تقرير لجينيات ـ اليمين
السعيد هكذا جاء ذكر اليمن في كُتب التاريخ، وحَكى عنه القرآن أنه بلاد
الجنتين، حتى قِيل أن المرأة باليمن كانت تخرج وتحمل فوق رأسها إناء وما
عليها إلا أن تسير تحت الأشجار فتعود به مُحمل بكل أنواع الفاكهة!.
أرض
لا ينقصها شيء فباطنها مليء بالمياه الجوفية وبها آبار النفط والغاز
وتربتها خصبة وجوها معتدل وسواحلها ممتدة تزخر بالثروة السمكية ولديها ممر
عالمي.
ولعل
من الغريب أن نسمع بعد ذلك عن مجاعات بهذه الأرض الطيبة والسعيدة! فقد
حذرت كثير من المنظمات الدولية من وقوع مجاعة حقيقية وكارثة إنسانية باليمن
فقد أصبح أكثر من 70% من سكانها تحت خط الفقر والمجاعة.
وقد
أكد جيرت كابيليري ممثل صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في اليمن
في مؤتمر صحفي أن اليمن على شفا كارثة إنسانية حقيقية، وأن البلاد عرضة
لخطر يحولها إلى صومال جديد على المستوى السياسي والإنساني.
وقد
وصلت معدلات البطالة لأرقام قياسية جراء الاضطرابات الأمنية والسياسية
بالبلاد التي أثرت بشكل كبير على الواقع الاقتصادي المتردي أصلاً؛ مما خلف
ضغوطًا أكبر وأكبر على المواطن اليمني الذي يكافح الآن للحصول على لقمة
العيش.
بيد
أن هذه المجاعات لم تكن لكوارث طبيعية أو تغير جغرافي أو جيولوجي، ولكنها
بسبب سواء الإدارة والنزاعات والإهمال والاستخدام المفرط والعشوائي
للمقدرات، فقد فقدت اليمن في السنوات الأخيرة نصف احتياطياتها من المياه
الجوفية بسبب الحفر العشوائي والغير مرخص.
ولكن
بعد نظرة فاحصة متأملة نعلم أن اليمن لا يوجد به مجاعات؛ بل تجويع؛ على
مدار أكثر من ثلاثين عام قام نظم صالح وأسرته الفاسدة بتبديد ثروات هذا
البلد السعيد وجعلوا يصدرون الأزمات التي اختلقوها للعالم ودول الجوار
ليتسولوا على الشعب اليمن الأبي، ويملئوا جيوبهم وبطونهم من الإعانات
والهبات التي تدفع ليظل الشعب اليمني مدجن وخاضع.
هذه
السياسة القذرة التي جعلت الشعب اليمني مستباح تَدُك بيوته يوميًا
القاذفات الأمريكية، وفقد السيادة على جوه وربما على أرضه أحيانًا.
على
مدار أكثر من ثلاثين سنة استمر مسلسل التجهيل والتجويع والدخول في صراعات
قبلية وطائفية لإشباع غرور هذا الفاشل وأسرته، والشعب يرزح تحت الفقر
والتجويع وفقد الثروات ولا من معين.
وبعد
أن ثار الشعب اليمني وقرر أن يسقط هذه العصابة الحاكم استباحت دمه بعد
ماله ولم ترقب فيهم إِلًّا ولا ذِمَّةً، وعُوقب الشعب بأكمله بالتضييق عليه
أكثر فأكثر باصطناع أزمات اقتصادية تجعله قابع تحت خط الفقر لا يرفع رأسه
مطالبًا بحق، مشغولاً بطلب الرزق لأبنائه وإلا ماتوا جوعًا إنها سياسة
الطغاة على مر العصور واختلاف الأماكن.
بيد
أن الشعب اليمني لم يرضخ لهذه الضغوط والأزمات المصطنعة وأسقط النظام
الفاسد ولكنه لا يزال يعني من الفقر والجوع ويحتاج إلى نهضة حقيقة على كافة
الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، نهضة تخرجه من هذا النفق
المظلم من الاضطرابات.
ويجب على كافة الفصائل اليمنية أن تعلم أنها توجه خطر يجب أن يوحدهم فإن الجوع لا يفرق بين سني ولا حوثي ولا حتى قاعدي.
يجب أن يعود مفهوم الدولة
الوطنية لليمن وأن مصلحة الدولة مقدمة على مصلحة القبيلة فبذلك يستطيع
اليمن أن يوحد صفه وتُستغل الموارد الاستغلال الأمثل ويتم التوزيع العادل
للثروات.
كما
يجب على دول الجوار خصوصًا الخليجية أن تبادر وتساعد اليمين للخروج من
أزماته المتلاحقة فهذه المساعدة في المقام الأول من باب الأخوة الإيمانية
والعروبة فإن لم يقنعها ذلك فلتعلم أن تفجر الأوضاع الاقتصادية والسياسية
في اليمن أكثر من ذلك لن يكون لصالحها، وسيكون الجو مهيأ للإرهاب
واللامركزية، وهذا بلا شك سيهدد أمن هذه الدول وستكون منطلقًا للضغط عليها
بالإرهاب الخارج منها، سواء حوثي أو قاعدي.
يجب
أن لا تترك اليمن كما تركت لبنان ويكون الحثيون حزب اللات جديد، فنجد
الحوثيين يومًا من الأيام يقاتلون نيابة عن إيران ويصبحوا غصة في حلق دول
الخليج وخصوصًا المملكة.
وأخيرًا
نناشد منظمات الإغاثة الإسلامية والعربية بأن تكون أول يد ممدودة لإخوانهم
باليمن، ولا نترك إخواننا لمن يكنون جواسيس عليهم بحجة المساعدة أو ربما
يصل الأمر إلى التنصير وما السودان عنا ببعيد.
ونسأل الله عز وجل أن يعود اليمن سعيدًا بأهله وثرواته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..