السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد طالعنا ما جاء به الشيخ إبراهيم السكران من حديث عن (غلاة الطاعة) وحديثه عن كونهم
طائفة بدعية جديدة، وما جاء به من سخرية منهم لم يكن هو أول من قال بها فقد سبقه لها بعض
الإعلاميين أحدهم: أنور العسيري، و سأل بصراحة: عبد الله المديفر - في لقاء الجمعة - سأل العتيق
عن موقف من يسمون بالجامية مع ولي الأمر الإخواني، وكان رد العتيق: موقفنا واضح..
نذكر البدعة ولا نذكر ولي الأمر!
والقول بعدم وجود الجامية هو قول خاطئ نظراً لتوفر الدلالات التي يعرفها كل من له اهتمام بالمجال الدعوي والفكري في بلادنا، فأثرهم واضح جلي جداً؛ وتصنيفهم بأنهم غلاة الطاعة لا أجزم بصحته وإن كان هذا هو أحد مباني عملهم الذي ذاع صيته.
أما نسبتهم للسلفية، فهذا خطأ أيضاً لمخالفتهم منهج السلف في العديد من القضايا، ومخالفتهم للتيار السلفي المعاصر أيضاً وأنسب وصف هو ما يطلق: أدعياء السلفية!.. وكما نعلم، فكل يدعي وصلاً بليلى: السلفية.. وهي لا تقر لهم بذاك!
ذلك أن كلمة السلف كلمة فضفاضة، فقد يدخل نفر منهم ابن حجر - مثلاً - فيها ، وقد يخرجه قوم لأن (فيه) أشعرية!
عدا أن السلف أنفسهم قد اختلفوا في بعض القضايا التي يبني عليها هؤلاء ويجعلونها مفصلية ، فيكون اختيار موقف منها وجعله هو المنهج السلفي الوحيد فيه إجحاف بل وكذب وتضليل: لأنك حجبت أقوالاً من أقوال السلف لا توافق هواك، وتفرح حين يوصف صاحب تلك الأقوال بأنه (صاحب هوى)!.. كما في الزيادة الشهيرة: (وإن أخذ مالك وجلد ظهرك)، والتي ضعفها العلماء - ومنهم مقبل الوادعي كما نقل عنه سلمان العودة في أسئلة الثورة - ، والتي يتغاضى كثيرون عن ضعفها ويجعلونها عمدة الباب، وحتى على افتراض الصحة فهناك قول آخر ذكره العريفي نقلاً عن ابن حجر والنووي لكنه أغضب القوم وفرحوا بما ظهر بعدها من تبعات يعرفونها.
عندما نتحدث عن (غلاة الطاعة) فنحن نقصد بهم (الجامية) و - إن كانت هذه التسميات تزعجهم ولا شك - لأنهم لا يؤمنون بالتحزبات ويرونها كلها بدعية - ، لكننا نقولها تعريفاً وتصنيفاً لهم ووصفاً لحالهم.. فقد تأذى منهم كثير من المشايخ والواقع يشهد بذلك، سواءً من خلال المجالس أو من خلال توليهم المناصب الرسمية، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
أما عن تأذي المشايخ بهم: فاسألوا سلمان العودة عن محاضراته التي تم إلغاؤها من خلال وزارة الشؤون الإسلامية،
وخطبة الجمعة التي ألغيت في جامع بغلف بجدة، وغيرها؛ وإذا كنا سنتحدث عن أسباب أمنية، فإننا نجد العودة في فترة مقاربة يحاضر في (أسبوع المرور) وغيرها من المناشط، مما يؤكد أن الأمر لا يعدو كونه وقوفاً من شخصيات ذاك حالها.
والحال معلوم لأهل منطقة الحدود الشمالية، حيث يشرف على مكتب الدعوة في عرعر أشخاص من هذا التيار سبق أن أشار له أحد الإخوة في مقال تعقيب على زيارة الأستاذ عبد العزيز قاسم لعرعر، وذكر أن المناشط الدعوية هناك مقسمة بين أفراد هذا التيار ويضيق على غيرهم، فضلاً عن عدم إعطاء تراخيص محاضرات للعديد من المشايخ الذين يرونهم من الخوارج أو الإخوانية والسرورية ونحو ذلك!.
