اعتاد أفراد العصابة على الاجتماع داخل شقتهم في العشوائيات لتنفيذ
عملياتهم القذرة والتي من ضمنها تحويل الأموال التي تقدر بالملايين إلى
إحدى دول الخليج ومن ثم تأخذ طريقها إلى إحدى الدول، حيث يعيش وينمو
الإرهاب. تفوق اللص الصغير على معلميه وبزهم جميعا تخطيطا وتمويها
واستدراجا للضحايا، حنق بقية المجرمين عليه حسدا من عند أنفسهم وغيرة منه
وحقدا عليه فقرروا التخلص منه.
دعوه إلى وكر الإجرام وعندما فتحوا له الباب قدموا له عصيرا مليئا
بالمخدرات شرب شربة منه ففقد وعيه في الحال، وثبوا عليه خنقا وقتلا وتقطيعا
حتى فارق الحياة فجمعوا أوصاله وبقايا عظامه ووضعوها في كيس للنفايات.
وقبل أن يضعوا في كيسهم آخر قطعة لحم طرقت الباب عشيقته الاندونيسية
التي اعتاد لقاءها بالحرام في هذا المكان. تراجعت خطوتين إلى الوراء، حاولت
الهرب ولكن كانت العصابة أقرب إليها فتمكنوا منها قتلا وتقطيعا ووضعوا
لحمها في كيس عشيقها وذهبوا بها إلى عرفات ودفنوهما هناك وكأن شيئا لم يكن.
تعود العصابة إلى مزاولة أعمالها القذرة من مكان مرتفع. تتصل
اندونيسية أخرى تبحث عن المتعة الحرام في هذا الوكر الذي اعتاد الجريمة
وأمن العقاب ليرد عليها مجرم آخر يأخذ ويعطي معها في الكلام ليشعر أن هذه
المتصلة تعرف بعض خبايا ما يدور في وكرهم. فأوجس منها خيفة ولم يبدها لها
طالبا منها الحضور لمقابلة صديقتها التي تنعم بالمال واللذة الحرام، وصلت
إلى الشقة وبمجرد دخولها قاموا بخنقها وقتلها ليخرج جنينها الذي حملت به
سفاحا وينال حظه من القتل والتقطيع.
وكالعادة كان كيس الزبالة جاهزا ويتم دفنها مع وليدها داخل أرضية
الشقة على طريقة ريا وسكينة. هذه قصة واقعية زمانها شهر رمضان المبارك
ومكانها أحد الجبال التي احتلتها العمالة الهاربة كما احتلوا غيرها يعيثون
فيها فسادا وخرابا.
تراهم في كل مكان عيانا بيان يغسلون السيارات في الشوارع وأمام
الدوائر الحكومية بما فيها الجوازات يمارسون البيع والشراء وأعمال الفنادق
وتجارة التجزئة والبسطات التي تبيع كل مضروب ومغشوش من أعشاب ومكياج وأدوية
وملابس في وضح النهار، وأغلبهم عمالة سائبة هاربة تكلف الدولة الكثير
وتستنزف مواردنا وتغشنا في عيشنا وتنتهك كل ممنوع وتمارس كل ما تريد من
تزوير ومخدرات ودعارة ولواط وسرقة وقتل وخطف لقمة العيش بكل الوسائل
الملتوية وغير السوية.. هذه القصة أوردتها «عكاظ» في عددها 16704 وتم حكم
القضاء فيها عدلا بقتل هؤلاء المجرمين والقصاص منهم بعد أن استغلوا
عشوائيات منطقة مكة واستولوا على شقة بأربع غرف ضيقة ومهجورة متهالكة
بجوارها أطلال منازل تحولت أوكارا للجريمة بعد أن هجرها أصحابها، واحتلها
أمثال بشير ورحم الوهاب الذين أعدموا لقاء فحشهم وجرائمهم ولكنهم نسخ مكررة
قائمة في كل مدننا.
هي قصة واقعية واحدة من ألوف القصص التي تمثل مصائب العشوائيات التي
تحيط بنا إحاطة السوار بالمعصم يتحصن فيها القتلة والسفاحون ومتمرسو
الإجرام والهاربون من العدالة.
أهديها إلى كل المتباكين على إزالتها وأنها تمثل التراث وبقايا زمان
وفين (يروحوا) الناس، فهذه العشوائيات تمثل انقطاع الصلة بين ذلك الماضي
السحيق ذي العظمة والبريق وبين الحاضر الصفيق الذي ضل الطريق. لابد من وقفة
صارمة أمام طوفان العمالة الهاربة الذين أكلوا الأخضر واليابس واستباحوا
محرماتنا ومقدساتنا، تراهم يسيحون نهارا يمارسون الممنوعات ويهجعون ليلا في
العشوائيات يخططون لجرائم النهار. نحن معك يا أمير مكة المكرمة للقضاء على
كل العشوائيات وتطهيرها من القتلة والمجرمين والمفسدين في الأرض لتجعل من
مدننا وما حولها زهرة المدائن ولا تلتفت لأصوات المحبطين.نجيب عصام يماني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..