الخميس، 21 يونيو 2012

المناورات السياسية تكشف هشاشة موقف الإسلاميين في دول الربيع العربي

جماعة الإخوان أثبتت أن بإمكانها جذب التأييد الشعبي، لكنها ما زالت عالقة في لعبة خطيرة في مواجهة خصوم يملكون كل أدوات الفوز.
تونس ـ أبهج صعود جماعة الإخوان المسلمين في مصر الإسلاميين في المنطقة العربية من لبيبا إلى الخليج، إلا أن سعي المجلس العسكري في مصر للحد من سلطات الجماعة كشف في الوقت نفسه عن هشاشة
المكاسب التي حققها الاسلاميون منذ بدء الربيع العربي.
وبعد أن ظلت جماعة الإخوان محظورة لعقود في ظل حكم الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية العام الماضي أعلنت الإثنين إن محمد مرسي مرشحها في انتخابات الرئاسة فاز على المرشح المستقل الفريق أحمد شفيق.
لكن مناورة قانونية واسعة النطاق قام بها الحكام العسكريون لمصر تعني احتفاظهم بالسلطة في الوقت الراهن حتى وإن ثبت أن مزاعم شفيق بفوزه بالانتخابات لها ما يبررها.
ومنذ خروج الجماعة من وراء ستار الحظر أظهرت أن بإمكانها جذب الأصوات لكنها ما زالت عالقة في لعبة خطيرة على مستقبل مصر في مواجهة خصم يملك السلطة والارادة لتغيير قواعد اللعبة كلما رأى أن ذلك ضروري.
ويرجح أن يكون التأثير الاكبر لنتيجة الصراع على السلطة في مصر ـ صاحبة الثقل الأكبر في المنطقة العربية ـ على قطاع غزة حيث سيعطي فوز مرسي بالرئاسة دفعة سياسية لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" التي تسيطر على القطاع.
وتأمل حماس أن يخفف فوز إسلامي برئاسة مصر من قيود الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ وقت طويل على غزة. وإذا سيطرت الجماعة على الأمور في مصر فإن حماس تأمل أيضاً أن يعزز ذلك موقفها في الصراع الداخلي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس المدعوم من الغرب.
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس إنه من الطبيعي أن تشعر حماس بسعادة أكبر كثيراً إذا فاز مرسي بالرئاسة.
لكن ورغم أن الأمر قد يعطي دفعة معنوية لحماس فإن قلة يعتقدون أن انتصار مرسي سيحقق تغييراً كبيراً سواء في معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية أو في الحصار الذي فرض على غزة بتواطؤ من السلطات المصرية أيام مبارك.
وقال محمد أبو سعدة وهو محلل في غزة إنه لا يعتقد أن الفلسطينيين سيشهدون تغييراً فيما يتعلق بالحصار لأن المخابرات المصرية هي المعنية بهذا الأمر وانها تضع في الاعتبار الاتفاقيات الدولية مع إسرائيل.
وأضاف أن مصر تمر بفترة معقدة للغاية ستؤدي إلى ارتباك سياسي في ظل تضارب المصالح بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد والاخوان.
ويعيش المصريون فترة انتقال عاصفة شهدت إلغاء نتيجة الانتخابات البرلمانية وشكوكاً حول سلطات الرئيس المقبل وصلاحياته لكن التونسيين تنفسوا الصعداء.
كان المسار في تونس بعد الثورة أكثر سلاسة بكثير مما حدث في مصر فلا يوجد حكام عسكريون يقلبون الطاولة في وجه حزب النهضة الاسلامي التونسي الذي فاز بأول انتخابات تجرى في الربيع العربي في أكتوبر تشرين الأول.
وعلى عكس الاخوان في مصر التزم حزب النهضة بتعهده بعدم خوض انتخابات الرئاسة وقطع خطوات في سبيل طمأنة المؤسسة العلمانية القوية في البلاد لكن فوز شفيق الذي ينتمي للمؤسسة العسكرية في مصر قد يعزز شخصيات تنتمي للنظام السابق شكلت بالفعل عددا من الاحزب السياسية استعدادا لانتخابات العام المقبل.
ويرقب الليبيون الوضع في مصر عن كثب أكثر وتجرى الانتخابات في ليبيا في أوائل يوليو تموز وستكون أول انتخابات وطنية حرة في البلاد منذ الاطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي العام الماضي.
ومثلما حدث في دول أخرى في شمال افريقيا ظهرت النسخة الليبية من جماعة الاخوان كلاعب مهم في الانتخابات.
وللمرة الأولى في تاريخ ليبيا يشارك شبان ينتمون لجماعة الاخوان التي كانت محظورة في يوم من الايام في دعاية انتخابية في شوارع طرابلس ويوزعون كتيبات تروج لحزب العدالة والبناء الذي ينتمون إليه.
وقال مروان الكاتب وهو ليبي يبلغ من العمر 21 عاماً مشيراً الى المرشح الرئاسي في مصر "فوز مرسي سيعطي دفعة لقضيتنا في ليبيا.. سيقول الليبيون: ها قد فاز الاخوان في مصر لذا نحتاج لمعرفة المزيد عن هذه الجماعة وربما هم الأفضل بالنسبة لنا".

http://www.middle-east-online.com/?id=133631

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..