قالها الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي مخاطبا الأمة العربية يذكرها بسالف عهدها وسابق مجدها ويؤنبها على حاضرها الاليم ...
هو الليل يغري بي الأسى فيطول ... ويرخي وما غير الهموم سدول
أبِيتُ به لا الغاربات طوالع ... عليّ ولا للطالعات أُفُول
وينشر فيه الصمت لبدا مضاعفًا ... فتطويه مني رنة وعويل
ولي فيه دمع يلذع الخد حره ... وحُزن ما امتد الظلام طويل
بكيت على كل ابن أروع ماجد ... له نسب في الأكرمين جليل
يليح من الضيم المذل بغرة ... لها البدر ترب والنجوم قبيل
مِن العرب أما عرضه فموفر ... مصون وأما جسمه فهزيل
له سلف عزّوا فبزوا نباهة ... ولم تعتورهم فترة وخمول
وساروا بنهج المكرمات تقلهم ... قلائص من سعي لهم وخيول
وكانوا إذا ما أظلم الدهر أشرقت ... به غرر من مجدهم وحجول
أولئك قوم قد ذوى روض مجدهم ... فلم تسر فيه نسمة وقبول
وقد أعطشته السحب حتى لقد علت ... على الزهر منه صفرة وذبول
رعى الله من أهل الفصاحة معشرًا ... لهم كان فوق الفرقدين مقيل
ترامى بهم ريب الزمان كأنما ... له عندهم دون الأنام ذحول
فأمست من العمران خلوا بلادهم ... فهنَّ حزون قفزة وسهول
وعادت مغاني العلم فيها دوارسًا ... تجر بها للرامسات ذيول
وقوَّضَت الأيام بنيان مجدها ... فربع المعالي بينهن محول
نظرت إلى عرض البلاد وطولها ... فما راق لي عرض هناك وطول
ولم تبد لي فيها معاهد عزها ... ولكن رسوم رثة وطلول
نظرت إليها من خلال ذوارف ... من الدمع طرفي بينهن كليل
فكنت كراءٍ من وراء زجاجة ... بعينيه كيما يستبين ضئيل
ولم أتبين ما هنالك من علي ... لكثرة ما قد دب فيه نحول
هناك حنيت الظهر كالقوس رابطًا ... بكفي على قلب يكاد يزول
وأوسعت صدري للكآبة فاغتدت ... بإرجائه تحت الضلوع تجول
وأرسلت دمع العين فانهل جاريًا ... له بين أطلال الديار مسيل
أأمنع عيني أن تجود بدمعها ... على وطني ؟ إني إذًا لبخيل !
فإن تعجبوا أَنْ سال دمعي لأجله ... فإنَّ دمي من أجله سيسيل !
وما عشت أني قد تناسيت عهده ... ولكن صبري في الخطوب جميل
وإن امرأ قد أثقل الهم قلبه ... كقلبي ولم يلق الردى لحمول
أفي الحق أن أنسى بلادي سلوة ... ومالي عنها في البلاد بديل
أقول لقومي قول حيران جازع ... تهيج به أشجانه فيقول :
متى ينجلي يا قوم صبح ظلامكم ... وتذهب عنكم غفلة وذهول
وينطق بالمجد المؤثل سعيكم ... فيسكت عنكم لائم وعذول ؟
تريدون للعليا سبيلاً وهل لكم ... إليها وأنتم جاهلون سبيل !
أناشدكم أين المدارس إنها ... على الكون فيكم والحياة دليل ؟
وأين الغنيُّ المرتجى في بلادكم ... يجود على تشييدها ويطول !
بلاد بها جهل وفقر كلاهما ... أكول شروب للحياة قتول
أجل إنكم أنتم كثير عديدكم ... ولكن كثير الجاهلين قليل
ولو أن فيكم وحدة عصبية ... لهان عليكم للمرام وصول
ولكن إذا مستنهض قام بينكم ... تلقاه منكم بالعناد جهول !
وأى فريق قام للحق صده ... فريق طلوب للمحال خذول !
وإن كان فيكم مصلحون فواحد ... فعول وألف في مداه قؤول !
على أن لي فيكم رجاء وإن أكن ... إلى اليأس أحيانا أكاد أميل
ألستم من القوم الأولى كان علمهم ... به كل جهل في الأنام قتيل
لهم همم ليس الظباة تفلها ... وإن كان منها في الظباة فلول
ألا نهضة علمية عربية ... فتنعش أرواح بها وعقول
ويشجع رعديد ويعتز صاغر ... وينشط للسعي الحثيث كسول
فإن لم تقم بعد الأناة عزائم ... فعتبي عليكم والملام فضول !
