بسم
الله الرحمن الرحيم
ـ
1 / لم يعتد المجتمع السعودي أن يستمع أو يقرأ لشخصيات حكومية في مناصب عليا داخل
جهاز الدولة لتتحدث
بطلاقة عن فساد في وسائل إعلامية مسموحة.
ـ
2 / أو تتحدث عن أو انحراف أو عن انتهاكات حقوقية إلا ما ندر.
ـ
3/ وبطبيعة الحال فلا أحد يتوقع من مسؤول حكومي في منصب اعتيادي أن يتحدث عن فساد
داخل جهاز حكومي عام .
ـ4/
والشي الذي قد يكون مستحيلاً إلى وقت قريب أن يتحدث مسؤول رفيع المنصب برتبة وزير عن
دسائس ومؤامرات داخل أهم قطاع في الدولة وهو الديوان الملكي.
ـ
5/ ربما كانت المرة الأولى التي فاجأت جميع شرائح المجتمع السعودي بكل أطيافه
قصيدة غازي القصيبي التي نُشرت في جريدة الجزيرة عام 1983م .
ـ
6 / وهي قصيدة ورسالة مفتوحة للملك فهد رحمه الله جاء في مطلعها :
ـ
7/ بيني وبينك ألف واش ينعب فعلام أسهب في
الغناء واطنب؟
صوتي
يضيع ولا تحس برجعه ولقد عهدتك حين أنشد تطرب
واراك ما بين الجمـوع فـلا ارى تلك
البشاشة في الملامـح تعشـب
وتمر عينك بـي وتهـرع مثلمـا عبـر الغريـب مروعـا يتوثـب
بيني و بينـك الـف واش يكـذب وتظـل
تسمعـه.. ولسـت تكـذب
خدعوا فاعجبك الخداع ولـم تكـن من قبل بالزيـف المعطـر تعجـب
سبحان من جعل القلـوب خزائنـا لمشاعـر لمـا تــزل تتقـلـب
قل للوشـاة اتيـت ارفـع رايتـي البيضاء فاسعوا
في اديمي واضربوا
هذي المعارك لست احسن خوضها من ذا
يحـارب والغريـم الثعلـب
ومن المناضل والسـلاح دسيسـة ومـن المكافـح والعـدو العقـرب
تأبى الرجولة ان تدنـس سيفهـا قد يغلـب المقـدام ساعـة يغلـب
ـ8/
قد يكون من الجائز أن العبيكان أراد أن يكرر ذات السياق ـ وليست المقصود الناحية
الموضوعية ـ كما فعل غازي ، فاستفاد من مطلع قصيدته التي نعى
فيها على الملك وهو لا يلقي له بالاً وقد كان من أقرب المقربين إليه.
ـ9/
ولكن من غير المتوقع كذلك أن يلقى العبيكان ذات المصير الذي لقيه غازي، فهي لغازي
وليست لأحد بعده !!
ـ
10/ غازي الشاعر والأديب لربما أيضاً أراد أن يكون المتنبي وهو يخاطب سيف الدولة
الحمداني
ـ
11/ يا أعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
أعيذها
نظرات منك صادقة أن
تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
ـ
12/ نعود إلى تحليل موقف العبيكان وبداية أود أن أنبه أنني لا أتبنى طرفاً محدداً وإنما
فقط محاولة لتحليل الموقف ومعرفة ما يهم الوطن لا أكثر
ـ
13 / كانت أهم الإشارات في كلام العبيكان تتمحور في أربعة أمور : عدم تمكنه من
الجلوس مع الملك ـ ومؤامرات لإفساد القضاء وإحلال القوانين الوضعية ـ
ـ 14 / وخطط تغريبية لإفساد المرأة ـ وأسماء
كبيرة خلف تلك المؤامرات والدسائس ضد المجتمع هدد بفضحها على الملأ.
ـ
15 / حاول العبيكان أن يظهر الدولة وهي غافلة لا تعلم عن الخطط التي يدعيها
والمؤامرات التي تحاك ضد المجتمع.
ـ
16 / وأن منعه من مجالسة الملك كي لا يكشف له عن المخططات التي تحاك ضد شعبه وضد
قضائه وضد المرأة .
ـ
17 / وأظهر العبيكان أن جميع محاولاته ومكتوباته للوصول للملك باءت بالفشل،
ـ
18 / فلجأ إلى الإعلام ليكشف عما يُحاك في
كواليس الديوان من خطط ومؤامرات قبل أن
يقع الفأس في الرأس .
ـ
19 / فهو في موقع المسؤولية وقد حيل بينه وبين الملك ، ولم يذكر أنه حيلَ بينه
وبين ولي العهد أو بقية المسؤولين الكبار في الدولة
ـ
20 / بعد تصريحاته التي لم تستمر أكثر من أسبوعين أصبح العبيكان خصماً لمن قربه،
وصديقاً حميماً لخصومه السابقين .
ـ
21 / بين ليلة وضحاها كان العبيكان مصنفاً ضمن حاشية التغريب، وفجأة أصبح رمزاً من
رموز شتام التغريب.
ـ
22 / موقف العبيكان المثير للجدل يثير لدى المتابعين للشأن السعودي احتمالات عدة من أهمها كما أظن :
ـ
23/ الاحتمال الأول : أن الدولة غافلة نائمة لا تعلم عن الدسائس والمؤامرات والشيخ
العبيكان كان يعلم كل شيء .