وأما تأذي المشايخ منهم عبر الإنترنت، فشاهدوا كم التحذيرات الهائل الذي يعج به (يوتيوب)، فقد ضيقوا واسعاً وحشروا الناس في زاوية تلقٍ ضيقة جداً، ولست بحاجة للاستشهاد بأسماء.. كل ما عليك هو البحث في اليوتيوب عن (التحذير من ) وشاهد كم التحذيرات الهائل من الدعاة المجتهدين، وانظر للذرائع والأسباب التي يكثر واهيها!.
وأما قضية الغلو في الطاعة، فهي تنطلق من تبديعهم وتضليلهم لكل من خالف الدولة في شيء، وتصنيفه من المحرضين على الدولة، ومن الخوارج، وتمجيد - زائد - للحكام وأعمالهم، مع تجاهل للأخطاء واضح.. بل ويتغير الموقف سريعاً من الشخص إذا خالف الدولة في شيء وعارض عملاً من الأعمال، حتى رأينا من أفرد صفحة كاملة في صحيفة الجزيرة لمناصحة الشيخ صالح اللحيدان، زاعماً أنه تغير بعد إقالته من
منصبه ويخاف أن يكون ذلك من اللحيدان كانتقام ممن أقاله!.
وفي ثنايا ذلك الموضوع وغيره من المناصحات والمدافعات نجد كماً هائلاً من المغالطات التي تحشى بينها أحاديث من الصحيحين تدعيماً لها، وهذا هو ما أراه تضليلاً!
والغلو في الطاعة موجود بطريقة (طويل العمر أبخص) ، والسكوت عن المنكرات المعلنة في البلاد، ورغم أن الكل يراها يظلون متجاهلين لها ويستمرون في الحديث عن سلفية البلاد ومحافظتها. - ولست أخالف في هذا لكنني أخالف في ذكر أحد والوجهين والتعامي عن الآخر - .
وبكل أمانة، فإن خطر هؤلاء عندي أكبر من خطر الليبرالية والتغريبيين، لأن الحاكم عندما يجلس إلى هؤلاء أو يسمع منهم أو يقرأ تمجيدهم، فإنه يراه كلامً محاطاً بالحديث والآية ويرى صاحبه ذا لحية وعلم، فيغتر بما هو فيه ويظن أنه مرضي من أهل الدين، وأن كل أعماله على الشرع
القويم، وهذا خطر عظيم!.
ولهذه الفئة أقول: أرجو أن يكون الإنصاف موجوداً، والتعقل موجوداً.. فأثنوا على خير الحاكم وانبذوا شره، وناصحوه سراً، وإن كنتم ترون جواز الإنكار علانية - بعد إعادة النظر للنصوص - فافعلوا، وإن لم تروه فلا تشنعوا على من يدين الله به.
اقبلوا تعدد الآراء والخلاف السائغ الموجود منذ قديم الزمن، فكما أن لكم عقولاً، فللآخرين عقول، فاسمعوا منهم وخذوا بالحق مع أي كان.
أنكروا على الداعية إذا أخطأ ولكن بأسلوب لبق، ولا يسلم منكم التغريبي المضل، وصاحب الكفر البواح؛ وانشغلوا بأنفسكم وعيوبها ففيكم كثير!.
وإني أدعو وآمل أن يجتمع مشايخ هذه الفئة مع من ينسبونهم للإخوان أو غيرها، وأن تكون هناك مناقشات علمية مكتوبة أو شفهية لعل توافقاً يحصل، ومخطئاً يرد إلى الحق، لا أن يكون الأمر عائماً بهذا الشكل القبيح!.
