الأخ إدريس: أنا على يقين بأنك من أكثر الملمّين بمدى التزامنا المتواصل في تسليط الضوء على قدرات شبابنا العلمية وإنجازاتهم، وهذا يقع ضمن الهيكلية البرامجية التي اعتمدتها المجموعة تحت مسمى "الترفيه-التثقيفي"، منذ إطلاق قناة MBC1 قبل عقدين من الزمن. فعلى سبيل المثال لا الحصر، انتهت MBC4 أخيراً من عرض الموسم الأول من برنامج "نجوم العلوم"، الذي تنتجه بالتعاون مع "مؤسسة قطر" ("Qatar Foundation")، التي تعنى بـ"إطلاق قدرات الإنسان". وهذا البرنامج مخصّص للمنافسة بين الطاقات العربية المبدعة في مجال الاختراعات العلمية والتطويرات التكنولوجية الرائدة وغير المسبوقة. والموسم الثاني من "نجوم العلوم" على الأبواب، بحلّة جديدة مطورة، تهدف إلى إبراز المزيد من المخترعين العرب الذين نعتز بهم، ونسعى لصقل مهاراتهم والارتقاء بقدراتهم وإنجازاتهم إلى مصاف العالمية، إن شاء الله.
وبموازاة ذلك، فإن تجربتنا في مجال المحتوى الهادف تطال أيضاً مختلف نواحي الحياة، وأذكر منها أمثلة حديثة متعددة، مثل برنامج "الثامنة" مع الأستاذ داود الشريان، والبرنامج الإنساني "تستاهل" مع سعود الدوسري، اللذين يُعرضان حالياً على MBC1؛ وكذلك الدراما الاجتماعية الهادفة على اختلاف أنماطها وأشكالها، وأبرزها الملحمة التاريخية "الفاروق عمر بن الخطاب"، التي ستُعرض في شهر رمضان المبارك المقبل؛ ناهيك عن البرامج الرمضانية الأخرى، على غرار "خواطر" بأجزائه المتعاقبة على مر السنين، وغيره.
وفي سياق متصل، جاء إطلاق قناة "العربية" الإخبارية في عام 2003، ومن بعدها "العربية الحدث" في عام 2012، ليُرسخ ما دعونا إليه دائماً من أهمية الاستثمار في المعرفة، وكذلك في رأس المال البشري العربي، والكوادر المبدعة، وبالتالي توفير فرص العمل الجديدة لها، وتكريس طاقاتها ومعارفها لما فيه خير أوطاننا. كما جاء إطلاق قناة MBC3 للأطفال، التي تقوم بإنتاج وعرض عدد من البرامج الهادفة مثل "المختبر" و"تَخرج في يوم" و"عيش سفاري" بمواسمه المتعاقبة، وغيرها، لتُبرز أيضاً ضرورة الاستثمار في جيل الغد.
أما حول علاقة الإعلام والإعلان، فإنني أوافقك الرأي بضرورة الاستثمار في البرامج الثقافية الهادفة، حتى وإن اقتضى ذلك غياب العائدات الإعلانية عنها استثنائياً. لكن، يهمني أن أوضح، من باب الحرص، أن ذلك قد يكون أكثر ملاءمة للمؤسسات الإعلامية الحكومية أو شبه الحكومية، مثل الـ BBC "هيئة الإذاعة البريطانية"، وPBS الأميركية، وغيرهما من المؤسسات المُمولة إما مباشرة من قبل الحكومات أو من قبل دافعي الضرائب، أو من الاثنيْن معاً. وعلى الرغم من كون العائد على الاستثمار الإعلاني أعلى دائماً في البرامج الترفيهية بالمقارنة مع البرامج الثقافية والتثقيفية، فإن "مجموعة MBC" تبقى ملتزمة دائماً بالرسالة الإعلامية التي تتخطى البُعد التجاري الضيق، على أهميته، إذ لا إعلام ناجحا من دون بيئة اجتماعية حاضنة له وداعمة لتوجهاته.
أخيراً، يهمني أن أطمئنك، أيها الأخ الصديق، وأطمئن الجميع أن ما أنجزته "مجموعة MBC" حتى اليوم، هو مجرد بداية، فنحن ندرك أن ما قدمناه ليس كافيا، ولا يمكن الوقوف عنده إلا لدراسته والاستفادة من عبره لتطوير الأداء والنوعية مستقبلاً... فعلى قدر الإنجازات تأتي المسؤوليات والطموحات. علماً بأن هاجسنا يبقى "عدم الرضا عن النفس" والسعي للأفضل.. كما أود أن أنتهز هذه الفرصة لأُعاهدك وأعاهد أهل الصحافة والإعلام، عبر صحيفة "الوطن" العزيزة، أن نكون دائماً وإياكم يداً واحدة تعمل ليلاً نهاراً لتأمين ما فيه خير وطننا ومجتمعنا.
وليد بن إبراهيم آل إبراهيم 2012-06-03 12:47 AM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..