الخميس، 19 يوليو 2012

رحل صاحب العادات الأكثر تأثيرا!

إن رحيل ستيفن كوفي، أحد أعلام علم الإدارة في العصر الحديث، متأثرا بجراحه إثر حادث الدراجة الذي
تعرض له، ليعد دليلا عمليا على أن هذا الرجل ما زال يمارس حتى الرمق الأخير من عمره الثمانيني عادة «تسنين المنشار» وهي إحدى العادات السبع التي قضى حياته يدعو الناس إليها في كتبه، معتبرا أن الإنسان مثل المنشار لا يمكن أن يؤدي عمله على النحو المطلوب من دون أن يجدد نشاطه ومعلوماته ويحافظ على لياقته، ويوازن بين واجباته وحاجاته الذاتية، وهي الرمزية المقصود بـ«تسنين المنشار».
ما يميز هذا الرجل أنه قضى نحو 25 عاما يدرس الناجحين في العالم، على مر العصور، حتى توصل إلى 7 عادات رئيسية تميزهم، ووضعها في كتابه الرائع «العادات السبع للناس الأكثر فعالية» والذي بيع منه 20 مليون نسخة وترجم إلى 40 لغة عالمية. ومن يقرأ الكتاب يدرك أنه يقرأ كتابا عميقا يمكن أن يساهم في تغيير مجرى حياة قارئه إذا كان جادا في مسألة التغيير.
ومن هذه العادات أن يدرك المرء أن تعامله مع الآخرين لا بد أن يراعى فيه مبدأ «المنفعة المتبادلة»، (win - win) حتى يكسب الفرد تعاطف الآخرين ويؤثر فيهم ويحقق مراده. وتدعو عادة أخرى الفرد إلى ضرورة «ترتيب أولوياته»، فكم من شخص ضيع مساره الوظيفي وربما أفراد أسرته معه لأنه لم يرتب أولوياته أو أهدافه، فشارف على سن التقاعد، مثلا، ليكتشف أنه لم يدخر مبلغا ماليا يذكر له ولعائلته، لأنه ببساطة لم يحدد أولوياته المهمة ولم يسع جاهدا لتحقيقها. ونظرا لأهمية الموضوع فقد توسع بشرحه في كتاب بعنوان «ترتيب الأولويات» الذي يعد برأيي ثاني أفضل كتاب له بعد «العادات السبع».
وتطرق الأميركي كوفي إلى عادة مهمة جدا وهي ضرورة «أن تفهم الآخرين قبل أن تطالبهم بأن يفهموك» ولا يتأتى ذلك من دون التحلي بمهارة الإنصات الجيد. فكثير منا يهدر ساعات طوال من عمره في أحاديث طوال مع أناس يحاول أن يفهمهم مسألة ما ليكتشف أنه هو الذي يحتاج أن يفهمهم أصلا، فهو في واد وهم في واد آخر!
وبصورة عامة أنصح كل من قرأه كتاب العادات السبع أن يقرأه مرة أخرى، ففي كل مرة أقرأه أجد شيئا جديدا، لأنه من الكتب القليلة التي تم «طهيها» على نار هادئة، فصارت الطبخة لذيذة.
رحل ستيفن كوفي وبقيت مؤلفاته وألبوماته السمعية الملهمة. وهذا شأن المبدعين في كل زمان، والذين يصدق فيهم قول الشاعر أحمد شوقي:
الناس صنفان موتى في حياتهم
وآخرون ببطن الأرض أحياء.
محمد النغيمش/الشرق الأوسط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..