الحمدالله رب العالمين وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد :
شيخي
الفاضل سعد البريك حفظه الله وأطال في عمره على طاعته وعلى نصرة إخوانه
المستضغفين في كل مكان , على طول سنة وشهر كامل ونحن نتباكى على سوريا ,
وصل
بكائنا إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي رغم أننا نعلم أنه لن
يحدث شيء منهما إن كان المظلوم هو الإسلام فإن كل ما يفعلونه هو الكلام فقط
والمؤتمرات الكثيرة التي منذ وُلدت وأنا اراها لم تتحرك لنصرة الإسلام
ابداً وإن تحركت , تحركت لأن امريكا وأوربا لها مصلحة من هذا التحرك وإن لم
يكن هناك مصلحة فلن تتحرك ابداً , ومن أعمالها الإجتماعات الطارئة
والإسنتكار والتنديد فقط , وربما ارتفعت الشهامة لديهم فأرسلوا فريق كامل
مكون من أشخاص لا يبصرون ابداً , أو ربما لديهم عمى ألوان , فيخرجون
ويقولون لا وجود للدم ولا وجود للقتل , فإن كانوا مبصرين فيحرص بشار الأسد
على تهيئة طريق لهم يمشون خلاله ولا يذهبون يمنة ولا يسرة فيخرجون ولم يروا
شيئاً .
شيخناً
الفاضل بارك الله في عمرك ونفع بك الإسلام والمسلمين , منذ سنة وشهر خرجت
عشرات المقالات من استنكار ورد وشجب وبيان وقصائد مبكية وتشجيع وتأييد
ووبشارات حول وضع سوريا , ورأينا الشيخ عدنان العرعور حفظه الله وهو يبكي
مراراً وتكراراً على وضع سوريا ويناشد حكام العرب أن يتحركوا , ويبارك أي
خطوة ولو كانت يسيرة من حكام العرب لنصرة أخواننا في سوريا فماذا ستقدم
اللجنة المعنوية على هذه الجهود ؟
شيخنا
الفاضل رفع الله قدرك وأسكنك فسيح جناته , الحملة المعنوية لن توقف الرصاص
ولن توقف هدر دم مئات المسلمين في سوريا , ذلك الدم الذي هو أعظم عند الله
من هدم الكعبة بل وزوال الدنيا أهون على الله من قتل المسلم فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم)رواه الترمذي وهو حديث صحيح كما قال العلامة الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/56. !!! .
شيخنا
الفاضل أدام الله عليك من نعمه وبارك في وقتك وعملك , إن الحملة المعنوية
أتت بعد حملة مادية أعلى منها منزلة واثراً وهي ما تريده الثورة السورية ,
هم لا يحتاجون إلى دعم معنوي ؟ كيف يحتاجون إلى الدعم المعنوي وهم
يقولون عند قتل أحدهم أنه شهيد بإذن الله !!, إن الشهادة هي منزلة عالية
جداً ذكرها الله تعالى في كتابه بعد المنازل العليا وهي كما قال تعالى
(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ
اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ
وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا ) فكيف بقوم اختار الله منهم الشهداء أن يحتاجوا إلى حملة معنوية ؟ .
شيخنا
الفاضل رفع الله قدرك وأسكنك الفردوس الأعلى , قد تكون نظرتي قاصرة ولا
أعلم عن هذه الحملة التي ربما تحشد جيوش الإسلام من دول العالم أو جيوش
الكفار التي تنتصر للمظلوم من دول العالم إلى سوريا , أو
تحرك عواطف المسلمين في البلاد الأخرى فيبادرون بحملات تبرعات ضخمة جداً لن
تستطيع أمريكا وإيران وروسيا أن توقفها ولو استعانت بالأمم المتحدة ومجلس
الأمن الدولي , فمن يدري فربما كان هذا الهدف الأساسي من هذه الحملة والله
أعلم .
اسأل
الله العلي العظيم الحي القيوم الذي لا اله إلا هو أن يكفي اخواننا
السوريين السلاح والطعام والشراب وأن يقوي قلوبهم وأن يتقبل شهدائهم ويرفع
قدرهم في الدنيا والآخرة وأن يكفينا بفضله وقوته بشار واعوانه حتى تزول
السلطة بالكامل فتبقى بيد الثوار المسلمين فيحكمون بها شرع الله عز وجل .
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
سامي بن خالد المبرك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..