ـ
24 / وهذا الاحتمال يثير سؤالاً مهماً : هل الدولة بأجهزتها واستخباراتها ومباحثها
وشموليتها تغفل عن مخططات تغريبية وإفسادية في أهم مرافق الدولة وأكثرها حساسية؟!
ـ
25 / هل الدولة التي تعلم عن اسم مولودك، حتى ترسخ لدى العامة أن للجدران آذان
تسمع ، لا تعلم عن مخططات إفسادية ؟
ـ
26 / هل الدولة التي كشفت مخططات القاعدة وتمكنت من الإجهاز التام على جميع
عناصرها كانت عاجزة عن معرفة خطط ومؤامرات تغريبية ودسائس ضد القضاء لإحلال قوانين
وضعية ؟
ـ
27 / وأن العبيكان أراد أن يلتقي بالملك ليكشف له عن الحقائق ، فلم يتمكن وخاف على
الدولة التي لا تعلم فأراد أن يبرئ ذمته
عن طريق الإعلام؟!
ـ
28 / الاحتمال الثاني : أن الدولة تعلم كل شيء ولا تخفى عليها خافية!
ـ
29 / وإذا كانت الدولة تعلم عن كل شيء فما الذي دفع العبيكان لإلصاق التهمة
بالحاشية أو بالإيحاء عن أسماء كبيرة تنوي الفساد والإفساد؟! وإذا كانت الدولة
تعلم أليس هؤلأ الذين تتحدث عنهم كغيرهم يسمعون
ويطيعون؟!! فمن عينهم يعلم كل شيء عنهم وغذا كانت الدولة تعلم فلم لم يوجه لها
اللوم مباشرة ؟
ـ
30/ الاحتمال الثالث: أن الموضوع لا علاقة له بالتغريب والاختلاط أو إفساد القضاء الخ،
ـ
31 / وأن العبيكان خسر منصب رئيس المجلس الأعلى للقضاء الذي كان يخطط لوصوله ،
فادعى أن هناك خططاً ضد القضاء .
ـ
32 / أما ردود الأفعال داخل الرأي العام والتي تلقت تصريحات الشيخ العبيكان فلم تعتد منه أو من غيره هذا النوع من التصريحات
.
ـ
33 / وقد انقسمت في الأغلب بين الاحتمال الأول، وتصديق الاحتمال الثالث ، ولم يجرؤ
أحد على تبني الاحتمال الثاني حتى الآن.
ـ
34/ الإعلام الرسمي السعودي وهو جهاز الدولة الرسمي تبني الاحتمال الثالث والتشهير
بالعبيكان وماضيه وتقلباته ، وارتباط توجهاته بالمناصب .
ـ
35/ ولم يدخر الإعلام الرسمي خبيئة إلا وألصقها به وتواصل الردح الإعلامي وبلغ
ذروته مع أحد كتاب جريدة الشرق.
ـ
36/ مخالفاً أصول المهنية الإعلامية وهو يدعو لتطبيق المادة الثانية والخامسة من
نظام محاكمة الوزراء لتقديم العبيكان للمحاكمة .
ـ
37/ وفي سياق آخر استدل كاتب آخر بالآية الكريمة فإن اعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا
منها إذا هم يسخطون
ـ 38 / الذين تبنوا الاحتمال الأول يحاولون كذلك
الاستفادة من موقع العبيكان في جهاز الدولة
.
ـ
39 / حساسية موقعه الجغرافي داخل جهاز الدولة تسهل تعبئة الجماهير ضد مشروع
التغريب في نظرهم وتدعم الموقف السجالي في قضايا المرأة والتغريب الاختلاط.
ـ
40 / وعلى ما يبدو أن بعض الذارئعيين يتهيئون لحملة جديدة ضد التغريب واعتبار موقف
العبيكان أرضية صلبة لتوجيه ضربة قاصمة للتغربيين
ـ
41 / فموقعه كمستشار داخل البلاط لا يقدر بثمن.
ـ
42 / في نهاية المطاف مالم تكن هناك مظلة
حوارية صلبة تجمع الأطياف المتنافرة في المواضيع التي أثارها العبيكان وغيره
ـ 43 / فالأرجح أننا سنكون أمام استقطابات حادة بسبب
مسائل وآرءا ووجهات نظر تحولت من خلافات إلى معارك ودسائس ومؤامرات وللأسف الشديد
ـ
44/ بل يبنى عليها مصير دولة ومصير شعب ومصير سياسي واقتصادي وهي مسائل تحولت بفعل
الضخ والتعبئة لدلالات رمزية لتكون بديلاً عن أصول الشريعة.
ـ
45 / فمن غير المعقول أن تتحول مفاهيم في السلوك وفي بعض المواضيع المتعلقة بتحديث
الجهاز القضائي إلى انشقاق داخلي في الوطن
بين أقطاب الصراع والمجتمع في حيرة من أمره
ـ
46 / ومن غير اللائق يلتجئ كل طرف إلى تعبئة
الرأي العام ضد خصمه
ـ
47 / دمتم وأدام الله لنا وطناً نقول فيه الحق وننتصر فيه للمظلومين والمسحوقين

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..