الخميس، 17 مايو 2012

متى نهتمّ بهم إلى أقصى مدى؟!

ضايقني ما كشف عنه مؤخرًا اللواء فيصل الجزاف رئيس الهيئة العامة للرياضة والشباب في دولة الكويت، بشأن وجود منظمات سرية تعمل داخل دول مجلس التعاون الخليجي، وتسعى إلى استقطاب الشباب الخليجي لتنفيذ أجندات معادية لدول الخليج العربي، وأقلقني الأمر؛ لأنه صادر عن مسؤول خليجي رفيع المستوى، ويؤكد فيه وجود بعض المنظمات السرية الخارجية التي تسعى لاستغلال فئات الشباب. وتقديم المغريات المالية لهم لاستغلالهم بأمور إجرامية تخلّ بأمن دولهم، وهذا يُعيدني إلى قرار اتخذته إمارة الرياض مؤخرًا؛ لتضميد الجرح النازف، وهو يقضي بالسماح للشباب في دخول الأسواق العامة والمجمعات التجارية وعدم حصرها على العوائل، وأجده حلًا مبدئيًا لفتح قنوات ترفيهية جديدة للشباب لقضاء أوقاتهم بدلًا من تسكعهم في الشوارع والمقاهي، أو استقطابهم من قبل الجهات التخريبية.  لو عملنا شيئًا من هذا لتقدَّمنا خطوات في سبيل تنمية الحس الوطني لدى الشباب، ولفتحنا لهم مجالات واسعة في المشاركة في تنمية وطنهم ومعرفة ما يدور في الوزارات من أعمال، ولأشغلناهم بما ينفعهم وينفع الوطن، ولقطعنا الطريق أمام تلك المنظمات السرية التي يتحدث عنها اللواء فيصل الجزاف.
وهو قرار يشبه الحقن أو المنشطات المؤقتة التي لا تعالج المرض تمامًا، وفي نظري أن الشباب في حاجةٍ إلى مبادرات أكثر حيوية لاحتوائهم وعدم إعطاء الفرصة لتلك المنظمات السرية كي تعبث بأبنائنا وبلادنا، إلا أن المشكلة في احتواء الشباب تكمن في أن مجالات الترفيه في مجتمعنا محدودة، فهي إما في المجمعات التجارية أو في المقاهي والأندية الرياضية، أو التسكّع بالسيارات في الشوارع العامة، وهذا أمر يحتاج إلى معالجة جذرية عاجلة تؤدي إلى امتصاص طاقات الشباب التي هي حقًا طاقات وطنية مهدرة سهل انخراطها فيما يضرُّ الوطن إن تركت تتسكّع هنا وهناك، وفي نظري لن يقدّم لنا حلولًا لهذا الإشكال سوى الشباب أنفسهم، فهم أدرى بشؤونهم، ولو قامت كل وزارة من الوزارات في بلادنا بالتقرّب إلى الشباب واستحداث قسم يُعنى بمواهبهم؛ لكون معظم سكان المملكة من الشباب، فهم يشكّلون قرابة 67% من السكان في المملكة، ولو تبنّت الوزارات إبداعاتهم ورؤاهم واحتوتهم، وخصّصت ميزانية ولو بسيطة؛ لتقديم دورات تدريبية مجانية للشباب، وتبنّي ابحاثهم، ودراسة افكارهم، وتشجيعهم على ممارسة الأعمال ودخول المقرات الحكومية وتنمية ارتباطهم بها، وتعاونهم معها لنشر سياسة تلك الوزارة التي سيشعرون بالانتماء لها؛ لو عملنا شيئًا من هذا لتقدّمنا خطوات في سبيل تنمية الحس الوطني لدى الشباب، ولفتحنا لهم مجالات واسعة في المشاركة في تنمية وطنهم ومعرفة ما يدور في الوزارات من أعمال ولأشغلناهم بما ينفعهم وينفع الوطن، ولقطعنا الطريق أمام تلك المنظمات السرية التي يتحدث عنها اللواء فيصل الجزاف.  لقد آن الأوان كي نهتم بشؤون الشباب إلى أقصى مدى، ونجعل الوطن بكل طاقاته يهتم بهم، فهم الأكثرية، وهم الوطن، وما لم نستطع فعل شيء من ذلك فإن «الملاذ الأخير» هو التجنيد الإلزامي والخدمة في الجيش.
http://www.alyaum.com/News/art/
محمد عبدالعزيز السماعيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..