مشكلة مرض السكر (diabetes) تكمن في أن السكر الموجود في
الدم (الجلوكوز) لا تستفيد منه الخلايا.. وبالطبع فإن وجود الجلوكوز في الدم ضروري
جدا.
فائدة الجلوكوز:
لكي تستفيد الخلية من الجلوكوز فإنه يجب أن يتوفر
الإنسولين أيضا في الدم، حيث يعمل الإنسولين كمحفز للخلية كي تستقبل الجلوكوز
(السكر) لتتمكن من القيام بنشاطاتها الحيوية. ويمكن تشبيه الإنسولين وكأنه المفاتيح
التي تفتح أبواب الخلية لدخول الجلوكوز.. فانعدام الإنسولين يؤدي إلى عدم قدرة
الخلايا على امتصاص السكر.. ولهذا حكمة بديعة من المولى سبحانه، فإن حجم إفراز
البنكرياس للإنسولين متوافق مع تركيز السكر وحاجة الخلايا.
أنواع مرض السكر:
عند الحديث عن مرض السكر فيجب تحديد نوعه، فهو نوعان،
النوع الأول والنوع الثاني (type1 & type2)، وبالطبع هناك أنواع أخرى نادرة
ومؤقتة مثل سكر الحمل..
النوع الأول: كان يسمى "سكر الأحداث" ثم عُدل إلى هذا
الاسم.. هو ينتج من نقص أو انعدام الأنسولين في الدم، وهذا غالبا يعود إلى وجود
مشكلة في البنكرياس تؤدي إلى ضعفه أو توقفه عن إنتاج الإنسولين.. وكان يسمى بـ "سكر
الأحداث" لأنه كان يلاحظ أن السكر الذي يصيب الأحداث هو دائما من هذا النوع (نقص
الإنسولين)، ولكن لأنه قد يصيب الكبار أيضا لأسباب عديدة، فصارت التسمية غير دقيقة،
ولهذا تم تغييرها. طبعا هذا "النوع الأول" ليس له علاج سوى توفير الإنسولين اللازم
لحاجة الجسم، وغالبا يكون بالحقن، سواء كان المصاب به صغيرا أو
كبيرا.
النوع الثاني: وهو الذي يعاني منه الكثيرون ممن تجاوزت
أعمارهم الأربعين، ونسبة الأصابة لا تقارن من حيث الحجم بالنوع الأول.. لكن ليس
سببه نقص الإنسولين، فالإنسولين موجود في الدم والبنكرياس يعمل بشكل طبيعي، وإنما
الحاصل هو أن الخلايا إما لا تتعرف على الإنسولين أو تقاومه.. تدريجيا طبعا..
فيرتفع السكر في الدم. وبقدر مقاومة خلايا الجسم للإنسولين يكون ارتفاع السكر.
ولهذا فإن هذا النوع من السكر يسمى أحيانا بـ "مقاومة
الإنسولين".
الأسباب:
حصرت الأبحاث الجادة في هذا المجال أهم أسباب السكر
(النوع الثاني)، بأربعة: قلة الحركة، والسمنة، والتدخين، وتقدم السن (تجاوز
الأربعين).. وبالطبع فهي كالحلقات الجهنمية يؤدي بعضها إلى بعض، ولكن السبب في
تسارع انتشار المرض على مستوى العالم في هذا العصر قلة الحركة الناتجة من توفر
وسائل الاتصال والمواصلات، فوسائل الاتصال تقلل من التنقل الجغرافي حتما، ووسائل
المواصلات تقلل من الحركة الجسمية، وهذا يساهم في زيادة الوزن والسمنة مع انتشار
الوجبات السريعة.
العلاج:
يوصى كثيرا بالفحص المستمر لمن ليس لديهم سكر، فإذا ما
اكتشفت أنك قد وصلت لمرحلة ما قبل السكر، وهو ارتفاع السكر عن المستوى الطبيعي
بقليل، فعند ذلك يمكنك تدارك الأمر بتطبيق برامج غذائية ورياضية دون حاجة للعلاج
ليعود مستوى السكر إلى الوضع الطبيعي.. لكن من يكتشف أنه مصاب بالفعل فلا بد أن
يلجأ إلى استخدام المنظمات، وأشهرها أدوية الميتمورفين، ولها أسماء تجارية مختلفة
ربما كان أفضلها واكثرها شهرة (جلوكوفاج)، وأدوية الميتمورفين تقوم بثلاث مهام:
تقليل امتصاص السكر من الطعام أثناء الهضم، وتقليل إفراز الكبد للجلوكوز، وتنشيط
الخلايا للتعرف على الإنسولين. وبالطبع يلزم مع تناول المنظمات أمران: أن يطبق
المصاب برنامج للمشي بمدة زمنية مجموعها حوالي 160 دقيقة في الأسبوع ليس شرطا أن
يتم تقسيمها يوميا بالتساوي، والمشي بحسب الأبحاث هو أفضل من جميع النشاطات
الرياضية الأخرى للمصابين بالسكر من النوع المقاوم للإنسولين، وأما الأمر الثاني
فهو أن يمارس الحمية بقدر الإمكان عن المواد الغذائية التي تحوي سكريات وكربوهيدرات
ودهنيات.
رشود التميمي
رشود التميمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..