منذ اندلاع
الثورة السورية المجيدة ودولة روسيا تمارس دور الشيطان بطريقتين: الأولى من خلال
امداد النظام السوري المجرم بالأسلحة والعتاد العسكري والمعلومات الاستخباراتية ،
والثانية من خلال حمايته على المستوى
الدولي سواء أكان ذلك في مجلس الأمن أم في
الكيانات الدولية الأخرى.
روسيا التي كان يفترض
فيها أن تكون الدولة الاشتراكيىة العظمى تنكرت وللأسف الشديد لكل قيم الاشتراكية
ومبادئها ومحت من قاموسها كل ما له علاقة بالشعوب والبرولتاريا والطبقات الكادحة والمسحوقة
، وأحلت محله مصالح العصابات الاجرامية ودسائس المافيا وتقاليدها وأعرافها.
المذابح اليومية التي تتم جهاراً نهاراً بأسلحة روسية وغطاء دبلوماسي روسي ضحاياها
أناس عزّل غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ لا تمثل أي شيء لدى الساسة الروس ،
والجموع تلو الجموع من الطبقات الكادحة والمسحوقين في القاموس الماركسي التي تجازف
بحياتها كل يوم من أجل حريتها وكرامتها في مواجهات غير متكافئة مع مصاصي الدماء من
القيادة الطائفية السورية لم تلفت انتباه قادة موسكو ولم تحرك عندهم ساكناً على
الاطلاق.
في كل يوم يخرج
علينا مسؤول روسي امتلأت أمعاؤه بالكافيار وشرايينه بالفودكا وجيوبه بعائدات
التعاون والتآمر مع عصابات المافيا ليحدثنا عن أن أي حل للأزمة السورية يجب أن
يكون من داخل سوريا ، وما يقصده هذا المتخم بالفساد في حقيقة الأمر هو إن الحل يجب
أن يترك لمصاصي الدماء من عصابة النظام السوري وأذنابهم من الشبيحة والقتلة وقطاع
الطرق. المجازر المتتالية ودماء الأطفال والنساء والشيوخ عرّت الموقف الروسي وكشفت
سوءة من يقودون الدولة "الاشتراكية" العظمى ، وستعرينا جميعاً إن لم
تتحرك ضمائرنا ونبدأ مجتمعين في مواجهة هذا الخزي الإنساني الكبير بما يناسب حجمة
وخطورته على إنسانيتنا قبل أي شيء آخر. من أقبح التصريحات الروسية قول الرئيس
بوتين يوم الأربعاء 30 مايو إن روسيا لا تنوي تغيير موقفها من سوريا ، وما قاله في
اليوم نفسه نائب وزير الخارجية الروسي غينادي
غاتيلوف لوكالة انترفاكس ان روسيا تعتبر "من السابق لأوانه" القيام باي
تحرك جديد في الأمم المتحدة ضد سوريا بعد مجزرة الحولة.
الموقف الصيني
لا يقل سوءاً عن الموقف الروسي بل هو أسوأ منه إذا أخذنا في الاعتبار المصالح
الضخمة للصين في العالمين العربي والاسلامي . ما لا يدركه الساسة الروس والصينيون
هو إن موقفهم المخزي سيدمر العلاقات الروسية والصينية العربية والإسلامية على جميع
المستويات وبخاصة على مستوى الشعوب ولأمد بعيد.
لم يعد هناك أي
مجال ولا أي وقت للمواقف الكلامية الخالية من الإرادة والفعل. والعالم العربي
والإسلامي مطالب باتخاذ ما يمليه الواجب الشرعي والأخلاقي ، ليس فقط تجاه المجرمين
ومصاصي الدماء في سوريا ، وإنما تجاه روسيا والصين بصفتهما الراعيتين للمجازر والمذابح
والحاميتين للقتلة ومصاصي الدماء. ما يجب علينا جميعاً أن ندركه شعوباً وحكومات هو
إن الساسة الروس والصينيين الذين مسخت الشيوعية على مدى عقود فطرهم السوية وحولتهم
إلى آلات في هيئة بشر لا يفهمون إلا لغة القوة والمصالح ولن يغيروا مواقفهم إلا
حينما يدركون أن أمة المليار ونصف المليار ستعاقبهم أشد العقاب على مواقفهم
العدائية وانحيازهم للقتلة وقطاع الطرق ومجرمي الحرب.
على مستوى الدول
يجب أولاً : أن يبادر مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى دعوة منظمة التعاون
الإسلامي ، وجامعة الدول العربية ، إلى عقد مؤتمر قمة مشترك خلال أيام لاتخاذ قرار
بتقديم طلب إلى مجلس الأمن من المنظمات الثلاث للتدخل عسكرياً لحماية المدنيين
السوريين وتحرير سوريا من العصابت التي تحكمها وملاحقة كل المسؤولين عن المجازر
وتقديمهم جميعاً إلى العدالة ، واتخاذ قرار بقطع علاقات الدول العربية والإسلامية
مع أي دولة وبخاصة من دول حق الفيتو تعارض أي قرار يصدر عن مجلس الأمن في هذا
الشأن ، وثانياً : تشكيل قوة عسكرية عربية إسلامية تتولى المشاركة في تحرير سوريا
وحماية المدنيين السوريين بالتعاون مع قوة دولية من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا
وفرنسا ، كما تتولى تأمين الأمن خلال الفترة الانتقالية التي يتولى فيها الشعب
السوري إدارة شؤونه.
على مستوى
الشعوب يجب أن تتداعى جميع منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية في جميع
البلاد العربية والإسلامية لتنظيم المظاهرات والاعتصامات المليونية المطالبة
بالتدخل العسكري لإنقاذ الشعب السوري والمندده بالموقفين الروسي والصيني، وتنظيم
مقاطعات شاملة لجميع المنتجات الروسية والصينية قي البلاد الإسلامية والمطالبة
بطرد الدبلوماسيين الروس والصينيين من جميع البلاد العربية والإسلامية في حال لم
تغير الدولتان موقفيهما وبخاصة في مجلس الأمن ولم تنحازا بشكل كامل إلى ما يمليه
العدل والعقل وتوجبه أدنى المطالب الإنسانية.
إنني أدعو
الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين ورابطة العلماء المسلمين والمؤتمر القومي
الإسلامي والمنظمات الشبيهه في كل البلاد العربية والإسلامية ، كما أدعو جميع
العلماء والمفكرين والكتاب والمثقفين العرب والمسلمين إلى قيادة المجتمعات العربية
والإسلامية في تنظيم حملة شاملة تحت عنوان "أخرجوا الروس والصينيين من بلاد
العرب والمسلمين" في إطار ما عرضته في هذه العجالة.
من غير المعقول
ومن غير المقبول على الاطلاق أن تبقى أمة المليار ونصف المليار في موقع المشاهد
معدوم الحيلة ، ومن غير المعقول والمقبول ألا تخرج مليونية واحدة في عواصم هذه
الامة تندد بجرائم المجرمين وتدين وتفضح من يعطونهم السند المادي والمعنوي ويقدمون
لهم الحماية السياسية والدبلوماسية.
إن التاريخ لن
يرحم أحداً وإن التهاون والصمت حيال ما يجري عار في جبين الأمتين العربية
والإسلامية قبل أن يكون عاراً في جبين الإنسانية كلها . وقد آن أوان الأفعال لا
الأقوال والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
د.
أحمد بن عثمان التويجري
رئيس
منظمة العدالة لدولية
وعضو
مجلس الشورى السعودي سابقاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..