أعتذر إن كان هناك أخطاء.. فلم أراجع ما كتبت.. وأستغفر الله من الزلل
عبد الله أبو جابر
فقد طالعنا ما جاء به الشيخ إبراهيم السكران من حديث عن (غلاة الطاعة) وحديثه عن كونهم
طائفة بدعية جديدة، وما جاء به من سخرية منهم لم يكن هو أول من قال بها فقد سبقه لها بعض
الإعلاميين أحدهم: أنور العسيري، و سأل بصراحة: عبد الله المديفر - في لقاء الجمعة - سأل العتيق
عن موقف من يسمون بالجامية مع ولي الأمر الإخواني، وكان رد العتيق: موقفنا واضح..
نذكر البدعة ولا نذكر ولي الأمر!
والقول بعدم وجود الجامية هو قول خاطئ نظراً لتوفر الدلالات التي يعرفها كل من له اهتمام بالمجال الدعوي والفكري في بلادنا، فأثرهم واضح جلي جداً؛ وتصنيفهم بأنهم غلاة الطاعة لا أجزم بصحته وإن كان هذا هو أحد مباني عملهم الذي ذاع صيته.
أما نسبتهم للسلفية، فهذا خطأ أيضاً لمخالفتهم منهج السلف في العديد من القضايا، ومخالفتهم للتيار السلفي المعاصر أيضاً وأنسب وصف هو ما يطلق: أدعياء السلفية!.. وكما نعلم، فكل يدعي وصلاً بليلى: السلفية.. وهي لا تقر لهم بذاك!
ذلك أن كلمة السلف كلمة فضفاضة، فقد يدخل نفر منهم ابن حجر - مثلاً - فيها ، وقد يخرجه قوم لأن (فيه) أشعرية!
عدا أن السلف أنفسهم قد اختلفوا في بعض القضايا التي يبني عليها هؤلاء ويجعلونها مفصلية ، فيكون اختيار موقف منها وجعله هو المنهج السلفي الوحيد فيه إجحاف بل وكذب وتضليل: لأنك حجبت أقوالاً من أقوال السلف لا توافق هواك، وتفرح حين يوصف صاحب تلك الأقوال بأنه (صاحب هوى)!.. كما في الزيادة الشهيرة: (وإن أخذ مالك وجلد ظهرك)، والتي ضعفها العلماء - ومنهم مقبل الوادعي كما نقل عنه سلمان العودة في أسئلة الثورة - ، والتي يتغاضى كثيرون عن ضعفها ويجعلونها عمدة الباب، وحتى على افتراض الصحة فهناك قول آخر ذكره العريفي نقلاً عن ابن حجر والنووي لكنه أغضب القوم وفرحوا بما ظهر بعدها من تبعات يعرفونها.
عندما نتحدث عن (غلاة الطاعة) فنحن نقصد بهم (الجامية) و - إن كانت هذه التسميات تزعجهم ولا شك - لأنهم لا يؤمنون بالتحزبات ويرونها كلها بدعية - ، لكننا نقولها تعريفاً وتصنيفاً لهم ووصفاً لحالهم.. فقد تأذى منهم كثير من المشايخ والواقع يشهد بذلك، سواءً من خلال المجالس أو من خلال توليهم المناصب الرسمية، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
أما عن تأذي المشايخ بهم: فاسألوا سلمان العودة عن محاضراته التي تم إلغاؤها من خلال وزارة الشؤون الإسلامية،
وخطبة الجمعة التي ألغيت في جامع بغلف بجدة، وغيرها؛ وإذا كنا سنتحدث عن أسباب أمنية، فإننا نجد العودة في فترة مقاربة يحاضر في (أسبوع المرور) وغيرها من المناشط، مما يؤكد أن الأمر لا يعدو كونه وقوفاً من شخصيات ذاك حالها.
والحال معلوم لأهل منطقة الحدود الشمالية، حيث يشرف على مكتب الدعوة في عرعر أشخاص من هذا التيار سبق أن أشار له أحد الإخوة في مقال تعقيب على زيارة الأستاذ عبد العزيز قاسم لعرعر، وذكر أن المناشط الدعوية هناك مقسمة بين أفراد هذا التيار ويضيق على غيرهم، فضلاً عن عدم إعطاء تراخيص محاضرات للعديد من المشايخ الذين يرونهم من الخوارج أو الإخوانية والسرورية ونحو ذلك!.
