أول
عطل لحق بالقطارات الجديدة كان بعد 10 أيام من تدشينها، فقد تكررت حالات
ارتفاع درجة حرارة المحرك وتسخينه، وتعطل أجهزة التكييف للقطارات الجديدة
التي دخلت الخدمة قبل نحو شهر، وهي من تصنيع شركة إسبانية، حصلت على عقد
توريد 8 قاطرات حديثة إلى
المملكة بقيمة 612 مليون ريال. وكان آخر الأعطال، العطل الثالث - والثالثة ثابتة - في القطارات الجديدة أول أمس.
فيما اضطر مسافرون للبقاء أكثر من ساعتين في الصحراء بسبب عطل في رحلته من محطة الهفوف إلى الرياض، بعد عطل تسبب في توقفه بعد ساعة من مغادرته..
وظل المسافرون في الصحراء واستعانت المؤسسة الخطوط الحديدية بقطار آخر لإيصالهم إلى الرياض، لكنه توقف هو الآخر..!.
هكذا وجدت المؤسسة العامة للسكك الحديد السعودية نفسها أمام وضع لا بد من إعلانه، وتعليق الحجز على القطارات الإسبانية التي دخلت الخدمة مؤخرًا حتى يتم التوصل إلى حل الخلل الفني المتواصل. وبرمجة مكونات القطار الفنية والتشغيلية.. حيث تم استدعاء فريق من الشركة المصنعة ويتم حاليًا تتبع المشكلة وإعادة ضبط البرمجة للتوافق مع الظروف البيئية والمناخية...!!
حقيقة أن قصة القطار الإسباني فضيحة، وموضوع الظروف المناخية مسخرة، ويظهر خلل كبير وحاد في إدارة مثل هذا المشروع، بل والمؤسسة، فلا أجواء صحرائنا التي نعرفها قد تغيرت، ولا المناخ اختلف، ولا الشمس صارت هكذا فجاءة أقرب للأرض!.
لكنه خلل إداري ولا شك وسوء تخطيط، ولو كان حدث في أي بلد آخر لشهدنا سلسلة استقالات عدة من إدارات عليا، تصل إلى أعلى منصب في هذا المؤسسة. فالخلل واضح ومعلن، والتصريح باستدعاء الشركة وتوبيخها، هو أمر يحمل سخرية مهينة للعقول والفهم والإدارة والمعرفة..؟
لابد أن يتحمل شخص - أشخاص المسؤولية، ولا بد أن يكون مثل مشروع القطار عبرة لرفع الجودة والثقة بالمشاريع الحكومية المتعددة، وأموال الخزانة الوطنية.
بالمناسبة أتذكر أن أول قطارين من قطارات مشروع مترو دبي قد تم نقلهما من المصنع لإخضاعهما لاختبارات التشغيل بدون سائق واختبارات تحمل الظروف المناخية في مناطق أخرى في اليابان قبل شحنها إلى مدينة دبي!
وخضع القطار لاختبارات ديناميكية بدون سائق، علاوة على اختبارات نظام التشغيل الآلي ونظام التحكم الإلكتروني للسرعة ونظام المكابح الاضطرارية في حالة الطوارئ وغيرها من الاختبارات المتعلقة بالتشغيل والسلامة، وفحص أنظمة التهوية والتكيف للقطار لتحديد مدى ملاءمة هذه الأنظمة ومواد العزل الحراري لجسم القطار للظروف المناخية في دولة الإمارات، وتم خلق جو شبيه بمناخ الإمارات داخل غرفة الاختبارات المناخية..
هل تلوموننا في دبي.. والإدارة هنا؟!
ناصر الصِرامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..