الأربعاء، 30 مايو 2012

القس جيسي جاكسون: أوباما خذل الأميركيين السود والإسلام دين عظيم ويتضمن مبادئ الإنسانية

القس جيسي جاكسون: أوباما خذل الأميركيين السود والإسلام دين عظيم ويتضمن مبادئ الإنسانية

صحيفة المرصد:أكد القس جيسي جاكسون الناشط البارز في مجال الحقوق المدنية الاميركية ان الرئيس باراك اوباما يواجه متاعب انتخابية مع الاميركيين السود "الذين خذلهم ولن يفي بوعوده لهم"، متهمًا إياه بتعميق الفجوة بينهم وبين البيض، ووصف الاسلام بأنه "دين عظيم يتضمن جميع مبادئ العدالة الانسانية التي تسعى الى ترسيخ مفهوم للتعايش الحضاري وبناء ثقافة السلام".
واعرب في حديث خاص إلى "العرب اليوم"، على هامش مشاركته في احتجاجات ضد قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مدينة شيكاغو، بولاية إيلينوي الأميركية، والتي عقدت في 20 و21 أيار/مايو الحالي، عن اعتقاده بان اوباما تأخر كثيرا في الانسحاب من افغانستان وكبد الشعب الاميركي خسائر مالية وبشرية باهضة ولاتحتمل .
وأشار جاكسون، هو أيضًا داعية سلام وكان مرشحا ديمقراطيًا للرئاسة الأميركية في 1984 و1988 وشغل منصب سيناتور لمقاطعة كولومبيا من 1991 حتى 1997 إلى ان قمة الناتو في شيكاغو لم تعالج الازمة الافغانية بشكل نهائي .
وردا علي سؤال حول اسباب دعم للرئيس اوباما، اجاب "اعترف انني من اكبر المناصرين للرئيس اوباما لاني منذ البداية كنت اسعي الى تحقيق كلمات الراحل (داعية الحقوق المدنية) مارتن لوثر كينج حين قال "لدي حلم" وهو تحقيق مبادئ التسوية بين جميع الاعراق البشرية .
وقال "انني ساندت باراك أوباما في حملته الإنتخابية ومكنته من النجاح والوصول إلى كرسي الرئاسة الاميركية، لانصاف الأميركيين السود".
وذكر ان "هذا النجاح الذي حققه اوباما كان له أبًا واحدًا فقط هو القس جيسي جاكسون لاني لطالما قدت العديد من الحملات من اجل الحصول على حقوق الاميركيين السود حيث كنت من ابرز المؤيدين لرحلة اوباما منذ البداية".
وقال "على الرغم من أخطاء أوباما في أفغانستان وغيرها فإنني مازلت عازم على دعمه في الفترة الرئاسية الثانية وانتخاباتها التي تبدأ بعد 6 اشهر".
وقال "اننا سوف نواصل الانتصار الذي لمسناه كأميركيين سود بعد الانتصار الذي لمسناه لمس اليد في العام 2008 بفوز اوباما ووصوله إلى البيت الابيض".
ومضي يقول ان "الأميركيين السود يشكلون 25% من الناخبين الاميركيين وبالتالي فانا حينما اقف الي جانب اوباما فانني باسم هؤلاء أعكس رحلة طويلة وسنوات كثيرة من النضال في مجال حقوق الإنسان ولاتنسى ان أوباما خاض الجولة الأخيرة في صراع دام 60 سنة".
وسألناه عن التزام اوباما تجاه الاميركيين من اصول افريقية، قال جاكسون "لا شك في أن جزءاً من الحماسة والإثارة اللتين عشناهما في ليلة فوز اوباما بالرئاسة الاميركية قد اختفى وكذلك بريق اوباما"، مضيفًا "كنا، نحن السود، أول أناس هلّلنا لأوباما. فقد دعمناه قبل وقت طويل من إقامة الحفلات المكلفة لجمع التبرّعات. كذلك كنا أول مَن عبّر له عن المحبة. فقد صوّت 96% من السود لأوباما في عام 2008. لكننا اليوم الشريحة الأكثر تأثراً بالبطالة".
واضاف "بما أن 16% من الأميركيين السود عاطلون عن العمل. نحن أيضاً الشريحة الأكثر تضرراً بسبب عمليات حبس الرهن وتعثّر القروض، فضلاً عن أننا نحتل المرتبة الأولى في قِصَر متوسط العمر" مقارنة بالعرقيات الأخرى في أميركا.
وقال جاكسون إن "توجه المصارف الكبرى منتجاتها السامة نحو الأقليات، والكونغرس لم يحسن مراقبتها والإشراف عليها لأن المال الذي يجنيه من "وول ستريت" قد أفسده. لذلك، يعاني مجتمعنا آلاماً كثيرة من الضروري معالجتها".
