وإعلاميون: محاولات تشويش رخيصة
الرياض
– خالد العويجان
عمَدت
قناة العالم الفضائية التابعة لطهران في إحدى نشراتها الإخبارية الرئيسة، إلى
الترويج لشريط مُصور، ادعت فيه أن مجموعةً من المتعاطفين مع الأزمة السورية من
السعوديين، أجروا في جدة مزاداً لـ”الانتحاريين”، في
المراقب
السياسي السعودي ومدير قناة العرب جمال خاشقجي، علق على – الشريط المزعوم –
مبدئياً، وأكد “على تحريم الأعمال الانتحارية من قبل رجال الدين والمؤسسة الدينية
في المملكة”.
وقال
خاشقجي في حديثه لـ”الشرق” إن “الشريط غير واضح، ولا تتوفر معلوماتٍ دقيقةٍ عنه،
أو أين تم تصويره؟، إن صح أن المزاد المزعوم حدث في المملكة، يجب محاسبة من نظم
هذا المزاد”، وأضاف “حتى الآن لا نعرف ملابسات الأمر، قد يكون تم تصوير الشريط في
أي مكان، ليس بالضرورة أن يكون كما ادعت القناة”.
أما
الكاتب وأستاذ الإعلام الدكتور محمد الحضيف فرأى أن وجود أرضية خصبة لدى البعض،
لتصديق بعض ما يُطرح في الإعلام السوري وبعض وسائل الإعلام اللبنانية المؤيدة
لبقاء النظام السوري، بحق المملكة، هي العامل الأساس والرئيس لأن تعمد تلك الوسائل
لما تطرحه من رواياتٍ مفبركة تسعى جاهدةً لترويجها، وعرّف الحضيف تلك الأرضية
الخصبة بأنها “قابلية للكراهية”.
وشبّه
الحضيف في حديثه لـ”الشرق” الشريط المصور الذي زعمت قناة العالم أنه صور في جدة ،
بالشريط الشهير الذي فضح وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي قبل
أشهر، حين عرض شريطاً مصوراً زعم أنه لأحداث مصورة في بعض المناطق السورية،
والشريط في الأساس كان لحادثة فردية في أحد مناطق الجنوب اللبناني.
وقال
الحضيف في هذا الصدد “هذه النوعية من وسائل الإعلام، تتجه لبعض من لديهم مواقف
مسبقة مع المملكة، ليس حباً فيهم، بل كرهاً لنا كمجتمع معتدل محافظ، ولا شك من هذا
المنطلق، يتضح لنا أن هناك من هو مستعد لتصديق أي كذبة بحق المملكة، الشريط في
نهاية المطاف هدفه رخيص، لارتكازه على محاولة التشويش والإساءة للسعودية، الشريط
باختصار فيه من الغباء الشيء الكثير، ومحاولة فضائية العالم على الترويج له أكثر
غباءً، ويجب أن نعي وجود أكثر من 40 محطة وقناة فضائية داعمة للمشاريع الخطرة على
المنطقة، كأبواق للنظام الإيراني”.
وأظهر
الشريط والد أحد الشباب عارضاً ابنه للبيع (متحدثا بلغة شامية صرفة) مقابل تنفيذ
عملية انتحارية في الأراضي السورية، وهو الأمر الذي لا يقبله عقل أبداً، وإن حدث
في حالاتٍ نشاز، ولا يعني أن الجميع يرضى بما حواه الفيلم الذي انتشر في اليوتيوب.
ولم
تتوقف الحملات الإعلامية بحق المملكة العربية السعودية، التي تنأى بنفسها رسمياً
بالرد على مثل تلك الافتراءات، في حين، بات المتابع السعودي والعربي على حدٍ سواء،
أكثر وعياً من ذي قبل، ولا يقبل ما يتم فبركته من قبل بعض وسائل الإعلام، التي
تعتبر نفسها في حربٍ ضروس تستند على مبدأ “أكون أو لا أكون” ويتجسد ذلك في
الإرهاصات الأخيرة التي عاشها النظام الأسدي خلال الأيام القليلة الفائتة.
وأخذت
أقنعه بأشكالٍ عديدة بالتساقط مع تزايد الضغوطات العربية والدولية على النظام
السوري، وشعور طهران بقرب فقدها أحد أكبر حلفائها في المنطقة، وهي أقنعة عمَد على
التخفّي وراءها من يوصفون بـ”مُنفذي أجندة طهران”.
وعزز
ذلك الضغط، مطالبة الجامعة العربية “النايلسات وعربسات” بوقف بث القنوات السورية
التابعة للنظام السوري، في خطوةٍ تهدف بالدرجة الأولى لوقف ما يعمد النظام السوري
وإعلامه الرسمي إلى ترويجه باسم “نظرية المؤامرة” التي يتبناها النظام الأسدي،
وانتهاءً بإتهامه دولاً إقليمية بالوقوف وراء أعمال العنف في الداخل السوري،
مُتجاهلاً في الوقت عينه، بطش آلته العسكرية والمجازر التي أقدم عليها باعتراف
فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة والجامعة العربية، وما مجزرة الحولة إلا
مثالاً بسيطاً على ذلك.
وفي
ردٍ سريع على الخطوة العربية، اعتبرت وزارة الإعلام السورية، إن قرار مجلس الجامعة
العربية بوقف بث القنوات الفضائية السورية الرسمية وغير الرسمية على قمرى
“النايلسات وعربسات”، يأتى فى إطار مخطط استهداف سوريا لتغييب حقيقة ما يجرى فيها
عن الرأى العام المحلي والعالمى، لصالح “حملة الافتراء والكذب والفبركة التى
تمارسها قنوات الإرهاب الإعلامية ضد سوريا وشعبها”.
وحاولت
“الشرق” الاتصال بالرئيس التنفيذي بمؤسسة عربسات – وهي الجهة المسؤولة عن بث جميع
الفضائيات العربية على قمر العربسات – خالد بالخيور ليومين مُتتاليين لمعرفة موقفه
من وقف بث القنوات السورية، إلا أن الرجل لم يُجب على هاتفه حتى إعداد هذا
التقرير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..