هو الليل يغري بي الأسى فيطول ... ويرخي وما غير الهموم سدول
أبِيتُ به لا الغاربات طوالع ... عليّ ولا للطالعات أُفُول
وينشر فيه الصمت لبدا مضاعفًا ... فتطويه مني رنة وعويل
ولي فيه دمع يلذع الخد حره ... وحُزن ما امتد الظلام طويل
بكيت على كل ابن أروع ماجد ... له نسب في الأكرمين جليل
يليح من الضيم المذل بغرة ... لها البدر ترب والنجوم قبيل
مِن العرب أما عرضه فموفر ... مصون وأما جسمه فهزيل
له سلف عزّوا فبزوا نباهة ... ولم تعتورهم فترة وخمول
وساروا بنهج المكرمات تقلهم ... قلائص من سعي لهم وخيول
وكانوا إذا ما أظلم الدهر أشرقت ... به غرر من مجدهم وحجول
أولئك قوم قد ذوى روض مجدهم ... فلم تسر فيه نسمة وقبول
وقد أعطشته السحب حتى لقد علت ... على الزهر منه صفرة وذبول
رعى الله من أهل الفصاحة معشرًا ... لهم كان فوق الفرقدين مقيل
ترامى بهم ريب الزمان كأنما ... له عندهم دون الأنام ذحول
فأمست من العمران خلوا بلادهم ... فهنَّ حزون قفزة وسهول
وعادت مغاني العلم فيها دوارسًا ... تجر بها للرامسات ذيول
وقوَّضَت الأيام بنيان مجدها ... فربع المعالي بينهن محول
نظرت إلى عرض البلاد وطولها ... فما راق لي عرض هناك وطول
ولم تبد لي فيها معاهد عزها ... ولكن رسوم رثة وطلول
نظرت إليها من خلال ذوارف ... من الدمع طرفي بينهن كليل
فكنت كراءٍ من وراء زجاجة ... بعينيه كيما يستبين ضئيل
ولم أتبين ما هنالك من علي ... لكثرة ما قد دب فيه نحول
هناك حنيت الظهر كالقوس رابطًا ... بكفي على قلب يكاد يزول
وأوسعت صدري للكآبة فاغتدت ... بإرجائه تحت الضلوع تجول
وأرسلت دمع العين فانهل جاريًا ... له بين أطلال الديار مسيل
أأمنع عيني أن تجود بدمعها ... على وطني ؟ إني إذًا لبخيل !
فإن تعجبوا أَنْ سال دمعي لأجله ... فإنَّ دمي من أجله سيسيل !
وما عشت أني قد تناسيت عهده ... ولكن صبري في الخطوب جميل
وإن امرأ قد أثقل الهم قلبه ... كقلبي ولم يلق الردى لحمول
أفي الحق أن أنسى بلادي سلوة ... ومالي عنها في البلاد بديل
أقول لقومي قول حيران جازع ... تهيج به أشجانه فيقول :
متى ينجلي يا قوم صبح ظلامكم ... وتذهب عنكم غفلة وذهول
وينطق بالمجد المؤثل سعيكم ... فيسكت عنكم لائم وعذول ؟
تريدون للعليا سبيلاً وهل لكم ... إليها وأنتم جاهلون سبيل !
أناشدكم أين المدارس إنها ... على الكون فيكم والحياة دليل ؟
وأين الغنيُّ المرتجى في بلادكم ... يجود على تشييدها ويطول !
بلاد بها جهل وفقر كلاهما ... أكول شروب للحياة قتول
أجل إنكم أنتم كثير عديدكم ... ولكن كثير الجاهلين قليل
ولو أن فيكم وحدة عصبية ... لهان عليكم للمرام وصول
ولكن إذا مستنهض قام بينكم ... تلقاه منكم بالعناد جهول !
وأى فريق قام للحق صده ... فريق طلوب للمحال خذول !
وإن كان فيكم مصلحون فواحد ... فعول وألف في مداه قؤول !
على أن لي فيكم رجاء وإن أكن ... إلى اليأس أحيانا أكاد أميل
ألستم من القوم الأولى كان علمهم ... به كل جهل في الأنام قتيل
لهم همم ليس الظباة تفلها ... وإن كان منها في الظباة فلول
ألا نهضة علمية عربية ... فتنعش أرواح بها وعقول
ويشجع رعديد ويعتز صاغر ... وينشط للسعي الحثيث كسول
فإن لم تقم بعد الأناة عزائم ... فعتبي عليكم والملام فضول !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..