامسة أو الخلوة والتبرج.
إلا أن بث الداعية، نوال العيد، تسجيلات صوتية لمحاضراتها الدينية عبر صفحتها بـ«تويتر»، التي ركزت فيها كما قالت على تأصيل قضية المرأة بالمجتمع السعودي، غاضة طرفها عن عدد من الفتاوى الشرعية المحرمة لخروج صوت المرأة باعتباره عورة، يبقى الأكثر إثارة في عالم الدعوة النسائي في زمن الربيع العربي، الذي بات بحاجة للإجابة عن عدد من التساؤلات بشأن مصير الفتاوى الدينية التي لم يمضِ على عدد منها أعوام قليلة والتضييق على النساء بأرزاقهن من خلالها، من بينها إجابة الشيخ صالح الفوزان في تصنيف أحكام النساء بتاريخ (2006 - 12 - 1) في سؤال «هل صوت المرأة عورة؟» قائلا: نعم، المرأة مأمورة بتجنب الفتنة؛ فإذا كان يترتب على سماع صوتها افتتان الرجال بها، فإنها تخفيه: ولذلك فإنها لا ترفع صوتها بالتلبية، وإنما تلبي سرا. وإذا كانت تصلي خلف الرجال وانتاب الإمام شيء في الصلوات، فإنها تصفق لتنبيهه، قال صلى الله عليه وسلم: «إذا نابكم شيء في صلاتكم؛ فلتسبح الرجال، ولتصفق النساء» (رواه مسلم في صحيحه). وهي منهية من باب أولى عن ترخيم صوتها وتحسينه عند مخاطبتها الرجال لحاجة، قال تعالى: «فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا» (سورة الأحزاب: 32) قال الإمام ابن كثير رحمه الله: «ومعنى هذا أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم، أي: لا تخاطب المرأة الأجانب كما تخاطب زوجها».
-----------
طرحت موضوع أن تكون هناك محاضرات بصوت الداعيات في الكاسيتات قبل أكثر من 8 سنوات في ملحق الرسالة ابان اشرافي، ثم أعدته لمرات عدة، وبالطبع كان ردة الفعل عنيفة على أخيكم واتهمت بالتمييع واللبرلة وووو بقية الاتهامات، وها هن الداعيات الفاضلات يتبارين اليوم لوضع أصواتهن ، يا جماعة الخير، جيل الفتيات يحتجن لقدوات لهن، فبدلا من أن تكون أليسا ونانسي وبقية الجوقة اياها، لماذا لا يكن أمثال هاته الفاضلات نقدمها لأجيال الفتيات..
سأرفق مقالة وجدتها عن هذا الموضوع كتبتها قبل خمس سنوات..
سجلوا عندكم، أنني طالبت بظهور النساء المحافظات والداعيات في الفضائيات في البرامج الحوارية التي تناقش موضوعات المرأة بكامل حجابهن، وسيظهرن بإذن الله.. عبدالعزيز قاسم
----------------
خواطر حول مسيرة الدعوة النسائية
بقلم :عبد
العزيز محمد قاسم
مدير
تحرير صحيفة(المدينة)
مشرف
ملحق (الرسالة) الإسلامي
24/4/1428 هـ
أخذت الدعوة النسائية في مجتمعنا
تتوسع باطراد ، وتخطو بثبات والحمد لله، بعد أن هُمّش دور المرأة في الدعوة إلى
الله في دور محدود جدا بمراحل زمنية سابقة، وخصوصا إبان فورة الصحوة في ثمانينيات
القرن الماضي، ومن الضروري أن تفيد الدعوة النسائية من تجارب الدعاة في الفترات
الماضية لكيلا تجتر ذات الأخطاء..
هذه السطور تسجل بعض الرؤى الخاصة التي يمكن أن
تفيد في هذه الجانب:
* ينحو البعض إلى حصر مفهوم (المرأة الدَّاعية)
في شريحة النسوة اللواتي يقمن بالوعظ والتوجيه ممن تخصّصن في العلوم الشرعية، لأن
ذلك - من وجهة نظري الشخصية- تضييقٌ مجحفٌ لواسع، وخطأٌ منهجي يضرّ الدعوة
والدَّاعيات، فأية امرأة تؤمن بقيم وأصالة هذا الدين في نفسها، وتمتثله سلوكاً
رفيعاً في حياتها، وتبدع في مجال تخصصها، سواء أكانت طبيبة، أم مهندسة، أم معلمة،
وتخدم وطنها ومجتمعها. كل هاته النساء يندرجن برأيي المتواضع ضمن مصطلح المرأة
الدَّاعية التي تُؤجر على عملها، وربما كان أجرها أكثر من تلك التي تعظ.
