الأحد، 17 يونيو 2012

عبداللطيف آل الشيخ , والهدم من الداخل !!

ضمن برنامج حراك على قناة فور شباب , كانت لي مداخلة حول هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورئيسها الجديد . ومع قِصر مدة الحلقة تم إنهاء الاتصال قبل استيفاء الحديث , خاصةً عن جائزة التبليغ عن
المتعاونين مع الهيئة .

هنا أضع بين أيديكم بعض النقاط السابقة مع إتمام رأيي حول الموضوع:

إن من أهم معايير ومقومات نجاح المسؤول في أي موقع أو القائد لأي فريق أن يكون قليل الكلام والظهور كثير النفع والإنجاز , وأن يكون موضع ثقة رجاله واعتمادهم , دافعا عنهم ما يمس كرامتهم أو يسيء لسمعتهم مهتما بمصالحهم مقدما لها على مصالحه الخاصة . حريصا على معنوياتهم حكيما متأنيا في إصدار القرارات لا سيما تلك التي تتعلق بهم .
والحقيقة أننا لم نر أو نلمس من الدكتور عبدا للطيف آل الشيخ منذ توليه منصبه وإلى الآن , إلا ما يناقض ويهدم تلك الاعتبارات !
فلا نكاد نتابع إحدى صحفنا الرسمية إلا وتستقبلنا صورة الرئيس وأحد تصريحاته اليومية أو مقالا يثني عليه !! في علاقة مشبوهة وغريبة بين الصحافة ومعاليه , تودّدٌ وتلطّفٌ وتملّق. وإلا كيف نفهم أو نفسّر هذا الرضى التام عنه مع الاستمرار في معاداة رجال الهيئة والإساءة إليهم !
ثم نلحظ أن جُلّ لقاءاته غلب عليها لغة الاتهام واللوم لرجاله وتحميلهم كامل المسؤولية عن كافة الأحداث , مع ملاحقتهم بالتهديد والوعيد .. حتى وصلت المسألة إلى الحد الذي صار فيه المخالف هو من يهدد رجال الهيئة أن يشكوهم إلى رئيسهم ! وخذ فتاة المناكير مثالا ,تلك القضية التي وقف فيها عامة المجتمع مع رجل الهيئة فالكل يعلم أن المسألة ليست مسألة مناكير , إلا معالي الرئيس وكتاب الصحف !
أما بروز أنانيته وتغليبه لأهوائه على المصلحة العامة لموظفيه , فتظهر في صمته المخزي عن الظلم الذي يطالهم وتلك المقالات التي تتعرض لهم بالتجريح والتنقيص في صحفنا الصفراء .. ثم غضبته القوية لنفسه وانتصاره لذاته حتى وصل الأمر به لرفع دعوى ضد موقع لجينيات بعد نشرهم لمقالٍ واحد ينتقد توجّهه الشخصي وأخطائه .
أما الأدهى والأطمّ فهي تلك القرارات المتخبطة التي يُفاجئنا بها ! والتي يفرح معها بتطبيل وتصفيق أدعياء الليبرالية والثقافة , صامّا أذنيه عن صوت الشارع والذي يظهر صداه الحقيقي عبر وسائل الإعلام الحديث وأقنية التواصل الاجتماعي , مما يعبر عن مساحة الرفض والاعتراض على موقف آل الشيخ وقراراته . وحجم القلق الذي بدأ يسود المجتمع جرّاء محاولات التضييق والتقييد لرجال الهيئة , وتحجيم دورهم والحد من صلاحياتهم , مما يُخشى معه تراجع هذا الجهاز عن أداء تلك الشعيرة العظيمة المناطة به.
وفي حين توقعنا أن تنصب أولويات الشيخ عبد اللطيف على إجراء إصلاحات ترتقي بالهيئة ومنسوبيها لتسهيل دورهم الرائد في خدمة الدين والمجتمع بافتتاح مراكز جديدة ودعمها بالكوادر البشرية المؤهلة وإقامة الدورات التدريبية لرفع مستوى وكفاءة منسوبي الهيئة مع تزويدهم بوسائل التقنية الحديثة المعينة لهم على أداء عملهم , و زيادة رواتبهم , وتطوير العمل الميداني, وإيجاد رقم موحّد للاتصال , ثم تركيز الاهتمام بالتعريف بإنجازات جهاز الهيئة وإبرازها إعلاميا .
كنا ننتظر قرارا عاجلا بزيادة عدد رجال الهيئة عبر التوظيف أو التعاون للحاجة إليهم , فجاء أول قراراته بإيقاف عمل المتعاونين ! مع أن كافة أجهزة الدولة تعمل على تثبيت المتعاقدين أو المتعاونين معها , أما الرئيس الجديد فعمل على طردهم .
وإن كانت أيضا كل القطاعات والوزارات تشكر وتكرّم المتعاونين معها الذين يبلّغون عن قضايا الفساد والرشوة والاختلاس فيها , فعبد اللطيف آل الشيخ يتوعد بمحاسبة المتعاونين مع الهيئة ضد الفساد والمنكر بل ويتعهد بصرف مكافأة أو جائزة لمن يبلّغ عنهم ! وقد نسمع عن جوائز للتبليغ عن الإرهابي أو مروّج المخدرات , واليوم وفقط على يد آل الشيخ يتم الإعلان عن جائزة لمن يبلّغ عن المحتسبين المصلحين الأخيار من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر!
رسالتي الأخيرة لأحبابنا من رجال الهيئة :

نقدّر دوركم , ونثمّن تضحياتكم . أنتم صمام الأمان لحماية هذا المجتمع بعد الله , ودفع الأذى عنه. وبجهدكم وجهادكم يحدونا الرجاء أن نبقى في مأمنٍ من سخط الله وعاجل عقوبته , فلكم من لدنّا الشكر وعند الله الأجر بإذنه تعالى .
  ريم سعيد آل عاطف
السبت 26 رجب 1433 هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..