(الحب
ملعون) !!!!! قالتها خادمة إندنوسية عندما أجبتها بأن اليوم يوم حب ، بعد
سؤالها عن سبب إختياري للون الأحمر للبالونات التي كلفتها بتجهيزها ، حيث
أقمت بعون الله في هذا الشهر مع صديقتي الأستاذة تركية
الألمعي والأستاذة
مريم علوش أمسية حب للفتيات ، حاولت أن أوضح لتلك الخادمة أن الحب جميل
ولكن الشيطان يشوهه ،فحب الله شعور عظيم وحب رسوله صلى الله عليه وسلم
يقودنا للجنة وحب الأهل والصديقات وحب الزوج ووو ، ولكنها أصرت على إن الحب
(ملعون) ،قلت في نفسي لعلها مرت بحب عابر مدمر ولم تتوفق للحب العامر !!
كانت
أمسية جميلة وصريحة محفوفة طاولاتها بالشموع وعصير التوت والورد ، حاورتنا
فيها الأستاذة تركية بعدة محاور مهمة من تعريف وأنواع ورؤى وأبعاد وأسباب
وحلول وكيفية التوعية ووووو، وكان الجمهور متفاعل وجريء .
وجدت أن مجتمعنا يعيش أزمة مع الحب ، فيتحرج تارة من النقاش فيه مما أدى إلى جهل و تيه أبنائنا وحيرتهم ، وتارةً يتجرأ ويتعدى الحدود
خلف الشاشات مما يزيد من تيه أبنائنا وانحرافاتهم وصدماتهم العاطفية ،
فعند إعلاني وإخبار من حولي بأنني أخطط لأمسية حب لاحظت عليهم نظرات
استغراب مما اضطرني لشرح طبيعة الأمسية .
الحب لدينا مُشوه ، و الإعلام هو من أغتاله وشوهه، فإما
أن يعرض لنا مسلسلات ببطولات عاطفية منحرفة ومرتبطة بالجنس ، أو يعرض لنا
ببرامجه ضحايا الحب والابتزاز !! ، وقد أتهم فلسفة فرويد النفسية التي جمعت
بين الحب والجنس ليتشوه الحب فلسفياً وطب نفسانياً!!.فأصبح من يحب ويتحدث
في الحب ينظر في أمره بشك وريبة ، ومن يبغض ويسب ويصنف ويعادي ينظر له بثقة
وأمان !!، متناسين إنه لا أمن بلا حب ولا ظلم بلا كره .
لا
أنسى إصرار صديقتي مريم في تلك الأمسية على تحميل الأم مسؤولية انحراف
ابنتها عاطفيا وعدم إحاطتها بثقافة الحب ،فمنذ حملها وبجميع المراحل لابد
أن تحتوي ابنتها وتوعيها وتكون قريبة منها خصوصا عند مرحلة البلوغ حيث
البلوغ العاطفي فلتقترب الأم من أبنتها وتوجه عواطفها وتثقفها عاطفياً ،
كنت أحاول أن أناقض كلامها (لزوم الحوار الحماس)
، ولكنها تصر وتؤكد وتصر وتؤكد على أن الأم هي المسئولة مهما كثرت الأسباب
الثانوية، وأن هذا هو عملها الأساسي ، مع وجود أمهات مقصرات حتى وإن كن
متفرغات للتربية (العمل الأساس للمرأة ) وذلك باعتراف الحاضرات ،
وحتى لا تبرر الفتيات انحرافهن ببعد الأم أكدت لهن أن أمهاتهن أعطوا حبا
بطريقتهن في مراحل وحان دور الفتاة لتعطي أمها الحب فتلعب معها وتعودها على
كلماتها الطيبة وتشاركها أفكارها !! وتقترب هي من أمها (فأمها الآن تحتاج حبها ) .
هذا غير إن كل إنسان مسئول مسؤولية تامة عن كل تصرفاته فلا يرمي بالسبب على أحد ، فعندما قال تعالى ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)
يدل إن الإنسان مسئول عما يستوعب ويدخل في وعيه ومن ثم عن تصرفاته ومخرجات
وعيه ، أي أن الإنسان قادر على ضبط نفسه ولن يُسأل إلا لأنه قادر على
ضبطها ،فلا يحمل أحد سبب انحرافه ، وليسعى للحب الحقيقي.
وصيتي ( إن وقع قلبك في حب عابر وليس بعامر ، فأقطع كل السبل الموصلة للمحبوب ، الحب ليس حرام ولكن العلاقة حرام ، فأرفع شعار ** الحب الحقيقي يستحق الانتظار** )
حصة أحمد الأسمري
إصلاحية ومهتمة بشؤون المرأة والمجتمع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..