الخميس، 14 يونيو 2012

اللبرالية الطربية

ـ أغازله و بـمـشـي وراه و انـا الـلـي بـ آبـدأ بـ الـغـزل بـ آشـوف آخـرتـهـا مـعـاه وبـ آشـوف آخـر هـالـثـقـل
- أناحر في اللي اسويه .. مااحد له دعوة فيني
ـ خذ راحتك وسو فيني ماتسوي .. انا بين يديك ما يهمني أي شيء


يبدو أننا أمام مشهد جديد يحاول إنتاج , بل ابتكار شكل جديد لما يسمى بالليبرالية في قالب جديد وإطار غريب . فما عرف عن منسوبي الليبرالية
07-23-1433 09:18
والمتحدثين عنها أنهم يستخدمون أدوات تقليدية تمثلت في أوجه خطابية معروفة للكل .. فما بين الندوات والمحاضرات والأطروحات الصحفية تنقلت رحلة التعريف والترويج لليبرالية , ولكن حين يظهر قالب مستنكر وأسلوب غير معتاد في طرح قضية الليبرالية يجعلنا نتوقف أمام ذلك كثيرا .

لقد استعان المتلبرون بما يمكن أن أطلق عليه (الليبرالية الطربية) وهي تلك التي تتبنى كثيرا من مفاهيم الليبرالية والتحرر والتغريب ضمن نص غنائي طربي تشدو بها فنانة أصيلة في الليبرالية وشعابها ,أو فنان متحرر متهور في كلمات رطبة .هذا النمط الجديد الذي أصبح وأمسى كاشفا ساقيه في لجج الطرح والعرض لقيم مؤدلجة ليبراليا ,ومعالجة أفقيا عبر وسيلة مستهلكة تصل لكل الأطياف المستطربة لتستوطن هذه الأطروحات بشكل سلس في أذهان كل سامع ,وليس كل مفكر فيكون مضمونا حينها أن التلقين والتعليب سوف يتم بلا تكلفة كبيرة.


قالب الأغنية الليبرالية الطربية هو قالب يوجّه إلى محدودي الدخل والفكر ويعلب الأفكار في علب الطرح الشعبي البسيط الذي يردد بعدها ما يقال ويسمع (ببغائيا) دونما تفكر ,وتبصر لسبب بسيط أنها أغنية مجرد أغنية (لاتكبّرون السالفة) .
الفنان في هذا النمط هو أداة مادية ومالية يستفاد من توظيفها سواء علم هذا الفنان أو لم يعلم , قصد أم لم يقصد ,لأن لسان حاله يقول أنا فنان أؤدي جميع الألوان ومعياري جمال الكلمة ,ولا يهمني ماذا يحدث بعدها أو ماذا يمكن ان تنتج من فكر أو ثقافة.لم تكن الأغاني أو الفن رسالة هادفة أو متنفسا ثقافيا يمكن ان يعطر أجواء المجتمعات بالعلم والتنوير والفهم .
المسألة أن الأغاني هي منتجات وسلع تسويقية لكل شيء , فلا مضامين ولا محتوى ولا فكر ولا ثقافة يمكن ان تقوم بها في العملية الثقافية , ولكنها يمكن ان تكون آلة نشيطة لتحريك كل الكوامن النفسية والعقلية داخل الأجساد ومن ثم تحريك الفكر تجاه أهواء أو قناعات مختلة تصنع اتجاهات مرتبكة لا يستطيع السامع أو الشادي أو الطربان ان يفهم ماذا يختار .. ولماذا يقرر .. وكيف يحكم ؟لا يهم كثيرا أن نبحث ونتساءل عن الأغاني ,وهل هي مشروع ليبرالي جديد يستخدم قنوات ومساحات مبتكرة , لأنها مشروع هوائي وفارغ من المعاني في أساسه , يمكن ان ينفع في ثقافة التمايل وسياسة الرقص وعالم الانفصال عن العقل وليس له علاقة بالرشد , حتى في الغرب هم يغنّون لأن ثقافتهم وحياتهم الواقعية هي ما تحتويه وتتضمنه كلمات أغانيهم فعلا ,وأغانيهم تنقل صورة واضحة عن ملامح عيشتهم وأفكارهم , كما أن الأغاني والرقص والباليه وغيرها من المنتجات الفنية هي من ثقافاتهم المتأصلة وليست غريبة عليهم , ولكن العجيب أن مجتمعنا العربي استعار تلك المنتجات ووظفها عشوائيا وعبثيا , و استعار الشكل والمضمون بدون أي رابط بالثقافة المحلية والعربية ,بل وأضاف عليها بعدا فاضحا وسياقا فاسدا , بسبب خدعة يرددونها أن السوق يطلب كذا .. وهي خدعة قديمة لتبرير البضاعة الفاسدة التي لها أسواقها , فلا سوق ينفع الناس يقبل بتلك السلع .

ختام القول : الليبرالية الطربية مؤكد أنها تستغفل عقول البسطاء وتحاول ان تلقنهم قناعات مثيرة لنقع الجدل , ومؤكد أنها تستنزف طاقات الذهن في التعاطي مع دندنة وشنشنة وطنطنة وتفريغها من التفكر .

عبد العزيز اليوسف
المثقف الجديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..