أين الإعلان من مسلسل «عمر» ؟ هل تشكك
المعلن التاجر في مشروعية تجسيد الخلفاء الراشدين .. فهرب
علي فقندش (جدة)
يلاحظ
المتابع للشاشة غياب الإعلان التجاري عن مسلسل «عمر الفاروق» على شاشة mbc بشكل واضح
جدا منذ العرض الأول للحلقات على عكس ماهو في الأعمال
التلفزيونية الأخرى هذا الشهر. رغم المشاهدة الأكبر والأقوى لهذا المسلسل دون غيره
من أكبر وأضخم إنتاج هذا العام من الأعمال الفنية التلفزيونية، الأمر الذي جعلنا
نتوقف كثيرا أمام هذه الظاهرة العكسية التي بالفعل لا تعتبر غريبة إذا ما أخذنا في
الاعتبار عوامل أخرى جد هامة منها موضوع حماسة المشاهدة لعمل يستعرض حياة الفاروق
عمر بن الخطاب بطريقة مغايرة عما هو سائد ولأول مرة بتجسيد شخصية عمر (رضي الله
عنه) على الشاشة من خلال الممثل الشاب والجديد على أعين المشاهدين سامر إسماعيل
وهو الأمر الذي لا نشك أبدا في أنه سبب مباشر لنشوء هذا الحدث غير الطبيعي في
طردية العمل الفني، والعامل التجاري الذي يمثله الإعلان التلفزيوني الذي هو في
الواقع الشريان المغذي لقوة الإنتاج، لذا وجب علينا التوقف قليلا هنا، وتحديدا
أمام عدة أسئلة منها:
هل
كان هذا العامل الطارئ على الأعمال التاريخية الملامسة لظهور الإسلام والغريب على
كثيرين من أن يتعامل مع شخصيات نالت الكثير من التشريف والابتعاد بها كثيرا من أن
يجسدها ممثلون ؟ هل ابتعاد المعلن عنها خوفا على منتجه من المقاطعة أو على الأقل
من عدم الرضا ؟ فتأتي حملته الإعلانية بعائد عكسي مع ملاحظة أن نفس هذا المشاهد
الذي من الممكن أن يقاطعه هو أول من يحرص على مشاهدة المسلسل في عروضه المتكررة
أيضا.
وسؤال
آخر هل يمكن أن تعوض خطوة شراء هذا العمل من قبل تركيا وإندونيسيا وماليزيا
وتقديمه مدبلجا بالتزامن مع عرضه عربيا ضخامة ميزانية المسلسل الذي أنتجته mbc وتلفزيون دولة قطر؟
وسؤال
ثالث جد مهم هل سيصبح تجسيد هذه الشخصيات التي كان تجسيدها قبل عهد قريب أمرا جللا
وحدا لا ينبغي الاقتراب منه وملامسته، هل سيصبح أمرا عاديا بل ويكون أشبه بفتح باب
لمن يفكر في تجسيد مثل هذه الشخصيات وربما الأنبياء (كرمهم الله) كما حدث في
هوليوود منذ أكثر من نصف قرن عندما قدمت شخصيات سيدنا المسيح عيسى بن مريم وأمه
البتول مريم في كثير من الأفلام العالمية، كذلك موسى (عليه السلام) في أشهر أفلام
هوليوود في الأربعينيات وربما الخمسينيات «الوصايا العشر» ، كذلك أفلام يوسف (عليه
السلام) وغيرها . . بمعنى هل سيستمرئ المنتج العربي التعامل مع هذه الشخصيات
والعمل على تقديمها وربما على غير قدر ممكن من الحذر في ملامسة حدود احترامها
طالما أنها ليست على قدر من القدسية التي لا تحتم الابتعاد عن تناولها في الأعمال
الفنية.
سؤال
أخير هل فعلا سنصطدم في المستقبل القريب بمن يجسد شخصية سيد الخلق محمد (عليه
الصلاة والسلام) تحقيقا لما تناولته و تناقلته الأخبار القادمة من أن إيران تستعد
لإنتاج مسلسل عن المصطفى (صلى الله عليه وسلم) فيه تجسيد لشخصيته وعندها تكون ورقة
التوت قد سقطت بالفعل عن عوراتنا، وعندها أيضا نكون قد دخلنا جدلية عظيمة ليس لها
حدود في العمل الفني العربي والإسلامي رغم ماقد يأتي به المبررون آنذاك لهكذا
خطوة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..