وأما تأذي المشايخ منهم عبر الإنترنت، فشاهدوا كم التحذيرات الهائل الذي يعج به (يوتيوب)، فقد ضيقوا واسعاً وحشروا الناس في زاوية تلقٍ ضيقة جداً، ولست بحاجة للاستشهاد بأسماء.. كل ما عليك هو البحث في اليوتيوب عن (التحذير من ) وشاهد كم التحذيرات الهائل من الدعاة المجتهدين، وانظر للذرائع والأسباب التي يكثر واهيها!.
وأما قضية الغلو في الطاعة، فهي تنطلق من تبديعهم وتضليلهم لكل من خالف الدولة في شيء، وتصنيفه من المحرضين على الدولة، ومن الخوارج، وتمجيد - زائد - للحكام وأعمالهم، مع تجاهل للأخطاء واضح.. بل ويتغير الموقف سريعاً من الشخص إذا خالف الدولة في شيء وعارض عملاً من الأعمال، حتى رأينا من أفرد صفحة كاملة في صحيفة الجزيرة لمناصحة الشيخ صالح اللحيدان، زاعماً أنه تغير بعد إقالته من
منصبه ويخاف أن يكون ذلك من اللحيدان كانتقام ممن أقاله!.
وفي ثنايا ذلك الموضوع وغيره من المناصحات والمدافعات نجد كماً هائلاً من المغالطات التي تحشى بينها أحاديث من الصحيحين تدعيماً لها، وهذا هو ما أراه تضليلاً!
والغلو في الطاعة موجود بطريقة (طويل العمر أبخص) ، والسكوت عن المنكرات المعلنة في البلاد، ورغم أن الكل يراها يظلون متجاهلين لها ويستمرون في الحديث عن سلفية البلاد ومحافظتها. - ولست أخالف في هذا لكنني أخالف في ذكر أحد والوجهين والتعامي عن الآخر - .
وبكل أمانة، فإن خطر هؤلاء عندي أكبر من خطر الليبرالية والتغريبيين، لأن الحاكم عندما يجلس إلى هؤلاء أو يسمع منهم أو يقرأ تمجيدهم، فإنه يراه كلامً محاطاً بالحديث والآية ويرى صاحبه ذا لحية وعلم، فيغتر بما هو فيه ويظن أنه مرضي من أهل الدين، وأن كل أعماله على الشرع
القويم، وهذا خطر عظيم!.
ولهذه الفئة أقول: أرجو أن يكون الإنصاف موجوداً، والتعقل موجوداً.. فأثنوا على خير الحاكم وانبذوا شره، وناصحوه سراً، وإن كنتم ترون جواز الإنكار علانية - بعد إعادة النظر للنصوص - فافعلوا، وإن لم تروه فلا تشنعوا على من يدين الله به.
اقبلوا تعدد الآراء والخلاف السائغ الموجود منذ قديم الزمن، فكما أن لكم عقولاً، فللآخرين عقول، فاسمعوا منهم وخذوا بالحق مع أي كان.
أنكروا على الداعية إذا أخطأ ولكن بأسلوب لبق، ولا يسلم منكم التغريبي المضل، وصاحب الكفر البواح؛ وانشغلوا بأنفسكم وعيوبها ففيكم كثير!.
وإني أدعو وآمل أن يجتمع مشايخ هذه الفئة مع من ينسبونهم للإخوان أو غيرها، وأن تكون هناك مناقشات علمية مكتوبة أو شفهية لعل توافقاً يحصل، ومخطئاً يرد إلى الحق، لا أن يكون الأمر عائماً بهذا الشكل القبيح!.
أعتذر إن كان هناك أخطاء.. فلم أراجع ما كتبت.. وأستغفر الله من الزلل
عبد الله أبو جابر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..