تدوينة لغير المتزوجات و الواقعات في الحب
لم استثني من باب الاقصاء أو التجاهل .. ولو كنت كذلك فالأجدر بي استثناء نفسي أيضاً .. ذلك و لأنني و
الأخريات قد سبق علينا القول ، فاختَرنا أو أُختِرنا .. و سعدت منا من سعدت وشقيت من شقيت..
ولربما تظل الفتاة (حرة القلب) تتساءل : ياترى كيف سيكون ذلك الرجل الذي سأودعه قلبي؟
من العدل أن نعترف الآن بأن زواجات الصوالين هي الغالبة على مجتمعنا .. لكن الزواج المبني على الاقتناع و التفاهم و (الحب) موجود كذلك .. و أنا هنا لا أروج لفكرةٍ ما .. بل أقر بوجود أحد أوجه الواقع ولا أتجاهله.
تمتليء المكتبات الاجنبية بالغث و السمين من ابجديات اختيار شريك الحياة .. وهناك الكثير من الدورات و المرشدين الذين لازالوا يعالجون هم المرأة الأول في ذلك المجتمع من الحصول على رفيق أو زوج !
هل يختلف الحال لدينا؟ .. الا تتمنى كل فتاة مهما كان حالها أن تكون لها أسرة جميلة برعاية رجل يستحقها؟
و لأنه قد يتفق وأن تقابل الفتاة الانسان الذي تعتقد انه يصلح شريكاً .. ويتم الارتباط عن قناعة .. فقد ارتأيت أن اناقش الفكرة قليلاً ، لأن ما يحدث هنا – في اعتقادي- هو أن كثير من فتياتنا غير موفقات في اختيار الشريك ..
ولأن مجتمعنا لم يخلق ثقافة الاختيار في ذهن الانثى ، فقد كان الاختيار وظيفة الأهل ، و اصبح الآن في عصر الفضائيات موكلاً الى المسلسلات الخليجية الرخيصة التي صورت الشريك المثالي للمرأة في صورة الرجل (ابو شعر مسبسب و سكسوكة)؛ ذلك الذي يقرض الشعر ويقود الموستنج .. ويدلل الفتاة حتى يحولها الى فراشة ، فاصبح الشباب يتشكلون ليناسبوا الذوق العام .. و الفتاة تقوم باختيارات تقودها الى قصة حب فاشلة أو زواج تعيس.
عزيزتي ..
مهما كان مستوى جمالك .. و أياً كان طولك و لون عيونك .. إن لم تثقي بنفسك فلن يثق بكِ أحد ..
أنا لن أخاطبك الآن لأعزز ثقتك بنفسك .. بل لندردش سوياً حول بعض الجوهريات التي استرعت انتباهي ..
لابد أنكِ سألتِ نفسك : مالذي أتمناه في شريك حياتي؟
سأخبرك الآن أن معظم الصفات التي يضعها الفتيات في اذهانهن هي بالضبط مايجعل اختيارهن يقع على الرجل (زير النساء) ذلك (الحبِّيب) الدنجوان ..
أو .. الرجل المثقف المتثيقف .. لماع الكلمات .. بارع في انتقائها .. ينجح في جعلها تشعر كأميرة منذ لحظات الحب الأولى .. بيد أن هناك الوجه الآخر الخفي للمتسلط الذي لا يستطيع إلا أن يكون سيداً ليطاع .. والذي حين تطول بكما الأيام سيسعى الى مسح آخر أثر لشخصك
مايجب أن تبحثي عنه هو (شريك) بالمعنى الحقيقي لكلمة شريك.
والشريك لا يهمنا أن يكون ماركة نزهو بها أو يكون مالكاً لسيارة فارهة أو ذقن مربع .. بل هو من يستطيع ان ينجح المشروع دون ان يستأثر به أو يسرقنا .. هو من يتحمل مسؤولية قراراته ويشعر أن الخسارة في هذا المشروع هي خسارة مشتركة و كذلك النجاح.