واضاف "لقد كان أوباما منظِّماً اجتماعياً، وهو يدرك كيفية بناء المجتمعات. على سبيل المثال، اعتُمدت خطة لبناء الديمقراطية في أفغانستان. وقد أُرسل مئات آلاف الجنود لحمايتها. نضع خطة لإعادة بناء بلد بعيد وإعماره، وننفق كل اسبوع ملياري دولار في افغانستان من الخزينة الأميركية، في حين أن آلاف الأميركيين يموتون سنوياً بسبب العنف والفقر، ولا نملك خطة لإعادة الإعمار في بلدنا".
وقال "لقد كنت أتمنى لو لم يكتفِ أوباما باللجوء إلى مستشار اقتصادي واستعان أيضاً بزعيم عمالي لإحقاق بعض التوازن. فلا صوت للفقراء والعاطلين عن العمل في واشنطن في الوقت الراهن".
واعرب عن اعتقاده بان أوباما لا يدرك مدى تشدّد الطرف الآخر (الجمهوريين) عقائدياً ومدى تصميمه على تدميره، حتى لو أذت الخطوات التي يتّخذها اقتصاد الأمة وملايين الناس.
وأعرب عن اعتقاده "بأن المصالحة هدف أوباما. لكن الصراع مع الجمهوريين صعب وقاس فهم لا يستسلمون. والأسوأ من ذلك أن الجمهوريين يشعرون اليوم أن باستطاعتهم مواصلة الضغط على أوباما وأنه لن يتوقّف عن الرضوخ لهم. فلم يلمسوا لديه أي رفض حازم. لكن الشعب الأميركي بحاجة إلى صوت رئاسي أوضح وأقوى، صوت يشبه صوت الرئيس ليندون جونسون. يملك أوباما هذا الصوت، إنما عليه استعماله".
وعما إذا كان يعتقد بأن ازمة أوباما تتمثل في انه متردّد في معالجة مسائل مماثلة لأنه لا يريد أن يُصنَّف كـ"رئيس أسود للولايات المتحدة"، اجاب جاكسون "إلى حد ما… تمتّع بيل كلينتون ببعض الحريات أتاحت له التقرّب من السود ومعالجة مشاكلهم لأنه رئيس أبيض. في المقابل، اضطر أوباما إلى تحمّل إهانات لم توجَّه إلى أي رئيس سابقاً"، مشيرًا إلى أنه يتأمّل في اللغة المليئة بالإيحاءات التي يستعملها اليمينيون الرئيس "فينعتونه علانية بالكاذب في الكونغرس، يقولون إنه ليس مسيحياً وإنه لم يولد في الولايات المتحدة، ويدّعون أنه ليس واحداً منا. لذلك، يصبح التطرّق إلى مسائل مماثلة أكثر صعوبة بالنسبة إلى أول رئيس متحدّر من أصول أفريقية في البيت الأبيض".
وقال انه في الاونة الاخيرة اتسعت الفجوة بين البيض والسود في الولايات المتحدة حيث نشهد اليوم تنامي هذه الهوة في مجالات الصحة والإسكان والدخل. ولكن لا دخل لهذه الفجوة بالمجهود. فهي فجوة بنيوية ومؤسساتية.
ووصف هذه الهوة بإنها "الإرث المتواصل لقرون من العبودية والفصل القانوني، وقال "ويجب ألا ننسى أن المجتمع الأسود شكّل عنصراً أساسياً في فوز أوباما، وعليه أن يعتني بهذه القاعدة إن أراد أن يبقى في البيت الأبيض لولاية ثانية".
واعتبر جاكسون أن "وصف الاسلام بالارهاب ترويجا لبعض الانظمة السياسية السابقة التي لا تمت للاديان والاخلاق بصلة"، مؤكدا ان "الاسلام دين عظيم يتضمن جميع مبادئ العدالة الانسانية التي تسعى الى ترسيخ مفهوم للتعايش الحضاري وبناء ثقافة السلام".
وأضاف ان "عنصرية اللون والعرق تهدم كل ما تبنيه البشرية من اخلاق ومبادئ سامية تعنى بنشر الحب والوئام وفهم معاني الرعاية والاهتمام"، مشيرا الى ان البشرية بحاجة الى فهم حقيقة الايمان والعقيدة لتحقيق معنى التعايش الحضاري بين الاديان البشرية وربط الجسور بين الثقافات والاعراق العالمية".
واكد ضرورة تطبيق الديمقراطية على اساسها ومسارها الصحيح بحيث يتمتع المواطنون بالتعبير عن حرياتهم الثقافية والفكرية والاجتماعية والدينية، مؤكدا ان توظيف الديمقراطية بشكل سليم يؤدي الى تحقيق نهضة الدولة ورفاهيتها وعدالتها الانسانية.
واضاف جاكسون "ان العدالة الانسانية تعني اعطاء كل فرد في المجتمع حقه الاجتماعي والديني والاقتصادي والفكري الامر الذي يعكس حجم تطور ورقي الامم في جميع نواحي الحياة تحت اطار المنفعة العامة للجميع بغض النظر عن الانتماءات العرقية واختلاف الوان البشرية".

.................العرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..