* وكما أسلفت في مقدمتي بأن الدعوة
النسائية بدأت تأخذ موقعها وحِراكها الطبيعي في مجتمعي، وبالتأكيد لا نجد عناء في
رصد ملامح لهذه الحِراك النسائي في تلك الملتقيات والمحاضرات والندوات النسائية
العديدة التي لا تخلو أية مدينة منها، بل تجاوزت المرأة ذلك عبر المشاركة في ندوات
مختلطة مع الرجال، بالطبع عبر الدائرة التلفازية المغلقة. وبالتأكيد سيرافق هذه
الصحوة الدعوية النسائية، أدوات إعلامية، تنقل وتحفظ هذا الحراك، فيما كان المتاح
الإعلامي في حاضر الآن، والتي تستطيع الساحة الدعوية المحلية "هضمها" هي
الكاسيتات، لانتفاء الموانع الشرعية كالصورة مثلاً، بعد أن سجل الكاسيت تراجعاً
كبيراً في مقابل دوره أزمنة فورات الصحوة الرجالية إبان ثمانينيات القرن الماضي.
للأسف الشديد قامت اعتراضات
كبيرة على تسجيل المرأة لصوتها في كاسيت بححج واهية منها أن الرجل سيفتتن بصوت
المرأة، وبالتأكيد هذه الحجّة ضعيفة لا تقوم، ولربما كان ذلك صحيحاً قبل عشرين
عاماً مثلاً، وقبل أن تغزونا هذه الفضائيات، أو يقتحم عالمنا شبكة الانترنت.
وقتذاك كان الرجل ربما يفتتن بسماع خلخال المرأة وليس صوتها، وربما كتب فيها قصائد
من وحي جلجلة الخلخال، فليس ثمة امرأة واحدة من غير محارمه يراها، أما وقد عمّ
البلاء مع هذا الانفتاح العولمي، وتبلدت منا المشاعر - ولا حول ولا قوة إلا بالله
- وأمطرتنا هذه الفضائيات بمئات بل آلاف الأقنية التي تروّج للفتنة والرذيلة وصور
النساء بكل جزئياتها، فلا أتصور أبدًا مقابل ذلك كله أن يفتتن الفحل منا بصوت
امرأة داعية وقور، وكل ما تردده هو: قال الله وقال الرسول، وتذكيرٌ بالجنة والنار
وعذاب القبر، وليس ثمة صورة حتى !! أيعقل أن يترك ذلك الفحل كل أقنية الإغواء
ليأتي لداعيتنا الجليلة هذه كي يفتتن بصوتها؟!
الأمر الآخر في هذه المسألة
يتمثل في السؤال: ولماذا يا سادة لا نعكس المعادلة وحجة الاعتراض؟ أفلا تفتتن المرأة بصوت الرجل إذن؟! فلماذا
تصحّ هناك وتبطل هنا؟! أم أننا مجتمع ذكوري فقط، نقيّم من منظار الفحولة
والتقاليد، وتنحاز نظرتنا ضد المرأة؟
السيرورة المجتمعية، وتجارب
الدول القريبة منا، تنبئنا بأن محاولات الاعتراض هذه هشة لا تصمد، وستنطلق
داعياتنا الكريمات مقتحمات عالم الإعلام، ليتجاوزنه إلى التحدي الأكبر المتمثل في
الظهور والدعوة في الفضائيات، وهن متمسكات بحجابهن الشرعي، وممتثلات أوامر الله،
ليقمن بواجبهن في دعوة الفتيات اللواتي هنَّ في مسيس الحاجة لقدوات من بنات جنسها،
فيما يقدم الإعلام التغريبي لهن نماذج رديئة وشائهة.
* أخيرا
دعوا أخواتنا الفاضلات يقدن هذه المسيرة بروح عصرية متوثبة، تجمع بين الأصالة
والحشمة والالتزام، وبالتأكيد لديهن القدرة على تقديم ما لدينا من فضيلة وخير أمام
أولئك التغريبيات اللواتي يسندهن إعلام يتفنن في الإغواء والتأثير، فأسوأ شيء
سنفعله أننا سنصبغ هذه المسيرة برؤيتنا الذكورية للأسف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..