لذا يجدر بك سؤال نفسك:
مالذي لا أريده في شريك حياتي؟
ماهي الأشياء التي لا تستطيعين التعاطي معاها و لا احتمالها .. تلك الاشياء التي تزعجك بحق ..وتلك التي حين تستمعين لقصص صديقاتك تجعلك تشعرين بالحزن رغم ان القصص لا تخصك.
لأن تلك الصفات التي تعلمين تمام العلم انها صفات لئيمة هي بالضبط صفارة الانقاذ التي ستعمل حين تقابلين الشخص الساحر والذكي ، والذي يملك الكثير من الصفات المخملية و صفة او صفتان قد تجعلان حياتك في المستقبل جحيماً
ويطل هنا تساؤلٌ مهم… كيف اعرف ان هناك صفات لئيمة تختبيء خلف ابتسامته الساحرة؟
يميل الرجل الى قص كثير من القصص في مراحل التعرف الأولى، ومن تلك القصص التي يحكيها بأسلوبه ستجدين مؤشرات مهمة ، فمثلاً: الرجل الذي يحكي لكِ كيف استطاع تأديب الكثير من أعداءه والاشخاص الذين يزعجونه ، هو غالباً يحمل الكثير من مشاعر النقص واحساس كاذب بالعظمة ، و ستكونين في مرمى تأديبه ذات يوم.
الرجل صاحب الجروح والهموم .. ذلك المحزون الذي يجتمع العالم ضده و الباحث عن الحبيبة الأم التي تنقذه مما عانى .. سيظل عبئاً كاليوم الذي التقيته فيه ، سيخيل لك الحب أن تستطيعين انقاذه بينما ما سيحدث انك ستظلين تعانين مع رجل يحمل الكثير من الإحساس بالاضطهاد والسلبية.
الرجال الغاضبون والذين يستطيعون الانتقال بين وجه الفتى المرح الى الرجل العنيف ، ثم ذلك النادم المعتذر والذي قد يبكي بكل حرقة بعد أن يهينك .. هذا النوع لن يتغير .. ولا يتغير
الرجل الذي لا يستطيع أن يحتفظ بالأصدقاء و يتنقل بين المجموعات هو شخص مزاجي متذبذب
وكما ترين فإن مايحدث في حياة كل منا سوف يعطي الأخرين فكرة عن شخصنا..
احبي ذاتك لدرجة الانانية فيما يتعلق بالاختيار .. ولا تجازفي بالارتباط على أمل التعديل و الاصلاح .. لأن هناك عقبات اخرى في طريق اي زوجين مهما كانت شخصياتهما متفاهمة او سوية .. وهي طبيعة بشرية .. فلا تضيفي اليها تحدٍ آخر بالوقوع في حب الشخص الغير مناسب.
التضحيات و الموازنة تكون بعد الارتباط لانجاح الحياة وليس في اختيار الشريك المناسب . اننا غير مجبرين على ركوب سفينة غير سليمة الصنع وخوض غمار رحلة بحرية بها عواصفها الخاصة .. اننا نختار افضل السفن ونظل نحاول النجاة في غمار البحر.
ولا ننسى قولين جميلين من قواعد الاختيار احدهما كان مباشراً من نبينا عليه الصلاة و السلام:
(إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)
والآخر من قرآننا الكريم في وصف ابنة شعيب لموسى: { إن خير من استأجرت القوي الأمين }
قبل الختام:
أذكر بعد أن خُطِبت كثير من ملاحظات صديقاتي الطريفة حول وسامة خطيبي .. كنت ابتسم في سري دائماً حين يلمحن الى انني احسنت الاختيار ، لأن ذلك لم يكن في قائمة مواصفاتي أبداً، بل انني كنت مشغولةً في أمور هي أكثر عمقاً من ذلك .. وهو كما تقول إحدى زميلات التخصص للفتيات في الارشاد الزاوجي : ( الوسامة و السيارة والوظيفة الكشخة .. هي أشياء فوق البيعة ؛) )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..