الأربعاء، 2 مايو 2012

في يومهم العالمي .. أدعياء الليبرالية يؤكدون تبعيتهم الفكرية للغرب

إن كان خبر (تحديد يوم السابع من مايو كل عام يوماً عالمياً لليبرالية السعودية) صحيحاً ، فعلينا جميعاً أن نتقدم بخالص التهاني لأدعياء الليبرالية ممن يسمون أنفسهم بـ(الليبراليين السعوديين) على هذا الخبر ! ليس لمضمونه أو لحجم الإنجاز الذي يعتقدون أنهم حققوه بمصادقة كبرى المنظمات الليبرالية العالمية والعربية ، في مقدمتها منظمة الليبرالية العالمية ، ومنظمة (فريد ريش ناومان) وشبكة الليبراليين العرب كما يقول الخبر ، الذي نقله رائف بدوي في مدونته !! إنما التهاني لهذه الشجاعة غير المعتادة بالوقوف على منصة الاعتراف العلني بـ(التبعية) للفكر الغربي !! فمنذ أن صدقوا كذبتهم بإعلان ليبراليتهم إبان الحملات الإعلامية الغربية ضد الإسلام عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، وأدعياء الليبرالية عبر الوسائل الإعلامية والمواقع الإلكترونية ينفون أنهم تبع للغرب سواءً فكراً أو منهجاً أو تطبيقاً ، وأن ليبراليتهم (المسكينة) و(المنشودة) لا تعارض الدين الإسلامي ، وتتكيف مع ثوابت المجتمع وتقبل عاداته وخصائصه الثقافية ، وليس لها علاقة بالغرب لا من قريب ولا من بعيد ، فهي حسب أكاذيبهم تنادي بالقيم الإنسانية التي تشترك فيها الليبرالية (النقية) مع كل ثقافات وأديان شعوب الأرض كالحرية الفردية المسؤولة والعدالة الاجتماعية والمساواة البشرية !!

المضحك في هذا الخبر ليس اختيار ( 7 مايو) يوماً عالمياً لليبرالية السعودية ودلالة هذا الاختيار عند أدعياء الليبرالية وأسيادهم الغربيين ، إنما المضحك في مقولة (الليبرالية السعودية) ، ولك أن تتخيل كاذب يصدق كذبته ويحتفل بها . إني أفهم أن يحتفل الليبراليون المصريون بيوم عالمي لليبراليتهم العريقة من باب تأكيد وجودها بعد إخفاقها الشنيع عقب ثورة يناير ، أو يسعى لهذا اليوم الليبراليون الكويتيون بعد سقوطهم في انتخابات مجلس الأمة الأخيرة ، لأن كل هذه الليبراليات ومثيلاتها العربية لها وجود على أرض الواقع ، أما الليبرالية السعودية فهي مسخ يتم ترويجه لأجل إيهام المجتمع بوجود تيار مماثل من حيث الحجم والتأثير للتيارين الديني والمحافظ .
لأن الليبرالية السعودية المزعومة ليس لها أدنى وجود حقيقي على أرض الواقع السعودي ، وبالذات من جهة فهم وممارسة أولئك الأدعياء لقيم الليبرالية الحقيقية ، وكذلك من جهة الواقع السعودي الذي يعيشون فيه ، الذي لا يمكن أن يقبل الليبرالية ، سواءً على المستوى النظام السياسي أو على صعيد النظام الاجتماعي ، بحكم ارتباط هاذين النظامين بـ(المرجعية الإسلامية) ، التي تتعارض بشكل قاطع مع المرجعية الوضعية لليبرالية ، خصوصاً أن الليبرالية أساساً تتعارض مع الدين وتحديداً الإسلام في ثلاثة أمور رئيسة ، الأمر الأول (مرجعية التشريع) ، فهي في الإسلام محصورة بنصوص الوحي ، ومنها تستنبط التشريعات المنظمة لكل معاملات الناس ، بينما هي في الليبرالية محصورة في القوانين الوضعية التي تصدر من تحت قبة البرلمان المنتخب حتى لو كان الأعضاء من الشياطين ، وقس على ذلك الاختلاف في مسألة الحلال والحرام . الأمر الثاني (نسبية المعرفة) وتعني أن الليبرالية لا تعترف بالحقائق المطلقة ، فكل الأمور أمام العقل نسبية وقابلة للشك والمساءلة وربما النقض والطعن ، خلاف موقف الإسلام الذي يقر بوجود حقائق مطلقة ، سواءً في الغيبيات أو المشاهدات أو أخبار التاريخ ، أما الأمر الثالث فيتعلق بـ(الحالة التاريخية) التي نشأت فيها الليبرالية وهي حالة رافضة للدين .


 محمد بن عيسى الكنعان *

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..